أبو عساف
15-01-2005, 10:03
من أجمل ما قرأت في الغزل أبيات ابن زيدون ، لذا أحببت أوريكم اياها :
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا== وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ألا، وقد حان صبح البين صبحنا== حين، فقام بنا للحين ناعينا
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهمو حزناً == مع الدهر لا يبلى ويبلينا
أن الزمان الذي ما زال يصحكنا == أنساً بقربهمو قد عاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الهوى،فدعوا == بأن نغص فقال الدهر آمينا
فانحل ما كان معقوداً بأنفسنا == وانبت ما كان موصولاً بأيدينا
وقد نكون وما يخشى تفرقنا == فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
يا ليت شعري، ولم نعتب أعاديكم == هل نال حظاً من العتبى أعادينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم == رأياً، ولم نتقلد غيره دينا
ما حقنا أن تقروا عين ذي حسد == بنا،ولا أن تسروا كاشحاً فينا
كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه == وقد يئسنا فما لليأس يغرينا
بنتم وبنا، فما ابتلت جوانحنا== شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ==يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفقدكمو أيامنا فغدت == سوداً،وكانت بكم بيضاً ليالينا
إذ جانب العيش طلق من تآلفنا == ومورد اللهو صاف تصافينا
وإذ هصرنا فنون الوصل دانية == قطافها، فجنينا منه ما شينا
ليسق عهدكمو،عهد السرور، == فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا =إن طالما غير النأي المحبينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً منكم == ولا انصرفت عنكم أمانينا
ولا استفدنا خليلاً عنك يشغلنا ولا == اتخذنا بديلا منك يسلينا
يا ساري البرق غاد القصر واسق به ==من كان صرف الهوى والود يسقينا
واسأل هنالك هل عَنَّى تَذَكُّرُنَا == إلفاً تذكره أمسى يعنينا
ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا من لو == على البعد حيا كان يحيينا
فهل أرى الدهر يقضينا مساعفة == منه، وإن لم يكن غبا تقاضينا
ربيب ملك كأن الله أنشأه == مسكاً،وقدر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورقاً محضا، وتوجه == من ناصع التبر إبداعاً وتحسينا
إذا تأود آدته رفاهية توم == العقود،وأدمته البرى لينا
كانت له الشمس ظئراً في أكلته == بل ما تجلى لها إلا أحايينا
كأنما أثبتت في صحن وجنته == زهر الكواكب تعويذاً وتزيينا
ما ضر أن لم نكن أكفاءه شرفاً وفي == المودة كاف من تكافينا
يا روضة طالما أجنت لواحظنا ورداً == جلاه الصبا غضا ونسرينا
ويا حياة تملينا بزهرتها == منى ضروباً ولذات أفانينا
ويا نعيما خطرنا من غضارته == في وشي نعمى سحبنا ذيله حينا
لسنا نسميك إجلالاً وتكرمة وقدرك == المعتلى عن ذاك يغنينا
إذا انفردت وما شوركت في صفة == فحسبنا الوصف إيضحاً وتبيينا
يا جنة الخلد أبدلنا بسدرتها والكوثر == العذب زقوماً وغسلينا
كأننا لم نبت والوصل ثالثنا والسعد == قد غض من أجفان واشينا
إن كان قد عز في الدنيا اللقاء بكم == في موقف الحشر نلقاكم ويكفينا
سران في خاطر الظلماء يكتمنا == حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
لا غرو في أن ذكرنا الحزن حين نهت == عنه النهى وتركنا الصبر ناسينا
إنا قرأنا الأسى يوم النوى سوراً == مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينا
أما هواك فلم نعدل بمنهله == شربا،وإن كان يروينا فيظمينا
لم نجف أفق جمال أنت كوكبه == سالين عنه، ولم نهجره قالينا
ولا اختياراً تجنبناه عن كثب == لكن عدتنا على كره عوادينا
نأسى عليك إذا حثت مشعشعة == فينا الشمول وغنانا مغنينا
لا أكؤس الراح تبدي من شمائلنا == سيما ارتياح،ولا الأوتار تلهينا
دومي على العهد ما دمنا محافظة == فالحر من دان إنصافاً كما دينا
فما استعضنا خليلاً منك يحبسنا == ولا استفدنا حبيباً عنك يثنينا
ولو صبا نحونا من علو مطلعه بدر == الدجى لم يكن حاشاك يصبينا
أولي وفاء وإن لم تبذلي صلة == فالذكر يقنعنا، والطيف يكفينا
وفي الجواب متاع إن شفعت به == بيض الأيادي،التي ما زلت تولينا
عليك منا سلام الله ما بقيت == صبابة بك نخفيها، فتخفينا
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا== وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ألا، وقد حان صبح البين صبحنا== حين، فقام بنا للحين ناعينا
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهمو حزناً == مع الدهر لا يبلى ويبلينا
أن الزمان الذي ما زال يصحكنا == أنساً بقربهمو قد عاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الهوى،فدعوا == بأن نغص فقال الدهر آمينا
فانحل ما كان معقوداً بأنفسنا == وانبت ما كان موصولاً بأيدينا
وقد نكون وما يخشى تفرقنا == فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
يا ليت شعري، ولم نعتب أعاديكم == هل نال حظاً من العتبى أعادينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم == رأياً، ولم نتقلد غيره دينا
ما حقنا أن تقروا عين ذي حسد == بنا،ولا أن تسروا كاشحاً فينا
كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه == وقد يئسنا فما لليأس يغرينا
بنتم وبنا، فما ابتلت جوانحنا== شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ==يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفقدكمو أيامنا فغدت == سوداً،وكانت بكم بيضاً ليالينا
إذ جانب العيش طلق من تآلفنا == ومورد اللهو صاف تصافينا
وإذ هصرنا فنون الوصل دانية == قطافها، فجنينا منه ما شينا
ليسق عهدكمو،عهد السرور، == فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا =إن طالما غير النأي المحبينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً منكم == ولا انصرفت عنكم أمانينا
ولا استفدنا خليلاً عنك يشغلنا ولا == اتخذنا بديلا منك يسلينا
يا ساري البرق غاد القصر واسق به ==من كان صرف الهوى والود يسقينا
واسأل هنالك هل عَنَّى تَذَكُّرُنَا == إلفاً تذكره أمسى يعنينا
ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا من لو == على البعد حيا كان يحيينا
فهل أرى الدهر يقضينا مساعفة == منه، وإن لم يكن غبا تقاضينا
ربيب ملك كأن الله أنشأه == مسكاً،وقدر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورقاً محضا، وتوجه == من ناصع التبر إبداعاً وتحسينا
إذا تأود آدته رفاهية توم == العقود،وأدمته البرى لينا
كانت له الشمس ظئراً في أكلته == بل ما تجلى لها إلا أحايينا
كأنما أثبتت في صحن وجنته == زهر الكواكب تعويذاً وتزيينا
ما ضر أن لم نكن أكفاءه شرفاً وفي == المودة كاف من تكافينا
يا روضة طالما أجنت لواحظنا ورداً == جلاه الصبا غضا ونسرينا
ويا حياة تملينا بزهرتها == منى ضروباً ولذات أفانينا
ويا نعيما خطرنا من غضارته == في وشي نعمى سحبنا ذيله حينا
لسنا نسميك إجلالاً وتكرمة وقدرك == المعتلى عن ذاك يغنينا
إذا انفردت وما شوركت في صفة == فحسبنا الوصف إيضحاً وتبيينا
يا جنة الخلد أبدلنا بسدرتها والكوثر == العذب زقوماً وغسلينا
كأننا لم نبت والوصل ثالثنا والسعد == قد غض من أجفان واشينا
إن كان قد عز في الدنيا اللقاء بكم == في موقف الحشر نلقاكم ويكفينا
سران في خاطر الظلماء يكتمنا == حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
لا غرو في أن ذكرنا الحزن حين نهت == عنه النهى وتركنا الصبر ناسينا
إنا قرأنا الأسى يوم النوى سوراً == مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينا
أما هواك فلم نعدل بمنهله == شربا،وإن كان يروينا فيظمينا
لم نجف أفق جمال أنت كوكبه == سالين عنه، ولم نهجره قالينا
ولا اختياراً تجنبناه عن كثب == لكن عدتنا على كره عوادينا
نأسى عليك إذا حثت مشعشعة == فينا الشمول وغنانا مغنينا
لا أكؤس الراح تبدي من شمائلنا == سيما ارتياح،ولا الأوتار تلهينا
دومي على العهد ما دمنا محافظة == فالحر من دان إنصافاً كما دينا
فما استعضنا خليلاً منك يحبسنا == ولا استفدنا حبيباً عنك يثنينا
ولو صبا نحونا من علو مطلعه بدر == الدجى لم يكن حاشاك يصبينا
أولي وفاء وإن لم تبذلي صلة == فالذكر يقنعنا، والطيف يكفينا
وفي الجواب متاع إن شفعت به == بيض الأيادي،التي ما زلت تولينا
عليك منا سلام الله ما بقيت == صبابة بك نخفيها، فتخفينا