رياض الفضيلي
05-12-2007, 10:58
ذكروا ان الهدهاد بن شرحبيل من بني يعفر وليَ المُـلك بعد ابيه , وانه خرج ذات يوم للقنص فرأى غزالا يطاردها ذئب , فحمل الهدهاد على الذئب فطرده عن الغزال . وانفرد لها يتبعها لينظر اين ينتهي ما بها . فسار في اثر الغزال وانقطع عن اصحابه , فبينما هو كذلك اذ ظهرت له مدينة عظيمة فيها من كل شيء من الزروع والشاء والابل والخيل وانواع الفواكه , فوقف دونها متعجبا , اذ اقبل رجل من اهل البلدةالتي ظهرت له , فسلم عليه ورحب به ثم قال للهدهاد : ايها الملك اني اراك متعجبا لما ظهر لك , فقال له الهدهاد اني لكما وما هذه المدينه ؟ وما سكانها ؟ قال : هذه مأرب سميت باسم
بلد قومك , وهي مدينة العرم , حيٌ من الجن .
وبينما هو معه بالكلام اذ مرت بهم امرأة لم يرى الراؤون احسن منها وجها ولا اكمل منها خلقا , ولا اظهر منها صباحة , ولا اطيب منها رائحة .. ففتن بها الهدهاد .. وعلِــم ملك الجن انه قد هويها وشغف بها . فقال له : يا ابن شرحبيل : ان كنت قد هويتها . فهي ابنتي , وانا أوزوجكها , فشكره
الهدهاد خيرا . فقال له : ومن لي بذلك ؟ فقال له الجنيّ : انا لك بما عرضتُ لك من تزويجي اياها منك
وجمعي بينكما على ايسر الاحوال واتمها , فهل عرفتها ؟؟ قال الهدهاد : ما رأيتها قبل يومي هذا فقال
له الجني : هي الغزال التي خلّـصتَ من الذئب , ولا نكافئك على جميل فعلك ابداً باحسان من ان نحبوك
بها, فتأهب للدخول عليها فأنا ازوجكها بشهادة الله تعالى ومللائكته . فاذا اردت ذلك فأقدم علينا بخاصة قومك وملوكهم , وأهل بيتك يشهدون املاكها ووليمتها , وميعادك رجب الاتي .
فانصرف الهدهاد . وغابت عنه المدينة , فاذا اصحابه يبحثون عنه , فقالوا له اين كنت ؟ فنحن بطلبك
منذ غبت عنا , فقال لم ابعدكم , ولم أجب ..
ثم خرج الهدهاد على ميعاد اصهاره من الجن في خاصة قومه وخدمه حتى وافاهم فوجدوا قصراً بناه لهم الجن محفوفا بالنخيل والاعناب والزرع والفواكه تجري فيها المياه الجارية , فتعجب القوم , فنزلوا معه في القصر , ومكثوا معه في القصر ثلاثة ايام , بعدها زفت الى الهدهاد امرأته وأســــمهــا
[ الحروري ] بنت اليـلَـب بن الصعب العـرِم ملك الجن ,
واذن الهدهاد لقومه بالانصراف الى مواضعهم , فمكث زمانا مع زوجته الحروري . وولدت له بلقيس
وصار القصر الذي بناه الجن دار مملكته , وتوفي ابوها الملك الهدهاد ولم تعش امها بعده الا قليلا وبقيت بلقيس مع اخوالها الجن . وجلس في الملك ابن عم ابيها شـمر يرعش . وسمع الناس له واطاعوه , ثم ارسل الى بلقيس يخطبها فاجابت الى ذلك على انه لا يخالفها في شيء تريده ..
فتزوجها , وذكروا انه لم يمت حتى اعطاها خاتم الملك لما رأى من كفائتها ورعايتها للملك وحفظها
وحسن قيامها به .. ثم انه مات وما احد درى بموته الا في ايام سليمان بن داود عليه السلام
وقصتها مع نبي الله سليمان عليه السلام معروفه
كتاب المنتخب
عبدالرحمن بن حمد المغيري رحمه الله
شكرلكم ..... بومشــعل
بلد قومك , وهي مدينة العرم , حيٌ من الجن .
وبينما هو معه بالكلام اذ مرت بهم امرأة لم يرى الراؤون احسن منها وجها ولا اكمل منها خلقا , ولا اظهر منها صباحة , ولا اطيب منها رائحة .. ففتن بها الهدهاد .. وعلِــم ملك الجن انه قد هويها وشغف بها . فقال له : يا ابن شرحبيل : ان كنت قد هويتها . فهي ابنتي , وانا أوزوجكها , فشكره
الهدهاد خيرا . فقال له : ومن لي بذلك ؟ فقال له الجنيّ : انا لك بما عرضتُ لك من تزويجي اياها منك
وجمعي بينكما على ايسر الاحوال واتمها , فهل عرفتها ؟؟ قال الهدهاد : ما رأيتها قبل يومي هذا فقال
له الجني : هي الغزال التي خلّـصتَ من الذئب , ولا نكافئك على جميل فعلك ابداً باحسان من ان نحبوك
بها, فتأهب للدخول عليها فأنا ازوجكها بشهادة الله تعالى ومللائكته . فاذا اردت ذلك فأقدم علينا بخاصة قومك وملوكهم , وأهل بيتك يشهدون املاكها ووليمتها , وميعادك رجب الاتي .
فانصرف الهدهاد . وغابت عنه المدينة , فاذا اصحابه يبحثون عنه , فقالوا له اين كنت ؟ فنحن بطلبك
منذ غبت عنا , فقال لم ابعدكم , ولم أجب ..
ثم خرج الهدهاد على ميعاد اصهاره من الجن في خاصة قومه وخدمه حتى وافاهم فوجدوا قصراً بناه لهم الجن محفوفا بالنخيل والاعناب والزرع والفواكه تجري فيها المياه الجارية , فتعجب القوم , فنزلوا معه في القصر , ومكثوا معه في القصر ثلاثة ايام , بعدها زفت الى الهدهاد امرأته وأســــمهــا
[ الحروري ] بنت اليـلَـب بن الصعب العـرِم ملك الجن ,
واذن الهدهاد لقومه بالانصراف الى مواضعهم , فمكث زمانا مع زوجته الحروري . وولدت له بلقيس
وصار القصر الذي بناه الجن دار مملكته , وتوفي ابوها الملك الهدهاد ولم تعش امها بعده الا قليلا وبقيت بلقيس مع اخوالها الجن . وجلس في الملك ابن عم ابيها شـمر يرعش . وسمع الناس له واطاعوه , ثم ارسل الى بلقيس يخطبها فاجابت الى ذلك على انه لا يخالفها في شيء تريده ..
فتزوجها , وذكروا انه لم يمت حتى اعطاها خاتم الملك لما رأى من كفائتها ورعايتها للملك وحفظها
وحسن قيامها به .. ثم انه مات وما احد درى بموته الا في ايام سليمان بن داود عليه السلام
وقصتها مع نبي الله سليمان عليه السلام معروفه
كتاب المنتخب
عبدالرحمن بن حمد المغيري رحمه الله
شكرلكم ..... بومشــعل