حفيد مانع
08-04-2008, 06:32
بسم الله الرحمن الرحيم
حينما ننظر إلى هذا الحديث العظيم الذي يتحدث عن زرع المحبة في القلوب , وعن التواضع وخفض الجناح للمؤمنين ,
مداداً لِما فعله – صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه حيث قال في كلامهِ المؤجزِ البسيط ,
البيّن اللطيف , الساعي إلى نشرِ جوامعِ الخير بين الأنس والجآن , الباعث إلى الأُمةِ البشرية
نهجه الصافي من رب البريات , من فمه صلوات الله وسلامه عليه , يقول :
" ... أوَلاَ أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم " رواه مسلم .
والبدء بالسلام من علامات التواضع وخفض الجناح للمؤمنين كما قلنا , قال : [ ابن حبان ] رحمه الله /[
الواجب على العاقل أن يلزم إفشاء السلام على العامّ ؛ لأن من سلّم على عشرة كان كعتقِ رقبة ,
والسلام مما يذهب إفشاؤهُ بالمكتنِّ " يعني المُضمر " من الشحناء ,
وما في الخَلَد " يعني مافي القلب والبال والنفس " من البغضاء ,
ويقطع الهجران , ويُصافي الإخوان . والبادئ بالسلام بين حُسنيين :
إحداهما : تفضيل الله جلَّ وعلا إياه على المُسلّم عليه بفضلِ درجة ؛ لتذكيره إياه بالسلام .
وبين ردّ الملائكة عليه عند غفلتهم عن الردّ ] " انظر روضة العقلاء ص ( 120 ) .
وإفشاء السلام سُّنة مؤكدة , وهو حق من حقوق المسلم على أخيه المسلم ؛
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ حقُّ المسلم على المسلم ستٌّ : إذا لقيته فسلّم عليه , وإذا دعاكَ فأجبه ,
وإذا استنصحكَ فانصح له , وإذا عطسَ فحمدَ الله فشمّته , وإذا مرضَ فعده , وإذا مات فاتَّبعه ] " رواه مسلم " .
وأبخل الناس هو من بخل بالسلام , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إن أبخل الناس من بخل بالسلام ] " رواه ابن حبان وصححه الألباني " .
وإفشاء السلام كذلك أيضاً من أسباب دخول الجنة ؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم [ يا أيها الناس ! أفشوا السلام , وأطعموا الطعام ,
وصِلُوا الأرحام , وصَلُوا بالليل والناس نيام , تدخلوا الجنة بسلام ] " رواه الترمذي وصححه الألباني " .
فيامُحب ابذل سلامك لجماعتك وذويك وإلى الناس أجمع , ازرع محبتك في قلوبهم ,
لاتبخل عليهم بالسلام فيصفونك بالكبرِ والغرور .
جُد لنا بالسلامِ إن لم تزرنا
إن بذل السلام نصف الزيارهْ
واكتب للحُبّ بالدموعِ ليبقى
للمحبين شامةً وإشارهْ
فحينما تُسلّم على جماعتك أطلق البشاشة لهم من وجهك الوضاء , وبسمتك الحانية ,
وكلمتك اللطيفة الطيبة , وترحيبك الصادق , وقد كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم
أن يتبسّم في وجوه أصحابهِ عند لقائهم . قال جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه :
[ ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وتبسَّم في وجهي ] " متفق عليه "
فماذا ستخسر إذا قابلت أخوك بوجهٍ طليق ؟ ألا تعلم أن هذا هو أهون البرّ ؛
بنيَّ إن البرّ شيءٌ هين
وجهٌ طليقٌ ولسانٌ لينُ
ومع هوان ذلك فإنك تؤجرعليه خيراً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
" تبسمك في وجه أخيك صدقة " رواه الترمذي وصححه الألباني " .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم [ لاتحقرنَّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلق ؟ ] " رواه مسلم " .
قال ابن حبان رحمه الله [ الواجب على المسلم إذا لقيَ أخاه المسلم أن يُسلمَ عليه متبسماً إليه , فإن من فعلَ ذلك
تحاتَّ عنهما خطاياهما , كما يتحاتُّ ورق الشجر في الشتاء إذا يبس , وقد استحقَ المحبة من الناسِ مَن أعطاهم
بِشْرَ وجهه .
أخو البشر محبوبٌ على حسنِ بشره
ولن يعدمَ البغضاء من كان عابسا
ويُسرعُ بخلُ المرء في هتكِ عرضه
ولم أرَ مثل الجود للمرء حارسا
قال : البشاشة إدام العلماء , وسجيّةُ الحكماء , لأن البشرَ يُطفئ نار المعاندة ,
ويحرق هيجانَ المباغضة , وفيه تحصينٌ من الباغي , ومنجاةٌ من الساعي ,
ومن بشَّ للناس وجهاً ؛ لم يكن عندهم بدون الباذل لهم مايملك .
عن هشام بن عروة عن أبيه قال : أُخبرت أنه مكتوب في الحكمة :
يابني ! ليكن وجهُك بسطاً , ولتكن كلمتك طيبة , تكن أحبّ إلى الناس من أن تعطيهم العطاء !
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما ننظر إلى هذا الحديث العظيم الذي يتحدث عن زرع المحبة في القلوب , وعن التواضع وخفض الجناح للمؤمنين ,
مداداً لِما فعله – صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه حيث قال في كلامهِ المؤجزِ البسيط ,
البيّن اللطيف , الساعي إلى نشرِ جوامعِ الخير بين الأنس والجآن , الباعث إلى الأُمةِ البشرية
نهجه الصافي من رب البريات , من فمه صلوات الله وسلامه عليه , يقول :
" ... أوَلاَ أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم " رواه مسلم .
والبدء بالسلام من علامات التواضع وخفض الجناح للمؤمنين كما قلنا , قال : [ ابن حبان ] رحمه الله /[
الواجب على العاقل أن يلزم إفشاء السلام على العامّ ؛ لأن من سلّم على عشرة كان كعتقِ رقبة ,
والسلام مما يذهب إفشاؤهُ بالمكتنِّ " يعني المُضمر " من الشحناء ,
وما في الخَلَد " يعني مافي القلب والبال والنفس " من البغضاء ,
ويقطع الهجران , ويُصافي الإخوان . والبادئ بالسلام بين حُسنيين :
إحداهما : تفضيل الله جلَّ وعلا إياه على المُسلّم عليه بفضلِ درجة ؛ لتذكيره إياه بالسلام .
وبين ردّ الملائكة عليه عند غفلتهم عن الردّ ] " انظر روضة العقلاء ص ( 120 ) .
وإفشاء السلام سُّنة مؤكدة , وهو حق من حقوق المسلم على أخيه المسلم ؛
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ حقُّ المسلم على المسلم ستٌّ : إذا لقيته فسلّم عليه , وإذا دعاكَ فأجبه ,
وإذا استنصحكَ فانصح له , وإذا عطسَ فحمدَ الله فشمّته , وإذا مرضَ فعده , وإذا مات فاتَّبعه ] " رواه مسلم " .
وأبخل الناس هو من بخل بالسلام , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إن أبخل الناس من بخل بالسلام ] " رواه ابن حبان وصححه الألباني " .
وإفشاء السلام كذلك أيضاً من أسباب دخول الجنة ؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم [ يا أيها الناس ! أفشوا السلام , وأطعموا الطعام ,
وصِلُوا الأرحام , وصَلُوا بالليل والناس نيام , تدخلوا الجنة بسلام ] " رواه الترمذي وصححه الألباني " .
فيامُحب ابذل سلامك لجماعتك وذويك وإلى الناس أجمع , ازرع محبتك في قلوبهم ,
لاتبخل عليهم بالسلام فيصفونك بالكبرِ والغرور .
جُد لنا بالسلامِ إن لم تزرنا
إن بذل السلام نصف الزيارهْ
واكتب للحُبّ بالدموعِ ليبقى
للمحبين شامةً وإشارهْ
فحينما تُسلّم على جماعتك أطلق البشاشة لهم من وجهك الوضاء , وبسمتك الحانية ,
وكلمتك اللطيفة الطيبة , وترحيبك الصادق , وقد كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم
أن يتبسّم في وجوه أصحابهِ عند لقائهم . قال جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه :
[ ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وتبسَّم في وجهي ] " متفق عليه "
فماذا ستخسر إذا قابلت أخوك بوجهٍ طليق ؟ ألا تعلم أن هذا هو أهون البرّ ؛
بنيَّ إن البرّ شيءٌ هين
وجهٌ طليقٌ ولسانٌ لينُ
ومع هوان ذلك فإنك تؤجرعليه خيراً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
" تبسمك في وجه أخيك صدقة " رواه الترمذي وصححه الألباني " .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم [ لاتحقرنَّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلق ؟ ] " رواه مسلم " .
قال ابن حبان رحمه الله [ الواجب على المسلم إذا لقيَ أخاه المسلم أن يُسلمَ عليه متبسماً إليه , فإن من فعلَ ذلك
تحاتَّ عنهما خطاياهما , كما يتحاتُّ ورق الشجر في الشتاء إذا يبس , وقد استحقَ المحبة من الناسِ مَن أعطاهم
بِشْرَ وجهه .
أخو البشر محبوبٌ على حسنِ بشره
ولن يعدمَ البغضاء من كان عابسا
ويُسرعُ بخلُ المرء في هتكِ عرضه
ولم أرَ مثل الجود للمرء حارسا
قال : البشاشة إدام العلماء , وسجيّةُ الحكماء , لأن البشرَ يُطفئ نار المعاندة ,
ويحرق هيجانَ المباغضة , وفيه تحصينٌ من الباغي , ومنجاةٌ من الساعي ,
ومن بشَّ للناس وجهاً ؛ لم يكن عندهم بدون الباذل لهم مايملك .
عن هشام بن عروة عن أبيه قال : أُخبرت أنه مكتوب في الحكمة :
يابني ! ليكن وجهُك بسطاً , ولتكن كلمتك طيبة , تكن أحبّ إلى الناس من أن تعطيهم العطاء !
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته