عبدالله الفضلي
05-01-2005, 12:04
التــَـــــــــــــبَـرُّك
تقول : تبرك يتبرك تبركاً. مأخوذ من البركة.
قال أبو منصور في « تهذيب اللغة » (10/231) :
« وأصل البركة : الزيادة والنماء » .
فالبركة : زيادة ونماء في شيءٍ يريده المتـبرك في تـبركه بـما تـبرك به .
وهذه الزيادة والنماء قد تكون في أمكنةٍ وقد تكون في ذوات وقد تكون في صفاتٍ، هذا على مقتضى ورودها اللغوي، وأما الشرعي فيأتي تفصيل الكلام فيه إن شاء الله .
ومن الأول قولــه تعــالى : {وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها }، وقـولــه : {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها}. وقوله : {لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض}، وقوله : {وقل رب أنزلني منزلاً مباركاً}.
ومن الثاني قوله تعالى : {وباركنا عليه وعلى إسحاق، ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين}، وقوله تعالى في قصة نوح : {اهبط بسلامٍ منا وبركاتٍ عليك وعلى أمم ممن معك}.
ومن الثالث قوله تعالى : {فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} وقوله : {وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون}.
وإذا تدبرت كتاب الله العزيز وجدت أنه يدل على أن البركة من الله، وتُطلب منه سبحانه وتعالى وحده، وهو يضعها فيمن شاء من خلقه، وفي ما شاء من بريته.
قال تعالى : {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}، وقال : {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}، وقال : {تبارك الذي جعل في السـماء بروجاً} وقال : {فتبارك الله أحسن الخالقـين} وقال : {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام} والآيات الواردة بلفظ «تبارك» كثرة.
ولفظ «تبارك» لم يرد في كتاب الله إلا مسنداً إلى الله، وهي صيغة مفيدة أعظم أنواع معنى البركة، وأكثرها نفعاً، وأعمقها متعلقاً وأثراً.
فالبركة لله، والله سبحانه وتعالى أخبر أنه أعطى بركة لأصنافٍ من خلقه :
فمن ذلك :
1 ـ الأنبياء والــرسـل، كما قال تعــالى : {وبــاركنا عليه وعلى إسحاق} وقال في إبراهيم وأهل بيته : {رحمة الله وبركاته عليكـم أهل البيت} .
وقال في نوح {اهبط بسلامٍ منا وبركاتٍ عليك}. وقال عيسى عليـــه السلام : {وجعلني مباركاً أينما كنت}.
2 ـ ون ذلك وضعه البركة في أماكن العبادة كالمسجد الأقصى والمسجد الحرام قال تعالى :
{سبحــان الـذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}، وقال تعالى : {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً}.
3 ـ ومن ذلك إخباره عن ما أنزله من الذكر أنه مبارك قال تعالى : {وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون} وهذا الذكر هو القرآن العظيم كما قال تعالى {وهذا كتاب أنزلناه مبارك}، وقوله : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}.
فالقرآن الحكيم ذكر مبارك، وتدبر آياته عمل مبارك، ومن هذا التدبر علوم القرآن، والسنة مبينة لمجمل القرآن، وهي مباركة، واتباع القرآن والسنة مبارك، وعلومهما الناشئة عن تدبر آيات الكتاب وفقه السنة علوم مباركة.
هـذه أنـواع ثــلاثة فيهــا بركــة خــاصة، دل عليهـا الــذكر الحــكـــيم .
وهــنــاك بركـــة عـــامـة، لهـــا أنــواع أيضـــاً :
فمن ذلك :
1ـ أن المطر مبـارك لما يحصــل به من زيادة في معيش الناس وزروعهم، ونماء في ذلك قال تعالى : {ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جناتٍ وحب الحصيد}.
2ـ ومن ذلـك مبــارك مبـاركتـه تعالى ما يأتي من السـماء وما يخرج من الأرض، كـما قال : {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السـماء والأرض}.
فهذه وأشباهها، مباركة عامة يحصل بها النفع والخير، والنماء والزيادة.
ولعله يظهر أن الـبركة الخاصة اللازمة لذاتٍ ـ دون المكان والصفة ـ تكون متعدية يحصل التـبرك بأعيانها لما فيها من الـبركة اللازمة الدائمة بالذات.
وأما البركة الخاصة بمكان العبادة كالمسجد الحرام والمسجد النبوي فإن الــبركة لا تكــون متعدية بأجزاء المسجد، فلا يُتمسح بأعمدة المساجد ولا جدرانها بإجماع المسلمين، والمساجد مباركة، فعلم أن بركتهـا مهنـاها زيادة ونماء في ما يحصله العابد من الخير، فالمسجد الحرام صلاة فيه بمئة ألف صلاةٍ فيما سواه، والمسجد النبوي بألف صلاة.
وهذا نحو بركة الرسل صلوات الله عليهم، فإنها في أحدِ قسميها بركـة اتبـاع وعمـل، فالمتبع لسنتهم المهتدي بهديهم يحصل له نماء وزيادة في ثواب عمله بسبب اتباعهم فهذا معنى البركة الخاصة بقسميها.
بخلاف المباركة العامة فإنها قد تحصل في وقتٍ دون وقت، أو في نوع دون نوع. فمـما هو بين أنه ما جاء من السـماء وخرج من الأرض يكــون مباركاً دائـماً، بل إعطاؤه الـبركة من الله متعلق بأمورٍ أخــرى، إن وُجدت ُأعطي الـبركة، وإن انتفت زالت الـبركة، فهي بركة عامة من حيث ظرفها، خاصة من حيث وقتُها، غـير لازمة للشيء.
إذا تقرر هذا، فالـبركة في مواردها من الكتاب والسنة قسـمان :
الأول : بركـة ذات، وأثـرهـا أن يكون ما اتصل بتلك الذات مباركاً، وهذا النوع للأنبياء والمُرسلـين لا يشركهم فيه غيـرُهم، حتى أكــابـر أصحـاب النبي كأبي بكــر وعمـر وعثـمان وعـلي لا يشركونهم في هذه الـبركة.
ولا يتعدى أثر بركة الأنبياء إلا لمن كان على ما دعى به سائرين، وبعمله مقتــدين، وبأمره ملتزمـين وعن نهيه منتـهـين. ولذا فصحابة لم تتعد إليهم بركته في معركة أحد حين خالفوا أمره وعصوه.
وهذا النوع من تعدي الـبركة قد انقطع بعد موت النبي ، إلا ما كان من أجزاء ذاته باقياً بيقـين بعد موته عند أحد، وقد ذهب ذلك المتيقن مع انقراض قرن الصحابة رضي الله عنهم .
الثاني : بركة عمل واتباع : وهي عامة لكل من وافق عمله سنة النبي فكل مسلم فيه بركة عمل مقدرة بقدر اتباعه وموافقته لأمر الله ونهيه، بالائتـمار بالأمر، والانتهاء عن النهي .
ولــذا جاء الحـديث الـذي أخـرجه البخاري في *صحيحه* (9/569) في النخلة : « وإن من الشجر لما بركته كـبركة المسلم» .
فـلكل مسلم بركة بقدره .
وليست هي بركة ذات معلوم هذا باليقـين وما ادعاه مدع، وإنـما هي بركة عمل .
وفي الصالحـين من عباد الله المتبعـين بركة عمل واتباع بقدر ما فيهم من مقتضيات تلك الــبركة، فالعالم بالسنة له بركة علـم، والحافظ لكتاب الله الواقف عند حدوده فيه بركة ٌ من أثر ذلك، وهكذا.
وإن أعلى الصالحين بركة أشدهم اتباعاً لدين الإسلام، ومحافظة على واجباته، ومباعدة عن محرماته.
ومن المحـرمــات أفعـال القلوب، فكـم من مبتعـد عن محرمات الجوارح، خائض في محرمات القلوب، ولا يبالي .
وبهذا تجتمع النصوص، فما كان من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فهو مما اجتمع فيه نوعي البركة.
وما كان من غيرهم فهم ممـا بورك فيهم بركة عمل وعلم واتباع .
ولذا تجد أثر هذه الـبركة لا يتعدى إلا بالأعـمال لا بالذات ولا بأجزائها .
واذا قال ُأسَيْد بن حُضَـيْر في سبب مشروعية التيمم : «لقد بارك الله للناس فيكم ياآل أبي بكر» أخرجه البخاري في « التفسير» من صحيحه .
واللفظ المروي عند الشيخين البخاري ومسلم : «ما هي بأول بركتكم ياآل أبي بكر» ومعنى اللفظين واحد. ومعلوم أنه ما كان أسيد ولا غـيره يبتغي من أبي بكر أو آله بركة ذاتٍ كـما كانوا يفعلونه مع النبي ، من التـبرك بشعره ونحوه .
وإنـما هي بركة عمل هو الإيـمان والتصديق والنصرة والاتباع .
ومن ذلك ما قالته عائشة رضي الله عنها لما تزوج النبي جويرية بنت الحـارث قالت : «فـما رأيت امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها» أخرجه أحمد في «المسند» (6/277)، وأبو داوود في «السنن» بإسنادٍ جيد.
فهذه بركة عمل لتزوج النبي بها، فكان أن سبب ذلك عتقَ كثـير من قومها .
منقول من كتاب؟؟
هذه مفاهيمنـا . . .
لـلعلامة /
صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ،،
تقول : تبرك يتبرك تبركاً. مأخوذ من البركة.
قال أبو منصور في « تهذيب اللغة » (10/231) :
« وأصل البركة : الزيادة والنماء » .
فالبركة : زيادة ونماء في شيءٍ يريده المتـبرك في تـبركه بـما تـبرك به .
وهذه الزيادة والنماء قد تكون في أمكنةٍ وقد تكون في ذوات وقد تكون في صفاتٍ، هذا على مقتضى ورودها اللغوي، وأما الشرعي فيأتي تفصيل الكلام فيه إن شاء الله .
ومن الأول قولــه تعــالى : {وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها }، وقـولــه : {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها}. وقوله : {لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض}، وقوله : {وقل رب أنزلني منزلاً مباركاً}.
ومن الثاني قوله تعالى : {وباركنا عليه وعلى إسحاق، ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين}، وقوله تعالى في قصة نوح : {اهبط بسلامٍ منا وبركاتٍ عليك وعلى أمم ممن معك}.
ومن الثالث قوله تعالى : {فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} وقوله : {وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون}.
وإذا تدبرت كتاب الله العزيز وجدت أنه يدل على أن البركة من الله، وتُطلب منه سبحانه وتعالى وحده، وهو يضعها فيمن شاء من خلقه، وفي ما شاء من بريته.
قال تعالى : {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}، وقال : {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}، وقال : {تبارك الذي جعل في السـماء بروجاً} وقال : {فتبارك الله أحسن الخالقـين} وقال : {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام} والآيات الواردة بلفظ «تبارك» كثرة.
ولفظ «تبارك» لم يرد في كتاب الله إلا مسنداً إلى الله، وهي صيغة مفيدة أعظم أنواع معنى البركة، وأكثرها نفعاً، وأعمقها متعلقاً وأثراً.
فالبركة لله، والله سبحانه وتعالى أخبر أنه أعطى بركة لأصنافٍ من خلقه :
فمن ذلك :
1 ـ الأنبياء والــرسـل، كما قال تعــالى : {وبــاركنا عليه وعلى إسحاق} وقال في إبراهيم وأهل بيته : {رحمة الله وبركاته عليكـم أهل البيت} .
وقال في نوح {اهبط بسلامٍ منا وبركاتٍ عليك}. وقال عيسى عليـــه السلام : {وجعلني مباركاً أينما كنت}.
2 ـ ون ذلك وضعه البركة في أماكن العبادة كالمسجد الأقصى والمسجد الحرام قال تعالى :
{سبحــان الـذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}، وقال تعالى : {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً}.
3 ـ ومن ذلك إخباره عن ما أنزله من الذكر أنه مبارك قال تعالى : {وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون} وهذا الذكر هو القرآن العظيم كما قال تعالى {وهذا كتاب أنزلناه مبارك}، وقوله : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}.
فالقرآن الحكيم ذكر مبارك، وتدبر آياته عمل مبارك، ومن هذا التدبر علوم القرآن، والسنة مبينة لمجمل القرآن، وهي مباركة، واتباع القرآن والسنة مبارك، وعلومهما الناشئة عن تدبر آيات الكتاب وفقه السنة علوم مباركة.
هـذه أنـواع ثــلاثة فيهــا بركــة خــاصة، دل عليهـا الــذكر الحــكـــيم .
وهــنــاك بركـــة عـــامـة، لهـــا أنــواع أيضـــاً :
فمن ذلك :
1ـ أن المطر مبـارك لما يحصــل به من زيادة في معيش الناس وزروعهم، ونماء في ذلك قال تعالى : {ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جناتٍ وحب الحصيد}.
2ـ ومن ذلـك مبــارك مبـاركتـه تعالى ما يأتي من السـماء وما يخرج من الأرض، كـما قال : {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السـماء والأرض}.
فهذه وأشباهها، مباركة عامة يحصل بها النفع والخير، والنماء والزيادة.
ولعله يظهر أن الـبركة الخاصة اللازمة لذاتٍ ـ دون المكان والصفة ـ تكون متعدية يحصل التـبرك بأعيانها لما فيها من الـبركة اللازمة الدائمة بالذات.
وأما البركة الخاصة بمكان العبادة كالمسجد الحرام والمسجد النبوي فإن الــبركة لا تكــون متعدية بأجزاء المسجد، فلا يُتمسح بأعمدة المساجد ولا جدرانها بإجماع المسلمين، والمساجد مباركة، فعلم أن بركتهـا مهنـاها زيادة ونماء في ما يحصله العابد من الخير، فالمسجد الحرام صلاة فيه بمئة ألف صلاةٍ فيما سواه، والمسجد النبوي بألف صلاة.
وهذا نحو بركة الرسل صلوات الله عليهم، فإنها في أحدِ قسميها بركـة اتبـاع وعمـل، فالمتبع لسنتهم المهتدي بهديهم يحصل له نماء وزيادة في ثواب عمله بسبب اتباعهم فهذا معنى البركة الخاصة بقسميها.
بخلاف المباركة العامة فإنها قد تحصل في وقتٍ دون وقت، أو في نوع دون نوع. فمـما هو بين أنه ما جاء من السـماء وخرج من الأرض يكــون مباركاً دائـماً، بل إعطاؤه الـبركة من الله متعلق بأمورٍ أخــرى، إن وُجدت ُأعطي الـبركة، وإن انتفت زالت الـبركة، فهي بركة عامة من حيث ظرفها، خاصة من حيث وقتُها، غـير لازمة للشيء.
إذا تقرر هذا، فالـبركة في مواردها من الكتاب والسنة قسـمان :
الأول : بركـة ذات، وأثـرهـا أن يكون ما اتصل بتلك الذات مباركاً، وهذا النوع للأنبياء والمُرسلـين لا يشركهم فيه غيـرُهم، حتى أكــابـر أصحـاب النبي كأبي بكــر وعمـر وعثـمان وعـلي لا يشركونهم في هذه الـبركة.
ولا يتعدى أثر بركة الأنبياء إلا لمن كان على ما دعى به سائرين، وبعمله مقتــدين، وبأمره ملتزمـين وعن نهيه منتـهـين. ولذا فصحابة لم تتعد إليهم بركته في معركة أحد حين خالفوا أمره وعصوه.
وهذا النوع من تعدي الـبركة قد انقطع بعد موت النبي ، إلا ما كان من أجزاء ذاته باقياً بيقـين بعد موته عند أحد، وقد ذهب ذلك المتيقن مع انقراض قرن الصحابة رضي الله عنهم .
الثاني : بركة عمل واتباع : وهي عامة لكل من وافق عمله سنة النبي فكل مسلم فيه بركة عمل مقدرة بقدر اتباعه وموافقته لأمر الله ونهيه، بالائتـمار بالأمر، والانتهاء عن النهي .
ولــذا جاء الحـديث الـذي أخـرجه البخاري في *صحيحه* (9/569) في النخلة : « وإن من الشجر لما بركته كـبركة المسلم» .
فـلكل مسلم بركة بقدره .
وليست هي بركة ذات معلوم هذا باليقـين وما ادعاه مدع، وإنـما هي بركة عمل .
وفي الصالحـين من عباد الله المتبعـين بركة عمل واتباع بقدر ما فيهم من مقتضيات تلك الــبركة، فالعالم بالسنة له بركة علـم، والحافظ لكتاب الله الواقف عند حدوده فيه بركة ٌ من أثر ذلك، وهكذا.
وإن أعلى الصالحين بركة أشدهم اتباعاً لدين الإسلام، ومحافظة على واجباته، ومباعدة عن محرماته.
ومن المحـرمــات أفعـال القلوب، فكـم من مبتعـد عن محرمات الجوارح، خائض في محرمات القلوب، ولا يبالي .
وبهذا تجتمع النصوص، فما كان من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فهو مما اجتمع فيه نوعي البركة.
وما كان من غيرهم فهم ممـا بورك فيهم بركة عمل وعلم واتباع .
ولذا تجد أثر هذه الـبركة لا يتعدى إلا بالأعـمال لا بالذات ولا بأجزائها .
واذا قال ُأسَيْد بن حُضَـيْر في سبب مشروعية التيمم : «لقد بارك الله للناس فيكم ياآل أبي بكر» أخرجه البخاري في « التفسير» من صحيحه .
واللفظ المروي عند الشيخين البخاري ومسلم : «ما هي بأول بركتكم ياآل أبي بكر» ومعنى اللفظين واحد. ومعلوم أنه ما كان أسيد ولا غـيره يبتغي من أبي بكر أو آله بركة ذاتٍ كـما كانوا يفعلونه مع النبي ، من التـبرك بشعره ونحوه .
وإنـما هي بركة عمل هو الإيـمان والتصديق والنصرة والاتباع .
ومن ذلك ما قالته عائشة رضي الله عنها لما تزوج النبي جويرية بنت الحـارث قالت : «فـما رأيت امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها» أخرجه أحمد في «المسند» (6/277)، وأبو داوود في «السنن» بإسنادٍ جيد.
فهذه بركة عمل لتزوج النبي بها، فكان أن سبب ذلك عتقَ كثـير من قومها .
منقول من كتاب؟؟
هذه مفاهيمنـا . . .
لـلعلامة /
صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ،،