المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نساء الاسلام المرأه العربيه


طه الكبيسي
05-12-2007, 09:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم ومن كرائم النساء خولة بنت الأزور، وهي أخت الصحابي ضرار بن الأزور لم يعرف في النساء أشجع منها. وأمكن منها في المراوغة بالخيل، أثناء القتال، وكانت شجاعة خرجت مع أخيها إلى الشام، تحت قيادة خالد بن الوليد، فأظهرت في حرب الروم بسالة عظيمة، وفعلت في جنود الروم الأفعال، تقاتل وهي متلثمة.

ومن المشاهد لها التي أظهرت فيها بسالة وفروسية نادرة، فقد أُسِرَتْ نساء المسلمين في وقعة صمورا، فجمعت خولة النساء، فقامت فيهن خطيبة، وهي مأسورة معهن، فقالت: يا بنات حمير، وبقية تبّع، أترضين لأنفسكن علوج الروم، ويكون أولادكن عبيداً لأهل الروم، فأين شجاعتكن وبراعتكن التي تتحدث بها عنكن أحياء العرب، ومحاضر الحضر، وإني أراكن بمعزل عن ذلك، وإني أرى القتل عليكن أهون من هذه الأسباب، وما نزل عليكن من خدمة الروم. فقالت لها عفراء بنت غفار الحميرية: صدقت والله، يا بنت الأزور، ونحن في الشجاعة كما ذكرت، وفي البراعة كما وصفت، غير أن السيف يحسن فعله في مثل هذا الوقت، وإنما دهمنا العدو على حين غفلة، وما نحن إلا كالغنم بدون سلاح.

فقالت خولة: يا بنات التتابعة، خذوا أعمدة الخيام، وأوتاد الأطناب، ونحمل بها على هؤلاء اللئام، فلعل الله ينصرنا عليهم، فنستريح من معرّة العرب، فقالت عفراء بنت غفار: والله ما دعوت إلا ما هو أحب إلينا مما ذكرت، ثم تناولت كل واحدة عموداً من أعمدة الخيام، وصِحْن صيحةً واحدةً، وألقت خولة على عاتقها عموداً وسعت من ورائها عفراء أم أبان بنت عتبة، ومسلمة بنت زارع، وروعة بنت عملون، وسلمة بنت النعمان وغيرهن. فقالت لهن خولة: لا ينفك بعضكن عن بعض، وكن كالحلقة الدائرة، ولا تفترقن فتملكن، فيقع بكن التشتيت وأحطمن رماح القوم، واكسرن سيوفهم.

وهجمت خولة، وهجمت النساء وراءها، وقاتلن قتالاً شديداً، حتى استخلصت النسوة من أيدي الروم، وتوفيت في أواخر خلافة عثمان بن عفان [/COLOR](فتوح الشام للواقدي).

أما الشاعرة الخنساء: فقد حضرت حرب القادسية، ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم من أول الليل: يا بني اسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو، إنكم بنو امرأة واحدة, ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجّنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (200) سورة آل عمران.

فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلى قتال عدّوكم، مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وحللت ناراً على أرواقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها، تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة.

فخرج بنوها لنصحها فقُتِلُوا جميعاً، فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.

وكان رسول الله يسمع شعرها ويفضله على شعر غيرها من الشعراء، وتوفيت في خلافة عثمان بن عفان (زهر الآداب للحصري).

أما عَمْرَةُ بنت عبدالرحمن: فقد كانت في حجر عائشة أم المؤمنين، فحفظت عنها أحاديث وعلم غزير، فكانت محدّثة عالمة فقيهة، روت عن كثير من الصحابيات أيضاً، وعن أخيها محمد بن عبدالرحمن، وابنها أبو رجال، وابن أخيها يحيى بن عبدالله، وابن ابنها حارثة ابن أبي رجال، وابن أخيها أبوبكر محمد بن عمرو وغيرهم.

قال يحيى بن معين: عمرة بنت عبدالرحمن ثقة حجّة، وقال المديني تابعيّة مدينية ثقة، وذكرها ابن حبّان في الثقات، أما ابن المديني: فعندما ذكرها فخّم أمرها، وقال: عمرة أحد الثقات العلماء بعائشة الإثبات، وكان عبدالرحمن بن القاسم يسألها عن حديث عائشة، لأنها أعلم الناس به، وكتب عمر بن عبدالعزيز، إلى أبي بكر بن محمد، عندما بدأ في تدوين الحديث: أن انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو سنة ماضية، أو حديث عمرة فاكتبه، فإني خشيت دروس العلم، وذهاب أهله، وروى لها الجماعة، وتوفيت عام 98هـ (طبقات ابن سعد).

أمية بنت قيس: أسلمت وبايعت بعد الهجرة، وشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فقالت: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة من بني غفار، فقلن: إنا نريد يا رسول الله أن نخرج معك إلى خيبر فنداوي الجرحى، ونعين المسلمين بما استطعنا، فقال رسول الله: على بركة الله.

قالت: فخرجنا معه، وكنت جارية حديثاً سنّى، فأردفني رسول الله حقيبة رحله، فنزل إلى الصّبح فأناخ، فلما فتح الله لنا خيبر، رضخ لنا في الفئ، ولم يسهم لنا، وأخذ القلادة التي تُرى في عنقي فأعطانيها، وعلّقها بيده في عنقي فوالله لا تفارقني أبداً، وكانت في عنقها حتى ماتت وأوصت أن تدفن معها (أسد الغابة).

ولا ننسى في هذا بنت سعيد بن المسيب التي خطبها الوليد بن عبدالملك، وغيره من أمراء بني أمية، فرفض والدها تزويجها لهم، فضربوه وأثقلوا عليه وهو مصر، فزوجها لأحد تلاميذه، لما ماتت زوجته، وأدخلها والدها عليه، وهو فقير معدم لا يملك غير درهمين ساقهما مهراً لها، فوجدها عالمة فقيهة محدّثة، قد أخذت علوم والدها في صدرها، وكلّما نقص من علم والدها، جلست لزوجها تلقيه عليه درساً درساً، وقد توسع في علمها وزواجها ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان وابن سعد في طبقاته.

مخّة أخت بشر الحافي: امرأة مشهورة بالورع والعبادة، تكسب لقمتها من غزل يدها، سألت أحمد بن حنبل: فقالت: امرأة رأسمالي دانقان أشتري القطن، فأردنه فأبيعه بنصف درهم، فأتقوّت بدانق من الجمعة إلى الجمعة، فمرّ ابن طاهر الطائف - الذي يطوف بالمدينة - ومعه مشعل - شبيه بالسراج - فوقف وتكلم أصحاب المصالح، فاستعتمت ضوء المشعل، فغزلت طاقات ثم غاب عنّي. فعلمت أن الله سيطالبني فخلصني.

فقال لها: تخرجين الدانقين، ثم تبقين بلا رأسمال، حتى يعوضك الله خيراً منهما، فقال ابنه عبدالله: يا أبة لو قلت لها: أخرجي الغزل الذي أدركت فيه الطاقات. فقال: با بني سؤالها لا يحتمل التأويل. ثم قال: من هذه؟ قال: أخت بشر الحافي فقال: من ها هنا أتيت. وقال بشر: تعلمت الورع من أختي فإنها كانت تجتهد ألا تأكل لمخلوق فيه صنيع (تاريخ بغداد للخطيب).

وما أكثر النماذج الفذة من النساء المسلمات المدوّن وغير المدوّن، رحمهن الله، ففيهن القدوة بالصلاح والعمل.

وصية أمامة بنت الحارث :

إن من الملائم مع كرائم النساء: ذكر وصية أمامة هذه لأنها تهم كل فتاة مقبلة على الزواج: قالت لابنتها أم إياس بنت عوف:

يا بنيّة: أن الوصية لو تركت لفضل أدب، تركت لذلك منكِ، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج، لغنى أبويها وشدّة حاجتهما إليها، كنت أغنى الناس عنه، ولكنّ النساء خُلقن للرجال ولهن خُلق الرجال.

أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلّفتِ العشَّ الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيباً ومليكاً، فكوني له أَمَةً، يكن لك عبداً وشيكاً.

يا بنية: احملي عني عشر خصال، تكن لك ذخراً وذكراً، الصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، والتعهد لموضع أنفه، والتفقد لموضع عينه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح، والكحل أحسن الحسن، والماء أطيب الطّيب المفقود.

والتعهد لوقت طعامه، والهدوء عنه عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مبغضة، والاحتفاظ ببيته وماله، والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله، فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير.

والإرعاء على العيال والحشم حسن التدبير، ولا تفشي له سراً ولا تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.

ثم اتقي مع ذلك الفرح إذا كان ترحاً، والاكتئاب عنده إن كان فرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير، وكوني أشد ما تكوني له تعظيماً، يكن أشد ما يكون لك تكريماً، وأشد ما تكوني له موافقة، يكن أطول ما تكونين له موافقة، وأعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين، حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببت أو كرهت.

والله يخير لك، فحملت إليه وسلّمت له، فعظم موقعها منه، وولدت له الملوك السبعة في كندة الذين ملكوا بعد والدهم: الحارث بن عمرو اليمن. (الذخائر لابن سلام الباهلي).
------------------

سلامه العايد
05-12-2007, 10:06
طــه



الله يعطيك العااافيه على هذي المعلومااات


واصراحه انااا استفدت مو موضوك المميز


لأن معلوماات جديده علي ...........


لا تبخل باللي عندك نحتري كل ماهو جديدك ....


دمت بود ....

ناصر السيف
15-12-2007, 05:49
طــه



الله يعطيك العااافيه على هذي المعلومااات

حاتميه
23-01-2008, 03:44
رحمهن الله فعلا قدوه صالحه

شكرا طه ع الطرح الطيب