فياض العروج
23-10-2007, 06:31
تدمر مدينة العجائب والغرائب والتاريخ الحافل بالبطولا
فياض العروج
من يزور مدينة العجائب والغرائب , مدينة الجمال الأخاذ والإبداع الفريد , مدينة تدمر أو عروس الصحراء لابد من أن تثير اهتمامه تلك الشواهد والمعالم الجميلة وتدفعه للتساؤل كيف أقيمت هذه المدينة وأية أيادي وعقول أنشأت هذه الحضارة وبنت قصورها ومعابدها وملاعبها ومسارحها ومقابر أهلها وسكانها ,
التدمريون صنعوا حضارة رائعة وقاوموا بشجاعة جيوش الغزاة
فكل شيء من تدمر يدعو للتأمل والتفكير وهل تؤكد فعلاً بأن حضارة التدمريين سبقت حضارة الرومان بألف عام ومايزيد عنها بقرون وقرون
قبل أن أنتقل مع القارئ الكريم إلى تلك الربوع الجميلة ذات التاريخ المجيد والسير الرائعة لابد لي من القول بأنني لا أحاول الكتابة عن تاريخ تدمر وماضيها الحافل بالبطولات ولكنني أشير إلى بعض الملامح والمعالم الملفتة للنظر بدءاً من مدخل المدينة أو مايطلق عليه الطريق المستقيم والأعمدة الضخمة المنتشرة على جانبيه برؤوسها المزخرفة ونقوشها الجميلة وقاماتها العالية وضخامتها الكبيرة ..
قد تكون الأعمدة الموجودة في المدن التاريخية الأثرية متشابهة بالضخامة والارتفاع وبعض النقوش والرسوم ولكن أعمدة مدينة تدمر تختلف عنها بالأهداف والمضامين , فعلى كل عمود من أعمدة مدينة تدمر نصب يحكي لك حكاية الحكماء والعظماء والقادة الشجعان وكذلك التجار والبنائين الكبار وذلك تخليداً لهؤلاء وتشجيعاً على البذل والعطاء لمن يأتي بعدهم , إضافة إلى أن التدمريين مددوا قساطل المياه بدءاً من رؤوس الأعمدة إلى الدور والمرافق مستفيدين من ارتفاعها ..
على أن مايشير صراحة إلى حضارة التدمريين المتقدمة عن حضارة الامبراطوريات القديمة هو تلك المسارح وميادين السباق والتدريب على القتال , فالمسرح القديم الذي لايزال بحالة جيدة يدل بناؤه ومداخله ومخارجه وباحته على فكرٍ نيرّ , عمل لكل شيء حسابه حتى توزيع الصوت الذي يصل إلى أبعد موقع فيه وأما الباحة الواسعة فتدل على سرعة الحركة والدوران والنزول إليها والطريق السالك لمغادرتها , وأما ميادين السباق والتدريب على القتال فليس في عصرنا هذا مايشابهها .
ومن الشواهد المثيرة جداً للاهتمام والانتباه أيضاً تلك المقابر التي أراد التدمريون تخليد أسماء وصور موتاهم فيها فهي مصممة بشكل يدعو للاعجاب , يطلق على بعضها رسم المقابر البرجية وهي فعلاً كذلك , فالمقبرة الواحدة مؤلفة من أربعة أو خمسة طوابق والقبور عبارة عن صناديق حجرية منقوش على واجهاتها صورة ساكنها واسمه وترتب إلى جانب بعضها بعضاً إلى جانب الجدران التي تضم رفات الموتى والملفت للنظر هو أن الاسماء كتبت باللغة التدمرية وبخط أحمر اللون لم يتأثر ولم تبدل لونه منذ عشرات القرون ..
أما المقابر الأرضية التي تم اكتشافها صدفة أثناء تمديد قساطل نفط العراق فهي لاتقل جمالاً عن البرجية إلا أن مايبدو من تصميمها هو أنها مقابر عائلية , ففي مدخل كل مقبرة يوجد نصب أوتمثال كبير يتصدر كبير العائلة وحوله زوجه وأولاده وأمامه كمية من أنواع الفاكهة والخضار , فالرجل يبدو بلباسه التقليدي والمرأة تبدو بكل زينتها ومصاغها وحتى ضفائر شعرها أما المقبرة في الداخل فهي مزينة بالنقوش وجدرانها محلاة بالرسوم الملوّنة الجميلة وكأنها رسمت وازدانت منذ أيام وليس منذ قرون وتتميز هذه المقابر عن المقابر البرجية بأبوابها الحجرية المحكمة الاغلاق
لقد ازدادت دهشتي من مشاهدة بعض معالم مدينة تدمر ولاسيما مدخلها المزدان بالرسوم والنقوش التي تزداد جاذبية وجمالاً كلما أشرقت الشمس وفرشت أشعتها على جدران تدمر وابنيتها أو أذنت بالغروب حيث يتحول المشهد من الدهشة إلى الاعجاب بهذا التحول , وهذا على مايبدو سرّ من اسرار مملكة تدمر التي كادت تفرش ظلالها على الشرق وتنشر فيه حضارتها المتقدمة لولا أطماع أمبراطورية الرومان وحقدها وخوفها من أن تصبح تحت حكم الملكة الشجاعة زنوبيا التي كان أسرها خدعة وهي في طريقها إلى طلب العون من بعض أصدقائها لتقضي دفاعاً عن مملكتها .
لاشك في أن هناك أشياء كثيرة يمكن كتابتها عن مدينة تدمر التي قاومت حصار الرومان فترات طويلة ودافع رجالها الشجعان عن مدينتهم بكل قدراتهم دون أن يستسلموا للغزاة ولكني اترك الكتابة عن تاريخ المدينة العجيبة لمن هو صاحب الاختصاص ..
فياض العروج
من يزور مدينة العجائب والغرائب , مدينة الجمال الأخاذ والإبداع الفريد , مدينة تدمر أو عروس الصحراء لابد من أن تثير اهتمامه تلك الشواهد والمعالم الجميلة وتدفعه للتساؤل كيف أقيمت هذه المدينة وأية أيادي وعقول أنشأت هذه الحضارة وبنت قصورها ومعابدها وملاعبها ومسارحها ومقابر أهلها وسكانها ,
التدمريون صنعوا حضارة رائعة وقاوموا بشجاعة جيوش الغزاة
فكل شيء من تدمر يدعو للتأمل والتفكير وهل تؤكد فعلاً بأن حضارة التدمريين سبقت حضارة الرومان بألف عام ومايزيد عنها بقرون وقرون
قبل أن أنتقل مع القارئ الكريم إلى تلك الربوع الجميلة ذات التاريخ المجيد والسير الرائعة لابد لي من القول بأنني لا أحاول الكتابة عن تاريخ تدمر وماضيها الحافل بالبطولات ولكنني أشير إلى بعض الملامح والمعالم الملفتة للنظر بدءاً من مدخل المدينة أو مايطلق عليه الطريق المستقيم والأعمدة الضخمة المنتشرة على جانبيه برؤوسها المزخرفة ونقوشها الجميلة وقاماتها العالية وضخامتها الكبيرة ..
قد تكون الأعمدة الموجودة في المدن التاريخية الأثرية متشابهة بالضخامة والارتفاع وبعض النقوش والرسوم ولكن أعمدة مدينة تدمر تختلف عنها بالأهداف والمضامين , فعلى كل عمود من أعمدة مدينة تدمر نصب يحكي لك حكاية الحكماء والعظماء والقادة الشجعان وكذلك التجار والبنائين الكبار وذلك تخليداً لهؤلاء وتشجيعاً على البذل والعطاء لمن يأتي بعدهم , إضافة إلى أن التدمريين مددوا قساطل المياه بدءاً من رؤوس الأعمدة إلى الدور والمرافق مستفيدين من ارتفاعها ..
على أن مايشير صراحة إلى حضارة التدمريين المتقدمة عن حضارة الامبراطوريات القديمة هو تلك المسارح وميادين السباق والتدريب على القتال , فالمسرح القديم الذي لايزال بحالة جيدة يدل بناؤه ومداخله ومخارجه وباحته على فكرٍ نيرّ , عمل لكل شيء حسابه حتى توزيع الصوت الذي يصل إلى أبعد موقع فيه وأما الباحة الواسعة فتدل على سرعة الحركة والدوران والنزول إليها والطريق السالك لمغادرتها , وأما ميادين السباق والتدريب على القتال فليس في عصرنا هذا مايشابهها .
ومن الشواهد المثيرة جداً للاهتمام والانتباه أيضاً تلك المقابر التي أراد التدمريون تخليد أسماء وصور موتاهم فيها فهي مصممة بشكل يدعو للاعجاب , يطلق على بعضها رسم المقابر البرجية وهي فعلاً كذلك , فالمقبرة الواحدة مؤلفة من أربعة أو خمسة طوابق والقبور عبارة عن صناديق حجرية منقوش على واجهاتها صورة ساكنها واسمه وترتب إلى جانب بعضها بعضاً إلى جانب الجدران التي تضم رفات الموتى والملفت للنظر هو أن الاسماء كتبت باللغة التدمرية وبخط أحمر اللون لم يتأثر ولم تبدل لونه منذ عشرات القرون ..
أما المقابر الأرضية التي تم اكتشافها صدفة أثناء تمديد قساطل نفط العراق فهي لاتقل جمالاً عن البرجية إلا أن مايبدو من تصميمها هو أنها مقابر عائلية , ففي مدخل كل مقبرة يوجد نصب أوتمثال كبير يتصدر كبير العائلة وحوله زوجه وأولاده وأمامه كمية من أنواع الفاكهة والخضار , فالرجل يبدو بلباسه التقليدي والمرأة تبدو بكل زينتها ومصاغها وحتى ضفائر شعرها أما المقبرة في الداخل فهي مزينة بالنقوش وجدرانها محلاة بالرسوم الملوّنة الجميلة وكأنها رسمت وازدانت منذ أيام وليس منذ قرون وتتميز هذه المقابر عن المقابر البرجية بأبوابها الحجرية المحكمة الاغلاق
لقد ازدادت دهشتي من مشاهدة بعض معالم مدينة تدمر ولاسيما مدخلها المزدان بالرسوم والنقوش التي تزداد جاذبية وجمالاً كلما أشرقت الشمس وفرشت أشعتها على جدران تدمر وابنيتها أو أذنت بالغروب حيث يتحول المشهد من الدهشة إلى الاعجاب بهذا التحول , وهذا على مايبدو سرّ من اسرار مملكة تدمر التي كادت تفرش ظلالها على الشرق وتنشر فيه حضارتها المتقدمة لولا أطماع أمبراطورية الرومان وحقدها وخوفها من أن تصبح تحت حكم الملكة الشجاعة زنوبيا التي كان أسرها خدعة وهي في طريقها إلى طلب العون من بعض أصدقائها لتقضي دفاعاً عن مملكتها .
لاشك في أن هناك أشياء كثيرة يمكن كتابتها عن مدينة تدمر التي قاومت حصار الرومان فترات طويلة ودافع رجالها الشجعان عن مدينتهم بكل قدراتهم دون أن يستسلموا للغزاة ولكني اترك الكتابة عن تاريخ المدينة العجيبة لمن هو صاحب الاختصاص ..