المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستقامة سبيلنا في الحياة


بنت الطائي
19-10-2007, 11:10
الاستقامه سبيلنا في الحياة
صفات الثقافة الحية

اذا تحول نظر الانسان وقلبه الى الأهداف السامية في الحياة، فهو لاريب سيتغير موقفه مـن الدنيا وسلوكه فيها. فالأهداف عظيمة والفرصة قصيرة، اذا لابد مـن ترك اللعب واللهو الى الجد والاجتهاد، وترك الزينة الى ما ينفع، والتفاخر والتكاثر في الأموال والأولاد الى التسابق في الخيرات والصالحات الباقيات.
تلك الأهداف كفيلة بأن تجعله في ذروة الفاعلية، وتحيل المجتمع الى بركان متفجر مـن الحيوية والاجتهاد، ورائداً في فضيلة التسليم للقيادة الرسالية والاستجابة لدعوتها، وفي هذا الخصوص يقول الله تعالى: (سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
فلا يظن أحد أنه يمـن على ربه بالايمان أو انه يحصل عليه بجهده أو يدخل الجنة بسعيه، إنما بفضل الله ومـنه يحظى الانسان بالايمان ويدخل الجنة.
بلى؛ إن إرادة الانسان وسعيه ضروري، كما قال ربنا سبحانه: (ومـن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمـن فاولئك كان سعيهم مشكورا)، ولكن التوفيق الى ذلك جزء مـن فضله تعالى.
وما دمـنا في مقام رب عظيم، ذو فضل عظيم ومغفرة عظيمة ورضوان؛ فـمـن السفه أن نرضى لأنفسنا بالأدنى ونشتغل بالتوافه تاركين وراءنا ذلك الفضل العظيم.
وحيث يعيش المؤمـنون في الدنيا، ويسابقون الى فضل الله، فلابد أن يستوعبوا طبيعتها المتغيرة لكي لا تترك آثارها السلبية عليهم؛ ففيها الغنى والفقر والعافية والمرض والقوة والضعف والنصر والهزيمة والزيادة والنقص.. ولابد ان يستقيموا على كل حال. فالذي يتغير مع الظروف والمتغيرات لايصل إلى أهدافه وطموحاته، لأنه حتما ستضله النعمة بطراً والمصيبة ياساً، أو يعطي ويسابق حيث تسود هذه الحالة المجتمع ويلقى التشجيع إليها، ولكنه يتوقف حيث توقف الآخرون، فكيف يحصل الانسان على الثبات؟
أولاً: بالمعرفة العميقة بطبيعة الدنيا على ضوء الآية الكريمة: (إعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد.. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور)، والرغبة في فضل الله، مما يزهد الانسان فيها، فلا يفرح حين تقبل الدنيا عليه ولا يحزن حين تدبر عنه لأنها ليست بذات شان عظيم عنده.
يقول الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الناس ثلاثة؛ زاهد وصابر وراغب، فاما الزاهد فقد خرجت الاحزان والافراح مـن قلبه، فلا يفرح بشيء مـن الدنيا ولا يأسى على شيء مـنها فاته فهو مستريح"، وقال عليه السلام: "الزهد كله بين كلمتين في القرآن، قال الله تعالى:( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) ومـن لم يأس على الماضي، ولم يفرح بالآتي، فقد آخذ الزهد بطرفيه".
ونقل عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنه رأى جابر بن عبد الله رضوان الله عليه وقد تنفس الصعداء (التنفس الطويل مـن هم او تعب)، فقال عليه السلام: "يا جابر؛ علامَ تنفسك، أعلى الدنيا؟" فقال جابر: نعم، فقال له: "ياجابر ملاذ الدنيا سبعة: المأكول والمشروب والملبوس والمـنكوح والمركوب والمشموم والمسموع فألذ المأكولات العسل وهو بصق مـن ذبابة، وأحلى المشروبات الماء وكفى باباحته وسباحته على وجه الارض، وأعلى الملبوسات الديباج وهو مـن لعاب دودة، وأعلى المـنكوحات النساء وهو مبال في مبال، ومثال لمثال وانما يراد أحسن ما في المرأة لأقبح ما فيها، وأعلى المركوبات الخيل وهو قواتل، وأجل المشمومات المسك وهو دم مـن سرة دابة، وأجل المسموعات الغناء والترنم وهو إثم، فـما هذه صفته لم يتنفس عليه عاقل" قال جابر: فو الله ما خطرت الدنيا بعدها على قلبي.
ثانياً: الرضى والتسليم بالقضاء الذي يأذن به الله فيقع، وهو أرفع درجة مـن الزهد، بل ارفع درجات الايمان لقول الامام علي بن الحسين عليهما السلام وقد سئل عن الزهد فقال: "الزهد عشرة أجزاء، فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع، وأعلى درجات الورع أدنى درجات اليقين، وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضى".
ولايسمو الانسان إلا بالرضى إلا إذا آمـن بأن كل ما يحدث في الوجود بتقدير مسبق مـن الله تعالى. فذلك بدل أن يؤثر فيه سلبا باتجاه الانحراف، يؤكد فيه الانتماء إلى مسيرة الحق، والتوحيد المخلص لله بدل الشرك.
قال الله تعالى: ( ولنبلونكم بشيء مـن الخوف والجوع ونقص مـن الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون)، لأنهم يعتقدون بهذه الحقيقة: (ما أصاب مـن مصيبة في الارض ولا في انفسكم إلا في كتاب مـن قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير).
ولهذه الآية الكريمة علاقة وثيقة بالدعوة الى التسابق، وهي أن المتغيرات السلبية في حياة الانسان ـ المصيبة ـ قد تصيبه بالاحباط النفسي الذي يفقده الفاعلية اللازمة للتسابق ولاشك ان الايمان بالقضاء والقدر مانع عن الاحباط في الضراء، كما هو حاجز عن الاغترار في السراء.

راعي العليا
19-10-2007, 11:28
فلا يفرح حين تقبل الدنيا عليه ولا يحزن حين تدبر عنه لأنها ليست بذات شان عظيم عنده

بارك الله فيك

اجدتي بالموضوع يعطيك العافيه

رياض الفضيلي
19-10-2007, 11:37
.

الاخت الفاضلة / شيخة الفضول

مواضيعك الطيبة توحي انك شيخة بمعنى الكلمة

الله يثيبك ويكتبلك الاجر والثواب لما تقدميه من مواضيع ربانيه

نستفيد منها جميعا , ويستفيد ايظا كل من يدخل منتدانا من زوار وضيوف
.................................................. ..........................

الاية رقم 20 من سورة الحديد / ذكرتي الجزء الاول منها وتركتي الجزء الاوسط
واكملتيها بالجزء الاخير . .. واكيد خطء مطبي .. بامكانك تعديل الايه


وبارك الله فيك اينما كنتي


بومشعل

احمد الفضيلي
19-10-2007, 11:57
الاخت الفاضله شيخة الفضول تراك اسم على مسمى شيخه بمعنى الكلمه
بارك الله فيك على موضوعك
وجزاك الله خير الجزاء

ناصر السيف
20-10-2007, 12:43
شيخة الفضول








تسلمي على الموضع






دمتي بخير

سلامه العايد
20-10-2007, 02:58
شيختنااااا



الله يعطيك الف عافيه



رحم الله والديك وتسلم يمناااك عاى الموضوع ...