المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين الشاورما والهامبورغر يكمن سر العصر 00 مقال رائع


المــها
10-11-2007, 07:03
بين الشاورما والهامبورغر يكمن سر العصر

أيهما ألذ ياترى: الشاورما أم الهامبورغر؟ الفول المدمس، أم "التشيلي" ؟ أسياخ اللحم المشوي والكباب،أم الستيك و"الهوت دوغ"، و"كنتاكي فرايد تشيكن" ؟ سؤال غريب،وغير ذي محل من الاعراب، كما قد يستغرب البعض,أليس كذلك؟ ولكن فى مثل هذا السؤال الغريب، تكمن إجابات كثير من الأمور المعقدة,والتي لا علاقة لها بالطعام أو المطاعم،والتي يشهدها عصرنا المتسارع النبضات،المتلاحق الأنفاس.
فلاريب في أن الجواب المنطقي والعقلاني لسؤال الأطعمة السابق،هو أن المسألة تكمن في الذوق واختلافه من شخص الى آخر، والاعتياد على هذا الطعام أو ذاك,في هذه البيئة أو تلك، وفي ذاك الوقت أو هذا، فليس من الضروري أن يكون "السوشي" الياباني لذيذاً عند أهل الهند، وليس من الضروري الأرز البرياني لذيذاً عند أهل اليابان,وعلى هذا يمكن قياس بقية الحالات.
جواب منطقي وسلبم الى حد كببر ربما، حيث ان الذوق في الطعام مثله مثل الذوق في اللباس وأشياء أخرى،ابن بيئته ووقته ومذاقه المتغير والخاص.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو كيف تسنى اذاً للهامبورغر والهوت دوغ,الألماني الأصل، والأميركيي الجنسية مثلاً,أن يصبحا طعاماً "عالمياً",بحيث إنك تجدهما في كل مكان اليوم،وتجد لهما من الزبائن العدد الكبير؟ وكيف أصبحت مثلاً البيتزا الايطالية الأصل، والأميركية الجنسية،وهو الطعام الأميركي أصلأ وفصلاً الى حد ما،أن يصبحا مثل شقيقيهما السابقين.
ولو نظرت حولك في عالم اليوم، لوجدت الاطعمة الأميركية،بغض النظر عن أصلها وفصلها،والمطاعم الأميركية،هي سيدة السوق الى حد كبير، فلماذا كان ذلك؟ لا شك في أن اللذة مجردة ليست هي السبب، ما دام هناك اتفاق على أنها,أي اللذة،مسألة نسبية تعتمد على الذوق والبيئة، ولا بد إذاً من أن الجواب في موقع آخر.
اذ حتى لو قلنا ان اللذة مجردة هي السبب في انتشار هذا أو ذاك،فيكون السؤال هو لماذا لم يتحول الهامبورغر الألماني،أو البيتزا الإيطالية مثلاً الى هذه الشهرة,وهذه العالمية في الانتشار،عندما كانا في بيئتيهما الأصليتين الأوليين؟ قد يقال هنا ان الاعلام الأميركي،والأفلام الأميركية
والهيمنة الأميركية في عالم اليوم ( الاعلامية والسياسية والاقتصادية والعسكرية,وكل ما شئت من أنوع الهيمنة وتجسداتها)،هي السبب في انتشار الأميركي،والطعام الأميركي،وكل ما هو أميركي،ما دام المغلوب مولعاً بتقليد الغالب،على رأي علأمتنا ابن خلدون.
قد يكون في هذا الجواب بعض من جواب لا يشفي الغليل,ولكنه ليس كل الجواب.نعم ان الهيمنة،في هذه الناحية أو تلك،قد تدفع المغلوب الى تبني بعض من ثقافة الغالب وسلوكياته وعاداته وذوقه،ولكنها لا تصل الى هذا الحد من الانتشار العالمي، كما هو حال الثقافة والسلوكيات الأميركية، بغض النظر عن الحكم أو الموقف القيمي الأيديولوجي من تلك الثقافة،من كونها ثقافة استهلاكية أو سطحية،أو مغيبة للوعي،أوغير ذلك من مواقف وأحكام.
وقد يقال ان "السرعة و"السهولة"و"البساطة"،هي السر الذي يكمن وراء هذا الانتشار السريع للثقافة والسلوك الأميركيين، ومن ضمن ذلك
الطعام الأميركي،أو الذي لم يكن أميركياً وتأمرك،كأشياء أخرى كثيرة.
ولاشك في أن مثل هذه العوامل الذاتية في الثقافة نفسها، لها دور في الانتشار والتوسع,خاصة في عصر متسارع مثل عصرنا السائد.
فلم يعد لدى انسان اليوم الوقت لأن يقضي ساعات وساعات في الطبخ والنفخ وتناول الطعام، كما في التقاليد الصينية أو الفرنسية أو العربية، ولذلك أصبح الطعام الأميركي السهل والبسيط والسريع هو المعبر عن نبض العصر. والشيء نفسه يمكن أن يقال عن الملبس الأميركي
(الجينز، والتي شيرت وتوابعهما)، حيث السهولة والعملية والسرعة، بعيداً عن الأناقة الفرنسية والايطالية المفرطة، أو التقاليد البريطانية المعقدة مثلاً، أو الألبسة الشرقية المترفة وغير العملية في أحيان كثيرة، والتي لاتتواءم مع سرعة الحركة وعمليتها في الوقت الحاضر.
ولكن مثل هذه العوامل الداتية لا تقدم أيضاً كل الجواب، وان قدمت بعضاً منه.
فالشاروما والفلافل الشرقية، أو طبق الفول البسيط،لا يقل بساطة وسرعة تجهيز وسهولة تناول، عن الهامبورغر وأشقائه، ولكنه لم ينتشر الاتشار نفسه في غير بيئته الأصلية.ان بدأ ينتشر اليوم عالمياً,فلإنه وجد له موقعاً في سوق الأطعمة الأميركية خاصة، وأخد يتأمرك، كأطعمة كثيرة أخرى كثيرة مثله مثل الطعام والمطاعم الصينية، التي لم يبدأ انتشارها العالمي الأ بعد أن وجدت لفسها موقعاً في الذائقة الأميركية.
بل ان "شروال" الفلاح الشامي،أكثر بساطة وعملية وراحة من "جينز" راعي البقر الأميركي مثلاً، ولكن الشروال بقي قاصراً على الفلاح الشامي في ضيعته،بينما أصبح الجينز لباساً لكل العالم تقريباً.
فالقضية اذاً لاتكمن في مجرد الهيمنة، ولا في المكونات الذاتية للمنتج محل النظر،وإن كانت تمنح بعضاً من جواب، ولكن يبقى هناك نقص في المعادلة، لا يمكن لها أن تكتمل بدونه.
بداية الخيط من أجل حل اللغز،والوصول الى السر، يكمن في معرفة مكونات العقل الأميركي الحديث،الذي أدى في النهاية الى هذه الهيمنة في، مختلف المجالات,ونشر الذوق والذائقة الأميركيين في كل العالم، وجعل من الولايات المتحدة رائدة ظاهرة العولمة المعاصرة وصانعتها فى صورتها المعاصرة،كما كانت ْالحال ني أوروبا قبل ذلك، بل في كل مدينة سادت هذا العالم من قبل,ومن ضمنها الحضارة العربية الإسلامية،وإن كانت بصورة أقل تأثيراً ووضوحاً.ليست القضية قضية موارد أو نحو ذلك في تفسير الهيمنة والسيادة،والإ لكان من الواجب أن تكون اليابان من الدول الفقيرة وغير ذات شأن في هذا العالم،ولما توجب أن تكون أثينا أو روما مهد حضارة سادت العالم ذات يوم،ولكن القضية تكمن في شيء خفي يقف وراء الموارد ويستخدمها ولا تستخدمه.
وسواء أشجينا السياسة الأميركية،أم ضقنا ذرعاً بهيمنتها العالمية،أم أقلق نفوسنا هذا الاختراق الثقافي الأميركي،فإن المنطق يقول إن أميركا لم تصل الى ما وصلت إليه هكذا،أي بضربة حظ،أو وجدت مصباح علاء الدين ملقياً في مغارة مجهولة.وحتى لو كان الأمر كذلك،فإن السؤال هو لماذا استطاعت أميركا دون غيرها أن تكتشف تلك المغارة، ومن ثم الحصول على مصباح علاء الدين في هذا العصر.
في كتابه الأشهر: الديموقراطية في أميركا (صدر الجزء الأول عام 1835,والثاني عام 1840)، والذي يعتبر إلى اليوم من أهم المراجع التي يمكن الاستناد إليها في معرفة "الروح الأميركية" إن صح التعبير،يرى توكفيل أن أهم صفة للاميركيين هي عدم الاستعباد للعادات والتقاليد غير العملية،وحبهم للحرية الفردية،وهي التي تدفعهم إلى إنشاء المؤسسات المدنية المستقلة والحرة، بشكل تطوعي حر،والتي يرجع إليها الفضل في قيام المجتمع الأميركي وحيويته.
فالعقل الأميركي المؤسس عقل منطلق،على عكس العقل الأوروبي الذي أصبح مقيداً أكثر فأكثر بقيود الماضي (حتى وإن كان حديثاً) والحاضر معأ،وعلى حساب المستقبل بطبيعة الحال. وقد أورد توكفيل هذه الملاحظات منذ زمن طويل، وقبل أن تصبح أميركا شيئاً مذكوراً في العالم المعاصر، ولكن كان واضحاً أنها سوف تكون ذات شأن، ما دامت هذه هي روحها المُحركة.
وإذا أردنا أن نضيف شيئاً إلى ما قاله توكفيل،أو لنقل مزيداً من الشرح لما قاله، فيمكن القول إن ما يميز الروح الأميركية والعقل الأميركي المنطلق,هو الحب غير المقيد للتجديد والتغيير والبحث عن الريادة في مختلف الشؤون,وعدم التوقف عند حد في السعي نحو "السعادة"، وهو المفهوم الذي عبر من خلاله الآباء المؤسسون للولايات المتحدة عن التوق الدائم نحو التوسع والانتشار والبحث عن الأفضل, للفرد والجماعة، وما تمخض عنه في النهاية صياغة لما أصبح بيعرف بـ "الحلم الأميركي"،الذي قاد جماعات وجماعات للهجرة الى العالم الجديد والانصهار فيه. ولا بد من أن تكون المخاطرة جزءاً من السعي نحو ذلك النوع من "السعادة".
والحقيقة أن المخاطرة هي جوهر الفلسفة الرأسمالية في شكلها النظري والصافي، ولكنها مخاطرة عقلانية محسوبة مع أن ذلك لايلغي كونها مخاطرة ومن هنا يمكن أن نفهم أجزاء كبيرة من التاريخ الأميركي،سواء أمن حيث قيام هذا المجتمع وتطوره من عدة جماعات مهاجرة
ومضطهدة (بفتح الهاء),أم من ناحية التوسع الجغرافي غرباً لجماعات تحولت الى جماعات مضطهدة (بكسر الهاء) في الخاتمة.
وبغض النظر عن الحكم الإنساني البحت على أحداث التاريخ الأميركي وهو حكم ليس لصالح الولايات المتحدة على أي حال، فإن المراد قوله هنا هو أن "روح المبادرة"،والمخاطرة,وعدم التوقف عند نقطة معينة من التحول والتغير والتوسع والتضخم,هو الشيء الذي يميز الروح الأميركية، منذ أن كان هنالك عالم جديد يتطلع الى من ينشئه.
هذه الروح، وتلك العقلية،هما اللتان جعلتا الهامبورغر ينتصر في النهاية على الشاورما وجعلتا من الولايات المتحدة رائدة العولمة المعاصرة، بما تعنيه من توسع اقتصادي,وانتشار اعلامي، وتحول مستمر في التقنية ووسائلها.
فمؤسس سلسلة مطاعم "كنتاكي فرايد تشيكن" مثلاً، هو عقيد متقاعد، لم ينتظر الموت بعد تقاعده،وفق فلسفة ذاتية معينة،أو نتيجة ظروف اجتماعية كابحة لا دور له فيها، بل كانت مرحلة التقاعد فرصة له لتحويل "وصفته السرية" في تبيل الدجاج وقليه،الى مطعم,لم تلبث أن تتحول الى مطاعم، ولم يلبث العقيد أن تحول الى شركة، لم تلبث بدورها أن تتحول الى مؤسسة عابرة للقارات،وقس على ذلك بقية الأنشطة. نعم، إن الربح هنا هو الدافع الى مثل هذه الحركة،فالربح والمال بالنسبة الى الرأسمالية مثل الدم بالنسبة الى الجسد البشري.ولكن،برغم أن الجميع يسعى الى الربح والمال، فلم يستطيع أن يكون منطلقاً بلا حدود.
فالشاورما أو الفول مثلاً،لم ينتشر أن منتجيه كانوا "قانعين" بحدود معينة لنشاطهم،وفق هذه الفلسفة الذاتية أو تلك،أو لأن الهدف في النهاية هو مجرد "الاستمتاع" (الاستهلاك) بما توفر في اليد من مال,وليس للتوسع في الإنتاج بغض النظر عن الاستمتاع.ولذلك,لم تستطع الشاورما منافسة الهامبورغر القادم من وراء البحار,لا للذة الهامبورغر بحد ذاته,ولكن لتلك الروح الملحاحة الكامنة بين خبزتيه مع اللحم,ولتلك الفلسفة التي تقف وراء انتشار مطاعمه,وهي الفلسفة نفسها التي تشكل روح العولمة المعاصرة بكل تجلياتها وتجسداتها وتعقيداتها وآثارها

0000000000000000000
مقال اعجبني ونقلته للكاتب تركي الحمد
وتركي الحمد كاتب سعودي لبرالي جرئ في طراحه
الا انه مبدع في بقالته وهذي من مقالاته الرائعه
0000000000
اضافتي على الموضوع رغم انه لا يحتم الاضافه
يمكن تكون قريب من الموضوع او بعيده عنه لا اعلم بس اول ما قرات المقاله جت في بالي اثبة ذاتك في اي مكان تكون فيه اجعل لك بصمه
بلابتسمه والمعامله الطيبه وتعاون والاسلوب البق
اي مكان تكون في
ونتيجه تقدر ذاتك ويقدرها غيرك
تحيااتي واحترامي
اختكم مها

سلامه العايد
10-11-2007, 03:57
المهـــاااا



تسلم يمناااك على الموضوع



وعلى النقل الطيب



كماااا معروف النااااااس اذوووااق



منهم :: ذهب _ فضه _ نحااس _ الماااس




دنتي بو د ....

المــها
11-11-2007, 02:17
المهـــاااا



تسلم يمناااك على الموضوع



وعلى النقل الطيب



كماااا معروف النااااااس اذوووااق



منهم :: ذهب _ فضه _ نحااس _ الماااس




دنتي بو د ....

يسلمك الرب يا سلامه
واالناس على قوتك الذواق بس المشكله وانا اختك ان امريكا فرضت علينا ذوقها !!!!!!!!

اشكرك على المرور الكريم

عطـــــر الخزامـــــى
11-11-2007, 02:30
ربمــا للكاتب فلسفه اوضحها لنا بكلماتج المنقولة


يمكن انفرض علينا شي بس لاتنسيـــــــن
لأشد الأسف رضانااااا

بوركتي عالنقل يالمهااااا
ونقلج به الكثير من العقلانيه

المــها
11-11-2007, 02:57
ربمــا للكاتب فلسفه اوضحها لنا بكلماتج المنقولة


يمكن انفرض علينا شي بس لاتنسيـــــــن
لأشد الأسف رضانااااا

بوركتي عالنقل يالمهااااا
ونقلج به الكثير من العقلانيه
هلا بــ دكتورتنا الرائعه
تركي الحمد من جد مبدع له فلسفه خاصه بتوضيح مبتغاه بطريقه رائعه وجذابه ومتتعه بس للاسف توجهه هو اكبر غلط فيه بوجت نظري


لأشد الأسف رضانااااا
بضبط رضاناااا
هو تقليد اعمى
او انفتاح على الحضارات وربما نصل للغاء حضرتنا
او هو غسيل مخ
مرورك شرفني واسعدني جدااااااااااا

راعي العليا
18-11-2007, 02:33
بسم الله

مها

السلام عليكم

السالفة ماهيب سالفة فرض القوي على الضعيف سلوكياته السالفة هي سالفة جودة اي الشغل المتقن او الاكل ذات الجودة العالية الناس تحبه وتاخذه وخصوصا الوجبات الغربيه التي ذكرتيها اعلاه كل مطعم له لمسه خاصه في طريقة تقديمها لزبائن وان جيتي للفول هو هو كل المحلات زي بعض في طريقة التقديم وان جيتي للشاورما هو هو ايضا في كل المطاعم نفس الطعم وغالبا مايتسمم آكلوه .

ولو اني اتفق مع الكاتب حينما قال كلمة الشيخ العلامة المغلوب مولعاً بتقليد الغالب.

هذا واشكرك على الطرح الرائع