المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص التوابيين


ابن عباد
15-01-2005, 01:16
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل وسلم على محمد و آل محمد


كتاب قصص التوابيين ..

(9) توبة الحداد

نقل الحسن البصري انّه قال : مررت في سوق الحدادين ببغداد ، فوقع بصري على حداد يمد يده في الكورة ، ويمسك الحديد الأحمر الذائب بدون ان يشعر بحرارته ، ويضعه على السندان ويطرقه بالمطرقة ، ويخرجه بأي شكل يشاء .. وعند مشاهدتي لهذا الأمر العجيب ، وجدت في نفسي رغبة لسؤاله ، فتقدمت اليه وسلمت عليه فرد عليًّ السلام ، فسألته : ايها السيّد !.. الاّ تؤذيك نار الكورة ، حر الحديد المذاب ؟ .. قال : لا . قلت : وكيف ؟..

قال : مرت علينا هنا ايام من القحط والجوع .. أما انا فكنت قد خزنت كلّ شيء .. وجائتني ذات يوم امراة وجيهة الطلعة حسنة الصورة وقالت : يا رجل!.. ان لي ايتاماً صغاراًَ يتضورون جوعاً ، وهم بحاجة إلى قليل من الطعام ، واطلب منك ان تهبني شيئاً من الحنطة في سبيل الله ، ولانقاذ حياة هؤلاء الصبية .. وبما انني فتنت بجمالها من خلال نظرة واحدة ، قلت لها : إذا كنت تريدين الحنطة فيجب ان اقضي منك حاجتي .. غضبت المرأة لهذا الكلام واعرضت عني وذهبت .

وفي اليوم التالي عادت اليًّ باكية وكررت ما طلبته في اليوم الاول ، فأعدت عليها ما كنت قد طلبته منها .. فعادت ادراجها صفر اليدين .. وجاءتني في اليوم الثالث وهي غاية الأسى وقالت : ان أطفالي على وشك الموت ، فارجوا ان تنقذهم من الجوع والموت .. فكررت عليها طلبي . ويبدو ان الجوع انهكها فلم تعد لها قدرة على المقاومة .

وعلى كلّ فانّها حين اقتربت مني كانت تقول : ارحمني ايها الرجل انا واطفالي !.. فنحن جياع وبحاجة إلى قليل من الطعام . فقلت لها : أيتها المرأة لا تضيّعي وقتي سدىً ، تعالي اقضي منك حاجتي واعطيك الحنطة .
وعندها اكثرت من البكاء وقالت : انني لم ارتكب قط هذا العمل الحرام، ولكني مضطرة الآن لتلبية طلبك لانني وأطفالي ما ذقنا الطعام منذ ثلاثة ايام ، ولكن لي عليك شرط . فقلت : ماهو شرطك ؟.. قالت : ان تأخذني إلى مكان لا يرانا فيه احد .

يقول الحداد : فوافقت على طلبها واخليت لها الدار .. وما ان دنوت لاقضي حاجتي منها رأيتها تضطرب ، وقالت : لم كذبت عليًّ ولم تفي لي بالشرط؟.. قلت : واي شرط هذا ؟.. قالت : ألم تعاهدني على أن تأخذني إلى مكان لا يرانا فيه أحد ؟.. قلت : نعم ، أليس هذا المكان خالٍ ؟.. قالت : وكيف هو خالٍ وفيه خمسة يشهدوننا وهم : الله الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ، والملكان الموكّلان بك ، والملكان الموكّلان بي ، هؤلاء كلّهم حاضرون ويشاهدون عملنا ، ومع هذا أراك واهم ان لا يرانا هنا . خف ربّك يا رجل ، واصرف شهوتك عنّي ، يصرف عنك حرّ النّار .

تنّبهت من كلامها هذا ، وفكرت مع نفسي وقلت : ان هذه المراة مع ما بها من جوع وضيق تخاف ربّها إلى هذه الدرجة ، وانا لا اخشى مع كلّ هذه النعم التي منًّ بها عليًّ ؟ ..
تبت إلى ربي من ساعتي تلك ، وتركت المرأة واعطيتها ما ارادت واذنت لها بالانصراف .. ولما رأت هذا الموقف منّي رفعت طرفها إلى السماء وقالت : اللهم !.. كما صرف هذا الرجل شهوته عني ، اصرف عنه حر النار في الدنيا والآخرة .. ومنذ تلك اللحظة التي دعت لي المرأة فيها بهذا الدعاء صرت لا اشعر بحر النار .

قال الشاعر :
يا ايّها المرء المضــيع دينـــه احراز دينك خير شيء تصنع
والله ارحم بالفتى من نفســــه فاعمل فما كلفت ما لم تستطع
والحق أفضل ما قصدت سبيله والله أكـرم مـن تــزور
فامد لنفسك صالحاً تجزى به وانظر لنفسك أي أمر تتبع
ديوان أبي العتاهية: ص253


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


(10) التوبة عن الشراب

قرأت في كتاب الذنوب الكبيرة ، المجلد الثاني ، للمرحوم الشهيد آية الله دستغيب رضوان الله تعالى عليه ، انه لما نزلت آية تحريم الخمر، نادى منادي الرسول : انه لايجوز لأحد شرب الخمر ، ويورد في ذلك قصّة لطيفة وهي: ان رسول الله صلّى الله عليه وآله ، كان ماراً في أحد شوارع المدينة، فرأى أحد المسلمين وفي يده قارورة فيها خمر، لما رأى رسول الله قادماًَ خاف وقال : سيفتضح امري - لأنه كان شديد المحبّة للرسول - وقال في نفسه: اللهم !.. اني عصيتك ، واني تائب من ذنبي هذا ، ولن اعاود شرب الخمر، فلا تفضحني عند رسولك .

ولما دنا من الرسول سأله : ما في هذه القارورة ؟.. فقال من شدّة وجله: فيها خل.. فقال له: ان كان فيها خل ، ضع شيئاً منه في يدي!.. ومد يده المباركة ، سكب مقداراً منها في يده ، ورأى ان ما سكب في يد الرسول خل حقّاً .

بكى الرجل وقال : كان في هذه القارورة خمراً، ولكن بما اني تبت إلى الله ، وطلبت منه ان لايفضحني، قبل توبتي واستجاب دعائي .
فقال رسول الله: { فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات }. سورة الفرقان: 70

قال الشاعر :
لا عذر لي قد أتى المشيب فليت شعري متى أتوب
ابليس قد غرني ونفسي ومسني منـها اللغوب
ولست أدري اذا أتاني رسول ربي بما أجيب
هل أنا عند الجواب مني أخطأ في القول أم اصيب
ام انا يوم الحساب ناج أم لي في ناره نصيب

ديوان أبي العتاهية: ص38

لاتنسوني من دعواتكم
عقاب الفضلي

bu_odah
15-01-2005, 06:07
جزاك الله كل خير على الموظوع ونسال الله أن يرزقنا ويمن

علينا بالتوبة النصوح قبل الممات والخاتمة الحسنه

الأصيل
16-01-2005, 02:57
يسلمووووووووووووو اخوي / عقاب على الموضوع

جزاك الله خير وجعلها في ميزان حسناتك

مشكووووووووووووور

عبدالله الفضلي
18-01-2005, 05:13
قرأت في كتاب الذنوب الكبيرة ، المجلد الثاني ،(( للمرحوم الشهيد آية الله دستغيب رضوان الله تعالى عليه ))
اشتغلنا رفض بالمنتدى ؟؟