المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطوات تقودك الى طريق التميز


بنت الطائي
05-11-2007, 01:40
الخطوة الاولى الاتزان الروحاني

ونعني به علاقتك بالله عز وجل، وما يجلبه هذا لك من راحة نفسية وسلام داخلي حين تكون علاقتك بالله جيدة، وصلتك بالله تعالى يترتب عليها ما إذا كنت مصاباً بمشكلات نفسية أم لا، فكثير من أغنياء العالم لديهم قلق ونفسيتهم متوترة لأنهم ابتعدوا عن الخط الروحاني الذي يربطهم بالله تعالى، فكما هو مهم لك أن تهتم بالجانب الصحي والمهني والعائلي والاجتماعي في حياتك فمن المهم للغاية أن تهتم بالجانب الروحاني في حياتك، ولا تهمله لأنه يقودك إلى الراحة في بقية الجوانب.

وما أصاب العالم حالياً من قلق وتوتر ناتج عن عدم الاتزان بين الجوانب المختلفة في حياة البشر، فنجد أن 50% من المديرين في العمل يموتون بسبب السكتة القلبية نتيجة الضغط العصبي والتوتر مما يعني أنهم يعانون من عدم الاتزان الروحاني في حياتهم.

ولا ننسى أن الدراسات تشير إلى أن 3% فقط من العالم سعداء، وهؤلاء من ينعمون بالاتزان الروحاني ممن بنوا علاقة متميزة مع الله تعالى، ولا ننسى أيضاً أن الاتزان الداخلي والسعادة لا تتطلب أساسيات مادية كي تتحقق بل تحتاج إلى إيمان وسلام واستقرار نفسي يرتقي بنا إلى حالة السعادة المنشودة.

وعليك أن تعلم أن النجاح بداخلك أنت، وعليك أن تراه داخلك أولاً قبل أن يتحول إلى واقع ملموس، فلو نظرت إلى نفسك باعتبارك ستنجح، فستنجح فعلاً، فالعديد من عظماء العالم رأوا أنفسهم ينجحون في عقلهم قبل أن يفعلوا في الواقع.

ويروى عن أحد الشباب أنه كان مغرماً بلعب تنس الطاولة، فذهب إلى مدرب شهير، وقال أريد أن أتدرب معك، فرفض المدرب وسأل الشاب لماذا يريد أن يتدرب معه هو، ولم هذه الرياضة بالذات؟ فأجاب الشاب بثقة: لأني سأكون بطل مصر في تنس الطاولة! فسخر منه المدرب وطرده، فعاد له في اليوم التالي وطلب منه نفس الطلب فرفض أيضاً وجاء له مرة ثالثة ورابعة، حتى ملّ المدرب منه وسأله إلى متى ستظل تأتى لي؟.. فأجاب الشاب الواعد: حتى ألعب! وفعلاً نجح الشاب في إقناع المدرب بقبوله، ونجح الشاب فعلاً في الحصول على بطولة مصر، لأنه رأى نفسه يحصل على البطولة قبلها بسنوات.. رأى الفوز في عقله وبداخله أولاً، وكان مصراً على الفوز والتميز وآمن بقدراته وأدرك أن الله تعالى لا يضيع أجر من اجتهد وتعب..

وهكذا حين تصل إلى النجاح والتميز تنسى كل التعب ولا يبقى سوى لذة النجاح فلذة النجاح لا تعادلها لذة.

الجانب الثاني من التوازن الروحاني هو التسامح المتكامل: ولكل الناس، ومهما أساء الشخص لك سامحه، لأن عدم التسامح هو طاقة سلبية، وعليك تنظيف وإزالة الطاقة السلبية أولاً بأول من داخلك، كي يمكنك أن تبدأ المستقبل بصورة أفضل، فكيف تعيش مستقبلاً إيجابياً والماضي سلبي؟

لذا عليك أن تنظر للموقف من بعيد وببعد نظر، وأن هذه الحياة منتهية وكل شيء زائل، والأفضل أن نعيش هذه الحياة المؤقتة في حالة تسامح، فتسامحك مع شخص حتى لو كان سيئاً يمكن أن يكون نقطة تحول في حياته، ويمكن أن يحوله إلى شخص أفضل.

الجانب الثالث في الاتزان الروحاني: العطاء غير المشروط فأعط الآخرين ما تستطيع دون أن تنتظر منهم المقابل، وإذا انتظرت المقابل من شخص مثلك فأنت هنا تنتظرها من الاتجاه الخطأ، وعليك أن تنتظرها من الله تعالى وحده، فهذا العطاء بينك وبين الله.

وعليك أن تؤمن أن الحياة يحكمها (قانون الرجوع)، ومعناه أن كل ما تفعله من خير وعطاء للآخرين سيرتد إليك أضعافاً مضاعفة من الخير، ومن اتجاهات كثيرة وليس شرطاً أن تكون ممن تقدم له الخير أو العطاء، وإنما الله تعالى يفتح لك أبواب الخير، ويعينك في حياتك طالما أعنت عباده سبحانه وتعالى، وجاء في الحديث الشريف الصحيح: (الخلق عيال الله، وأحبهم إليه أنفعهم لعياله)، وحديث آخر يقول: (خير الناس أنفعهم للناس)، وحديث ثالث يقول: (كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه) وغيرها كثير، فهل نحن بحاجة لمزيد من التأكيد على أهمية وروعة تقديم الخير والعطاء غير المشروط للآخرين؟

الخطوة الثانية: الأخلاق

وهي سلوكك وتصرفاتك أي مجموع التصرفات والسلوكيات التي يراها الناس وتحكم من خلالها عليك، وهي مثل جذور الشجرة يجب أن تكون راسخة قوية، ولو أردت أن تغير سلوكاً عليك أن تغير الجذور في البداية، ولكن ليس من خلال الكلام فقط بل من خلال تغيير فعلي.

وكي تغير تصرفاتك للأفضل عليك أن تغير إدراكك ووعيك، وتكسر البرمجة السابقة لعقلك، فلا تستقبل الاعتقادات السابقة كمسلمات مثل أن تتشاءم من شيء معين أو حيوان معين، أو تعتقد اعتقاداً ما لمجرد أن الناس غيرك يعتقدونه.

ومن الأخلاق التي تميزك الصدق والأمانة وحسن اتصالك بالآخرين والإنصات لهم وتسامحك معهم ومرونتك معهم، وكي تتعلم المرونة مع الآراء المختلفة معك اسأل نفسك: هل هناك احتمال 1% أن يكون الشخص الآخر صواباً وأنا مخطئ؟ وقتها ستتعلم كيف تقبل الآراء الأخرى.



الخطوة الثالثة: الاعتقاد

اعتقادك في الله سبحانه وتعالى الذي يجب أن يكون غير محدود، واعتقادك في نفسك وقدراتك، وعليك أن تفرق بين قدراتك وإمكاناتك، فالقدرات هي التي أعطاك الله إياها، أما الإمكانات فهي التي تتعلمها وتكتسبها.

ويجب أن تعرف أن الشخص الناجح هو شخص سقط في الطريق أكثر من مرة.

واعلم أنك حين تسقط فالله تعالى يجهزك لشيء أعلى وأفضل وهذا يأتي من خلال قوة اعتقادك بالله تعالى واعتقادك بنفسك وإمكاناتك وقدراتك، وهناك مقولة في الصين: لو سقطت فقف على ظهرك فتنظر لأعلى، فحين تقف، تقف لأعلى.



الخطوة الرابعة: المسئولية

خذ دائماً مسئولية حياتك، فمنذ لحظة ميلادك انقطع الحبل السري الذي يربطك بأمك، ولهذا مدلول يريد الله تعالى أن يوصله لنا، أنك أصبحت مستقلاً عن أي إنسان آخر حتى أمك، وحتى لحظة الرضاعة وأنت طفل صغير، أمك لا تضع اللبن في فمك، بل أنت ترضع بنفسك، فأنت مطالب بالفعل من أول لحظة في حياتك، وأنت مسئول عنها، لذا عليك الاهتمام بما تركز فيه لأنه يصنع تصرفاتك، وخطط لحياتك وخذ مسئولية القرار فيها وقيّم هذه القرارات باستمرار وعدّل فيها عند الحاجة، ففي الصين يقولون: لو تفعل نفس الشيء فلا تتوقع نتائج مختلفة، أي أنه في مرحلة تقييمك لقراراتك لو وجدت نفس النتائج غير الُمرضية عليك أن تغير مما تفعل للحصول على نتيجة مرضية.



الخطوة الخامسة: التخطيط الإستراتيجي

لابد أن يكون لديك رؤية ولابد أن تعرف ماذا تريد بشكل محدد، فحين يكون لك رؤية واضحة مربوطة بذات عليا هي الله عز وجل، فتسأل نفسك لماذا تريد أن تعمل في مهنة معينة دون غيرها فبخلاف حبك لها أو رغبتك في تحقيق ذاتك لابد أن يكون هناك سبب روحاني يربط بهذه المهنة.

وجزء من التخطيط الإستراتيجي يمكنك أن تتعلمه من ملاحظة سلوكيات الناجحين وتسأل لماذا هذا الشخص ناجح؟ ترى إذا تعرض إلى مشكلةٍ.. ما كيف يتصرف فيها؟..

وابتعد في ملاحظة الآخرين عن (سارقي الأحلام)، وهم الذين يشتكون دائماً، الذين يقولون لك إنك لن تستطيع أن تحقق حلمك، وأن إمكاناتك أقل من أن تصل إلى ما تريد، ولا تتبع آراء الآخرين، فلكل شخص رؤيته المختلفة في العالم وشخصية مختلفة عن الآخرين.



الخطوة السادسة: الفعل الإستراتيجي

بعد التخطيط يأتي الفعل مباشرة، بأن تنفذ ما خططت له من أهداف، وبعد التنفيذ تقيّم ما تم تنفيذه وبناءً على التقييم تبدأ في التعديل، وهكذا بشكل مستمر حتى تحقق هدفك، ثم ساعد أكبر عدد ممكن من الناس أن يسيروا في طريق التميز كما فعلت أنت.

والتقييم يفضل أن يكون يومياً، فكل يوم قبل أن تنام راجع كل ما قمت به في يومك، وما وجدت أنه لم يكن مفيداً اعقد العزم على ألا تكرره ثانية في اليوم التالي، واعلم أن العقل البشرى يبني أفكاره على آخر خبرة وفكرة جاءت في عقلك، فلا تجعل آخر فكرة في عقلك قبل النوم سلبية حتى لا تكون الفكرة التي تليها سلبية، بل اجعل آخر فكرة في عقلك قبل النوم إيجابية واسأل نفسك ما الذي فعلته جيداً كي تزيد منه في اليوم التالي، وهذا يجعلك تقيّم نفسك باستمرار.

وكل يوم حسّن نفسك وطوّرها ونمّها، وقم بعمل غير تقليدي يومياً، وتذكر أن أهم شيء تملكه في الحياة هو الحالة النفسية التي تعيش بها، وأنه يجب أن تكون متزناً وهذا يأتي بعلاقة جيدة مع الله تعالى، فلا تتشتت وتضيع في الدنيا وتسير بغير هدى.



الخطوة السابعة: المهارة المتكاملة

عليك أن تقرأ كل يوم على الأقل 20 دقيقة، وتسمع أشرطة سمعية مفيدة تعلمك خبرات ومهارات جديدة تفيدك في حياتك، ففي المواصلات يمكن أن تقرأ وتستفيد من هذا الوقت، وتستغل مسافة الطريق في شيء مفيد، فاستغلال الوقت الذي تقضيه في المواصلات بين مكانين لمدة عشر سنوات كافٍ للحصول على درجة الدكتوراه!

وعليك أن تحرص على تعلم المهارات التي تجعلك متفوقاً في عملك، وتقودك إلى التميز، واحرص على الإلمام بالجديد في مهنتك، وطوّر نفسك باستمرار.

ومارس موهبةً تشعر فيها بالسعادة وتقدّر بها ذاتك، وخصّص لها وقتاً من يومك أو أسبوعياً على حسب وقتك، فممارسة الأنشطة المختلفة يجعلك متميزاً، ومارس رياضة تناسبك، كي تكون نشيطاً باستمرار، فحركة الجسد ونشاطه تساعدك على التفكير والتخطيط السليم.

وتذكّر أنه كلـّما امتلكت مهارات وإمكانات متعددة ومتجددة فهذا يجعلك مؤثراً أكثر في العالم من حولك.



الخطوة الثامنة: الانتماء

أن تنتمي إلى شيء، أو عقيدة أو فكرة، وأن تنتمي إلى بلدك وتشعر بقيمة وأهمية هذا في حياتك، فلهذا قيمة عالية جداً، فقد وجدت إحدى الدراسات أن 38% من حالات الاكتئاب ناتجة عن عدم الانتماء لأي فكرة أو بلد، فلو لم تشعر بالانتماء فمن السهل أن تقع في الطريق، لأنه لا توجد مرجعية تعود إليها في مواقف حياتك.

والانتماء يعطيك قوة كي تسير في الحياة بثقة، فعليك أن تعتزّ بأصلك وأهلك وبلدك، لأنها الخلفية التي أتيت منها التي تبني عليها أساسيات حياتك وثوابتك فيها.



الخطوة التاسعة: الإصرار

أن تكون مصراً على تحقيق ما تريد، وأن تمتلك إرادة قوية وهمّة عالية من أجل الوصول إلى هدفك، ولا تستمع لأي صوت يريد أن يحبطك أو يجعلك تتوقف ولا تحاول، فاستمر دائماً في السعي، فإذا كنت تبحث عن عمل فحاول مرات كثيرة بلا ملل ولا يأس حتى تجد ما تريد، وإذا كنت تريد النجاح بتفوق لابد أن تكون مصراً على هذا، فإصرارك يجعلك تذاكر باجتهاد وحماس من أجل تحقيق حلمك.

واسعَ بإصرار للوصول إلى هدفك، واترك بصمتك في الدنيا، وأظهر روعتك وقدرة الله في خلقك.



الخطوة العاشرة: الالتزام

أي أن تستمر فيما تفعل، وتداوم عليه بلا توقف، فما يجعلك مصراً على فعل ما تريد وما خططت له هو التزامك نحو هذه الخطة وقيامك بمسئوليات حياتك، وأن تكون منضبطاً في تنفيذ خطتك، فلا تتهاون فيها أو تكسل أو تؤجل لأي سبب، فهذا هو الالتزام، وما يساعدك في هذا الالتزام والانضباط هو عودتك إلى الله تعالى، وهكذا كما ترى أن المفتاح الأصلي لكل المفاتيح الأخرى هو حب الله تعالى، وبعده كل التفاصيل مكملة له، فلو أحببت الله من قلبك فلا يمكن أن تغضبه، فتسير في الحياة بنجاح وسعادة وهو الوحيد القادر على منحك هذا، وبالتالي فعلاقتك به هي أساس كل شيء، وعليك أن تسعى في الحياة بهذا الالتزام.

وفي النهاية اعلم أن الله تعالى قد منحك قدرات غير محدودة ولا متناهية، فأنت أفضل مخلوقاته وبداخلك طاقة لا حدّ لها، واعتقد دائماً بشكل إيجابي أنك تستطيع أن تفعل كل ما تريد، وإدراكك يؤدي إلى تغيير الحالة السلبية إلى حالة إيجابية، والإدراك يمثل 50% من التغيير، والتحول نحو الأفضل.



أنت نسر أم دجاجة؟

وننهي الموضوع بقصة لطيفة ومعبرة، فيحكى أن رجلاً يجمع بيض الحيوانات والطيور، فأخذ بيضة نسر ووضعها وسط بيض الدجاج، وحين خرجت الطيور من بيضها خرج النسر الصغير وسط الدجاج، فظل يعيش حياته باعتباره دجاجة مثلهم حتى رأى مرة في السماء نسراً رائعاً يطير في السماء، وعرف أنه نسر وليس دجاجة تسير على الأرض ولا تطير، فاستيقظ في أحد الأيام مبكراً قبل الدجاج، وحاول الطيران مثل النسر الذي رآه، وشاهدته دجاجة فسخرت منه وقالت له: أنت دجاجة لن تطير وسيأكلك النسر لو حاولت، فلم يستمع إليها وحاول الطيران في أول مرة سقط ولكنه حاول ثانية بإصرار، حتى طار في السماء فعلاً وأصبح يحلق بحرية في السماء بجناحيه..

فهل تريد أن تكون دجاجة على الأرض أم نسراً في السماء؟

حاتميه
05-11-2007, 02:00
اريد ان اكون انسانه صادقه مع نفسي اولا ومع الاخرين ثانيا ( :

شكرا شيخه ع الموضوع المميز .. ولا يستغرب عليك مثل هذا الطرح المفيد

الله يعطيك العافيه ويوفقك يارب

سلامه العايد
05-11-2007, 06:38
شيخـة الفضـول



الله يعطيك العاافيه على الموضوع


وتسلم يمناااك على النقل الاكثر من


رائع



دمتي بود ...

ناصر السيف
05-11-2007, 07:53
شيخة الفضول



مشكورة على الموضوع


دمتي بخير

فارس الظلام
06-11-2007, 09:12
مــــــــــــشكور ه أختي شيخة الفضول

جزاك الله خيرعلى النقل الرائع

أشكرك على طرح هذا الموضوع القيم

من طيبك بارك الله فيك وبيض الله وجهك

تسلم يمينك

بنت الطائي
07-11-2007, 01:03
يعطيكم العافيه جميعا
مشكورين ع المرور

رياض الفضيلي
07-11-2007, 01:34
شيخة الفضول احسنت شكرا
اختيارات مواضيعك قيمه الله يحفظك


بومشعل