أميرة الفضول
08-02-2005, 11:01
]إحصائية مزعجة: 9 ملايين عانس وأعزب فوق 35 سنة
4 أسباب وراء تفاقم الظاهرة
البطالة.. ارتفاع أسعار الشقق.. زيادة تكاليف الزواج.. خروج المرأة للعمل
تحقيق: هالة السيد9ملايين عانس وأعزب فوق سن الخامسة والثلاثين فالأرقام الواردة من الجهاز المركزي تشير إلي أن بيننا 3 ملايين و636 ألفا و631 امرأة "عانس" لم تتزوج بالرغم من بلوغهن سن الزواج ومعهم 5 ملايين و246 ألفا و237 رجلا اعزب يعانون من هذه المشكلة ويتجهون في الايام القادمة نحو مدينة الوحدة.
وإذا كان هناك هذا الرقم يقارب عدد سكان بعض الدول المجاورة فهل يحق لنا أن نعرف أسباب عزوف الشباب عن الزواج؟
في البداية كان لنا هذا اللقاء مع "ص.ع" تقول: أنا فتاة في ال42 من عمري ولم أتزوج حتي الآن بسبب تعنت أبي شديد الثراء الذي يعتقد ان كل من يطلب يدي طامعا في ماله. أشعر بالهم يعتصرني وبغصة في حلقي شعرت بنار الغضب تشتعل في صدري وأنا أتمني أن تتحول هذه النار لتحرق كل ما يحكمنا معتقدات بالية ما انزل الله بها من سلطان.
تقول "م.س": أعمل في وظيفة جيدة وأحاول تثقيف نفسي ومشكلتي هي عدم زواجي التي أصبحت مشكلة أمي وعائلتي كلها.. منذ وصولي إلي 32 سنة وأنا أشعر بالوحدة..
تقول "ف.ع" تعبت من التفكير وأفضل البقاء عانسا علي الزواج من رجال عندهم أولاد وأحفاد.. أريد أن اعرف هل أحلم إذا تمسكت بموقفي في الزواج من شاب في سني دون ان يكون متزوجا.
تقول نوال محمود موظفة العانس لها خصائص مميزة يسبغها عليها المجتمع منذ أن تلتصق بها هذه الصفة المرعبة فالجميع ينظر إليها نظرة هي مزيج من الشفقة والخوف والسخرية والشفقة علي حالها البائس الذي جعل القطار يفوتها والخوف منها فهي في نظر الجميع شخصية سيكوباتية ذات عين حاسدة وقلب حاقد ورغبة مدمرة في إيذاء الآخرين الذين حازوا علي وسام الزواج.
تري مني أحمد أن لفظ العانس بما يحمله من دلالات في مصر والمنطقة العربية هو من أشد أنواع العنف المعنوي الذي يمارسه المجتمع ضد المرأة.
تؤكد مشيرة أبوالنصر كبير باحثين بوزارة العدل أن سبب العنوسة ارتفاع اسعار الشقق والمغالاة في المهور والبطالة إلي جانب الانانية من الأهل فلا أحد يرغب في التضحية أو المساعدة.
تحولات شاملة
وعن أسباب ارتفاع سن الزواج والاثار المترتية عليه يري الدكتور عبدالوهاب جودة مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس انه لتحليل ظاهرة العنوسة تحليلا شاملا يجب النظر إلي الظاهرة في ضوء التحولات الفكرية والاقتصادية والثقافية العالمية.
وتعني التحولات الفكرية التغيرات التي طرأت علي مفهوم الأسرة عامة وظواهرها المتمثلة في الزواج والطلاق والتفاعلات الاجتماعية داخل الاسرة ومختلف المفاهيم المرتبطة بالحياة الأسرية تغيرت خاصة في العقود الثلاثة الماضية ابتداء من منتصف الثمانينيات ظهرت بعض المفاهيم والنظريات علي المستوي العالمي حول مفهوم الأسرة والزواج خاصة في المجتمع الغربي مفاهيم تؤكد علي الاسرة النواة التي تتكون من الزوج والزوجة فقط أو الزوج والزوجة والابناء ومحاولة إلغاء الأسرة الكبيرة "الممتدة".
هذا العصر "عصر ما بعد الحداثة" أنتج افكارا ومفاهيم تتعلق بالتحول بالأسرة نحو شكل مخالف ومغاير للنمط التقليدي للأسرة خاصة وأنه في ظل هذا العصر وجدت آراء تدعو إلي اشكال بديلة للأسرة كالصداقة والاقتران والمصاحبة والزواج من نفس الجنس وهناك بعض المجتمعات قد اقترت وشرعت وسنت مجموعة من القواعد التي تتيح هذه الأشكال البديلة للأسرة هذا الوضع لابد ان يترتب عليه تغير مفاهيم الأفراد وتوجهاتهم وسلوكياتهم نحو مفهوم الزواج والاندفاع نحوه أو التأكيد عليه في سن مبكرة ومن ثم نجد اتجاها لدي الأفراد نحو تأخير سن الزواج والبحث عن بدائل أخري حتي يتمكنوا من الاستعداد للزواج.
تحولات اقتصادية
أضاف: وعلي الصعيد الاقتصادي العالمي نجد تحولا اقتصاديا عميقا تمثل في الاتجاه نحو الاعتماد علي السوق الرأسمالي والليبرالية البحتة ومركزية النظام الاقتصادي وتحكم المؤسسات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في مسار اقتصاديات الدول المختلفة ومرور العالم أجمع بهزات اقتصادية صعبة تؤثر علي الحياة الاقتصادية للأفراد مما ينعكس علي كيفية اشباع احتياجاتهم الأساسية فالتغيرات الاقتصادية العالمية تنعكس علي الاقتصاد المحلي لكل مجتمع وتؤثر بدرجة أو بأخري علي المجتمعات المحلية ويزداد التأثر السلبي في المجتمعات النامية التي تعاني من مشكلات حادة علي المستوي الاقتصادي مما يؤدي إلي توليد مشكلات نوعية بالنسبة لأفراد ذلك المجتمع كالبطالة الدائمة وتزداد معدلاتها أو ندرة فرص العمل والأخطر من ذلك غلاء الأسعار خاصة فيما تتعلق بمستلزمات الحياة العامة ومستلزمات الاستعداد للزواج.
هذه التغيرات الاقتصادية تدفع الأفراد ذكورا واناثا خاصة الذكور إلي تأخير سن الزواج حتي يمكنوا من الاستعداد أو توفير متطلبات الزواج ليصل متوسط سن زواج الرجال قرب الاربعين وحينما يفكرون فيي الزواج يبحثون عن الفتاة في سن العشرين وحتي الخامسة والثلاثين ينحصر نصيبهم من الأزواج في كبار السن والارامل والدليل علي ذلك ان نسبة الفتيات البكر المتزوجات بازواج سبق لهم الزواج تصل إلي 4% من عقود الزواج.
تغيرات قيمية
وعلي المستوي الاجتماعي العالمي كما يري الدكتور عبدالوهاب جودة فقد حدثت تحولات اجتماعية قوية ادت إلي تبديل وتغيير انساق القيم لدي الافراد ففي ظل مجتمع ما بعد الحداثة انهارت القيم التقليدية الاصيلة وتغيرت تصورات واتجاهات الافراد واصبحت قيم الاسرة وقيم الاحترام بين الزوجين وقيم تقديس العائلة وقيم العلم تحتل مرتبة متأخرة في سلم القيم وطفت علي السطح مجموعة القيم الاستهلاكية وقيم التعاون وتشيؤ العلاقات الاجتماعية وعلاقات الحب والمودة "العلاقات الحميمة" بحيث اصبح الفرد يقاس بما يملك أو بما يدفع.
ومما يضاعف العبء ويزيد من فترة الانتظار ارتفاع مستوي الطموح لدي الافراد والاسر وتنوع وزيادة احتياجاتهم للزواج والطمع في اكتمال كل الاشياء قبل الزواج بينما في العقود السابقة كان الزوجان واسرهما يسرعان بالزواج لمجرد السترة فتبدأ الحياة الزوجية بالقليل.
ويترتب علي تأخير سن الزواج علي المستوي الديموجرافي وعلي المدي البعيد خلل في التركيب السكاني للمجتمع حيث تتضاءل فئة الاطفال وتتضخم فئة الشباب والشيوخ وعلي مدي زمني قريب تصبح القوي العاملة والمنتجة ضئيلة مما يؤثر علي معدلات التنمية والانتاج فالتركيب السكاني يجب ان يكون متوازنا بحيث يضمن استمرار معدلات التنمية في المجتمع.
فوض اخلاقية
ويشير د.علي ليلة أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس إلي ان احصائية 9 ملايين نسمة عانس وأعزب تعني ما يقرب من عشر سكان مصر وهي نسبة كبيرة ومدخل لظروف غير اخلاقية وانحرافات عالية وبالتالي زيادة نسبة السفاح وانفراط العقد الاخلاقي واشاعة الفوضي في المجتمع ويصبح الحديث عن الانتماء مجرد عبث.
معاناة نفسية
دكتور فكري عبدالعزيز استشاري الطب النفسي يقول الزواج هو التواجد والأمان النفسي الصحي الاجتماعي السوي بين الاسرتين مما يؤكد الارتباط السوي الذي يعتمد علي القواعد الثابتة لتكوين هذه الخلية ويلزم لتكوينها التساوي في الثقافة والمستوي الاقتصادي والاجتماعي والديني لان الدين والخلق اساس الارتباط.
ولكن لحدوث ما يعرف باستقلالية الفتاة اقتصاديا واعتمادها علي ذاتها وانخفاض دخل الشاب وعدم قدرته علي تحقيق ذاته مع زيادة ضغوط الحياة وزيادة طموح الفتيات صاحب ذلك حالة من التردد في اتخاد القرار ومن ناحية الفتاة التعنت في الارتباط بمن يقربها فكرا وعمرا وطموحا ولكنه غير قادر علي مسايرة الاحداث فتلجأ بدخلها إلي امتلاك سيارة ووسائل تكنولوجية كثيرة ومظهرية وتثبت ذاتها من خلال الشللية والتعنت في ارتباط ثم تشعر بعد هذا بانها تحت تأثير لغو اسري كثير ونظرة مجتمعية غير مقبولة وترفض كل وسائل الزواج من خلال ما يعرف بالصالونات والعلاقات الاسرية لوضع شخصية ما في مخيلتها وتبدأ بأسقاط ما عنها من الآلام النفسية علي الاسرة والمحيطين وتحكي أشياء وتبريرات فيها نوع من الألم النفسي.
حصاد السنين
وعلي الجانب الديني ما هي أسباب ارتفاع سن الزواج والحلول الإسلامية لذلك؟
تؤكد دكتورة ملكة يوسف - أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة - أن هذه الظاهرة المؤلمة هي حصاد سنوات نهج فيها القائمون علي الأمر وأجهزة الإعلام نهجا يخالف شريعة الله وحكمه. فالبطالة بين الشباب الذين ليس لهم وسيلة للعمل أو من يذكيهم أفرزت مجموعة من الشباب الكادح. أما الفتيات اللائي لا يجدن من يطرق أبوابهن فهن نتيجة طبيعية لبطالة الشباب التي منعت الشباب وطرقت أبواب الحرائر. والتف من التف حول علاقة لا يبذل فيها جهد تحت مسمي الزواج العرفي وهي علاقة محكوم عليها بالفشل لأتها تخالف منهج الله فهي علاقة محرمة ولكن مرض عنها في مجتمع بائس يائس خاصة أن أكثر الدعاة والشارحين للنظام الإسلامي يتجهون إلي اظهار العنوسة نتيجة زيادة عدد الإناث علي الرجال وهذه أكذوبة والحقيقة ان العلاقات السهلة المحرمة قد شاعت واستغني الشباب خاصة وأنهم لا يملكون ما يعينهم علي اقامة البيوت الشرعية.
4 أسباب وراء تفاقم الظاهرة
البطالة.. ارتفاع أسعار الشقق.. زيادة تكاليف الزواج.. خروج المرأة للعمل
تحقيق: هالة السيد9ملايين عانس وأعزب فوق سن الخامسة والثلاثين فالأرقام الواردة من الجهاز المركزي تشير إلي أن بيننا 3 ملايين و636 ألفا و631 امرأة "عانس" لم تتزوج بالرغم من بلوغهن سن الزواج ومعهم 5 ملايين و246 ألفا و237 رجلا اعزب يعانون من هذه المشكلة ويتجهون في الايام القادمة نحو مدينة الوحدة.
وإذا كان هناك هذا الرقم يقارب عدد سكان بعض الدول المجاورة فهل يحق لنا أن نعرف أسباب عزوف الشباب عن الزواج؟
في البداية كان لنا هذا اللقاء مع "ص.ع" تقول: أنا فتاة في ال42 من عمري ولم أتزوج حتي الآن بسبب تعنت أبي شديد الثراء الذي يعتقد ان كل من يطلب يدي طامعا في ماله. أشعر بالهم يعتصرني وبغصة في حلقي شعرت بنار الغضب تشتعل في صدري وأنا أتمني أن تتحول هذه النار لتحرق كل ما يحكمنا معتقدات بالية ما انزل الله بها من سلطان.
تقول "م.س": أعمل في وظيفة جيدة وأحاول تثقيف نفسي ومشكلتي هي عدم زواجي التي أصبحت مشكلة أمي وعائلتي كلها.. منذ وصولي إلي 32 سنة وأنا أشعر بالوحدة..
تقول "ف.ع" تعبت من التفكير وأفضل البقاء عانسا علي الزواج من رجال عندهم أولاد وأحفاد.. أريد أن اعرف هل أحلم إذا تمسكت بموقفي في الزواج من شاب في سني دون ان يكون متزوجا.
تقول نوال محمود موظفة العانس لها خصائص مميزة يسبغها عليها المجتمع منذ أن تلتصق بها هذه الصفة المرعبة فالجميع ينظر إليها نظرة هي مزيج من الشفقة والخوف والسخرية والشفقة علي حالها البائس الذي جعل القطار يفوتها والخوف منها فهي في نظر الجميع شخصية سيكوباتية ذات عين حاسدة وقلب حاقد ورغبة مدمرة في إيذاء الآخرين الذين حازوا علي وسام الزواج.
تري مني أحمد أن لفظ العانس بما يحمله من دلالات في مصر والمنطقة العربية هو من أشد أنواع العنف المعنوي الذي يمارسه المجتمع ضد المرأة.
تؤكد مشيرة أبوالنصر كبير باحثين بوزارة العدل أن سبب العنوسة ارتفاع اسعار الشقق والمغالاة في المهور والبطالة إلي جانب الانانية من الأهل فلا أحد يرغب في التضحية أو المساعدة.
تحولات شاملة
وعن أسباب ارتفاع سن الزواج والاثار المترتية عليه يري الدكتور عبدالوهاب جودة مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس انه لتحليل ظاهرة العنوسة تحليلا شاملا يجب النظر إلي الظاهرة في ضوء التحولات الفكرية والاقتصادية والثقافية العالمية.
وتعني التحولات الفكرية التغيرات التي طرأت علي مفهوم الأسرة عامة وظواهرها المتمثلة في الزواج والطلاق والتفاعلات الاجتماعية داخل الاسرة ومختلف المفاهيم المرتبطة بالحياة الأسرية تغيرت خاصة في العقود الثلاثة الماضية ابتداء من منتصف الثمانينيات ظهرت بعض المفاهيم والنظريات علي المستوي العالمي حول مفهوم الأسرة والزواج خاصة في المجتمع الغربي مفاهيم تؤكد علي الاسرة النواة التي تتكون من الزوج والزوجة فقط أو الزوج والزوجة والابناء ومحاولة إلغاء الأسرة الكبيرة "الممتدة".
هذا العصر "عصر ما بعد الحداثة" أنتج افكارا ومفاهيم تتعلق بالتحول بالأسرة نحو شكل مخالف ومغاير للنمط التقليدي للأسرة خاصة وأنه في ظل هذا العصر وجدت آراء تدعو إلي اشكال بديلة للأسرة كالصداقة والاقتران والمصاحبة والزواج من نفس الجنس وهناك بعض المجتمعات قد اقترت وشرعت وسنت مجموعة من القواعد التي تتيح هذه الأشكال البديلة للأسرة هذا الوضع لابد ان يترتب عليه تغير مفاهيم الأفراد وتوجهاتهم وسلوكياتهم نحو مفهوم الزواج والاندفاع نحوه أو التأكيد عليه في سن مبكرة ومن ثم نجد اتجاها لدي الأفراد نحو تأخير سن الزواج والبحث عن بدائل أخري حتي يتمكنوا من الاستعداد للزواج.
تحولات اقتصادية
أضاف: وعلي الصعيد الاقتصادي العالمي نجد تحولا اقتصاديا عميقا تمثل في الاتجاه نحو الاعتماد علي السوق الرأسمالي والليبرالية البحتة ومركزية النظام الاقتصادي وتحكم المؤسسات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في مسار اقتصاديات الدول المختلفة ومرور العالم أجمع بهزات اقتصادية صعبة تؤثر علي الحياة الاقتصادية للأفراد مما ينعكس علي كيفية اشباع احتياجاتهم الأساسية فالتغيرات الاقتصادية العالمية تنعكس علي الاقتصاد المحلي لكل مجتمع وتؤثر بدرجة أو بأخري علي المجتمعات المحلية ويزداد التأثر السلبي في المجتمعات النامية التي تعاني من مشكلات حادة علي المستوي الاقتصادي مما يؤدي إلي توليد مشكلات نوعية بالنسبة لأفراد ذلك المجتمع كالبطالة الدائمة وتزداد معدلاتها أو ندرة فرص العمل والأخطر من ذلك غلاء الأسعار خاصة فيما تتعلق بمستلزمات الحياة العامة ومستلزمات الاستعداد للزواج.
هذه التغيرات الاقتصادية تدفع الأفراد ذكورا واناثا خاصة الذكور إلي تأخير سن الزواج حتي يمكنوا من الاستعداد أو توفير متطلبات الزواج ليصل متوسط سن زواج الرجال قرب الاربعين وحينما يفكرون فيي الزواج يبحثون عن الفتاة في سن العشرين وحتي الخامسة والثلاثين ينحصر نصيبهم من الأزواج في كبار السن والارامل والدليل علي ذلك ان نسبة الفتيات البكر المتزوجات بازواج سبق لهم الزواج تصل إلي 4% من عقود الزواج.
تغيرات قيمية
وعلي المستوي الاجتماعي العالمي كما يري الدكتور عبدالوهاب جودة فقد حدثت تحولات اجتماعية قوية ادت إلي تبديل وتغيير انساق القيم لدي الافراد ففي ظل مجتمع ما بعد الحداثة انهارت القيم التقليدية الاصيلة وتغيرت تصورات واتجاهات الافراد واصبحت قيم الاسرة وقيم الاحترام بين الزوجين وقيم تقديس العائلة وقيم العلم تحتل مرتبة متأخرة في سلم القيم وطفت علي السطح مجموعة القيم الاستهلاكية وقيم التعاون وتشيؤ العلاقات الاجتماعية وعلاقات الحب والمودة "العلاقات الحميمة" بحيث اصبح الفرد يقاس بما يملك أو بما يدفع.
ومما يضاعف العبء ويزيد من فترة الانتظار ارتفاع مستوي الطموح لدي الافراد والاسر وتنوع وزيادة احتياجاتهم للزواج والطمع في اكتمال كل الاشياء قبل الزواج بينما في العقود السابقة كان الزوجان واسرهما يسرعان بالزواج لمجرد السترة فتبدأ الحياة الزوجية بالقليل.
ويترتب علي تأخير سن الزواج علي المستوي الديموجرافي وعلي المدي البعيد خلل في التركيب السكاني للمجتمع حيث تتضاءل فئة الاطفال وتتضخم فئة الشباب والشيوخ وعلي مدي زمني قريب تصبح القوي العاملة والمنتجة ضئيلة مما يؤثر علي معدلات التنمية والانتاج فالتركيب السكاني يجب ان يكون متوازنا بحيث يضمن استمرار معدلات التنمية في المجتمع.
فوض اخلاقية
ويشير د.علي ليلة أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس إلي ان احصائية 9 ملايين نسمة عانس وأعزب تعني ما يقرب من عشر سكان مصر وهي نسبة كبيرة ومدخل لظروف غير اخلاقية وانحرافات عالية وبالتالي زيادة نسبة السفاح وانفراط العقد الاخلاقي واشاعة الفوضي في المجتمع ويصبح الحديث عن الانتماء مجرد عبث.
معاناة نفسية
دكتور فكري عبدالعزيز استشاري الطب النفسي يقول الزواج هو التواجد والأمان النفسي الصحي الاجتماعي السوي بين الاسرتين مما يؤكد الارتباط السوي الذي يعتمد علي القواعد الثابتة لتكوين هذه الخلية ويلزم لتكوينها التساوي في الثقافة والمستوي الاقتصادي والاجتماعي والديني لان الدين والخلق اساس الارتباط.
ولكن لحدوث ما يعرف باستقلالية الفتاة اقتصاديا واعتمادها علي ذاتها وانخفاض دخل الشاب وعدم قدرته علي تحقيق ذاته مع زيادة ضغوط الحياة وزيادة طموح الفتيات صاحب ذلك حالة من التردد في اتخاد القرار ومن ناحية الفتاة التعنت في الارتباط بمن يقربها فكرا وعمرا وطموحا ولكنه غير قادر علي مسايرة الاحداث فتلجأ بدخلها إلي امتلاك سيارة ووسائل تكنولوجية كثيرة ومظهرية وتثبت ذاتها من خلال الشللية والتعنت في ارتباط ثم تشعر بعد هذا بانها تحت تأثير لغو اسري كثير ونظرة مجتمعية غير مقبولة وترفض كل وسائل الزواج من خلال ما يعرف بالصالونات والعلاقات الاسرية لوضع شخصية ما في مخيلتها وتبدأ بأسقاط ما عنها من الآلام النفسية علي الاسرة والمحيطين وتحكي أشياء وتبريرات فيها نوع من الألم النفسي.
حصاد السنين
وعلي الجانب الديني ما هي أسباب ارتفاع سن الزواج والحلول الإسلامية لذلك؟
تؤكد دكتورة ملكة يوسف - أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة - أن هذه الظاهرة المؤلمة هي حصاد سنوات نهج فيها القائمون علي الأمر وأجهزة الإعلام نهجا يخالف شريعة الله وحكمه. فالبطالة بين الشباب الذين ليس لهم وسيلة للعمل أو من يذكيهم أفرزت مجموعة من الشباب الكادح. أما الفتيات اللائي لا يجدن من يطرق أبوابهن فهن نتيجة طبيعية لبطالة الشباب التي منعت الشباب وطرقت أبواب الحرائر. والتف من التف حول علاقة لا يبذل فيها جهد تحت مسمي الزواج العرفي وهي علاقة محكوم عليها بالفشل لأتها تخالف منهج الله فهي علاقة محرمة ولكن مرض عنها في مجتمع بائس يائس خاصة أن أكثر الدعاة والشارحين للنظام الإسلامي يتجهون إلي اظهار العنوسة نتيجة زيادة عدد الإناث علي الرجال وهذه أكذوبة والحقيقة ان العلاقات السهلة المحرمة قد شاعت واستغني الشباب خاصة وأنهم لا يملكون ما يعينهم علي اقامة البيوت الشرعية.