المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصدق في حياتنا.......المجامله والنفاق


بنت الطائي
07-11-2007, 01:40
توقفت كثيرا عند هذه الأسطر للأديب يوسف السباعي في رائعته .. " ارض النفاق "

حيث كان يتحدث عن قصة خياليه
يقابل فيها رجلا مسنا يبيع " الاخلاق " في زجاجات وعلب
وقد حاول ذلك الرجل ان يبيعه مسحوقا للشجاعة او للتواضع ، او .. او ..
الا ان الكاتب اصرّ على ان يشتري مسحوق الصدق رغم معارضة البائع ورفضه التام !!!
مما جعله يخطف هذه الزجاجة من البائع المسن
الذي عجز عن منعه من سكب محتويات هذه الزجاجة في النهر .
وعندما دخل الكاتب المدينة ليرى آثار فعلته .. رأى اضطرابا شاملا وفوضى عارمة ،
بعد ان سقطت اقنعة النفاق والرياء والمجاملات الكاذبة ،
وظهرت المشاعر والعواطف على حقيقتها وبدأ كل انسان يعامل من حوله بصدق وصراحة ،
مما اوقع البلد في دوامة عاصفة ..
وقد جعله ذلك يندم على القائه مسحوق الصدق في النهر الذي يشرب منه جميع الناس ..
و يعود الى البائع معتذرا نادما يلتمس منه الحل لهذه المصيبة الكبرى … مصيبة الصدق .


وكان سبب توقفي عند هذه الأسطر هو سؤال حيرني كثيرا ..
تخرج منه عدة أسئله لا تقل في حيرتها عن اساسها

هل هذا صحيح ؟
هل نحن لا نستطيع ان نتعايش الا بأقنعة كثيفة من الأكاذيب والمجاملات والنفاق
تغطي مشاعرنا الحقيقية تجاه هذا او ذاك من الناس ؟
وما قيمة هكذا حياة نقضيها في خداع بعضنا ؟
وما المانع من مصارحة الاخرين بارائنا فيهم ؟

اننا نقدم اعذارا واهية وتبريرات ضعيفة لاكاذيبنا وخداعنا ..
نحن لا نريد ان نكسر قلب فلان .. ولا نريد ان نجرح علان ..
وكأننا اناس صالحون لا نريد ان نسئ الى احد ..
وكأن الصدق هو فقط ان نقول للاعمى انت اعمى وللفقير انت فقير وللابله انت ابله ..
وان كان ذلك في الحقيقة هو الصدق الوحيد الذي نمارسه ولا نخاف من عواقبه
ما دام الشخص الذي نصارحه شخصا مسكينا لا يستطيع ايذائنا او محاسبتنا .

والحقيقة يا سادة هي غير ذلك مع الاسف ….
الحقيقة هي ان مصالحنا الصغيرة وانانيتنا الضيقة
هي التي تجعلنا نجامل هذا وننافق ذاك
خوفا من اثارة عدائهم ولفت انتباههم الى عيوبنا وسلبياتنا ونقائصنا
التي بنينا عليها حياة الاكاذيب التي نعيش عليها ونموت فيها ،
متجاهلين اننا ندفع ثمنا فادحا لا يعوض بكل كنوز الارض ..
الا وهو احترامنا لانفسنا

نواف الفارس
08-11-2007, 03:01
هل نحن لا نستطيع ان نتعايش الا بأقنعة كثيفة من الأكاذيب والمجاملات والنفاق
تغطي مشاعرنا الحقيقية تجاه هذا او ذاك من الناس ؟


لا تكون النظرة السوداوية للحياة بهذه الطريقة
كم من جوانب الحياة تضيء لنا جوانب جميلة بصدقها و بصدق افرادها
أقلها ان يصدق الانسان اثناء مواجهته لربه حتى يستطيع الخشوع في صلاته

الحياة مليئة بالمشاكل و مليئة بالمهموم و كون اننا نقف عند كل صغيرة و لنجعلها معضلة فلن ننظر النظرة السعيدة للحياة و سنضطر ان ننظر للاخرين للاخرين على انهم مجاملين لنا



وما قيمة هكذا حياة نقضيها في خداع بعضنا ؟

لا ننكر ان هناك بعض الاشخاص مخادعين و متلاعبين لكن في الجانب الاخر ايضا اُناس صادقين
و دائما ما ينجلي الغيم وتنكشف الحقائق مع المخادعين "حبل الكذب قصير "




وما المانع من مصارحة الاخرين بارائنا فيهم ؟


المصارحة تعني الصدق و المواجه في بعض المواقف و كل امر له ظروفه واحتياجاته من العبارات وغيرها
فمثلا لانستطيع ان نُصارح شخص غضبان بخطئه
لان أي تصرف سينتج عنه قد يضر بنفسه وببعض الاخرين
يتطلب الموقف الهدوء و العقلانية والحلم
ومن ثم مواجهته بتصرفه بعد زوال كثير من الصعوبات
ايضا لا نستطيع ان نواجه ولي الامر بخطئه امام الملأ ولا الداعية ايضا .. يقول سبحانه : " ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة "

المصارحة و المواجهة امر يتطلب كثيرا من الهدوء و قوة الحجة والاسلوب الامثل
حتى الاشخاص عندما تطرح له رأيك فيه .. ليس من باب الادب ان تقول انت هكذا وهكذا و تعدد بعض الأوجه السلبية فيه
ربما يحتاج الامر الى اختيار الوقت المناسب و العبارات المناسبة لان هدفك تغيير الخصال السيئة وليس التوضيح فقط
والكلمة الطيبة تؤثر في المستلقي



اننا نقدم اعذارا واهية وتبريرات ضعيفة لاكاذيبنا وخداعنا
نحن لا نريد ان نكسر قلب فلان .. ولا نريد ان نجرح علان
وكأننا اناس صالحون لا نريد ان نسئ الى احد
وكأن الصدق هو فقط ان نقول للاعمى انت اعمى وللفقير انت فقير وللابله انت ابله
وان كان ذلك في الحقيقة هو الصدق الوحيد الذي نمارسه ولا نخاف من عواقبه
ما دام الشخص الذي نصارحه شخصا مسكينا لا يستطيع ايذائنا او محاسبتنا


وهذا من الاخطاء ان ننظر الى الضعيف بهذه النظرة وان نقول بما انه ضعيف لنقول ما نشاء حتى وان كانت نظرة بعض الافراد والاقلية في المجتمع كهذه التي قلت

يقول صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
ولا اعتقد ان يواجه احد بعيوبه بشكل صريح و علني امام الملأ حتى للاعمى ايضا لا يجوز من باب الادب و الاحترام
فهذه نعمة انعم الله بها عليه فكيف يقول بذلك ؟
لاننكر وجود البعض لكنهم ليسو بالكثرة ..
وان كان الخوف من المحاسبة الدنيوية من قوة سلطة البشر بعضهم على بعض ايضا تكون نظرة قاصرة امام الخوف من قوة المولى عز وجل بعقوبته في الاخرة


الحقيقة هي ان مصالحنا الصغيرة وانانيتنا الضيقة
هي التي تجعلنا نجامل هذا وننافق ذاك
خوفا من اثارة عدائهم ولفت انتباههم الى عيوبنا وسلبياتنا ونقائصنا
التي بنينا عليها حياة الاكاذيب التي نعيش عليها ونموت فيها ،
متجاهلين اننا ندفع ثمنا فادحا لا يعوض بكل كنوز الارض ..
الا وهو احترامنا لانفسنا


عندما يعيش الانسان عيش هنيئ صادقا مع ربه ومع نفسه ومع جاره و مع صديقه ومع زميله بالعمل ومع طلابه
فلا ضير ان نجمل بعض العبارات ببعض الكلمات و المديح في ذلك
فهي امور مُحببة للنفس .. تقرب بين الاشخاص وبين الاخوان
يقول سبحانه وتعالى : " ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون "

وقوله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة "

كل الشكر لكِ على الموضوع
تقبلي مني فائق احترامي و تقديري لشخصكِ الكريم
دمت ِبخير

أديب الدعفس
08-11-2007, 03:19
توقفت كثيرا عند هذه الأسطر للأديب يوسف السباعي في رائعته .. " ارض النفاق "

حيث كان يتحدث عن قصة خياليه
يقابل فيها رجلا مسنا يبيع " الاخلاق " في زجاجات وعلب
وقد حاول ذلك الرجل ان يبيعه مسحوقا للشجاعة او للتواضع ، او .. او ..
الا ان الكاتب اصرّ على ان يشتري مسحوق الصدق رغم معارضة البائع ورفضه التام !!!
مما جعله يخطف هذه الزجاجة من البائع المسن
الذي عجز عن منعه من سكب محتويات هذه الزجاجة في النهر .
وعندما دخل الكاتب المدينة ليرى آثار فعلته .. رأى اضطرابا شاملا وفوضى عارمة ،
بعد ان سقطت اقنعة النفاق والرياء والمجاملات الكاذبة ،
وظهرت المشاعر والعواطف على حقيقتها وبدأ كل انسان يعامل من حوله بصدق وصراحة ،
مما اوقع البلد في دوامة عاصفة ..
وقد جعله ذلك يندم على القائه مسحوق الصدق في النهر الذي يشرب منه جميع الناس ..
و يعود الى البائع معتذرا نادما يلتمس منه الحل لهذه المصيبة الكبرى … مصيبة الصدق .


وكان سبب توقفي عند هذه الأسطر هو سؤال حيرني كثيرا ..
تخرج منه عدة أسئله لا تقل في حيرتها عن اساسها

هل هذا صحيح ؟
هل نحن لا نستطيع ان نتعايش الا بأقنعة كثيفة من الأكاذيب والمجاملات والنفاق
تغطي مشاعرنا الحقيقية تجاه هذا او ذاك من الناس ؟
وما قيمة هكذا حياة نقضيها في خداع بعضنا ؟
وما المانع من مصارحة الاخرين بارائنا فيهم ؟

اننا نقدم اعذارا واهية وتبريرات ضعيفة لاكاذيبنا وخداعنا ..
نحن لا نريد ان نكسر قلب فلان .. ولا نريد ان نجرح علان ..
وكأننا اناس صالحون لا نريد ان نسئ الى احد ..
وكأن الصدق هو فقط ان نقول للاعمى انت اعمى وللفقير انت فقير وللابله انت ابله ..
وان كان ذلك في الحقيقة هو الصدق الوحيد الذي نمارسه ولا نخاف من عواقبه
ما دام الشخص الذي نصارحه شخصا مسكينا لا يستطيع ايذائنا او محاسبتنا .

والحقيقة يا سادة هي غير ذلك مع الاسف ….
الحقيقة هي ان مصالحنا الصغيرة وانانيتنا الضيقة
هي التي تجعلنا نجامل هذا وننافق ذاك
خوفا من اثارة عدائهم ولفت انتباههم الى عيوبنا وسلبياتنا ونقائصنا
التي بنينا عليها حياة الاكاذيب التي نعيش عليها ونموت فيها ،
متجاهلين اننا ندفع ثمنا فادحا لا يعوض بكل كنوز الارض ..
الا وهو احترامنا لانفسنا

هالحين أقدر أقراء الموضوع زين ... بعد أذنك شيخة الفضول
ــــــــــــــــــــــــ
الموضوع رائع جداً ويحمل في طياته الصدق الوحيد الذي نمارسه ولا نخاف من عواقبه في حياتنا بين المجاملات والنفاق
ويقابلها القصة الخياليه لبيع الأخلاق
وهذه قصة جداً رائعة ولها عدة معاني تحمل عبر
وحقيقتها غير ذلك ...
الحقيقة هي ان مصالحنا الصغيرة وانانيتنا الضيقة
هي التي تجعلنا نجامل هذا وننافق ذاك
خوفا من اثارة عدائهم ولفت انتباههم الى عيوبنا وسلبياتنا ونقائصنا
التي بنينا عليها حياة الاكاذيب التي نعيش عليها ونموت فيها ،
متجاهلين اننا ندفع ثمنا فادحا لا يعوض بكل كنوز الارض ..
الا وهو احترامنا لانفسنا
شيخة الفضول مشاركة جداً رائعه ...
ولاهنتي يالشيخة ... وتسلم والله يمينك

حاتميه
10-11-2007, 04:51
تسلمين شيخه ع الموضوع الرائع

والف شكر لاخواني ما قصرو يعطيهم العافيه

المشكله اختي لا يمكن ان نصدق مع شخص حاقد او كاره او كاذب

فلن نجني منهم الا الالم والحسره

بدل ما نسايرهم ونلبس لهم الاقنعه افضل الابتعاد عنهم ارحم بكثييير

الصدق صفه حميده وشجره طيبه لا يمكن ان تترعرع في بيئه مليئه بالزيف

نسال الله العافيه

ونظرتنا ليست لهذه الدرجه سوداويه

الحمدلله يوجد الكثير فيهم الخير والبركه

لكن بعضهم يخفون طيبتهم لاننا بزمن فيه طيبة القلب تتعيب !!

الله المستعان

كل الشكر لك شيخه وسلمتـ اناملكـ

ودام ابداعكـ

حاتميه
10-11-2007, 04:55
استاذنك شيخه كبرت الخط عشان يوضح

حسافه هالدرر ماتبان مدري شلون قراه نواف !

مشاءالله تبارك الله ( :

جمبـازي
01-08-2009, 01:55
حقيقه موضوع متماسك الصفوف ولى إضافه علي ماطرح

كمثل الدول نحن تحدنا الحدود فندافع عنها
ونضع فيها بوابات حراسه ومنافذ للخروج والدخول من وإلى ذواتنا !

فالإنسان دولة ذات سيادة يمنح تأشيرة دخول إلى فئة محدده من الناس بعضهم يستوطن القلب وبعضهم تمنحه ڤيزا مرور فيعبر حياتك دونما أثر
وبعضهم يدخل في عوالمك متسللا عبر تلك الحدود !

الدول ترفع الأعلام والبيارق شعارا لها
وبيرق الإنسان سمته وهيئته الخارجيـه !

بعض الاعلام يحتوي على رموز قوة لا تعكس واقع الدولة الضعيفه
وبعض الناس لا يعكس شكله البراني حقيقته الجوانيه فيبطن غير ما يظهر ؟

أنت لا تقترب من الإنسان السوي المستقل ذي السياده
إلا بعد التأكد من حصولك على « عدم ممانعه »
وبعض الناس كمثل الأرض المشاع التي لا راعي لها
تدخل فيها الأقوام من كل حدب وصوب دونما اذن أو « احم أو دستور » !
فيمسي رأسه كمقبض الباب يديره الداخل ويديره الخارج
وهو لا يعلم « وين الله حاطه » !

خالد ال دريع
01-08-2009, 03:21
شكرا لكل من خط قلمه في هذا الموضوع

المتشعب والذي يدور في دائرة الانسان وذاته

وتقلبات الانسان حسب الظروف المحيطه به

وحسب من يتحدث اليه وما يدور في ساحة القاء

شكرا للجميع ودمتم بود وخير