احمد الفضيلي
25-09-2007, 05:56
كيف تكون محبوبآ
--------------------------------------------------------------------------------
[الحمد لله الذي سبقت رحمته غضبه، وسبقت محبته بغضه، وسبق رضاه كرهه.. لا إله إلا هو، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن.. لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
وأصلي وأسلم على حبيبي وقدوتي وقرةِ عيني رسولِ اللهِ وآله وصحبه ومن والاه.
أحبتي في الله
في الآونة الأخيرة كثرت في المكتبات عناوين لكتب مثل؛ كيف تكون شخصية محبوبة، الشخصية الجذابة، كيف يحبك الناس، كيف تحب الناس ويحبونك .. الخ من العناوين التي تشي بما يعتمل في صدور الناس.. فالكل يبحث عن هذا العنوان الجميل "الحب" رجال ونساء.. كبار وصغار.
وبإمكانك أن تكسب قلوب الناس بالإحسان إليهم، وبذل المعروف لهم، وقضاء حوائجهم، كما يقول الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهُمُ *** فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
ولكنَّ هذا أمده قصير، ينتهي بتطاول الزمان، والنسيان.
إذن ما هو السبيل لاستمرارية هذا الحب في قلوب الناس؟
إنه المدد من رب الناس وخالقهم، ولا يمكن أن تحصل على هذا المدد إلا بحب الله لك، ولا يحبك الله حتى تتقرب إليه بما يحب، وتبتعد عما يكره:
يقول الله تعالى في الحديث القدسي: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" البخاري
إذن إضافةً لعدمِ إضاعةِ الفرائض، وأدائها كما أمر الله، وعدم إتيان المعاصي.. يتقربُ العبدُ إلى الله بالنوافل (وهو ما زاد على الفريضة)، من صلاة مثل؛ صلاة الضحى، صلاة الليل، ركعتي الوضوء.. وغيرها من الصلوات، ومن صيام مثل؛ الاثنين والخميس، والثلاثة أيام البيض... الخ، ومن صدقةٍ وغيرها من الطاعات والقربات... فيؤدي ذلك إلى محبة الله للعبد، ومحبة الله تؤدي إلى محبة الناس للعبد، كما ورد في الحديث قولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل: إن الله قد أحب فلاناً فأحِبَّه، فيُحِبُّه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلاناً فأحِبُّوه، فيُحِبُّه أهل السماء، ويوضع له القبول في أهل الأرض) البخاري
وفي رواية الإمام أحمد: (فيُلقى حُبُّهُ على أهل الأرض فيُحَب)
يقول الواعظ يحيى بن معاذ رحمه الله: 'على قدر حبك لله، يحبك الخلق'.
ويقول التابعي الجليل هرم بن حيان رحمه الله: 'ما أقبلَ عبدٌ بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه، حتى يرزقَهُ ودهم'.
إذن فحبُّ الناس وإقبالُهم عليك هو ترمومتر علاقتِك وإقبالِ قلبِكَ على الله جل جلاله.
بل إنك كلما تقربت إلى الله بالطاعات، ازددت حباً له.. وزدتَّ في طاعاتك لأنك تشعر بالراحة واللذة... وهكذا تدخل في دائرة لا نهاية لها من السمو الروحي الذي وصفه أحد الصالحين بقوله: "نحن في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف"
ولكي تضمن استمرارية محبة الله لك.. عليك أن تحب ما يحب، وتكره ما يكره؛
فالله جل جلاله: {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ، و{يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} ، و{يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} ، و{يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} ، و{يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين}... الخ، فاحرص على أن تتصف بصفات من يحبهم الله.
كما إن الله جل جلاله: {لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} ، و{لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} ، و{لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} ، و{لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} ، و{لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين} ، و{لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} .. الخ، فاحرص على أن تبتعد عما لا يحب الله.
فإذا ما اتصفت بما يحب الله، ونفرت مما لا يحب، فزت بحب الله، وحب عباده الصالحين، وفزت بجنات النعيم المقيم.
وقبل ذلك وبعده لكي تحب الله بما يستحق، عليك أن تتعرف على الله بأسمائه وصفاته؛ بعظمته، ورحمته، وقدرته، وقوته... الخ من صفاته العلى، وأسمائه الحسنى، كي تستشعر أنك تحب من يستحق الحب كله.
هنالك يفيض الحب على جوارحك، وعلى مَن حولك؛ من زوجة وأبناء وبنات، وقبلهم والديك، فترفرف أجنحةُ السعادة على حياتك، والرضا بما يكتب الله لك مهما كان، لأنه خيرٌ لك في كل حال، كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن. إن أمرَهُ كُلَّهُ خير. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراءُ شكر. فكان خيراً له. وإن أصابته ضراءُ صبر. فكان خيرا له" مسلم
والحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والسلام على معلم البشرية الخير.
م
ن
ق
و
ل
--------------------------------------------------------------------------------
[الحمد لله الذي سبقت رحمته غضبه، وسبقت محبته بغضه، وسبق رضاه كرهه.. لا إله إلا هو، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن.. لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
وأصلي وأسلم على حبيبي وقدوتي وقرةِ عيني رسولِ اللهِ وآله وصحبه ومن والاه.
أحبتي في الله
في الآونة الأخيرة كثرت في المكتبات عناوين لكتب مثل؛ كيف تكون شخصية محبوبة، الشخصية الجذابة، كيف يحبك الناس، كيف تحب الناس ويحبونك .. الخ من العناوين التي تشي بما يعتمل في صدور الناس.. فالكل يبحث عن هذا العنوان الجميل "الحب" رجال ونساء.. كبار وصغار.
وبإمكانك أن تكسب قلوب الناس بالإحسان إليهم، وبذل المعروف لهم، وقضاء حوائجهم، كما يقول الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهُمُ *** فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
ولكنَّ هذا أمده قصير، ينتهي بتطاول الزمان، والنسيان.
إذن ما هو السبيل لاستمرارية هذا الحب في قلوب الناس؟
إنه المدد من رب الناس وخالقهم، ولا يمكن أن تحصل على هذا المدد إلا بحب الله لك، ولا يحبك الله حتى تتقرب إليه بما يحب، وتبتعد عما يكره:
يقول الله تعالى في الحديث القدسي: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" البخاري
إذن إضافةً لعدمِ إضاعةِ الفرائض، وأدائها كما أمر الله، وعدم إتيان المعاصي.. يتقربُ العبدُ إلى الله بالنوافل (وهو ما زاد على الفريضة)، من صلاة مثل؛ صلاة الضحى، صلاة الليل، ركعتي الوضوء.. وغيرها من الصلوات، ومن صيام مثل؛ الاثنين والخميس، والثلاثة أيام البيض... الخ، ومن صدقةٍ وغيرها من الطاعات والقربات... فيؤدي ذلك إلى محبة الله للعبد، ومحبة الله تؤدي إلى محبة الناس للعبد، كما ورد في الحديث قولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل: إن الله قد أحب فلاناً فأحِبَّه، فيُحِبُّه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلاناً فأحِبُّوه، فيُحِبُّه أهل السماء، ويوضع له القبول في أهل الأرض) البخاري
وفي رواية الإمام أحمد: (فيُلقى حُبُّهُ على أهل الأرض فيُحَب)
يقول الواعظ يحيى بن معاذ رحمه الله: 'على قدر حبك لله، يحبك الخلق'.
ويقول التابعي الجليل هرم بن حيان رحمه الله: 'ما أقبلَ عبدٌ بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه، حتى يرزقَهُ ودهم'.
إذن فحبُّ الناس وإقبالُهم عليك هو ترمومتر علاقتِك وإقبالِ قلبِكَ على الله جل جلاله.
بل إنك كلما تقربت إلى الله بالطاعات، ازددت حباً له.. وزدتَّ في طاعاتك لأنك تشعر بالراحة واللذة... وهكذا تدخل في دائرة لا نهاية لها من السمو الروحي الذي وصفه أحد الصالحين بقوله: "نحن في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف"
ولكي تضمن استمرارية محبة الله لك.. عليك أن تحب ما يحب، وتكره ما يكره؛
فالله جل جلاله: {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ، و{يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} ، و{يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} ، و{يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} ، و{يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين}... الخ، فاحرص على أن تتصف بصفات من يحبهم الله.
كما إن الله جل جلاله: {لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} ، و{لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} ، و{لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} ، و{لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} ، و{لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين} ، و{لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} .. الخ، فاحرص على أن تبتعد عما لا يحب الله.
فإذا ما اتصفت بما يحب الله، ونفرت مما لا يحب، فزت بحب الله، وحب عباده الصالحين، وفزت بجنات النعيم المقيم.
وقبل ذلك وبعده لكي تحب الله بما يستحق، عليك أن تتعرف على الله بأسمائه وصفاته؛ بعظمته، ورحمته، وقدرته، وقوته... الخ من صفاته العلى، وأسمائه الحسنى، كي تستشعر أنك تحب من يستحق الحب كله.
هنالك يفيض الحب على جوارحك، وعلى مَن حولك؛ من زوجة وأبناء وبنات، وقبلهم والديك، فترفرف أجنحةُ السعادة على حياتك، والرضا بما يكتب الله لك مهما كان، لأنه خيرٌ لك في كل حال، كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن. إن أمرَهُ كُلَّهُ خير. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراءُ شكر. فكان خيراً له. وإن أصابته ضراءُ صبر. فكان خيرا له" مسلم
والحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والسلام على معلم البشرية الخير.
م
ن
ق
و
ل