رياض الفضيلي
30-11-2007, 07:23
قال تعالى
[ ولا تستوي الحسنةُ ولا السيئة , ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم
, وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ] 34 و35 من فصلت
يقول تعالى [ ولا تستوي الحسنة ولا السيئه ] أي : لايستوي فعل الحسنات والطاعات لاجل رضى الله
تعالى , ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه , ولا يستوي الاحسان الى الخلق ولا
الاساءة اليهم , لا في ذاتها ولا في وصفها ولا في جزائها [ هل جزاء الاحسان الا الاحسان ] ثم امـر
بأحسان خاص , له موقع كبير , وهو الاحسان في من اساء اليك , فقال [ ادفع بالتي هي احسن ]
اي : فاذا اساء اليك مسيء من الخلق , خصوصا من له حق كبير عليك كالاقـــارب والاصحـــاب ونحوهم , اساءة بالقول او بالفعل , فقابله بالاحسان اليه , فأن قطعك فصله , وان ظلمك فاعف عنه
وان تكلم فيك غائبا او حاضرا فلا تقابله بالمثل بل اعف عنه وعامله بالقول اللين , وان هجرك وترك
خطابك , فطيّـب له الكلام وابذل له السلام , فاذا قابلت الاساءة بالاحسان حصل فائدة عظيمة , فقوله
تعالى [ فاذا الذي بينك وبينه عداة كانه ولي حميم ] اي : كأنه قريب شفيق [ وما يلقاها ] اي ومــا
يوفق لهذه الخصلة الحميدة [ الا الذين صبروا ] نفوسهم على ما تكره , واجبروها على ما يحبه الله
فان النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بأساءته وعدم العفو عنه , فكيف بالاحسان ؟
فاذا صبر الانسان نفسه , وامتثل أمر ربه , وعرف جزيل الثواب , وعلم ان مقابلته للمسيء بجنس
عمله , لا يفيده شيئا , ولا يزيد العداوة الا شدة وان احسانه اليه ليس بواضع قدره , بل من تواضع
لله رفعه , هان عليه الامر , وفعل ذلك متلذذا مستحيلا له [ وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ] لكونه من
خصال خواص الخلق , التي ينال بها العبد الرفعة في الدنيا والاخرة , والتي هي من اكبر خصال
مكارم الاخلاق
نقلت هذا من تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للعلامة / عبدالرحمن السعدي رحمه الله
بومشـــــعل
[ ولا تستوي الحسنةُ ولا السيئة , ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم
, وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ] 34 و35 من فصلت
يقول تعالى [ ولا تستوي الحسنة ولا السيئه ] أي : لايستوي فعل الحسنات والطاعات لاجل رضى الله
تعالى , ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه , ولا يستوي الاحسان الى الخلق ولا
الاساءة اليهم , لا في ذاتها ولا في وصفها ولا في جزائها [ هل جزاء الاحسان الا الاحسان ] ثم امـر
بأحسان خاص , له موقع كبير , وهو الاحسان في من اساء اليك , فقال [ ادفع بالتي هي احسن ]
اي : فاذا اساء اليك مسيء من الخلق , خصوصا من له حق كبير عليك كالاقـــارب والاصحـــاب ونحوهم , اساءة بالقول او بالفعل , فقابله بالاحسان اليه , فأن قطعك فصله , وان ظلمك فاعف عنه
وان تكلم فيك غائبا او حاضرا فلا تقابله بالمثل بل اعف عنه وعامله بالقول اللين , وان هجرك وترك
خطابك , فطيّـب له الكلام وابذل له السلام , فاذا قابلت الاساءة بالاحسان حصل فائدة عظيمة , فقوله
تعالى [ فاذا الذي بينك وبينه عداة كانه ولي حميم ] اي : كأنه قريب شفيق [ وما يلقاها ] اي ومــا
يوفق لهذه الخصلة الحميدة [ الا الذين صبروا ] نفوسهم على ما تكره , واجبروها على ما يحبه الله
فان النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بأساءته وعدم العفو عنه , فكيف بالاحسان ؟
فاذا صبر الانسان نفسه , وامتثل أمر ربه , وعرف جزيل الثواب , وعلم ان مقابلته للمسيء بجنس
عمله , لا يفيده شيئا , ولا يزيد العداوة الا شدة وان احسانه اليه ليس بواضع قدره , بل من تواضع
لله رفعه , هان عليه الامر , وفعل ذلك متلذذا مستحيلا له [ وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ] لكونه من
خصال خواص الخلق , التي ينال بها العبد الرفعة في الدنيا والاخرة , والتي هي من اكبر خصال
مكارم الاخلاق
نقلت هذا من تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للعلامة / عبدالرحمن السعدي رحمه الله
بومشـــــعل