المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحتكام إلى منهج الله


bu_odah
03-02-2005, 01:18
إن الاحتكام إلى منهج الله في كتابه ليس نافلة ولا تطوعا ولا موضع اختيار ، إنما هو الإيمان . . أو . . فلا إيمان . . وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم . . ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون . إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا ، وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض ، والله ولي المتقين . .
والأمر إذن جد . . إنه أمر العقيدة من أساسها . . ثم هو أمر سعادة هذه البشرية أو شقائها . .
إن هذه البشرية - وهي من صنع الله - لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من صنع الله ؛ ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يده - سبحانه - وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق ، وشفاء كل داء: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين . .
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم . . ولكن هذه البشرية لا تريد أن ترد القفل إلى صانعه ، ولا أن تذهب بالمريض إلى مبدعه ، ولا تسلك في أمر نفسها ، وفي أمر إنسانيتها ، وفي أمر سعادتها أو شقوتها . . ما تعودت أن تسلكه في أمر الأجهزة والآلات المادية الزهيدة التي تستخدمها في حاجاتها اليومية الصغيرة . . وهي تعلم أنها تستدعي لإصلاح الجهاز مهندس المصنع الذي صنع الجهاز . ولكنها لا تطبق هذه القاعدة على الإنسان نفسه ، فترده إلى المصنع الذي منه خرج ، ولا أن تستفتي المبدع الذي أنشأ هذا الجهاز العجيب ، الجهاز الإنساني العظيم الكريم الدقيق اللطيف ، الذي لا يعلم مساربه ومداخله إلا الذي أبدعه وأنشأه: إنه عليم بذات الصدور . ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ؟ . .
ومن هنا جاءت الشقوة للبشرية الضالة . البشرية المسكينة الحائرة ، البشرية التي لن تجد الرشد ، ولن تجد الهدى ، ولن تجد الراحة ، ولن تجد السعادة ، إلا حين ترد الفطرة البشرية إلى صانعها الكبير ، كما ترد الجهاز الزهيد إلى صانعه الصغير !
ولقد كانت تنحية الإسلام عن قيادة البشرية حدثا هائلا في تاريخها ، ونكبة قاصمة في حياتها ، نكبة لم تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألم بها من نكبات . .
لقد كان الإسلام قد تسلم القيادة بعد ما فسدت الأرض ، وأسنت الحياة ، وتعفنت القيادات ، وذاقت البشرية الويلات من القيادات المتعفنة ؛ و ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس . .
تسلم الإسلام القيادة بهذا القرآن ، وبالتصور الجديد الذي جاء به القرآن ، وبالشريعة المستمدة من هذا التصور . . فكان ذلك مولدا جديدا للإنسان أعظم في حقيقته من المولد الذي كانت به نشأته . لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية تصورا جديدا عن الوجود والحياة والقيم والنظم ؛ كما حقق لها واقعا اجتماعيا فريدا ، كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور ، قبل أن ينشئه لها القرآن إنشاء . . نعم ! لقد كان هذا الواقع من النظافة والجمال ، والعظمة والارتفاع ، والبساطة واليسر ، والواقعية والإيجابية ، والتوازن والتناسق . . . بحيث لا يخطر للبشرية على بال ، لولا أن الله أراده لها ، وحققه في حياتها . . في ظلال القرآن ، ومنهج القرآن ، وشريعة القرآن .
ثم وقعت تلك النكبة القاصمة . ونحي الإسلام عن القيادة . نحي عنها لتتولاها الجاهلية مرة أخرى ، في صورة من صورها الكثيرة . صورة التفكير المادي الذي تتعاجب به البشرية اليوم ، كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة الزاهية الألوان !
إن هناك عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية . يضعون لها المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى ؛ ثم يقولون لها:اختاري !!!
اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد الإنسان في عالم المادة ، وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن منهج الله !!!
وهذا خداع لئيم خبيث . فوضع المسألة ليس هكذا أبدا . .
إن المنهج الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني . إنما هو منشئ لهذا الإبداع وموجه له الوجهة الصحيحة . . ذلك كي ينهض الإنسان بمقام الخلافة في الأرض . هذا المقام الذي منحه الله له ، وأقدره عليه ، ووهبه من الطاقات المكنونة ما يكافئ الواجب المفروض عليه فيه ؛ وسخر له من القوانين الكونية ما يعينه على تحقيقه ؛ ونسق بين تكوينه وتكوين هذا الكون ليملك الحياة والعمل والإبداع . . على أن يكون الإبداع نفسه عبادة لله ، ووسيلة من وسائل شكره على آلائه العظام ، والتقيد بشرطه في عقد الخلافة ؛ وهو أن يعمل ويتحرك في نطاق ما يرضي الله . فأما أولئك الذين يضعون المنهج الإلهي في كفة ، والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى . . فهم سيئو النية ، شريرون ، يطاردون البشرية المتعبة الحائرة كلما تعبت من التيه والحيرة والضلال ، وهمت أن تسمع لصوت الحادي الناصح ، وأن تؤوب من المتاهة المهلكة وأن تطمئن إلى كنف الله . . .
وهنالك آخرون لا ينقصهم حسن النية ؛ ولكن ينقصهم الوعي الشامل ، والإدراك العميق . .
هؤلاء يبهرهم ما كشفه الإنسان من القوى والقوانين الطبيعية ، وتروعهم انتصارات الإنسان في عالم المادة . فيفصل ذلك البهر وهذه الروعة في شعورهم بين القوى الطبيعية والقيم الإيمانية ، وعملها وأثرها الواقعي في الكون وفي واقع الحياة ؛ ويجعلون للقوانين الطبيعية مجالا ، وللقيم الإيمانية مجالا آخر ؛ ويحسبون أن القوانين الطبيعية تسير في طريقها غير متأثرة بالقيم الإيمانية ، وتعطي نتائجها سواء آمن الناس أم كفروا . اتبعوا منهج الله أم خالفوا عنه . حكموا بشريعة الله أم بأهواء الناس !
هذا وهم . .
إنه فصل بين نوعين من السنن الإلهية هما في حقيقتهما غير منفصلين . فهذه القيم الإيمانية هي بعض سنن الله في الكون كالقوانين الطبيعية سواء بسواء . ونتائجها مرتبطة ومتداخلة ؛ ولا مبرر للفصل بينهما في حس المؤمن وفي تصوره . . وهذا هو التصور الصحيح الذي ينشئه القرآن في النفس حين تعيش في ظلال القرآن . ينشئه وهو يتحدث عن أهل الكتب السابقة وانحرافهم عنها وأثر هذا الانحراف في نهاية المطاف: ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم . ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم . وينشئه وهو يتحدث عن وعد نوح لقومه: فقلت:استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ، ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا . .
وينشئه وهو يربط بين الواقع النفسي للناس والواقع الخارجي الذي يفعله الله بهم إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . .
إن الإيمان بالله ، وعبادته على استقامة ، وإقرار شريعته في الأرض . . . كلها إنفاذ لسنن الله . وهي سنن ذات فاعلية إيجابية ، نابعة من ذات المنبع الذي تنبثق منه سائر السنن الكونية التي نرى آثارها الواقعية بالحس والاختبار .
ولقد تأخذنا في بعض الأحيان مظاهر خادعة لافتراق السنن الكونية ، حين نرى أن اتباع القوانين الطبيعية يؤدي إلى النجاح مع مخالفة القيم الإيمانية . . هذا الافتراق قد لا تظهر نتائجه في أول الطريق ؛ ولكنها تظهر حتما في نهايته . . وهذا ما وقع للمجتمع الإسلامي نفسه . لقد بدأ خط صعوده من نقطة التقاء القوانين الطبيعية في حياته مع القيم الإيمانية . وبدأ خط هبوطه من نقطة افتراقهما . وظل يهبط ويهبط كلما انفرجت زاوية الافتراق حتى وصل إلى الحضيض عندما أهمل السنن الطبيعية والقيم الإيمانية جميعا . .
وفي الطرف الآخر تقف الحضارة المادية اليوم . تقف كالطائر الذي يرف بجناح واحد جبار ، بينما جناحه الآخر مهيض ، فيرتقي في الإبداع المادي بقدر ما يرتكس في المعنى الإنساني . ويعاني من القلق والحيرة والأمراض النفسية والعصبية ما يصرخ منه العقلاء هناك . .
لولا أنهم لا يهتدون إلى منهج الله وهو وحده العلاج والدواء .

يتبع

bu_odah
03-02-2005, 01:20
تابع
إن شريعة الله للناس هي طرف من قانونه الكلي في الكون . فإنفاذ هذه الشريعة لا بد أن يكون له أثر إيجابي في التنسيق بين سيرة الناس وسيرة الكون . . والشريعة إن هي إلا ثمرة الإيمان لا تقوم وحدها بغير أصلها الكبير . فهي موضوعة لتنفذ في مجتمع مسلم ، كما أنها موضوعة لتساهم في بناء المجتمع المسلم . وهي متكاملة مع التصور الإسلامي كله للوجود الكبير وللوجود الإنساني ، ومع ما ينشئه هذا التصور من تقوى في الضمير ، ونظافة في الشعور ، وضخامة في الاهتمامات ، ورفعة في الخلق ، واستقامة في السلوك . . .
وهكذا يبدو التكامل والتناسق بين سنن الله كلها سواء ما نسميه القوانين الطبيعية وما نسميه القيم الإيمانية . . فكلها أطراف من سنة الله الشاملة لهذا الوجود .
والإنسان كذلك قوة من قوى الوجود . وعمله وإرادته ، وإيمانه وصلاحه ، وعبادته ونشاطه . . . .
هي كذلك قوى ذات آثار إيجابية في هذا الوجود وهي مرتبطة بسنة الله الشاملة للوجود . . وكلها تعمل متناسقة ، وتعطي ثمارها كاملة حين تتجمع وتتناسق ، بينما تفسد آثارها وتضطرب وتفسد الحياة معها ، وتنتشر الشقوة بين الناس والتعاسة حين تفترق وتتصادم: ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . . فالارتباط قائم وثيق بين عمل الإنسان وشعوره وبين ماجريات الأحداث في نطاق السنة الإلهية الشاملة للجميع . ولا يوحي بتمزيق هذا الارتباط ، ولا يدعو إلى الإخلال بهذا التناسق ، ولا يحول بين الناس وسنة الله الجارية ، إلا عدو للبشرية يطاردها دون الهدى ؛ وينبغي لها أن تطارده ، وتقصيه من طريقها إلى ربها الكريم . .
هذه بعض الخواطر والانطباعات من فترة الحياة في ظلال القرآن . لعل الله ينفع بها ويهدي . وما تشاءون إلا أن يشاء الله .
إن الذين يحاربون حقيقة الإيمان أن تستقر في القلوب ; ويحاربون منهج الإيمان أن يستقر في الحياة ; ويحاربون شريعة الإيمان أن تستقر في المجتمع . .
إنما هم أعدى أعداء البشرية وأظلم الظالمين لها . ومن واجب البشرية - لو رشدت - أن تطاردهم حتى يصبحوا عاجزين عن هذا الظلم الذي يزاولونه ; وأن ترصد لحربهم كل ما تملك من الأنفس والأموال . . وهذا هو واجب الجماعة المسلمة الذي يندبها إليه ربها ويدعوها من أجله بصفتها تلك ; ويناديها ذلك النداء الموحي العميق . .
ينبغي أن يعرف المسلمون حقيقة دينهم , وحقيقة تاريخهم ; فلا يقفوا بدينهم موقف المتهم الذي يحاول الدفاع ; إنما يقفون به دائما موقف المطمئن الواثق المستعلي على تصورات الأرض جميعا , وعلى نظم الأرض جميعا , وعلى مذاهب الأرض جميعا . . ولا ينخدعوا بمن يتظاهر بالدفاع عن دينهم بتجريده في حسهم من حقه في الجهاد لتأمين أهله ; والجهاد لكسر شوكة الباطل المعتدي ; والجهاد لتمتيع البشرية كلها بالخير الذي جاء به ; والذي لا يجني أحد على البشرية جناية من يحرمها منه , ويحول بينها وبينه . فهذا هو أعدى أعداء البشرية , الذي ينبغي أن تطارده البشرية لو رشدت وعقلت . وإلى أن ترشد البشرية وتعقل , يجب أن يطارده المؤمنون , الذين اختارهم الله وحباهم بنعمة الإيمان , فذلك واجبهم لأنفسهم وللبشرية كلها , وهم مطالبون بهذا الواجب أمام الله . .
إن هذا المنهج خير . وما يصد البشرية عنه إلا أعدى أعداء البشرية . الذين ينبغي لها أن تطاردهم , حتى تقصيهم عن قيادتها . . وهذا هو الواجب الذي انتدبت له الجماعة المسلمة , فأدته مرة خير ما يكون الأداء . وهي مدعوة دائما إلى أدائه , والجهاد ماض إلى يوم القيامة . . تحت هذا اللواء .
إن النقلة الأساسية التي تتمثل في هذا الدين هي إعتاق رقاب العباد من العبودية للعباد ; وتحريرهم من هذه العبودية , وتعبيدهم للّه وحده , وإقامة حياتهم كلها على أساس هذا الانطلاق الذي يرفع تصوراتهم , ويرفع قيمهم , ويرفع أخلاقهم . ويرفع حياتهم كلها من العبودية إلى الحرية . .
ثم تجيء الأرزاق المادية والتيسيرات المادية , والتمكين المادي , تبعاً لهذا التحرر وهذا الانطلاق . كما حدث في تاريخ العصبة المسلمة , وهي تكتسح الجاهليات حولها , وتهيمن على مقاليد السلطان في الأرض , وتقود البشرية إلى اللّه , لتستمتع معها بفضل اللّه . .
والذين يركزون على القيم المادية , وعلى الإنتاج المادي , ويغفلون تلك القيمة الكبرى الأساسية , هم أعداء البشرية الذين لا يريدون لها أن ترتفع على مستوى الحيوان وعلى مطالب الحيوان .
وهم لا يطلقونها دعوة بريئة ; ولكنهم يهدفون من ورائها إلى القضاء على القيم الإيمانية , وعلى العقيدة التي تعلق قلوب الناس بما هو أرفع من مطالب الحيوان - دون أن تغفل ضروراتهم الأساسية - وتجعل لهم مطالب أساسية أخرى إلى جوار الطعام والمسكن والجنس التي يعيش في حدودها الحيوان !
وهذا الصياح المستمر بتضخيم القيم المادية , والإنتاج المادي , بحيث يطغى الانشغال به على حياة الناس وتفكيرهم وتصوراتهم كلها . . وبحيث يتحول الناس إلى آلات تلهث وراء هذه القيمة , وتعدها قيمة الحياة الكبرى ; وتنسى في عاصفة الصياح المستمر . . الإنتاج . . الإنتاج . . كل القيم الروحية والأخلاقية ; وتدوس هذه القيم كلها في سبيل الإنتاج المادي . . هذا الصياح ليس بريئاً ; إنما هو خطة مدبرة لإقامة أصنام تعبد بدل أصنام الجاهلية الأولى ; وتكون لها السيادة العليا على القيم جميعاً !
وعندما يصبح الإنتاج المادي صنماً يكدح الناس حوله ويطوفون به في قداسة الأصنام ; فإن كل القيم والاعتبارات الأخرى تداس في سبيله وتنتهك . . الأخلاق . الأسرة . الأعراض . الحريات . الضمانات . . . كلها . . كلها إذا تعارضت مع توفير الإنتاج يجب أن تداس !
فماذا تكون الأرباب والأصنام إن لم تكن هي هذه ? إنه ليس من الحتم أن يكون الصنم حجراً أو خشباً . فقد يكون قيمة واعتباراً ولافتة ولقباً !
إن القيمة العليا يجب أن تبقى لفضل اللّه ورحمته المتمثلين في هداه الذي يشفي الصدور , ويحرر الرقاب , ويعلي من القيم الإنسانية في الإنسان . وفي ظل هذه القيمة العليا يمكن الانتفاع برزق اللّه الذي أعطاه للناس في الأرض ; وبالتصنيع الذي يوفر الإنتاج المادي ; وبالتيسيرات المادية التي تقلل من شدة الكدح ; وبسائر هذه القيم التي تدق الجاهلية حولها الطبول في الأرض !
وبدون وجود تلك القيمة العليا وسيادتها تصبح الأرزاق والتيسيرات والإنتاج لعنة يشقى بها الناس ; لأنها يومئذ تستخدم في إعلاء القيم الحيوانية والآلية , على حساب القيم الإنسانية العلوية . ( الظلال )
منقوول

عبدالله الفضلي
03-02-2005, 03:03
أسأل الله تبارك وتعالى أن يمكن لشرعه في الأرض
ويريحنا من هذه الأنظمه الكفريه والبرلمانات الطاغوتيه التي لم ينزل الله بها من سلطان
وأسأل الله أن يرزقنا التحاكم الى كتابه وسنة نبيه ، وأشهد الله أني ابرأ من هذه الأحكام الطاغوتيه الكفريه
والحكم بما أنزل الله شامل لكل جوانب الحياة ، ليس فقط لجانب الحدود ( كقطع يد السارق ورجم الزاني الثيب وغيرها من الحدود ) كما يطن الجهال وقليلي البصيره
بل أول ما يشمل يشمل العقائد !!
فتجد في هذا الزمن من كانت عقيدته فاسده ( يؤول الاستواء و يحرف نصوص الأسماء والصفات ، ويقول بخلق القرآن ، وينكر بعض مسائل الايمان بالمغيبات وغير ذلك ) ثم يصيح الحكم بما أنزل الله ؟؟
وهو لم يحكم شرع الله على نفسه في العقائد ؟ وكأن الحكم بما أنزل الله مقتصر على الحدود فقط ؟؟
هنا فائده يجب التنبه لها :
من بدل الحدود الشرعيه بقوانين وضعيه ففعله كفر وضلال وقد نصب نفسه مشرعا مع الله في جانب الحدود ؟
ومن ابتدع في دين الله في عباده أو عقيده فقد نصب نفسه مشرعا مع الله وربنا يقول ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله ) وهذا ( المبتدع المشرع في العقائد والعبادات ) أكبر جرما من من شرع في جانب الحدود ( وكلتاهما شر )
وهذه النقطه لا يتنبه لها مع الأسف الكثير من الشباب المسلم حسن النيه ، فتجده يكفر ويحارب من شرع في جانب الحدود والمعاملات ، وينافح بكل جهل عن الذين يشروع في العقائد والعبادات ؟ وكأن العبادات والعقائد باب مفتوتح يشرع فيه من شاء ما شاء ؟
مثال :
بلد يقطع يد السارق ويجلد شارب الخمر ........ وغيرها من الحدود ، أما في العقائد تجده ضائع فتجد القبور والمشاهد منتشره ، ويصرح في ذلك البلد أن الله لم يستوى على عرشه ( وأنه في كل مكان ) ، ويقال أن الله لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ....... الى غير هذا من البدع العقائديه ، والطرق الصوفيه التي لم ينزل الله بها من سلطان ( لأن البدع كما تكون في العبادات تكون في العقائد )
وبلد أخر لا يقطع يد السارق ولا يجلد شارب الخمر ......... وعطل هذه الحدود واستبدلها بقوانين وضعيه منتنه ، لكن لا تجد فيه قبور تدعى من دون الله ، وتوحيد العباده قائم ، ويدرس في مدارسه أن الله مستوي على عرشه ( ومن قال غير ذلك كفر ) وأن الله سميع بصير .......... ويثبت الأسماء والصفات ولا ينكر المغيبات .
فهذا بلا شك أفضل من الأول ( على ما فيه من الظلال )
والشباب المتحمس يجهل هذا مع الأسف ( الأن أدمغتهم قد غسلت بكتب الحركيين ) ، فتجده يدافع عن الكثير من المبتدعه ( الذين شرعوا في العقائد والعبادات ) دفاعا مستميتا ، بل يتهم من ينتقدهم في دينه ونيته والله المستعان ،
ومثال لهؤلاء الضلال الذين يدعون للحكم بما أنزل الله ، ويكفرون من لم يحكمه في جانب الحدود بلا تفصيل على طريقت أسلافهم الخوارج ( سيد قطب ) صاحب الكلام أعلاه .......
فهو في جانب العقائد مبتدع ضال ، فهو لم يحكم الشرع الله في العقائد في نفسه !!
فتجده في كتبه المليئه بالظلال :
يطعن في أنبياء الله
ويطعن في الصحابه
ويؤول الاستواء على العرش
ويقول بخلق القرآن
ووحدة الوجود
ويرد أحاديث الأحاد
ويفسر كلام الله بالموسيقى واللحان
وغير هذا بلا ورزايا يندى لها جبين الموحد منتشره في كتبه ( وأنا على استعداد لنقلها بأرقام الصفحات من كتبه ) ، ثم يصيح بعد ذلك ويقول الحكم بما أنزل الله !!
هلا حكم كتاب الله على نفسه ؟
والله لو كنا نعامله بالمثل ولا نخشا الله لكفرناه على بلاياه هذه ، ولكن للتكفير ذوابط وأحكام عندنا ، ندين الله تعالى بها ،
فهذا ومن يتبعه أي حكم لله سوف يقيم ؟ وأي شرع سوف يطبق ؟ لو مكن الله لهم ؟
أقول : نحن نريد تحكيما لشرع الله كاملا في جميع الجوانب ، لا في الحدود فقط !!
نحن نريد من الذي يحارب من شرع في جانب الحدود ويكفره ، أن يحارب من يشرع في جانب ( العقائد والأحكام ) لا أن يكيل بمكيالين !!
فيحارب الأول ويدافع عن الثاني ؟؟
كلتا الطائفتين شر وعلى خطر ، التي شرعت في جانب الحدود والتي شرعت في جانب العقائد والعبادات ،
فيجب محاربة وفضح كلتا الطائفتين ( لا الكيل بمكيالين ) وفضحهما على رؤوس الأشهاد ، لا كما يفعل خوارج هذا العصر ؟؟
أسأل الله العلي القدير أن يعصمني واخواني من أصحاب الأفكار الهدامه ، وأن يرزقنا التحاكم الى كتابه وسنة نبية في جميع شؤون حياتنا ، انه ولي ذلك والقادر عليه

الأصيل
03-02-2005, 05:05
يسلمووووووووووو اخوي / bu_odah على النقل

جزاك الله خير وجعلها في ميزان حسناتك

ماادري ليش عندما قرأت الموضوع تذكرت

كما تكونوا يولّى عليكم

مشكوووووووووووووور

العذاب عنواني
04-02-2005, 12:37
تسلم يا خوي على الموضوع الشيق ..

ويسلم اخوي عبدالله على تعليقه الحلو على الموضوع .. :)