المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحابة والسلف الصالح ( قصيدة .... )


الفضول
12-02-2005, 03:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


**الصحابة والسلف الصالح**


مقتطف من قصيدة الامام الحافظ ابي بكر عبدالله بن سليمان الاشعث ابن ابي داود رحمهما الله تعالى



وقل : إن خير الناس بعد محمد = وزيراه قدما ثم عثمان الأرجح

ورابعهم خير البرية بعدهم = علي حليف الخير بالخير منجح

وإنهم الرهط لاريب فيهم = على نجب الفردوس في الخلد تسرح

سعيد وسعد وابن عوف وطلحة = وعامر فهر والزبير الممدح

وسبطي رسول الله وابني خديجة = وفاطمة ذات النقاء تبحبحوا

وعائشة أم المؤمنين وخالنا = معاويــة أكــرم به ثم امنــح

وأنصاره والمهاجرون ديارهم = بنصرتهم عن كية النار زحزحوا

ومن بعدهم فالتابعون لحسن مآخذ = وأفعالهم قولا وفعلا فأفلحوا

ومالك والثوري ثم أخوهم = أبو عمرو الأوزاعي ذاك المسبح

ومن بعدهم فالشافعي وأحمد = إماما هدى : من يتبع الحق ينصح

أولئك قوم قد عفا الله عنهم = فاححــببهم فــــإنك تفــرح

وقل خير قول في الصحابة كلهم = ولاتك طعانـــا : عيب وتجرح

فقد نطق الوحي المبين بفضلهم = وفي الفتح آي للصحابــة تمدح

عبدالله الفضلي
12-02-2005, 05:06
جزاك الله كل خير أخي الفضول على نقلك لعقائد السلف
وللعلم لمن جهل ذلك
فان كلمة السلف في اللغه تعني ( الشيء المتقدم )
كقوله تعالى ( كلوا واشربوا هنيئا بما ( أسلفتم ) في الأيام الخاليه ) أي بما قدمتم
ـ وفي الشرع حينما نقول ( السلف ) يقصد بها ( الرسول صلى الله عليه وأصحابه وأهل القرون الأولى الفاضله )،
ـ وحينما يقول الشخص ( انا سلفي ) فهو ينسب نفسه لما كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم واصحابه ، لكي يميز نفسه بين هذه الفرق ،
ـ والسلف يفهمون نصوص الكتاب والسنه كما فهما المسلمون الأوائل من الصحابه وتابعيهم ، قال تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )
الشاهد من هذه الأية قوله تعالى : ( ويتبع غير سبيل المؤمنين ) وهم الصحابه رضي الله عنهم ،
مثال حتى أقرب الصوره أكثر للقراء :
ـ جماعة الاخوان المسلمين : تدعي التمسك بالكتاب والسنه !! لكن المحك ( على فهم من ؟؟ ) الجواب :
على فهم من أسس هذه الجماعه !!
فقد جاء بالكتاب والسنه ( واستقل بعقله القاصر ) وترك ( فهم السلف ) ووضع أصولا وقواعد لجماعته وسارت عليه الجماعه !!
فمن يقول أنا أخواني ، فهو ينسب نفسه الى جماعة الاخوان التي أسسها الصوفي ( حسن البنا ) رحمه الله ، لا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه !!
مثال أخر :
ـ الجهميه : تنسب هذه الفرقه الضاله الى الجهم ابن صفوان الذي قام بنشر مذهبه الذي أخذه عن الجعد بن درهم ، فقد أخذ الكتاب والسنه ( وفسرها حسب أهوائه ) ولم يرضى بفهم من قبله لها ، فضل وأضل خلقا كثيرا ،


ـ الأشاعره : نسبة الى أبو الحسن الأشعري المتوفى سنة 324 هـ فبعد أن كان على مذهب المعتزله 40 عاما الذي أخذه عن ( أبو على الجبائي ) بدأ بوضع أصول مذهبه ( الرديء ) الذي اخذه عن ( ابن كلاب ) وبدأ في نشره ،
فمن يقول الأن ( أنا أشعري ) فهو ينسب نفسه الى أبو الحسن الأشعري أي : أنا أفهم الكتاب والسنة كما فهمها أبو الحسن الأشعري ، والغريب أن أبو الحسن رحمه الله تراجع عن مذهبه في أواخر حياته وتاب منه ، وألف في ذلك كتابا أسماه ( الابانه ) وقال أن عقيدة السلف هي الصحيحه ، لكن اتباعه ( كالبهائم ) صاحب المذهب رجع وهم بقوا على المذهب ؟؟

ـ كذلك جماعة الدعوه والتبليغ : أسسها الهندي ( محمد الياس ) الصوفي القبوري ، ووضع لها أصولا سته ؟؟ لا يخرج أفراد الجماعه عنها ؟ فهو لم يقبل بفهم السلف للكتاب والسنه !!
واستقل بفهمها واتى بالعجائب !! ومن أمثلة عجائبه المضحكه المبكيه تفسيره لقوله تعالى : ( انفروا خفافا وثقالا ) بالخروج للدعوه ؟؟
ـ فيخرج أفراد جماعته أربعين يوما بالضبط !! ويقيمون في كل مسجد ثلاث ليالي !!
ـ والمضحك في الأمر والدليل على غباءه وجهله !! هو الأية نفسها ( فالأية في الجهاد لا في الخروج للدعوه ؟؟ ) ويدل على هذا سياق الأيه نفسها قال تعالى : ( انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) وهكذا فهمها نبينا واصحابه !! ثم يأتي هذا الصوفي ويقول انها للخروج للدعوه !!
ـ هناك أيات للدعوه كقوله تعالى : ( وادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة والجادلهم بالتي هي أحسن ) فهنا أمرنا ربنا بالدعوه ، ولم يقيدها بأربعين يوم فقط !! ، وقوله تعالى ( قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيره أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) ففي الأيتين لم يحدد الله للدعوه زمانا ولا مكانا ولا غير هذا مما ابتدعه هؤلاء القوم !!
فمن يقول ( أنا تبليغي ) فهو ينسب نفسه الى هذه الجماعه ، أي أفهم الكتاب والسنة كما فهمها ( محمد الياس ) !!
وهنا يتضح الفرق بين من يقول أنا سلفي ، وغيره !!

فمن يقول أنا سلفي لا ينسب نفسه الى جماعه محدثه ، أسسها الرجال على عقولهم القاصره ؟
بل ينسب نفسه الى الدين الخالص الذي رضيه الله لهذه الأمه قال تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ففي هذه الأية يخبر الله أنه رضي عن أهل القرن الأول من المسلمين ومن اتبعهم ( اللهم اجعلنا ممن يتبعهم ) ، ولم يقل انه رضي عمن يتبع هذه الفرق !!
بل توعد من يخالف سبيل أهل القرن الأول من المسلمين بقوله تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءة مصيرا )
هذا هو معنى السلف لمن جهله : باختصار ( هم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه )
كما جاء في الحديث الصحيح حيث قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة )
فما لم يكن دينا على عهده صلى الله عليه وسلم واصحابه لا يكون بعده !!

فلاح القويماني
12-02-2005, 07:50
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد الله الذي أنار بصائر المؤمنين بنور القرآن العظيم، وأضاء قلوب الصالحين بمشكاة النبي الأمين،وصلى الله وسلم على المبعوث بالعدل والحق المبين .
الاخ الفاضل والغالي والمحترم ( الفضول)
لقد اتحفتنا بهذه المعلومات القيمة والمتميزه فسبحان الله العظيم

كتب الله لك الاجر والمثوبة وغفر الله لك ولوالديك وجميع المسلمين

ونفع بك وشرح الله صدرك وبيض وجهك

وتقبل صالح اعمالك وضاعف لك الحسنات
موضوع قيم ومفيد
وتقبل وافر الحب والتقدير والاحترام


دمت بخير
اخــــــــــــــوكم
ali

الفضول
12-02-2005, 09:18
الاحبة / عبدالله الفضلي والاخ ali

حفظكم الله ....وثبتنا واياكم على المحجة البيضاء وما اجملها من محجة

ليلها كنهارها بيضاء نقية صافية

الأصيل
13-02-2005, 07:16
يسلمووووووووووووو اخوي / الفضول على القصيدة

وتسلم اخوي / عبدالله الفضلي على المعلومات المفيدة

مشكووووووووووووورين جميعا

شيخ العربان
12-03-2007, 09:47
بارك الله فيك

راعي الاوله
13-03-2007, 04:16
الله يعطيك العافيه

نقل جميل

abdallah
19-06-2007, 06:26
فتاوىوتقارير كبار العلماء والدعاة حول جماعة التبليغ


فتاوى الشيخ العثيمين رحمه الله
مدى مشروعية انشطة جماعة التبليغ
http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=112139&type=ram
كيفية التعامل مع جماعة التبليغ
http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=112139&type=ram
حكم الخروج مع جماعة التبليغ
http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=111688&type=ram
الراي في جماعة التبليغ وحكم الخروج معهم
http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=112074&type=ram
حث طلاب العلم على نصح جماعة التبليغ
http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=112077&type=ram

فتاوى الشيخ بن باز
كلام الشيخ بن باز في جماعة التبليغ
http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=114220&type=wma
توصية بالخروج مع جماعة التبليغ
http://books.ma3ali.net/book.php?cat=96&book=761
حكم الخروج مع جماعة التبليغ
http://books.ma3ali.net/book.php?cat=96&book=757
دفاع عن جماعة التبليغ
http://books.ma3ali.net/book.php?cat=96&book=764
رسالة من الشيخ بن باز الى الشيخ سعد الحصين
http://www.naseh.net/vb/showthread.php?t=21755
الشيخ الدكتور موسى الشريف شخصية الشيخ بن باز الفكرية والثقافية
موقفه من جماعة التبليغ : كان للشيخ موقف من جماعة التبليغ يدل على فكر معتدل
منضبط بضوابط الشريعة، فقد حاول أحد المشايخ النيل منهم فنصحه الشيخ ووعظه
وطلب منه الكف ، فلما تكرر منه هذا قال له مبيناً فساد طريقته التي سلكها

الشيخ محمد الصالح المنجد
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=47431&ln=ara&txt=جماعة%20التبليغ
وأما جماعة التبليغ فهي من الجماعات العاملة في حقل الدعوة إلى الله ، لها
الكثير من الحسنات ، والجهد المشكور ؛ وكم تاب على أيديهم من عاص ، وتنسك من
فاسق ، ، ، لكنها لا توصف على كل حال بانها من الفرق الضالة
الشيخ نبيل العوضي
http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=27035&type=ram

الشيخ سلمان العودة
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&highlight=جماعة%
20التبليغ&audioid=14016#122102
السؤال: هذا يسأل عن جماعة الدعوة والتبليغ يقول: ما رأيكم فيها بكل صراحة ما
دام في ذلك مصلحة للدين، وبماذا تنصح هؤلاء الإخوة؟ أخي العزيز فأنا -ولله
الحمد- أثق بك وبكلماتك؛ فالرجاء الرد على هذا السؤال! لماذا لا تكون كل
الجماعات جماعة واحدة ممثلة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي أمة الإسلام؟
الجواب: أولاً: أنا أوافقك أنه يكفينا اسم الإسلام الذي سمانا به الله جل وعلا
على لسان إبراهيم، فقال: هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ
[الحج:78] ولا داعي إلى أن نفرق المسلمين أشياعاً وأحزاباً. وبما أنك سألتني
عن جماعة التبليغ، فأقول: الجماعة فيهم خير إن شاء الله، وفيهم اجتهاد، ودعوة
إلى الله تعالى، وفيهم خلق حسن وفاضل، وفيهم تعبد، ويعينون الناس على تعلم
الأخلاق الفاضلة، وحسن العبادة، والإقبال على الله، وهدى الله على أيديهم
كثيراً من الكفار إلى الإسلام كما هدى الله على أيديهم كثيراً من الضالين
والفاسقين والمنحرفين إلى جادة الاستقامة والعبادة، لكن عندهم أخطاء، وأيضاً
عندهم جهل، لأنهم لا يتعاطون العلم في مجالسهم، وكذلك لا يقومون بالأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر في كثير من البلاد، وربما يصلون في مساجد توجد فيها
قبور، وتوجد فيها معاص، وبعض البدع، فلا ينكرون، بل ربما لا يوافقون أحداً على
أن ينكر. وأنا لا أقول هذا الكلام عن نقل، هذا واقع أعرفه، ومع ذلك أنا أحب
كثيراً منهم، وخاصة أهل هذه البلاد؛ لأنهم إن شاء الله نرجو أنهم من أسلم
الناس أو من أسلم أفراد الجماعة اعتقاداً؛ لأنهم تربوا على عقيدة صحيحة،
والبلد -والحمد لله- بلد علم، ولذلك يستفيدون علمياً، وكثير منهم يحضرون مجالس
العلم هنا، ويجيئون إلى العلماء ويسمعون منهم، ولا أرى في الواقع أن نشن حملة
ضارية على هؤلاء أو نشهر بهم أو نشتمهم في الوقت الذي نسكت فيه عن اليهود
والنصارى والمنافقين والعلمانيين وغيرهم! أقول: هؤلاء فيهم خير كثير، وفيهم
أخطاء ويمكن تصحيح الأخطاء بها، وما أمكن وطالب العلم لا يلزم أن يخرج معهم،
لكن إن رأى أحداً فاسداً يمكن أن يخرج فيصلح، فلا حرج في ذلك، وإذا صلح فإنه
يزوده بالعلم الذي يقيه -بإذن الله- من وجود بعض الثغرات والأخطاء والبدع التي
قد يلقاها، سواء مع الجماعة أو إذا خرج إلى بلد من البلدان الأخرى التي توجد
فيها مثل هذه الأمور، والكلام في هذا يطول، لكن هذا كلام على سبيل الاختصار


شبكة الدعوة والتبليغ

http://www.binatiih.com

abdallah
19-06-2007, 06:28
الشيخ الجبرين



خروج طلبة العلم مع جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11488&parent=4147
رقم الفتوى (11488) موضوع الفتوى خروج الطالب مع جماعة التبليغ السؤالس: أنا
طالب في كلية الشريعة وكنت أخرج مع جماعة التبليغ، وقد وجدت أثرا في نفسي وفي
من حولي بسبب الحركة والدعوة إلى الله معهم، ولكنني في الآونة الأخيرة انشغلت،
فهل ترون الاستمرار معهم والسير على ترتيبهم؟ الاجابـــةننصحك بمواصلة الطلب
والدراسة في كلية الشريعة، ولا بأس أن تخرج معهم في الإجازات الصيفية أو
إجازات الأسبوع ونحو ذلك في البلاد القريبة لتشارك في الدعوة وتبصر من حولك
وتبين لأصحابك ما أنت عليه وتعلم مما علمك الله، وهكذا يحصل لك من التأثر
بصحبة أهل الخير من رقة في القلب ورغبة في العمل الصالح ومحبة لنوافل العبادة
وحرصًا على هداية الأمة، وفي ذلك خير كثير مع ما تقوم به من الدراسة
والاستفادة. والله أعلم.

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين


حقيقة ما تقوم به جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11481&parent=4147
اسلوب جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=5054&parent=4147
هل يجوز القاء السلام على جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=3171&parent=4147
جماعة التبليغ وطلب العلم
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=820&parent=4147
جماعة التبليغ والصلاة في مساجد بها قبور
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=821&parent=4147
جماعة التبليغ ومنهجهم في الدعوة ومدى مشرو عيته
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=823&parent=4147
راي الشيخ في كتابي التحذير من جماعة التبليغ للشيخ حمود التويجري
والقول البليغ في جماعة التبليغ للشيخ ابو بكر الجزائري
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=824&parent=4147
موقف الشرع من الحزبية والفرق
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?
راي الشيخ في جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11482&parent=4147
رقم الفتوى (11482) موضوع الفتوى رأي الشيخ في جماعة التبليغ السؤالس: ما
رأيكم في جماعة التبليغ عمومًا حيث أثير بعض الشبهات ضد هذه الجماعة؟
الاجابـــةهؤلاء الجماعة من الدعاة إلى الله، وكان أول خروجهم من الهند و
الباكستان وقد كتبت عنهم عدة رسائل ما بين مادح وقادح، والحق أنهم جماعة
يقومون بالدعوة إلى الله تعالى بأساليب رأوها مؤثرة مفيدة، فلا جرم حصل بواسطة
دعوتهم خير كثير وانتفع بهم من أراد الله به خيرًا، واهتدى بدعوتهم كثير من
الضلال، وتاب بسببهم كثير من العصاة، وقد رأوا أن الدعوة بالفعل والنظر أقوى
وأجود من الدعوة بالقول، وقد عيب عليهم عدم التعرض للمعاصي بأعيانها فلا
ينكرون على من يدخن أو يشرب المسكر أو يتعاطى شيئًا من المعاصي بحجة أن هذا
تنفير، ولهم اجتهادهم. والله أعلم.

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

view=vmasal&subid=1348&parent=4147
ما موقفنا من الجماعات الاخرى
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=2975&parent=4147
اسؤال الشيخ ان كان الشيخ بن باز يؤيد جماعة التبليغ
http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=5023&parent=4147
رقم الفتوى (5023) موضوع الفتوى الخروج مع جماعة التبليغ السؤالس: أنا ممن
يخرجون مع جماعة التبليغ في الأردن وقد وفقني الله لطلب العلم قبل ذلك، فدرست
العقيدة الطحاوية والفقه ومصطلح الحديث وأصول الفقه، ثم بعد ذلك بدأت أتفرغ
لجهد الدعوة إلى الله، وجدت من إخواني بعض الجفاء في سوء اللقاء، وعندما
راجعتهم في ذلك أخبروني بأن هذا العمل من البدع المنكرة، وقد أكرمني الله
بلقاء الشيخ محمد بن إبراهيم التويجري في باكستان أثناء تفقده لبعض الأمور حين
كان مكلفا من فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمة الله عليه- بزيارة مركز
رايوند في باكستان وسمعنا منه رأي الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه-، وهناك بعض
الأسئلة لو تكرمتم علينا بالإجابة عليها:
· هل سمعتم الشيخ ابن باز - رحمة الله عليه- يذكرهم بخير ويوصي بالخروج معهم؟
وكذلك الشيخ ابن عثيمين - رحمة الله عليه-؟
· وما رأيكم في ذلك؟ وبماذا تنصحوننا؟
عندنا في الأردن بعض طلبة العلم يؤذوننا وهم يعلمون أننا بالإضافة إلى جهد
الدعوة نعلم بعض من يخرجون معنا بعض الأمور في العقيدة والفقه والمصطلح، ونشهد
الله على ذلك، فكيف نتعامل مع هؤلاء؟ وجزاكم الله عنا كل خير.
ا
لاجابــة


كان الشيخ ابن باز - رحمه الله- يزكي أهل الدعوة المعروفين بجماعة التبليغ،
وله فيهم عدة كتابات ورسائل قد تزيد على عشرين رسالة وقد نقل تزكيتهم عن شيخه
محمد بن إبراهيم واعتمد على ما لهم من الآثار الحسنة في هداية الكثير من
المنحرفين، وإنما كان ينكر على المتصوفة الذين يغلون في الأولياء ويعبدون
الأموات ويفعلون الكثير من البدع، وهكذا أيضًا يرى الشيخ ابن عثيمين - رحمه
الله-، وهذا أيضًا ما نراه، وقد كتبنا فيه عدة رسائل، وعليكم إقناع إخوانكم
الذين تلقون منهم بعض الجفاء، ومناقشتهم فيما يدعون من البدع، وأما الطلبة
عندكم الذين يؤذونكم، فعليكم مناقشتهم وبيان الحق لهم وحسن الملاطفة والمجادلة
بالتي هي أحسن لعلهم يهتدون. والله أعلم.

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

نسال الله العلي القدير ان يستخدمنا واياكم لجهد الدين على منهاج الرسول صلى
الله عليه وسلمامين

شبكة الدعوة والتبليغ

http://www.binatiih.com

abdallah
19-06-2007, 06:31
القول البليغ الشيخ أبو بكر الجزائري

الكاتب: المشرف



القول البليغ
في
جماعة التبليغ

تأليف
سماحة الشيخ أبو بكر جابر الجزائري
حفظه الله تعالى

المدرس
بالمسجد النبوي الشريف
وبالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقا



بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الناشر
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين , ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , أما بعد ..
ما دمت لم تر شخصا أو جماعة , من قريب بالمصاحبة أو المشاركة لا تستطيع ان
تحكم عليه برأي صحيح , لأنه ليس من الضروري بان ما تسمعه من الناس يكون صحيحا
وصوابا .
ولذا امرنا الله تعالى بقوله ]إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا[
وقال عليه الصلاة والسلام :
((كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ))
وان كانت دراسة هذا الفقير إلى الله قد تمت في مدارس ديوبندية وقد حصلت على
الشهادة العالمية من جامعة خير المدارس بملتان في عام 1382هـ ثم قمت بالتدريس
في مختلف المعاهد في أماكن مختلفة مثل :
ساهيوال , فيصل آباد , جهلم , راولبندى , واخيرا في إسلام آباد . وكانت علاقتي
الوثيقة بأمير جماعة التبليغ في باكستان الحاج بشير احمد رحمه الله في إسلام
آباد , ومع ذلك كنت لا اعرف أهمية أعمال ونشاطات هذه الجماعة , إلى أن شرفني
الله سبحانه وتعالى بالالتحاق في كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية
بالمدينة المنورة , وفي اليوم الثالث من التحاقي بالجامعة دعاني وجميع الطلبة
الباكستانيين الشيخ سعيد احمد حفظه الله في مسجد النور , وذكر أهمية هذا العمل
الجليل , ومن ذلك اليوم وقع في قلبي كلام الشيخ وسنحت لي الفرصة أن انظر هذه
الجماعة من قريب .
فوجدت فرصة للخروج مع جماعة التبليغ لأربعين يوماً إلى السودان في عام 1953هـ
وعرفت بأن هؤلاء قد أحرقت قلوبهم غما وحزنا على ما آلت إليه أحوال الأمة
الإسلامية اليوم , وانهم في عملهم هذا ليس لهم أي غرض أو منفعة ذاتية وبسبب
إخلاصهم وتفانيهم في الدعوة إلى الله قد هدى الله بهم خلقا كثيرا ,
وفي أثناء الخروج في محطة القطار (شندى ) رأيت شابا تونسيا مع بنت أمريكية
سافرة بينما كنا مسافرين إلى بورت سودان فركب في عربتنا فتكلم معه أحد الاخوة
منا كلام الإيمان , حتى قيض الله بهدايته فجاء بعد رجوعنا إلى المملكة معتمرا
, وحفظ بعض أجزاء القران الكريم في المدينة المنورة .

ومن حسن الحظ أن كان هذا الشاب من السادات أي من سلالة النبي صلى الله عليه
وسلم وكان أفراد أسرته موجودون في المدينة المنورة . وبعد التخرج من كلية أصول
الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أصبحت مبعوثا من قبل الرئاسة
العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في ماريشيس ثم بدولة
البحرين وعملت هناك اثنا عشر عاما . وأثناء هذه المدة زرت دول كثيرة , ولكن
التأثير الذي رأيت في جماعة التبليغ ما رأيت مثل هذا في أي جماعة أخرى .

وخوفا من هذا التأثير في الناس لهذه الجماعة يعترض الناس عليها ويرمونها
باتهامات خطيرة ولكن بسبب إخلاصهم ينصرهم الله بعونه من الغيب ويدافع عنهم .
والكتاب الذي بين أيديكم سميته بـ ( جلاء الأذهان ) .
وهي في الحقيقة مجموعة رسائل للعلماء المخلصين في المملكة العربية السعودية
وعلى رأسهم والدنا المكرم وشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله , فهذا
تأييد غيبي من الله عز وجل لجماعة التبليغ .
وفيه تشجيع لهذه الجماعة وحث وتحريض على التعلم والتعليم كما وفيه الترغيب على
تصحيح العقائد .
واهم من هذا كله هو الدعوة إلى إنقاذ الأمة الإسلامية من الفرقة والاختلاف إلى
الوحدة , لذا فكرت أن انشر هذه الرسائل كما هي , حتى تجتمع الأمة على كلمة
واحدة لان ما تعانيه الأمة الإسلامية من التفرق والاختلاف في أيامنا هذه أحوج
إلى الوحدة من أي يوم مضى .
ولا يمكن الأمن والطمأنينة إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة والعمل بمقتضاهما
والقيام بالدعوة إلى الله عز وجل وبالتضامن الإسلامي .
واخيرا اشكر فضيلة الشيخ عبد العزيز بن يوسف بهزاد حفظه الله , الذي ساعدني
على جمع هذه المواد لطبع هذا الكتاب .
وكذلك اشكر فضيلة الشيخ السيد / نفيس الحسيني حفظه الله تعالى الذي امرني
بأداء الواجب تجاه هذا العمل الجليل .
وختاما اشكر المسؤولين في مكتب ( دار الحسن للطباعة والترجمة ) في مراكز ايف 8
, أيوب ماركيت - إسلام آباد .
وهم الشيخ راغب حسن والشيخ احمد حسن حفظهما الله والمخرج الفني الأخ سليمان
حيدر حفظه الله الذين بذلوا أقصى جهودهم لطباعة وكتابة هذا الكتاب وإخراجه
بشكل جميل وأنيق فجزاهم الله عني خيرا .
وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل عملي المتواضع هذا سببا لوحدة الأمة
الإسلامية - آمين .
وان يوفق الأمة الإسلامية إلى عملها الحقيقي وهو الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر حتى تسترد عزتها وماضيها المجيد .... آمين .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

غلام مصطفى حسن
خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رئيس الجامعة المحمدية للبنات
86-1 كشمير رود - غلام محمد آباد
فيصل آباد - باكستان
غرة جمادى الثانية 1415 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة

الحمد لله رب العالمين , والعاقبة للمتقين , ولا عدوان إلا على الظالمين ,
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد سيد بني آدم أجمعين . وآله
الطاهرين , وصحابته , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد :-

فقد كثر في هذه الأيام الكلام على جماعة التبليغ مدحا وقدحا , الأمر الذي
تبلبلت له الأفكار . من اجل هذا كتبت هذه الرسالة اعذارا وانذارا . والى الله
ترجع الأمور .


نشأة جماعة التبليغ
بدلهي عاصمة الهند ,وفي العقد الثالث عشر من هجرة سيد البشر , نشأت جماعة
التبليغ بعون الله تعالى وتيسير على يد الشيخ الياس بن محمد بن إسماعيل
الكاندهلوي غفر الله لنا وله , ورحمنا وإياه . آمين

الحال الداعية إلى إنشاء جماعة التبليغ

أن لكل عما ذي بال وحال , ذات اثر من نفع أو ضر , ظروفا وملابسات تستدعي وجوده
وظهوره , وكان ذلك ما حل بأمة الإسلام في اغلب ديارها من جهل وفسق , وفساد وشر
.
الأمر الذي أصبحت تحاكى الجاهلية الأولى محاكاة , تكاد أن تكون تامة في كثير
من البلاد أنها فساد في العقيدة , جهل بالعبادة , ضلال في العقول ومرض في
النفوس , في البلاد الإسلامية عامة , وفي الهند خاصة حيث اخذ المسلمون يعودون
, لما أصابهم من الجهل بالإسلام وشرائعه إلى الوثنية الهند وكية .

وفي هذه الظروف الحالكة نشأت جماعة التبليغ رجاء أن تنقذ من شاء الله أنقذه ,
من الجهل بالإسلام والبعد عن شرائعه فيعلم ويعمل فينجو , ويكمل ويسعد , إذ لا
نجاة ولا إكمال ولا إسعاد بغير العلم بالإسلام والعمل بشرائعه ظاهرا وباطنا ,








وسيلة جماعة التبليغ في هداية الضلال
نظرا انه لا بد لمن أراد أن ينقذ غريقا , أو ينجي متعرضا لهلكه من وسيلة صالحة
, تمكنه بإذن الله تعالى من إنقاذ من أراد إنقاذه من الغرق أو انجاء من أراد
نجاته من هلكته . فإذا كان الأمر كذلك , فما هي وسيلة جماعة التبليغ للإنقاذ
المطلوب في وسط جل أهله غرقى أو هلكى ؟.
قبل أن نعرض للوسيلة بالذكر والبيان . يحسن أن نلقي نظرة على المجتمع الإسلامي
في دياره وحاله متشابهة شرقا وغربا , وشمالا وجنوبا , أنها قبور تعبد , أعياد
جاهلية تقام , فسق عام بترك الفرائض والسنن وغشيان المحارم والمآثم .

أما الآداب الإسلامية والأخلاق , فإنها توجد مع ترك الصلاة والانغماس في
الشهوات , والجهل بالفرائض والواجبات , انك تدخل المسجد في الحواضر فلا تجد
إلا طاعنا في السن قد لفظته الحياة ,
وأين مسلمو البلد ؟ انهم في المقاهي والملاهي والأسواق ومجالس الباطل ومقاعد
السوء يضحكون ويسخرون كأنهم لا يؤمنون .

في هذا المجتمع الذي تسوده الغفلة ويتحكم فيه الجهل وتستبد به الأهواء وتعرم
فيه الشهوات , على مؤسس جماعة التبليغ وهو الشيخ محمد الياس بالذات أن يبحث عن
وسيلة ملائمة للوضع الخطير تمكنه من إنقاذ غرقى الجهل والظلم والفسق والشرك ,
وهداه ربه عز وجل إلى وسيلة نافعة ناجحة , فأنقذ الله تعالى بها خلقا لا يحصون
عددا , أنقذهم من ضعف الإيمان إلى قوته , ومن ظلمة الجهل بالإسلام إلى نور
معرفته , ومن ضياع الغفلة إلى حصانة الذكر , ومن الفسوق والعصيان إلى طاعة
الرحمن ,
والآن إلى بيان وسيلة جماعة التبليغ التي هدى الله تعالى بها عبده محمد الياس
رحمه الله تعالى إلى وضعها ووفقه للعمل بها , فأنتجت الخير الكثير , وهاهي ذي
متمثلة في منهج تربوي حكيم لم ير في المناهج التربوية نظيره , وذلك لاختصاره
وشموله , انه منهج عجب إذ لم تتجاوز مواده الست , مواد تسمى بالصفات الست وهي
:
1- تحقيق شهادة أن لا اله إلا الله , وان محمدا رسول الله .
وذلك بعبادة الله تعالى وحده بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من
أنواع العبادات وضروب الطاعات والقربات .
2- الصلاة ذات الخشوع والخضوع .
أي إقامة الصلاة , بأدائها مستوفاة الأركان والواجبات , والتأكيد على الخشوع
فيها إذ هو روحها الذي لا تثمر ما شرعت له من النهى عن الفحشاء والمنكر إلا به
.
للعلم بان اكثر المصلين ما نهتهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر لفقدها الخشوع
والخضوع فيها لله تعالى .
3- العلم مع الذكر :
أي تعلم الضروري من العلم والعمل به , وهو المراد من كلمة الذكر , أن العمل
بالعلم ذكر , والعلم بدون عمل إعراض ونسيان , والعياذ بالله من علم لا ينفع ,
ودعوة لا يستجاب لها .
4- إكرام المسلم :
والمراد به رد اعتبار المسلم الذي فقد منذ زمن طويل حيث اصبح عدوا لأخيه
المسلم يضرب جسمه ويزهق روحه ويسلب ماله وينتهك عرضه فيزني بأمه وأخته وعمته
وخالته وفي ديار المسلمين ,

إن إكرام المسلم احترامه وتقديره وذلك بكف الأذى عنه , وإسداء الجميل في حدود
الوسع والطاقة البشرية .
وقد فقد هذا المسلمون منذ عصور عديدة إلا ما قل وندر , والنادر لا حكم له .
5- تصحيح النية :
والمراد بذلك أن ينوي المسلم بعمله كله وجه الله تعالى فلا يعتقد ولا يقول ولا
يعمل إلا طالبا بذلك مرضاة الله تعالى , وهو الإخلاص الذي جاء به الكتاب
وقررته السنة .
6- الدعوة إلى الله تعالى والخروج في سبيلها وهي سبيل الله عز وجل .
أن المراد من الدعوة إلى الله تعالى , دعوة الناس إلى الإيمان بالله والعمل
بطاعته وطاعة رسوله المبنية في الكتاب والسنة ليكمل العبد ويسعد في الحياتين
.


كيفية استعمال المبلغين وسيلتهم الدعوية
انهم بعد وضع تلك الوسيلة والتأكد من صلاحيتها والتحقق من جدواها ونفعها ,
بحثوا عن طريق لاستعمالها وكيفية تنفيذها للخروج بها من حيز العلم النظري إلى
التطبيق العملي , فاهتدوا بتوفيق من الله تعالى إلى الطريق الآتي المتمثل فيما
دون بالأرقام التالية :
1- المسجد وهو المنطلق الأول للدعوة .
انهم امتثالا بسيد الدعاة وأمامهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي ما نزل بديار
بني عوف بقباء حتى بنى لدعوته مسجد قباء , وما أن بركت ناقته بحي أخواله من
بني النجار حتى اختط مسجده وبناه لدعوته , اعتمدوا , أي جماعة التبليغ المسجد
منطلقا لدعوتهم فهي من المسجد إلى المسجد , من المسجد تخرج وتعود إليه وأطلقوا
على المسجد الذي يعدونه لدعوتهم لفظ " مسجد النور " تفاؤلا , فوافق
واقعا ,

إذ المساجد في الإسلام هي محطات النور وإشعاعاته , إذ فيها يتعلم العلم ,
وتزكى الأرواح بالعبادات من صلاة وذكر ودعاء وتلاوة لكتاب الله عز وجل .
وبالمساجد تكتسب الآداب , وتهذب الأخلاق لما يوحى به المسجد من الصمت وحسن
السمت , وطهارة الروح ونظافة الثوب والدن معا .

في المسجد يجتمع المبلغون ليلة العطلة من الأسبوع فيبيتون به تاركين فرشهم
وازواجهم وأولادهم انقطاعا إلى ربهم وتبتلا إليه , حيث ينقطع المسرفون من أهل
الغفلة في تلك الليلة إلى اللهو والباطل فلا ينامون إلا مع قرب الفجر ولا
يستيقظون إلا مع حر الشمس فلا صلاة ولا ذكر الله .

وقبل أن يناماالمبلغون ليلة اعتكافهم في المسجد يقوم احد هم من الأهلية
فيعطيهم ويذكرهم بواجبهم ،ويطلب منهم أن يضحو في سبيل الله ببعض أوقاتهم ،وذلك
بان يسجلو اسماء هم في قوائم الخارجين في سبيل الله لدعوة الغافلين والمعرضين
عن ذكر اللهوطاعته وطاعة رسوله ،لعل الله تعالى ان يهديهم على أيديهم ،وهم في
ذلك ينظرون الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :(لان يهدي الله بك رجلا واحد
اخير من حمر النعم )

وبعد صلاة الصبح يقوم احدهم من ذوي الكفاءة لطول الممارسة وكثرة العمل في حقل
الدعوة فيتكلم في الخارجين ممن سجلو اسماءهم للخروج بحسب فراغهم ،اذمنهم من
يسجل لخروج يوم ،ومنهم لاكثر ،ويسمون هذه الكلمة التي تلقى على الخارجين
((هدايات )) ومعناها صدق النية والتقليد بآداب الدعوة والسفر والا قامة في
المسجد وحسن الصحبة وكمال الطاعة لامير الجماعة من الخروج الى العودة وبعد
فراغ المرشد من كلمته تجتمع كل جماعة بأميرها ،فيوصيهم باصبر والطاعة وصلاح
النية،ثم يجمع نفقتهم منهم ،وهى نفقة بركة لا نفقة مال ،وذلك لزهادتها وقلة
قيمتها ،ثم يعين أثنان منهم لتحضير وسائل السفر للخروج حتى اذا ركبو ا ما ير
كبونه في سفرهم في قراءة الادعية الواردة في السفر ،وفي تعلم اليسير من القرآن
الكريم واحاديث الاداب والا خلاق ،واذا انتهو الى القرية او المدينة المقصود
اموا مسجدها فدخلوه ،

وبعد صلاة تحية المسجد اجتمعوا للشورى في شأن ترتيب العمل العدوى , وتوزيعه
على الاربع والعشرين ساعة المقبلة , او من ساعتهم تلك الى مثلها من الغد .
ويشتمل العمل على ما يلي :
1- اعداد الطعام :
ومن يقوم به منهم فيعينون له اثنين او ثلاثة منهم .
2- تحديد الوقت :
تحديد وقت لزيارة امام المسجد ومركز الشرطة وامير المدينة , او عمدة الحي او
شيخ القرية , وتنفيذ ذلك في وقته المحدد له , وذلك تأليفا للقلوب وابعادا
للريبة , واداء لواجب احترام المسؤولين .


3- التعريف بالجماعة :
التريف بالجماعة للمصلين بالمسجد بعد صلاة الظهر , وانهم اخوانهم في الله ولا
مطمع لهم في شيء من الدنيا , ولا هدف لهم الا زيارة المسلمين والتحبب اليهم
والتعرف عليهم , وطلب الخروج معهم للتذكير والتطهير , التذكير بالله , وتطهير
النفوس بطاعة الله , وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

4- القاء درس :
القاء درس بعد صلاة العصر ثم التذكير باداب الجولة , وقبل الخروج بساعة يخرجون
الى الناس في اسواقهم , ومتاجرهم , ومقاهيهم , ومحلات جلوسهم , يذكرونهم بالله
ويدعونهم لحضور الموعظة في المسجد بعد صلاة المغرب .

2- نظام الجولة :
من انظمة جماعة التبليغ المنبثقة عن وسيلة دعوتها انهم يعينون للجولة أميرا ,
ودليلا , ومتكلما ويبقون احدهم اذا خرجوا في المسجد , يدعوا الله تعالى لهم
بالتوفيق والسداد في دعوتهم , وبنجاحها في هداية المسلمين . كما يبقون اخر
لاستقبال المستجيبين للدعوة , ومجالستهم ومؤانستهم بمذاكرتهم تأليفا لقلوبهم .

وبعد صلاة المغرب يعلن احدهم عن الموعظة , وانها بعد صلاة السنة مباشرة , وذلك
بعد قوله :
(( ان نجاحنا وفلاحنا في اتباع اوامر الله على طريقة رسول الله صلى الله عليه
وسلم )) ويسمون هذه الكلمة , كلمة الدين والايمان ,

وبعد صلاة العشاء يقرأون قصة او اكثر من كتاب ( حياة الصحابة ) حتى لا يستكثر
الخارجون في سبيل الله ما بذلوا من جهد ووقت ومال , وحتى يزدادوا رغبة في
الجهد والبذل في سبيل الدعوة مع طيب نفس وراحة بال .

وقبل انصرافهم الى الطعام والنوم يذكر احدهم بآداب ذلك وسننه الملازمة له .
كما يذكرهم بآداب المسجد وما ينبغي ان يكونوا عليه فيه من الآداب وحسن الحال ,
كما يحثهم على قيام الليل وهم يقومون فعلا كلا بحسب استعداده الروحي والجسمي ,
الا انهم قبل الفجر بنصف ساعة لا يبقى منهم احدا نائما قط .وبعد صلاة الصبح
يجلسون للموعظة , ثم يتدارسون القرآن وخاصة السور العشر من سورة الفيل الى
الناس مع الفاتحة التي يعتبرون حفظها ضرويا للمسلم الذي يدعو الى الله ويخرج
في سبيله .

واذا طلعت الشمس وارتفعت قيد رمح صلوا سبحة الضحى , ثم تناولوا طعام الفطور ,
وعلى اثر ذلك يخلدون للراحة ساعة , ثم يهبون للتشاور في العمل واعداد
الترتيبات اللازمة له , وهو عمل الاربع والعشرين ساعة المقبلة . هذا نظام عمل
جماعة التبليغ مجملا ومفصلا .

3- الالتزام :
لجماعة التبليغ امور يلتزمون بها الخارج معهم للدعوة حتى ينتفع باذن الله
وينفع وهي كالاتي :
أ- الإلتزام باربع وهي :
1- اطاعة الامير .
2- الاشتراك في الاعمال الجماعية .
3- الصبر والتحمل .
4- نظافة المسجد .
ب- الاشتغال بأربع وهي :
1- الدعوة .
2- العبادات
3- حلقة التعليم .
4- الخدمة , أي خدمة الجماعة بالتعاون معهم .
ج- التقليل من ثلاث وهي :
1- الطعام .
2- المنام .
3- الكلام وخاصة وقت قضاء الحاجات .
د- تجنب أربع وهي :
1- الإسراف أي في كل شيء وهو مجاوزة الحد .
2- الإشراف وهو التطلع إلى ما في يد الغير .
3- السؤال أي سؤال الناس ما عندهم .
4- استعمال ملك الغير بدون أذنه ورضاه .
هـ- عدم الخوض في أربع وهي :
1- المسائل الفقهية حتى لا ينفرون المدعوون إلى الهدى .
2- المسائل السياسية حتى لا تتعرض الدعوة إلى المنع .
3- أوضاع الجماعة حتى لا يؤذوا اخوانهم المسلمين .
4- الجدل حتى لا يضيع الوقت فيما لا يجدي ولا ينفع ,
وحتى لا توغر الصدور بالإحن وهو ما يتنافى مع سلامة الصدر .

آثار دعوة جماعة التبليغ في العالم
والان , وبعد ما عرفنا هذه الجماعة نشأة وتكوينا ونظاما وعملا نريد ان نقف على
اثار دعوتها الايجابية والسلبية ان كانت لها اثار سلبية ,
فنقول :
لقد عرفت هذه الجماعة في شمال افريقيا : المغرب والجزائر , وتونس وليبيا , كما
عرفتها بفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وبريطانيا , وسمعت عنها بأمريكا , وفي
القارة الهندية , وشاهدت اثار دعوتها في الشرق الاوسط ,
ومن اثار تلك الدعوة ما يلي :
1- اقام الصلاة ذات الخشوع ,
2- اظهار الشعائر الدينية كالحجاب للنساء , واعفاء اللحية في الرجال , وتغطية
الرأس بالعمامة ونحوها .
3- ترك الشركيات والخرافات قولا وعملا واعتقادا .
4- الاستجابة لدعوة التوحيد والعمل بالكتاب والسنة اذ كانوا في شمال افريقيا
واروبا يتابعون دروسي من بلد الى بلد طيلة ما انا مقيم في الاقليم ألقي مواعظ
ودروسي ,
وتمتاز بحمد الله بالعقيدة السلفية ومحاربة الشرك والبدع والضلالات , هذا في
شمال افريقيا .
وأما في اوروبا فإن اثار دعوة التبليغ محمودة جدا , اذ ظهر بها الاسلام وانتشر
بين العمال المسلمين , فبنيت المساجد واقيمت الصلاة , وظهر الزي الاسلامي لحية
وعمامة وثوب وقميص, ودعى الى الاسلام , ودخل العديد من النصارى في الاسلام
فكانوا عشرات الآلاف .
الامر الذي ما كان يتم الا بفتح اسلامي,قوامه السلاح والجهاد و الاستشهاد ,هذه
حقيقة ثابته ولا ينكرها الا جاهل بها او متجاهل لها لأغراض شخصية او حزبية .
لقد مضت عشرات السنين , والمسلم لا يستطيع في اوروبا ان يظهر اسلامه فضلا عن
امريكا , فاكثر العمال سكيرون تاركون للصلاة متفرنجون لغة وزيا وخلقا وسلوكا ,
حتى جاء الحق تبارك وتعالى بجماعة التبليغ تحمل هداية الاسلام عقيدة وعبادة
وسلوكا وذلك في صمت ويسر و سهولة , فوجد الاسلام في امريكا واوروبابصورة ما
كان يتصور وجودها فضلا عن رؤيتها ,بغير جهاد بالسيف .
في القارة الهندية !
واثار دعوة التبليغ في القارة الهندية لا تقل عنها في غيرها , فقد رجع
المسلمون الى الاسلام بعد التنكر له والخروج عن تعاليمه , والضياع في متاهات
البدع والخرافات وصنوف الشركيات .
وحسبك ان مؤتمرات تعقد سنويا تضم مئات الالاف في تجمعات تبهر العقول في نظامها
ودقة ترتيبها وهي تنتشر في انحاء العالم تبشر بالاسلام وتدعوا اليه بالحال
والقال معا .
وفي الشرق الاوسط .
اثار جماعة التبليغ في مصر والاردن وسوريا ولبنان واليمن الشمالي وفي كل دول
الخليج ظاهرة , فكم من منحرف استقام وكم من غافل ساه لاه استفاق , وكم من معرض
عن الله ودينه رجع الى الله واب .
ولا اخال مثل هذا يخفى على المصلحين في هذه الديار ,
هذة بعض الايجابيات لدعوة التبليغ , واما السلبيات فسنذكرها ان شاء الله
ناقليها عن خصوم جماعة التبليغ مبينين وجه الحق فيها غير مبالين برضى الناس
وسخطهم اذ غايتنا طلب رضى ربنا سبحانه وتعالى , فاللهم ارض عنا ولا تسخط انك
حليم عليم .
قال الخصوم
ان جماعة التبليغ تميت المسلم بقتلها روح الجهاد في نفوسهم , وذلك , بإغضائها
عن السياسة وعدم مطالبتها بتحكيم الشريعة الاسلامية في البلاد التي لا تحكم
فيها , وهي كل بلاد العالم الاسلامي ما عدا المملكة العربية السعودية ,

ونقول :
مبينين الحق في هذه المسالة ان جماعة التبليغ تحيي ولا تميت كما قالوا . ان
الذي يخرج يدعوا الى الاسلام بنفسه وماله خارج بلاده وداخلها حي قطعا وليس
بميت ,
هذا اولا‍!
وثانيا:
اذا كان الغرض من تحكيم الشريعة هو ان يعبد الله تعالى وحده بما شرع , فإن
جماعة التبليغ بدعوتها قد عبد الله بطاعته وطاعة رسوله في اوامرهما ونواهيهما
, فالغرض الذي من اجله المطالبة بتحكيم الشريعة قد حصل بحمد الله بدون قتال ,
وثالثا :
هل مطالبة غيرهم بتحكيم الشريعة وتخوضهم في السياسة حقق شيأ من المطلوب ولو قل
؟
اللهم لا!
اذا فدعوة الطاعنين فيهم تعتبر سلبية , ودعوة جماعة التبليغ ايجابية .
والايجابي خير من السلبي عند كافة العقلاء .
ومن هنا ننصح لأخواننا بأن يكفوا عن الطعن في جماعة التبليغ حتى لا يقفوا موقف
من يصد عن سبيل الله وهو موقف لا يحسد عليه .
وقال الخصوم
وما اكثر ما قالوا وهذه اقاويلهم بإزاء الارقام التالية مع بيان الحق في كل
قول ,
1- قالوا:
" دعوة التبليغ دعوة صوفية "
ونقول :
إذا كان التصوف هو التزام طريقة صوفية كالنقشيبندية أو التجانية أو الرفاعية ،
وهي تقوم على طاعة الشيخ المربي والتزام الورد ، والمؤاخاة في الطريقة ،
والدفاع عنها وعداء كل من يعاديها ، فوالله ما رأينا في جماعة التبليغ هذا ،
لا في شمال إفريقيا ولا في أوروبا ولا في الشرق الأوسط ، ولا سمعنا عنه في
أمريكا ، ومع هذا لو وجد فردٌ مع جماعة التبليغ متصوفاً ذا طريقة فلا يكون ذلك
عيباً في دعوة الجماعة ، إذ هي دعوة عالمية يدخل فيها من هبّ ودبّ .
وحسب الجماعة أن منهجها خال من التصوف قولاً وعملاً واعتقادا ، وأنها لا تدعو
إلى التصوف بقول ولا عمل ، كما هو معلوم لكل من خرج مع هذه الجماعة . وكون
بلاد نشأة جماعة التبليغ وهي الهند بلاد تكثر فيه الطرق الصوفية ، فإن مصر
اليوم بها سبعون طريقة صوفية ، ولها مجلس أعلى يديرها ، فهل ضرّ ذلك الجماعات
الإسلامية بمصر ؟ وإن فرضنا جدلاً أن الشيخ محمد إلياس المؤسس لجماعة التبليغ
كان صوفياً أو أن خلفه الشيخ إنعام الحسن كان صوفيا ً ، والدعوة خالية في
منهجها واسلوبها من التصوف ، فهل يخل ذلك بالدعوة أو توصم به كوسمة عار تصرف
الناس عنها ؟
اللهم لا !
إذاً فشيئاً من الرفق والتعقل أيها الإخوان في الله هداكم الله وإياي . آمين
.
2- وقالوا :
" قادة التبليغ يأخذون البيعة على الطرق الصوفية " .
ونقول :
إن البيعة لا تكون إلا لإمام المسلمين ، ومن بايع إماماً ثم خرج عنه ليبايع
غيره استوجب القتل كائناً من كان للسنة القاضية بذلك .
أما أخذ عهد على مؤمن بأن يلتزم بطاعة الله ورسوله فلا يقول فيه بيعة إلا جاهل
أو مغرض مهول مشوش .
إن نظام جماعة وقد مر بنا في هذه الرسالة لا يوجد فيه حرف ولا كلمة تقرر مبدأ
البيعة لأحد أو تدعو إليها بحال من الأحوال ، هذا وإن فرضنا أن بعض كبار
الدعاة في الهند لهم طريقة صوفية كالقادرية أو النقشبندية مثلاً ، ويعرضونها
سراً على بعض الأشخاص فإن تبعة ذلك تقع عليهم لا على الدعوة ولا على الدعاة
غيرهم ما دام منهج الدعوة خالياً من ذلك .
والدعاة لا يعترفون بغير ما في منهج الدعوة ونظامها ، وإنما يجب التبرؤ من
الدعوة بل محاربتها لو كان منهجها يقتضي ذلك أو يقرّه ، وما دام هذا لم يكن
ولا شيء ! فلم التشنيع على جماعة التبليغ ودعوتهم ؟ إن هذا لظلم تخشى عاقبته
.
3- وقالوا :
" إن المبلغين يغيرون حياة من يخرج معهم رأساً على عقب وفي كل شيء في
العقيدة وفي المنهج والسلوك وحتى الفكر " .
ونقول :
نعم ! إن هذه الدعوة ذات تأثير عجيب تفعل بالتابع لها ما ذكرتم من التغيير
الكامل ، فإن كان التابع ضالاً اهتدى وإن كان ضعيف الإيمان قوي إيمانه ، وإن
كان سيئ الخلق حسن وفضل ، وإن كان غافلاً ذكر ، وإن كان مادياً صار روحانياً
.
هذا هو التغيير الذي يحصل لمن يخرج مع جماعة التبليغ غالباً ، أما إنه يتغير
من عقيدة التوحيد إلى عقيدة الشرك والخرافة ، ومن صلاح إلى فساد ، ومن ذكر إلى
غفلة ، ومن طاعة إلى معصية ، فهذا لا ! والله ما رأيناه ولا سمعنا به فيهم .
وليس ممتنعاً أن يقع شذوذاً في بعض الأفراد ، والشاذ لا حكم له كما يقال .
وعليه فالزموا الحق ! يا دعاة الحق واتقوا الله في صرف عباده عنه فإن الصد عن
سبيل الله أخو الكفر والعياذ بالله .
4- وقالوا :
" قد وضع المبلغون الصفات الست بدلاً عن قواعد الإسلام الخمس وأركان
الإيمان الستة " .
ونقول :
هذا والله تمجن وسوء ظن قبيح ، فهل وضع في منهج تربوي إصلاحي لتطبيقها والدعوة
على مقتضاها يعتبر محاذة الإسلام بترك قواعده وإهمال أركانه ، والإستعاضة عنها
بغيرها ؟
فهل دعوة تقوم على الإيمان بالله ولقائه ودينه ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ،
والأخلاق الفاضلة ، والنية الصادقة في لقول والعمل .
يقال فيها يا عباد الله !
" إن أصحابها استبدلوها بقواعد الإسلام وأركانه " ؟
اللهم إن هذا بهتان عظيم ، كيف يرضى به من ينتسب إلى سلف الأمة وصدرها الصالح
؟
5- وقالوا :
" إن المبلغين أعداء لأهل العقيدة ، وأئمة الدعوة السلفية " .
ونقول :
هذه دعوى تحتاج إلى بينة ، وأين هي ؟
ومع هذا فإنا نقول ليس مستبعداً أن يوجد من العلماء الجامدين دون دراسة الكتاب
والسنة . ومن الإنتفاعيين أيضاً ، وما أكثرهم من يبغض السلفيين ويعاديهم ويبغض
شيخي الإسلام أحمد بن تيمية و محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله ، فمثل هؤلاء قد
يخرج مع الدعاة
وبما أن من مبادئ الدعوى ترك الخوض في الجدل وما لا يعنى ، فقد يوجد ذلك الشخص
المريض ولا يتفطن له فنترك على ما هو عليه حتى تهذبه الدعوة وتنقيه من أدران
نفسه ، هذا هو الممكن والجائز .
أما أن يوصف عامة جماعة التبليغ بأنهم أعداء لأهل العقيدة السلفية وأئمتها
فهذا والله باطل ، وظلم وبهتان عظيم ، لا يحل لمسلم أن يتصف به .
إننا والله قد عرفنا جماعة التبليغ وحضروا دروسنا في الغرب والشرق وما سمعنا
من أحد ما يفهم من كلامه أنه يكره دعاة التوحيد وأئمته ، بل كثيراً ما يشكون
لنا بأن ذويهم في بلادهم يصفونهم بأنهم وهابيون ما يزعمون .
وليعلم إخواننا في العقيدة أننا لا نرض ولا نسكت عن أحد يطعن أو يلمز دعاة
التوحيد وأئمته أبداً ، إلا أننا لا نتجنى على الناس ونقول عنهم ما لا يقولون
، لأن ذلك ظلم ، والظلم حرام .
وليس معنى هذا الذي قلناه أنه لا يوجد في الشرق والغرب من لا يعادي السلفيين
بل المعادون للسلفيين والله لأكثر من الموالين لهم ، المتعاونين معهم ، وإنما
نبرئ بما قلناه جماعة التبليغ في الجملة فقط ، والله عليم بذات الصدور .
6- قالوا :
" إن المبلغين ينكرون الجهاد ، ويزعمون أن المسلمين اليوم حالهم كحال
الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة قبل الهجرة " .
ونقول :
هل في هذا القول عيب أو قبح أو إثم حتى تعيّر به جماعة التبليغ أو تسبّ ؟ إنه
قول كل ذي علم وعقل وبصيرة بأحوال المسلمين وما يجري في ديارهم ، وما يكتنف
حياتهم ، فالذين يتبجحون بالدعوة إلى الجهاد ويؤذون القاعدين عن ذلك فليخبرونا
كم غزاة غزوها وكم من بلد من البلاد حرروه وأقاموا فيه شرع الله حتى يصح أن
يقال إن جماعة التبليغ قاعدون عن الجهاد ومثبطون عنه
وكل ما في الأمر أن المبلغين ما شجعوا على الجهاد في بلاد الأفغان لانشغالهم
بالدعوة ، هذا وإن حدث أن نفراً أو أنفاراً زهدوا في الجهاد الأفغاني ، ورأوا
أن الدعوة إلى إصلاح القلوب وتهذيب الأخلاق مقدمة عن الجهاد فليس هذا بعيب
توصم به جماعة التبليغ في الشرق والغرب .
7- وقالوا :
" إن جماعة التبليغ لا ينهون عن المنكر ، ولا يأمرون بالمعروف على الوجه
الصحيح ..." .
ونقول :
إن منهج الجماعة وقد سبق بيانه ليس من مبادئه الإنكار على ذوي المنكر ، وذلك
لأمرين .
الأول :
إن الإنكار في مجتمعات غلب عليها الجهل وسادها الفسق لا يجدي نفعاً ، وهذا
واقع لا ينكره ذو بصيرة بأحوال الناس .
والثاني :
أنهم قد استعاضوا هن الإنكار بالقول تهجير فاعل المنكر بالخروج به بعيداً عن
بيئته ووضعه بين يدي مربيين حكماء يعالجونه بالحال وطيب المقال ، فلا يلبث حتى
يترك المنكر وينكره ، فهذا أجدى من كلمات يقولها المرء على منبر أو في حلقة
درس والناس عنها غافلون .
وشيء آخر هو :
هل المنكرون على جماعة التبليغ تركهم النهي عن المنكر قد نهوا هم عن المنكر ؟
والجواب معلوم والواقع يشهد ونستغفر الله لنا ولهم في تركنا واجب الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر . ان حال من عيب عن التبليغ نهيهم عن المنكر وهو لا
ينكر , ينطبق عليه قول القائل :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك اذا فعلت عظيم
8- وقالوا :
(( ان جماعة التبليغ يتعصبون للمذهب الحنفي . ))
ونقول :
وهل هذا خاص بجماعة التبليغ ؟
اللهم لا !
ان المشاهد الذي لا ينكر ان الشافعي يتعصب للمذهب الشافعي , والمالكي يتعصب
للمذهب المالكي , والحنبلي يتعصب للمذهب الحنبلي ولم ينج من هذا التعصب الا
اناس عرفوا الحق بشواهده فتركوا التعصب المذهبي , وداروا مع الحق حيث دار ,
ونسبتهم الى الامة الاسلامية واحدة الى ألف أو أقل .
فكيف اذا يسب جماعة التبليغ وحدهم بالتعصب للمذهب الحنفي مع ان كل اهل المذاهب
يتعصب لمذاهبهم ,
وأمر آخر :
ان جماعة التبليغ فيها الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي , فالطعن فيها غير
وارد . اذا, فما لهؤلاء الطاعنين لا يفقهون ؟
يضاف الى ذلك ان جماعة التبليغ من شمال افريقيا وغربها وفي أوروبا وأمريكا وفي
الشرق الاوسط لم يثبت انهم دعوا الى مذهب معين قط , اذ دعوتهم مقصورة على
تقوية الايمان وتحقيقه بفعل الايمان وتحقيقه بفعل الطاعات وترك المعاصي , الا
انهم قد يقتدى بهم في صلاتهم وهذه دعوة بالحال لا بالمقال , كما ان المعروف
بين الناس ان الذين اهتدوا على يد جماعة التبليغ اكثر المسلمين تقبلا للحق
واتباعا للكتاب والسنة .
9- قالوا :
(( ان جماعة التبليغ ينكرون توحيد العبادة ))
ونقول :
الصواب ان بعضهم لا يعرفون توحيد العبادة ولكنهم لا يفعلون ضده لا أنهم
ينكرونه. والدليل على ذلك انهم لا يدعون على الى عبادة غير الله لا بالدعاء
ولا بالذبح , ولا بالنذر , ولا بالخوف والرجاء , كما هي حال الرقيين وضلال
الجهال ,
وليس هذا عيب جماعة من التبليغ بل هو عيب اكثر المسلمين , اذ قل من يعرف من
المسلمين , توحيد العبادة , ولو عرفوه ما عبدوا اصحاب القبور بالذبح والنذر
والحلف , فالواجب اذا تعليمهم لا عيبهم .
10- وقالوا :
" ان تأثير جماعة التبليغ على العصاة فقط ", بل حتى على المستقيمين
, فيصرفونهم عن منهج السلف الى منهج التبليغ العقيم القائم على البدع
والضلالات "
ونقول :
ان اعترافكم بتأثير جماعة التبليغ على العصاة بهدايتهم , وردهم الى طاعة ربهم
ورسوله نعم الاعتراف وهو واقع ,
وهنيئا لمن هدى الله تعالى العصاة على يديه .
واما تأثيرهم على المستقيمين فهو اعتراف اخر ايضا , بنجاح جماعة التبليغ , اذ
تأثيرهم على المستقيمين معناه نقلهم من دائرة الاكتفاء بهداية انفسهم الى
العمل على هداية غيرهم , ولنعم هذا التأثير ايضا , ولذا وجد بين جماعة التبليغ
علماء لكنهم قليل , وذلك لتحاشي طلبة العلم الخروج معهم لما يكلف من جهد ومال
ووقت , ولهذا يعاديهم بعضهم مع الاسف .
11- وقالوا :
" ان المبلغين مبتدعة وذلك لخروجهم جماعات , ولتحديد مدة الخروج بثلاثة
ايام وبأربعين يوما وبأربعة أشهر " .
ونقول :
ان الخروج لاصلاح ذات البين كالخروج لطلب العلم والهداية و كالخروج لدعوة
الناس الى ربهم , ولتعليمهم ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم , جميعه خروج في سبيل
الله تعالى متى صلحت فيه النية واريد به وجه الله عز وجل ولم يرد به مال ولا
جاه , ولا نزهة في لهو وباطل , ومن الجهل والتجاهل انكار خروج المبلغين لهداية
الناس وتعليمهم واصلاح نفوسهم وتزكية ارواحهم ,
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
" لروحة او غدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها "
ويقول " من اتى هذا المسجد لا يأتيه الا لخير يعلمه او يتعلمه كان
كالمجاهد في سبيل الله " .
الى غير هذا من الاحاديث الصحاح والحسان المرغبة في الخروج في سبيل الله
والحاضة اليه , الداعية اليه .
مع هذا , يا عباد الله !
يقال ( خروج جماعة التبليغ بدعة . )) ؟
واعجب من هذا قولهم ان الخروج جماعات بدعة بحجة ان الرسول صلى الله عليه وسلم
ارسل معاذا الى اليمن ولم يرسل جماعة . ونسوا او جهلوا ان الرسول صلى الله
عليه وسلم ارسل القراء لتعليم الناس وكانوا سبعين . فأكثر .
ونسوا ايضا ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرسل معاذا وحده بل ارسل معه ابا
موسى الاشعري رضي الله عنهما .
وقال لهما : " بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تختلفا
."
وأرسل ايضا عليا رضي الله عنه وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه , وارسل مع
هؤلاء الصحابة جما غفيرا للدعوة والتعليم والحكم بين الناس بالحق .
وكتبديعهم الخروج تبديعهم تحديد ايام الخروج , وما علموا ان هذا نظام دعوة
كنظام المدارس والجامعات في ايام عطلها , ويحتجون الى التحديد ليعرفو مدة
غيبتهم , وليتزودوا لذلك ما يحتاجون اليه من نفقه ومتاع .
أفمع هذا يبدع المبلغون في تحديدهم هذه الايام لصالح الدعوة في الخروج الى
سبيل الله
فسبحان الله ! ان القوم كما قيل :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
كما ان عين السخط تبدي مساويا
وما موجب السخط يا عباد الله ؟
عبد يدعوا الى ربه فيكسب الرضا له ولاخوانه المدعوين , حيث تزكو نفوسهم وتطهر
قلوبهم وتفضل اخلاقهم بما يقومون به من طيب الاقوال وصالح الاعمال ,

12- وقالوا وقالوا ...
وعصمنا الله تعالى ! فلم نقل في التبليغ وجماعته ما يعتبر صدا عن سبيل الله
تعالى والحمد لله , والمعصوم من عصمه الله ,
وليعلم القارئ الطالب للحق البعيد عن الاغراض الفاسدة والتصورات الخاطئة اني
لم اخرج يوما واحدا مع جماعة التبليغ ولم انتم اليهم , وليس سبب ذلك عائد الى
وجود اخطاء او اغلاط , اذ اخطأ جماعة التبليغ او اغلاطهم لا تحول دون العمل
معهم وتعليمهم ما قد يجهلون , وذلك لقتلها وعدم تأثيرها .
ومن ذا الذي لا يخطئ , ولا يغلط من الناس من غير المعصومين عليهم السلام ؟
ولكن المانع هو إنا لا نقدر على البذل والعطاء والتحمل والصبر كما يقدرون هم ,
ولذا كنا نكتفي بالنصح لهم وتصويب ما نراه من اخطائهم في دعوتهم , ونكف
السنتنا عن نقدهم وعيبهم حتى لا نكون ممن يصد الناس عن سبيل الله تعالى ,
ولكن بعض اخواننا هداهم الله لما عجزوا عن القيام بما يقوم به المبلغون ركنوا
الى نقدهم وعيبهم والتشهير بهم والتشويش عليهم وما كان ينبغي لهم ذلك , والله
المستعان .
وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم .

ابو بكر جابر الجزائري




شبكة الدعوة والتبليغ

http://www.binatiih.com

abdallah
19-06-2007, 06:32
رأي الشيخين ابن باز وابن عثيمين في شأن جماعة الدعوة والتبليغ

الكاتب: محب الفرقة الناجية عضو



الحمد لله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ،ووسع كل شئ رحمة وعلما وأحصى كل شئ
عددا وأخذ على أهل العلم العهد والميثاق ببيان الكتاب فلم يعذر منهم أحدا ،
وحذر من كتمانه ولعن من فعل ذلك لعنة أبدا ، إلا من تاب وآمن وأصلح فقد فاز
واهتدى ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ضد ولا ند ولا صاحبة ولا
ولدا شهادة نرجو بها النجاة من مهاوي الردى ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد
الأنام ومسك الختام السراج المنير وبدر التمام والماحي لحالك الظلام المجاب
لدعوة الشفاعة يوم الأهوال العظام والفائز بمنزلة الوسيلة دون الأنام وقائد
الغر المحجلين إلى دار السلام ، صلى الله عليه وعلى ءآله أهل الطهر والصدق
والاحترام وعلى صحابته قادة الإسلام ورسل الحق والسلام والرضوان التام
والتابعين لهم بإحسان ما تعاقبت الليالي والأيام وسلم تسليما كثيرا كثيرا
ثم أما بعد :
فإن من الأمانة الواجب أدائها على كل مسلم لله رب العالمين فضلا عن من حملوا
أمانة العلم والبيان
كلمة الحق والعدل كما قال تعالىوَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ
كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ الأنعام152مهما كان المقول فيه قريبا أو
بعيدا وليا أو عدوا وكما قال جل جلاله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
}المائدة8
لا تؤثر في قائلها الأهواء ولا تحركه العواطف ولا تغيره الأراجيف والعواصف
وليحذر مما قال الشاعر:
وعين الرضا عن عيب كليلة ولكن عين السخط تبدئ المساويا
والشهادة على الآخرين لابد أن تكون عن علم ويقين على مثل الشمس في رابعة
النهار ولا يدلي بها إلا بعد التثبت والتبين تباعا لقول الله تبارك
وتعالىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ
فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا
فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ الحجرات6
وإنني في هذه الرسالة الموجهة لكل مسلم غيور يريد الخير للإسلام والمسلمين
وقيام أمر الدعوة إلى الله تعالى والعودة بالمسلمين إلى ما كان عليه رسولنا
الكريم صلوات الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم والصالحين
في القرون المفضلة رحمهم الله لأجل ذلك كله أبين ما أره الحق
في منهج جماعة التبليغ والدعوة الذي كثر في أمر القائمين عليها القدح والمدح
والتأييد والتحذير والجمع والتأليف بل وكثر اللغط والقيل والقال والجدل العقيم
في كثير من المجالس مما يضر ولا ينفع
في زمن تكالب الأعداء على الأمة من كل مكان ليطفؤا نور الله بأفواههم والله
متم نوره ولو كره الكافرون ، فنعوذ بالله تعالى أن نكون من الذين يصدون عن
سبيل الله ويبغونها عوجا أو ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم
يحسنون صنعا ،.
مع علمي العلم اليقين أن الله سبحانه وتعالى يتولى عباده الصالحين ويدافع عن
عباده المؤمنين وأنه القادر على إعلاء أمر هذا الدين في أي زمان أو مكان بمن
شاء وكيفما شاء وإنما هذه إشارة وذكرى وتوضيح وبيان سائلا الله تعالى أن ينصر
دينه ويعلي كلمته ويحق الحق ويبطل الباطل ويمن علينا على المسلمين بالتوبة
النصوح والعمل الصالح وحمل هم تبليغ هذا الدين إلى العالمين.
وأبين ما ذهب إليه سماحة شيخنا الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وتلميذه
المبارك فضيلة شيخنا الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين رحمهما الله تعالى وأسكنهما
أعلى عليين ونفعنا بعلمهما وسيرتهما وسائر المسلمين ،لكونهما من أبرز العلماء
الربانيين ومن جدد الله بهم أمر هذا الدين وجعل لهم القبول في العالمين وقد
أوضحوا وأنصفوا في أمر هذه الجماعة وغيرها بالفتاوى المانعة الجامعة
والخطابات والردود والتثبت من حال القائمين عليها سواء من كان منهم في بلاد
الهند أو في المملكة العربية السعودية أو في بلاد المسلمين أو في أوروبا
وأميركا وغيرها.
وقدبذل سماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن باز رحمه الله جهدا مباركا مع المعارضين
لجماعة التبليغ ، والمنادين بإخراجها بصورة إجمالية من أهل السنة والجماعة،
وتحريم التعاون معها ، وكتب عدة فتاوى، وأجاب على عشرات الأسئلة، وكتب عدة
رسائل، وروجع في هذا الأمر مرات ومرات، وهو لا يتزحزح عن موقفه، ولا ينثني
عنه.. معلناً أن ذلك دين يدين الله تعالى به، وسنة يتبع بها سلفه وأستاذه
الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.. وأنه مستوثق من هذه الجماعة، وعليم بما هم
عليه، وأنه يشرع التعاون معهم في الخير، وينصح لهم فيما عندهم من النقص .
وإنني أسأل الأخوة الذين شنوا الغارة على هؤلاء الدعاة : هل كان هؤلاء العلماء
الأعلام الذين شهد لهم القاصي والداني بالعلم والزهد والحكمة ولا تأخذهم في
الله لومة لائم، هل كانوا كل هذه الأزمان المديدة يسألهم الناس فيلبسون عليهم
القول ويكتمون الحق حاشا لله أن يكونوا كذلك.
ولسنا ندعي لهم العصمة كما يدعيه أهل الأهواء بل هم علماء ربانيين أجتهدوا في
قول الحق وبيانه
فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر وحسبهم أنهم التمسوا الحق من مضانه
وبلغوا الجهد في طلبه فرحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير
الجزاء.
فهذا الشيخ / عبدالعزيز يرحمه الله يقول في خطاب من سماحته ردا على رسالة من
الشيخ /إبراهيم عبدالرحمن الحصين وعدد من طلبة العلم بالمدينة المنورة بتارخ
27/1/1407هـ:
فأخبركم أنني لا زلت على رأيي في الجماعة المذكورة فيما كتبته عنهم قديماً
وحديثاً من الكتابات الكثيرة، وما كتبه سلفي شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل
الشيخ قدس الله روحه ونور ضريحه، وما كتبه غيرنا من العلماء وأيده جلالة الملك
عبدالعزيز رحمـه الله وجلالة الملك فهد وفقه الله فيما كتبه إلي لأنهم قد نفع
الله بهم جمعاً غفيراً فالواجب شكرهم على عملهم وتشجيعهم وتنبيههم على ما قد
يخفى عليهم وذلك من باب التعاون على البر والتقوى والتناصح بين المسلمين.


وأنكر رحمه الله تعالى الرجوع عن رأيه في الجماعة بقوله:
أمَّا ما نسبه المعارضون لهم عني من الرجوع عن رأيي فيهم فهو كذب علي بل إني
نصحتهم ووبختهم على عملهم. وقلت لهم فيما قلت متمثلاً بقول الشاعر:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
وحرضتهم على كثرة الاجتماع بهم، والخروج معهم، وأوضحت لهم ما فيه من الفوائد،
وطلبت منهم أن يتهموا الرأي، وينظروا في العواقب وبينت لهم ما في شقاقهم
وخلافهم من الشر العظيم، وسوء العواقب في الدنيا والآخرة وأن ذلك من الشيطان..
أعاذنا الله منه ليصرف الناس عن الدعوة إلى الله، ويشغلهم عنها بفساد ذات
البين، وكثرة القيل والقال.. هذا ما أدين الله به وأعتقده
ويقول رحمه الله في خطاب بإملائه على رسالة في شأن الجماعة لفضيلة الشيخ /
يوسف بن عيسى الملاحي بتاريخ 7/8/1407هـ :
وهؤلاء الجماعة قد عرفناهم من دهر طويل واجتمعنا بهم غير مرة في مكة والمدينة
والرياض، وسرنا ما سمعنا منهم من النصح لله ولعباده ودعوة الناس إلى الخير إلى
إيثار الآخرة ، وعدم الركون إلى الدنيا والاشتغال بها عما أوجب الله عليهم من
الحق ، وقد سبقنا إلى تزكيتهم والثناء عليهم سماحة شيخنا الشيخ محمد بن
إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس القضاة في زمانه رحمه الله.
ويقول أيضاً: كما شهد عندي كثير من إخواننا الثقات الذين خالطوهم وسافروا معهم
إلى بلدان كثيرة بالصبر والنشاط في الدعوة إلى الله ، وتأثر الناس بهم وكثرة
من يهديه الله على أيديهم.
فالواجب على أهل العلم والإيمان والدعاة إلى الحق إنصافهم والتعاون معهم على
الخير ، وتنبيههم وغيرهم من الدعاة على ما قد يقع من الخطأ.
أ هـ كلام الشيخ رحمه الله .
ويقول رحمه الله في خطاب رد على رسالة بعث بها إليه الأستاذ/ عبدالسلام بن
محمد أمين السليماني يذكر فيها سفره إلى الباكستان لدراسة الطب وتعرفه على
جماعة التبليغ ودراسة أحوالهم ومعرفة محاسنهم ومساوئهم.
[وإننا بعد شكرنا لك على ما شرحت عنهم نفيدك بأنه قد تواتر لدينا من ثقات
مدرسي التوحيد في الجامعة الإسلامية بالمدينة وغيرهم ممن أختلط بهم وسافر معهم
من أهل نجد وغيرهم ، نحو مما ذكرت من اللين والاستجابة والصبر على الدعوة إلى
الله وتحمل المشاق في ذلك وكم هدى الله بهم من منحرف وأسلم على أيديهم من
كافر، وقد سبقنا إلى الثناء عليهم والوصية بهم خيرا سماحة شيخنا الشيخ/ محمد
بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس القضاة في زمانه رحمه الله.]

ويقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في إجابته على سؤال من
أسئلة لقاء الباب المفتوح:
الغالب أن كل المسائل يكون الناس فيها طرفين ووسطا من الناس من يثني على هؤلاء
كثيرا وينصح بالخروج معهم ، ومنهم من يحذر منهم كما يحذر من الأسد ، ومنهم
متوسط وأنا أرى أنّ الجماعة فيهم خير وفيهم دعوة ولهم تأثير لم ينله احد من
الدعاة ، تأثيرهم واضح كم من فاسق هداه الله؟ وكم من كافر آمن ؟ ثم طبعائهم
تواضع ، خلق ، إيثار ، ليس هو يوجد في الكثيرين ، ومن يقول أنهم ليس عندهم علم
حديث أو سلف أو ما أشبه ذلك ، هم أهل خير ولاشك.

فهذا طرف مما ذهب إليه هذين العالمين الربانيين رحمهما الله واسكنهما الفردوس
الأعلى في شأن هذه الجماعة وسأذكر فيما يأتي نصوص الفتاوى والخطابات والردود
سائلاً الله تبارك وتعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل
باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم مجردا من حظوظ
النفس والهوى وأن ينفعني به في الدنيا والآخرة وكل من قرأه واطلع عليه من
المسلمين .
كما أسأله جل وعلا أن يحفظ هذا البلاد المباركة المملكة العربية السعودية من
كل سوء وأن يديم عليها الأمن والإيمان والسلامة والإسلام وأن يوفق ولاة أمرها
وأهلها إلى ما فيه صلاح الدنيا والآخرة ومن أراد بها أو فيها شراً أو فسادا أن
يكفينا إياه بما شاء ويجعل كيده على نفسه وسهامه إلى صدره كائنا من كان وسائر
بلاد المسلمين ، وأن يوحد كلمة المسلمين ويكفيه شر التحزب والتشرذم والتنازع
انه على كل شئ قدير.
وأمّا ما يؤخذ على هذه الجماعة فأسأل الله أن يوفق أصحابها لأن يأخذوا
بتوجيهات العلماء الراسخين في العلم , ويقبلوا نصحهم في ذلك.
ومن ذمهم على الإطلاق فهو جاهل بحالهم ، ولا حجة في كلام من لم يعرف حقيقة
الأمر
ومن مدح كلَّ ما يوجد منهم حتى في القارة الهندية فهو أيضا مخطئ جاهل بأحوال
بعض الموجودين منهم هناك، نعم و لا نوافقهم على ما يفعلونه من تقديم بعض
الجهلة في الدعوة مع وجود من هو أعلم منهم و أحسن منهم أسلوبا يفعلون ذلك
أحيانا إما بقصد التدريب أو الترتيب ، ولا يعني وقوع هذا من بعضهم أن نذمهم
أو نبدعهم ، بل فيهم خير كثير وعندهم اجتهاد في هداية الخلق وحسن تعامل مع
المسلمين فاتقوا الله ولا تعمَّموا القول فيهم بالذم و أنتم تعلمون أن فيهم
فضلاء لم يعرف عنهم بدعة تخالف الكتاب والسنة وفيهم دعاة مجتهدون في نصح
المسلمين يغلب عليهم الخير والإتباع للكتاب والسنة، و قد يقع من بعضهم الخطأ
جهلا كما قد يوجد من بعضهم مخالفة لا يجوز إقرارهم عليها، و والله لقد عرفنا
منهم دعاة للخير محبين للسنن مبغضين للبدع .
وما من فرقة ولا طائفة من المسلمين نريد أن نعد لهم مخالفة أو بدعة في بعض
أتباعهم الجاهلين إلا ونجد ذلك.

وختاما أقول إن أصبت فبفضل الله وتوفيقه وإرشاده وتسديده وله الفضل المنة
أولاً وآخراً ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه برئيان ، هذا
والله أعلى وأعلم وأعز وأحكم وهو الهادي إلى سواء السبيل .

كتبهالفقير الى عفو مولاه / عبدالرحمن بن عبدالله بن علي في 17/11/1427هـ
المملكة العربية السعودية
خميس مشيط
eyydan1399_(at)_hotmail.com












موقف الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله من جماعة التبليغ
لقد صدع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بكلمة الحق في شأن جماعة
التبليغ ولم تأخذه في الله لومة لائم، وكتب عدة فتاوى، وأجاب على عشرات
الأسئلة، وكتب عدة رسائل، وروجع في هذا الأمر مرات ومرات، وهو لا يتزحزح عن
موقفه، ولا ينثني عنه.. معلناً أن ذلك دين يدين الله به، وسنة يتبع بها سلفه
وأستاذه الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.. وأنه مستوثق من هذه الجماعة، وعليم
بما هم عليه، وأنه يشرع التعاون معهم في الخير، وينصح لهم فيما عندهم من
مخالفة السنة..
وهذه نماذج من أقوال الشيخ وفتاواه ورسائله ودفاعه عن جماعة التبليغ:
1) كان الشيخ عبدالعزيز رحمه الله قد أصدر مجموعة من الفتاوى في هذه الجماعة،
فشك مجموعة ممن نحسبهم غيورين على الدين وعلى حماية جناب التوحيد والعقيدة
الصحيحة في نسبة هذه الفتاوى الى سماحة الشيخ ولعل عذرهم أنها لم تصل إليهم من
مصدرها الأصل، وزعم ءآخرون أن الشيخ تراجع عن موقفه في تأييد جماعة التبليغ،
والنصح لهم وللأسف إذا سألت بعضهم عن مصدر هذا الخبر قال سمعت الناس يقولون
ذلك ، وقد أجاب الشيخ رحمه الله بعد سؤاله هل تراجع عن فتاويه السابقة؟
فقال:
“فأخبركم أنني لا زلت على رأيي في الجماعة المذكورة فيما كتبته عنهم قديماً
وحديثاً من الكتابات الكثيرة، وما كتبه سلفي شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل
الشيخ قدس الله روحه ونور ضريحه، وما كتبه غيرنا من العلماء وأيّده جلالة
الملك عبدالعزيز رحمـه الله وجلالة الملك فهد وفقه الله فيما كتبه إليّ لأنهم
قد نفع الله بهم جمعاً غفيراً فالواجب شكرهم على عملهم وتشجيعهم وتنبيههم على
ما قد يخفى عليهم وذلك من باب التعاون على البر والتقوى والتناصح بين المسلمين
إلا أني أنصحهم وجميع المسلمين لا سيما الشباب أن لا يسافر منهم إلى بلاد
الكفار إلا أهل العلم والبصيرة لما في ذلك من الخطر العظيم على كل من ليس له
علم بالشريعة الإسلامية والعقيدة الصحيحة التي بعث الله بها نبيه محمداً صلى
الله عليه وسلم، ودرج عليها سلف الأمة أمَّا ما نسبه المعارضون لهم عني من
الرجوع عن رأيي فيهم فهو كذب علي بل إني نصحتهم ووبختهم على عملهم. وقلت لهم
فيما قلت متمثلاً بقول الشاعر:
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكموا من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
وحرضتهم على كثرة الاجتماع بهم، والخروج معهم، وأوضحت لهم ما فيه من الفوائد،
وطلبت منهم أن يتهموا الرأي، وينظروا في العواقب وبينت لهم ما في شقاقهم
وخلافهم من الشر العظيم، وسوء العواقب في الدنيا والآخرة وأن ذلك من الشيطان..
أعاذنا الله منه ليصرف الناس عن الدعوة إلى الله، ويشغلهم عنها بفساد ذات
البين، وكثرة القيل والقال.. هذا ما أدين الله به وأعتقده، وأسأل الله أن
يرينا الحق حقاً ويمنحنا الثبات عليه، والباطل باطلاً ويمن علينا اجتنابه، ولا
يجعله ملتبساً علينا فنضل أنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده
ورسوله الذي بعث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم
الدين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" (فتوى بتاريخ 27/1/1407هـ)
2) وقال أيضاً رحمه الله:
"الجماعات التي تدعو إلى الله كثيرة ومتنوعة، وقد سبق السؤال من بعض الإخوان
عن جماعة التبليغ، وهي جماعة من الهند والباكستان وغيرها يتجولون في بلدان
الدنيا في أوروبا، وأفريقيا، وأمريكا، وآسيا، وفي كل مكان، ولهم نشـاط في
الدعوة ونشاط في البلاغ، ولهذا سمو جماعة التبليغ، يبلغون الإسلام، ويبلغون
دعوة الله عز وجل، والناس فيهم بين قادح ومادح كما تقدم، فمنهم من جهل أمرهم
فذمهم، ومنهم من عرف أمرهم فمدحهم، وأثنى عليهم، ومنهم من توسط في ذلك، والذي
قلنا فيما تقدم هو الذي نقوله الآن ليسوا بكاملين، عندهم نقص وعندهم غلط، وعند
رؤسائهم القدامى بعض الأغلاط، وبعض البدع، ولكن هؤلاء الأخيرون في الأغلب ليس
عندهم شيء من ذلك، وإن كان عند رؤسائهم الأقدمين، لكن هؤلاء الذين يتجولون
الآن ينشدون توجيه الناس إلى الإسلام وترغيبهم في الآخرة، وتزهيدهم في الدنيا
وتشجيعهم على طاعة الله ورسوله، وقد تأثر بهم الجم الغفير يصحبهم الفساق
والعصاة، فيرجعون بعد ذلك عباداً أخياراً قد تأثروا بهذه الدعوة.
هذا هو الذي علمنا منهم، وقد صحبهم جم غفير من إخواننا، وعرفوا ذلك، وعندهم
بعض النقص، والجهل كما سبق وفيهم جهال يريدون الخير فإذا صحبهم أهل العلم
والبصيرة وأهل العقائد الطيبة نبهوهم على بعض الأغلاط وساعدوهم على الخير،
وصارت الدعوة أكثر نفعاً وأكمل بلاغـاً، أما ما صدر من اللجنة الدائمة لدينا
في الرئاسة منذ سنين فقد خفي عليهم بعض أمورهم فصدر في الفتوى شيء غير مناسب،
وليس العمل عليها بل العمل على ما ذكرنا آنفاً، وإن الواجب على أهل العلم هو
التعاون معهم على البر والتقوى وإصلاح ما قد يغلطون فيه، وهكذا غيرهم مثل
جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية في الباكستان والهند وغيرهما، كلهم
عنده نقص، والواجب التعاون على البر والتقوى والتعاون على ما ينفع المسلمين،
والنقص يجب على أهل العلم أن يتعاونوا على إزالته والتنبيه عليه حتى تكون
الدعوة من الإخوان جميعاً متقاربة ومتعاونة ومتساندة، حتى ينفع الله بهم
الجميع، فإذا اضطربت واختلفت أوجبت التنفير والشكوك والبلبلة فالواجب على كل
من لديه علم وغيرة إسلامية من أهل العلم أن يساعد في الخير وأن ينبه على الخطأ
من جماعة التبليغ ومن غير جماعة التبليغ، هذا هو الذي نعتقده في هذا كله في
جميع الجماعات، ما كان عندها من خطأ نبهت عليـه وبين لها خطؤها، وما كان من
صواب شكرت عليه، وشجعت على التزامه ونشره بين الناس حتى تستقيم الدعوة إلى
الله من جميع الجماعات الإسلامية، ونسأل الله التوفيق وصلاح النية والعمل إنه
ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه" (فتوى
بتاريخ 15/4/1407هـ)
3)خطاب من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله إلى أحد المشايخ
يوضح فيه الشيخ الحق في مكتوبه الذي أرسله إليه ينتقد فيه جماعة التبليغ :

التاريخ 12/08/1406هـ

من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ /
................. منحه الله البصيرة في الدين وشرح صدره لما يرضي رب العالمين
... آمين .

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. أما بعد :
فقد وصلني كتابك المؤرخ 26/07/1406هـ وفهمت ما تضمنه من النيل من جماعة
التبليغ واستنكارك لما كتبتُ بشأنهم , وما كتبه قبلي شيخنا العلامة الشيخ /
محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية قدس الله روحه ، ونور ضريحه من
الثناء عليهم ، ولقد ساءني كثيرا تنقصك وحطك من قدره بقولك " ابن إبراهيم " ,
وأن الأشخاص الذين أشرت إليهم يخالفونهم في الرأي فيهم .
ولقد عجبت مما ذكرت فأين يقع علم هؤلاء ورأيهم من علم شيخنا وبصيرته وبعد نظره
وسعة اطلاعه وتأنيه وحكمته ، ونحن بحمد الله على بصيرة من ديننا ونوازن بين
المصالح والمضار ونرجح ما تطمئن إليه قلوبنا ، وقد تأكدنا من أخبارهم ما
يطمئننا إلى الوقوف بجانبهم مع مناصحتهم فيما يحصل من بعضهم من النقص الذي هو
من لوازم البشر كلهم إلا من شاء الله .
ولو أن إخواننا من المشايخ وطلبة العلم الذين أشرت إليهم خالطوهم وشاركوهم في
الدعوة إلى الله ووجهوهم وكملوا ما يحصل منهم من النقص وأرشدوهم فيما يخطئون
فيه , لحصل بذلك خير كثير ونفع عظيم للإسلام والمسلمين .
أما النفرة منهم والتخلي عنهم والتحذير من مخالطتهم فهذا غلط كبير وضره أكبر
من نفعه.
فاتهم الرأي يا أخي واضرع إلى ربك أن يشرح صدرك لما هو أحب إليه والأنفع
لعباده وأن يهديك لما اختلف فيها من الحق بإذنه.
وأسأل الله أن يرينا وإياكم الحق حقا ويمن علينا بإتباعه، والباطل باطلا ويمن
علينا باجتنابه ولا يجعله ملتبسا علينا فنضل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
" تكميل " : أما ما نسبت إلى فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي من رجوعه عن الثناء
على الجماعة المذكورة وأنه يقول أنهم خرافيين ومبتدعة فقد أنكر ذلك واستغربه
جدا وأخبر أنه لازال على ما كتب عنهم لأنه كتبه عن مشاهدة ويقين وأنه يحيل كل
من سأله عنهم على ما كتبه في ذلك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء.








4) وهذه كذلك موعظة بليغة من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وجّهها لأحد طلبة
العلم الذي سعى بكل قوته أن يستصدر فتوى من الشيخ عبدالعزيز بن باز بتبديع
جماعة التبليغ، وقطع نشاطهم وإغلاق مساجد الله في وجوههم..
علماً أن هذا الطالب كان عاملاً معهم لمدة ثماني سنوات، ودافع عنهم يوم كان
معهم بكل ما أوتي من قوة، وكتب للشيخ ابن باز الرسائل الكثيرة في تزكيتهم، وحث
الشيخ على تأييدهــم، ثم بعد أن انقلب عليهم أراد من الشيخ عبدالعزيز بن باز
أن يفتي بتبديعهم ومنعهم فكتب له الشيخ موعظته البليغة هذه قائلاً:
"سلام عليكم ورحمة الله وبركاته..أما بعد،،
فقد وصلني كتابك المؤرخ (3/3/1408هـ) ومشفوعاته: كتابك لفضيلة الشيخ أبي بكر
الجزائري، وفضيلة الشيخ يوسف الملاحي، وما أرفقت بهما واطلعت عليها كلها، ولا
أكتمك سراً إذا قلت إني لم أرتح لها، ولم ينشرح لها صدري، لأن هذه الطريقة
التي سلكت لا تفيد الدعوة شيئاً لأنها تهدم ولا تبني وتفسد ولا تصلح وضرها
أقرب من نفعها، ولم يعد ضررها إلا على الدعوة وعلى إخوانك في الله من خيرة
المشايخ وطلبة العلم نشأوا على التوحيد والعقيدة الصحيحة علماً وتعليماً ودعوة
وإرشاداً، وقد استغلها من لا بصيرة له في مناصبتهم العداء، وتكفير بعضهم لهم،
واستباحة بعضهم لدمائهم والعياذ بالله مع الوشاية بهم، واستعداء المسؤولين
عليهم، وتهويل أمرهم عندهم، وتخويفهم منهم، ورميهم بالعظائم، وإلصاق التهم بهم
مما هم برءاء منه حتى حصل على الدعوة والدعاة من الضرر ما الله به عليم.
أما ما أقمتم الدنيا وأقعدتموها من أجلهم فينطبق عليكم قول الشاعر:
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل وناطح صخرة يوماً ليوهنها
لكونهم بمنأى عنكم في بلادهم سائرين في دعوتهم في حماية من دولتهم لاحترامها
لهم لأنك ذكرت في بعض كتاباتك لنا أن رئيس الحكومة يحضر اجتماعاتهم، ويشجعهم
كما َذكَرَ لنا هذه الأيام بعض أبنائنا المتخرجين من كلية الشريعة بالجامعة
الإسلامية ممن شاركهم في الدعوة سنين طويلة أن مركزهم في راولبندي مفتوح 24
ساعة، وجماعات تخرج في سبيل الله، وجماعات ترجع فما دام الأمر هكذا فلن تخضعهم
كتاباتك، وكتابات أمثالك المشتملة على الفظاظة والغلظة، والسب والشتم، بل إن
هذه الكتابات ستكون سبباً في نفرتهم من الحق، وبعدهم عنه لقول الله سبحانه
لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه: {فبما رحمة من
الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}.. وقول النبي صلى الله
عليه وسلم: [إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، وإن الرفق لا يكون في شيء
إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على
العنف، ولا على ما سواه] والله سبحانه وتعالى نهى عن سب الكفار إذا كان يفضي
إلى سب الله، فكيف بسب المسلمـين إذا كان يفضي إلى تنفيرهم من الحق وبعدهم
عنه، وعن الداعين إليه، فالواجب أن تسعوا في الإصلاح لا في الإفساد، وأن
تخالطوهم وتنبهوهم على ما قد يقع من بعضهـم من الخطأ بالرفق واللين، لا بالعنف
والقسوة.. أما تشديدك في إنكار البيعة على التوبة فقد اقترحت على قادتهم لما
اجتمعت بهم في موسم الحج الماضي بمكة، وحصل بيني وبينهم من التفاهم ما نرجو
فيه الفائدة أن يكون عهد بدل بيعه فقبلوا ذلك، ولعلهم تعلقوا بما قرره شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جزء 28 من صفحة 21 من الفتاوى من عدم إنكار
ذلك.
وكذلك تشديدك النكير عليهم في إبقائهم أحد الدعاة في المسجد للدعاء لهم ولعل
قصدهم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حين بقي في العريش يوم بدر مع
الصديق يناشد ربه النصر حتى سقط رداؤه عن منكبيه فرده الصديق، وقال يا رسول
الله بعض مناشدتك ربك فإن الله منجز لك ما وعدك، ولا يوجب هذا العمل هذا
التشنيع الفظيع هدانا الله وإياك، وقد تمنيت أنك قبلت نصيحتي المتكررة لك، وما
أشرت به عليك سابقاً ولاحقاً في كتبي المرفق بعضها، مع بعض صور مما صدر منك في
الموضوع لأني كتبتها عن بصيرة وتأنٍّ ونظر في العواقب، وموازنة بين جلب
المصالح، ودفع المضار، وخبرة تامة بهم لتكرر اجتماعي بهم في مكة والمدينة
والرياض مع ما استفدته من ثقات المشايخ الذين سافروا إليهم وحضروا اجتماعاتهم
واطلعوا عليها عن كثب وأعجبوا بها، وكنت نصحتك بما نصحت له محمود استنبولي لما
تهجم عليهم على غير بصيرة كحال أكثر من شن عليهم الغارة في هذا الوقت بدافع
الجهل والهوى نعوذ بالله من ذلك وقد قلت في رسالتك المذكورة لمحمود: (وصلتني
رسالة منك حول جماعة التبليغ ويؤسفني أن ينهـج أحد الدعاة إلى الله هذا المنهج
المخالف لشرع الله في سب أقرانه في الدعوة إلى الله وشتمهم وتضليلهم واتهامهم
بتنفيذ مخططات أعداء الله في الكيد للإسلام والمسلمين، كل ما في الأمـر أن
جماعة التبليغ نهجت في الدعوة إلى الله منهجاً أخطأت -فيما نرى- في بعض جوانب
منه ونرى من الواجب أن ننبههم على هذا الخطأ، كما نرى من الواجب الاعتراف بما
في منهجهم من صواب وليت أخي يخرج معهم ليتعلم منهم اللين بدل القسوة والدعاء
للمسلمين بدل الدعاء عليهم والجدل بالتي هي أحسن بدل الجهر بالسوء وكلنا محتاج
لتفقد نفسه وتصحيح منهجه والرجوع إلى الله وإلى سنة رسوله في طاعة الله
والدعوة إليه).
انتهى كتابك بحروفه، وقد كتبته بعد اختلافك معهم في الرأي، ولكن الله أنطقك
بالحق فالحمد لله على ذلك، وإليك رسالتك المذكورة مع شكرنا لك عليها برفقه.
وربما اغتر بكتاباتك القاسية -ثقة بك- من لم يخالطهم في عمره، ولم يخرج معهم،
ولم يعرف عنهم شيئاً إلا من كلامك فيكون عليك وزرك، ومثل أوزار من انخدع بما
كتبت إلى يوم القيامة. فاتهم الرأي يا بني واعلم أن الله عند لسان كل قائل،
وقلبه، وأن الله سيحاسب الإنسان عما يلفظ به أو يعمله، والجأ إلى ربك، واضرع
إليه أن لا يجعلك سبباً في الصد عن سبيله وأذية المسلمين، وأسأل الله عز وجل
أن يشرح صدرك لما هو الأحب إليه من نفع لعباده وأن يختم لي ولك بالخاتمة
الحسنة إنه جواد كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"


5) خطاب من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى عبدالعزيز بن يوسف
بهزاد

التاريخ 25/02/1408 هـ

من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ / عبدالعزيز
بن يوسف بهزاد زاده الله من العلم والإيمان وجعله مباركا أينما كان ... آمين
.

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. أما بعد :

فقد وصلني كتابك المؤرخ 11/02/1407هـ وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق ، وأحطت
علما بما تضمنه من الأخبار السارة عن خروجكم أنتم و الوالد والأخ محمود مع
جماعة الدعوة وأنكم منذ خرجتم من الجامعة الإسلامية بالمدينة عام 1393هـ وأنتم
تخرجون معهم في كل إجازة وتتجولون في أنحاء العالم : في الباكستان والهند
ولندن والبرازيل وسيلان وأمريكا والإمارات وغيرها . وأن جماعة من الإخوان
ذهبوا إلى الصين مدة أربعين يوما , وجماعة أخرى ذهبت إلى روسيا مدة أربعة أشهر
, وأن مركز الدعوة في "رايوند" مفتوح أربع وعشرين ساعة وجماعات تخرج وجماعات
تأتي متحملين في ذلك المشاق محتسبين الأجر على الله , وأن الله قد نفع بذلك
وحصل به خير كثير ، وأن هذا كله بتوفيق الله ثم بالتعاون بين الجميع .



ولقد سرني كثيرا ما ذكرتم وحمدت الله على ذلك وأسأل الله للجميع التوفيق
والسداد وأن نكون جميعا من الهداة المهتدين الداعين إلى الله على بصيرة .

وإني بهذه المناسبة أوصيك أنت و الوالد والأخ محمود بالإستمرار في الخروج مع
الجماعة للدعوة إلى الله كلما سنحت لكم الفرصة , وأن تجتهدوا في إرشاد من
تخرجون إليهم إلى العقيدة الصحيحة وتوصوا إخوانكم الدعاة بذلك ، وأن تحرضوا
إخوانكم طلبة العلم على الخروج معهم ومشاركتهم في أعمالهم ونشاطهم وتنبيههم
على ما قد يقع من بعضهم من الخطأ بالرفق واللين كما هي طريقة الرسل عليهم
الصلاة والسلام وأتباعهم ، جعلنا الله وإياكم ممن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
.

أما ما أشرتم إليه من رغبتكم بتزويدكم بما صدر أخيرا من الكتابات في موضوع
الجماعة المذكورة فإليكم برفقته جملة مما طلبتم , ومنه رسالة كتبها فضيلة
الشيخ أبو بكر الجزائري ورسالة كتبها فضيلة الشيخ يوسف الملاحي ذكرا فيها ما
للجماعة وما عليها .

ونسأل الله أن ينفع الجميع وأرجو إبلاغ السلام للوالد والأخ محمود وخواص
المشايخ والإخوان كما هو لكم من المشايخ والإخوان .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

الرئيس العام

لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
6) وسئل سماحته رحمه الله عن جماعة التبليغ وهل طريقتهم صحيحه وهل هناك مانع
من مشاركتهم فيما يقومون به من الدعوه والخروج معهم :
الرقم 1155/خ التاريخ 5/9/1399 هـ
من عبدالعزيز بن باز إلى حضرة الأخ المكرم عوض بن عوض القحطاني زاده الله من
العلم والإيمان وجعله مباركا أينما كان آمين
سلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أما بعد/ فقد وصلني كتابك الكريم وفهمت ماشرحتم فيه وما تضمنه من السؤال عن
جماعة التبليغ وهل طريقتهم صحيحه وهل هناك مانع من مشاركتهم فيما يقومون به من
الدعوه والخروج معهم ...إلى آخره.
والجواب/قد اختلف الناس فيما ينقلون عنهم فمن مادح وقادح ولكننا تحققنا عنهم
من كثير من إخواننا الثقات من أهل نجد وغيرهم الذين صحبوهم في رحلات كثيره
وسافروا اليهم في الهند والباكستان فلم يذكروا شيئا يخل بالشرع المطهر او يمنع
من الخروج معهم ومشاركتهم في الدعوه .وقد راينا كثيرا ممن صحبهم وخرج معهم قد
تاثر بهم وحسنت حاله كثيرا في دينه وأخلاقه ورغبته في الاخره .فعلى هذا لا ارى
مانعا من الخروج معهم ومشاركتهم في الدعوه إلى الله بل ينبغي لاهل العلم
والبصيره والعقيده الطيبه ان يشاركوهم في ذلك وان يكملوا ماقد يقع من بعضهم من
نقص لما في سيرتهم وأعمالهم من التأثير العجيب على من صحبهم من المعروفين
بالانحراف أو الفسق . واليكم برفقه صوره من كتاب كتبه شيخنا الشيخ محمد بن
إبراهيم آل الشيخ رحمه الله يثني عليهم فيه ويشجع على مساعدتهم في الدعوه وعدم
منعهم وذكر فيه أن مهمتهم العظه في المساجد والارشاد والحث على التوحيد وحسن
المعتقد والحث على العمل بالكتاب والسنه مع التحذير من البدع والخرافات الى
اخر ما ذكر في كتابه المشفوع بهذا,.
وتجدون أيضا برفقه نسخه من تقرير كتبه بعض إخواننا الثقات عنهم وهو فضيلة عميد
كلية الحديث والدراسات الاسلاميه بالجامعه الاسلاميه بالمدينه المنوره الشيخ
محمد أمان على حين ابتعثته الجامعه الاسلاميه بالمدينه المنوره في العام
الماضي هو وفضيلة الشيخ عبدالكريم مراد الأستاذ بالجامعه الاسلاميه وهو معروف
لدينا بحسن المعتقد ويجيد لغتهم مع اللغه العربيه لحضور مؤتمرهم السنوي الذي
يقام في الباكستان كل سنه . وخلاصة التقرير الثناء عليهم والدعوه الى مشاركتهم
في دعوتهم واجتماعاتهم واستمرار الصله بهم ,,.
واسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه وان ينفع بهم وبامثالهم المسلمين انه
سميع قريب . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الرئيس العام لإدارات البحوث العلميه والإفتاء والدعوة والارشاد )) انتهى
كلامه - رحمه الله

7) بيان من سماحته رحمه الله بمشروعية الخروج معهم وأن ذلك لبس من السياحة
المذمومة:
وقد أرسل إليه أحد المسؤولين يستشيره في قطع راتب أحد الأخوة لكونه يخرج مع
أهل التبليغ فنهاه الشيخ - رحمه الله – عن قطع راتبه بخطابه رقم 889/خ وتاريخ
10/10/ 1403 ومن ضمنه :
(( لأن خروجه معهم ليس من السياحه المذمومه في شيء لكونهم يقومون بالتجول
للدعوه إلى الله عزوجل في المدن والقرى ويتصلون بكبار الناس وعامتهم
واجتماعاتهم في بنغلادش وغيرها يحضرها كبار الناس وصغارهم حسب ما أفادنا به
الثقات من المشايخ ممن أرسلنا لحضور اجتماعهم في بنغلاديش في عام مضى ))
- انتهى كلامه رحمه الله -

8) فتوى صدرت من مكتب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في
24/5/1416هـ. ونصها موجود بموقع الشيخ على شبكة المعلومات:
س . فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: نحن سكان في البادية منا من هو مستقر في هجرة ومنا من هو يتبع حلاله،
ويأتينا جماعة الدعوة للتبليغ منهم من نعرفه شخصيا ونثق بصدق نيته إلا أنهم
ليسوا علماء ومنهم علماء ويدعوننا للخروج للهجر التي حولنا ويحددون لذلك أيام
وأسابيع وأشهر مع ملاحظتنا أن حلق الذكر التي تعمل عندنا ليس عليها أي اشتباه
هل يجوز الاستماع لهم أو الخروج معهم للهجر المجاورة أو خارج المملكة؟ نرجو من
فضيلتكم التوضيح عن ذلك والكتابة لي لكوني مرسول من جماعتي ولا يقتنعون إلا
بخطاب من فضيلتكم جزاكم الله عنا وعن كافة المسلمين خير الجزاء.
مقدمه / ف . ص . د
فأجاب رحمه الله بما يلي:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بعده :
إذا كان المذكورون معروفين بالعقيدة الطيبة والعلم والفضل وحسن السيرة فلا بأس
بالتعاون معهم في الدعوة إلى الله سبحانه والتعليم والنصيحة لقول الله عز وجل
: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وقول النبي صلى الله عليه وسلم :
من دل على خير فله مثل أجر فاعله وفق الله الجميع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مفتـي عـام المملكة

عبد العزيـز بن عبـد الله بن باز

موقف العلامة فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من جماعة التبليغ
وثناءه عليهم والحث على خروج طلبة العلم معهم وجواز خروج العامّة معهم:
س (20 ) اللقاء العاشر من لقاءت الباب المفتوح في أول خميس من شهر جمادى
الأولى عام 1413هـ:
فضيلة الشيخ المسألة وما فيها جماعة الدعوة الذين يخرجون ثلاث أيام هم جماعة
التبليغ والدعوة المهم يا شيخ أنا بدأت الالتزام قريبا ، ومضطرب في هذا الأمر
فيه بعض الشباب من الأخوان في عفيف يقول : لا تمشي لا تتبع الجماعة هذه ، ما
أدري ، وفيه بعض العلماء في المدينة لا أذكر اسم هذا العالم قال : نصحني
بالخروج معها ، فما رأي فضيلتكم في ذلك ؟
الجواب : الغالب أن كل المسائل يكون الناس فيها طرفين ووسطا من الناس من يثني
على هؤلاء كثيرا وينصح بالخروج معهم ، ومنهم من يحذر منهم كما يحذر من الأسد ،
ومنهم متوسط وأنا أرى أنّ الجماعة فيهم خير وفيهم دعوة ولهم تأثير لم ينله احد
من الدعاة ، تأثيرهم واضح كم من فاسق هداه الله؟ وكم من كافر آمن ؟ ثم طبائعهم
تواضع ، خلق ، إيثار ، ليس هو يوجد في الكثيرين ، ومن يقول أنهم ليس عندهم علم
حديث أو سلف أو ما أشبه ذلك ، هم أهل خير ولاشك ، لكني أرى أن الذين يوجدون في
المملكة لا يذهبون إلى باكستان وغيرها من البلاد الأخرى ، لأننا لا ندري عن
عقائد أولئك ولا ندري عن مناهجهم ، لكن المنهج الذي عليه أصحابنا هنا في
المملكة منهج لا غبار عليه ،وليس فيه شيء ، وأما تقيد الدعوة بثلاث أيام أو
أربعة أيام أو شهرين أو أربعة اشهر أو ستة أو سنتين فهذه ما لها وجه ، ولكنهم
هم يرون أن هذا من باب التنظيم ، وانه إذا خرج ثلاثة أيام وعرف انه مقيد بهذا
الأيام الثلاثة استقام وعزف عن الدنيا ، فهذه مسالة تنظيمية ما هي بشرع ، ما
هي عبادة ، فأرى بارك الله فيك إن كان لك اتجاه لطلب العلم أفضل لك ، لان طلب
العلم فيه خير ، والناس الآن محتاجون لعلماء أهل سنة راسخين في العلم ، وان
كان ما عندك قدرة على طلب العلم وخرجت معهم لأجل أن تصفي نفسك فهذا لا بأس به
، وفيه كثيرون هداهم الله عز وجل على أيديهم 0




وسئل رحمه الله عن التوجيه الصحيح في معاملة طلبة العلم لأهل المعاصي
واختلافهم في ذلك فأجاب ثم أثنى على جماعة التبليغ قائلاً:
(( وما أشد تأثير جماعة أهل الدعوة الذين يسمون أنفسهم أهل الدعوة والتبليغ
كم من فاسق اهتدى فأطاع وكم من كافر اهتدى فأسلم على أيديهم لأنهم وسعوا الناس
بحسن الأخلاق ، فلذلك نحن نسأل الله أن يجعل إخواننا الذين أعطاهم الله من
العلم أن يطعمهم من أخلاق هؤلاء حتى ينفعوا الناس أكثر وإن كان يؤخذ على جماعة
التبليغ ما يؤخذ لكنهم في حسن الخلق والتأثير بسبب أخلاقهم لا أحد ينكر فضلهم
.
وقد رأيت كتاباً للشيخ عبدالعزيز بن باز - حفظه الله - وجهه إلى شخص كتب إليه
ينتقد هؤلاء الجماعه فقال في جملة رده:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمو من اللوم أوسدوا المكان الذي سدوا)) انتهى
كلامه
من كتاب / العلم ص ( 104) ط (1) دار الثريا (1417هـ).

من فتاوى اللجنة الدائمة (السؤال الأول من الفتوى رقم 7122 )
في هذا الزمان عديد من الجماعات والتفريعات وكل منها يدعي الانضواء تحت الفرقة
الناجية ولا ندري أيهما على حق فنتبعه ونرجو من سيادتكم ان تدلونا على أفضل
هذه الجماعات وأخيرها فنتبع الحق فيها مع إبراز الادلة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .... وبعد :
كل هذه الجماعات تدخل في الفرقة الناجية إلا من أتى منهم بمكفر يخرج عن أصل
الإيمان ، لكنهم تتفاوت درجاتهم قوة وضعفاً بقدر إصابتهم للحق وعملهم به
وخطئهم في فهم الأدلة والعمل ، فأهداهم أسعدهم بالدليل فهما للحق وعملا ،
فأعرف وجهات نظرهم ، وكن مع أتبعهم للحق وألزمهم له ، ولا تبخس الآخرين اخوتهم
في الإسلام فترد عليهم ما أصابوا فيه من الحق بل اتبع الحق حيثما كان ولو ظهر
على لسان من يخالفك في بعض المسائل ، فالحق رائد المؤمن وقوة الدليل من الكتاب
والسنة هي الفيصل بين الحق والباطل .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو / عبدالله بن قعود عضو / عبدالله بن غديان
عضو / عبد الرزاق عفيفي

الرئيس العام /
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز





وقبل الختام
أمور مهمة نخلص إليها :
1)لا يخفى على ذي هم في الدعوة إلى الله تعالى أن لدى مؤسسي هذه الجماعة
القدماء أخطاء وأغلاط لا يقرون عليها وقد وضحها كثير من العلماء الأجلاء وبفضل
الله اضمحلت والحق أحق أن يتبع فهذا الشيخ/ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
يقول:
والذي قلنا فيما تقدم هو الذي نقوله الآن ليسوا بكاملين، عندهم نقص وعندهم
غلط، وعند رؤسائهم القدامى بعض الأغلاط، وبعض البدع، ولكن هؤلاء الأخيرون في
الأغلب ليس عندهم شيء من ذلك . أهـ
وعلى العلماء وطلبة العلم أن يعلموا أن كثير من هذه الأغلاط قد ذابت واضمحلت
بفضل الله ثم بمناصحة العلماء وإنكارهم وبيانهم بل وخروج كثير من طلبة العلم
الثقات معهم والتصحيح في الميدان الدعوي وان الذين في بلاد الخليج والمملكة
عقيدتهم سليمة ومنهجهم لاغبار عليه ولا ننكر انه قد يوجد هناك أخطاء فردية أو
جماعية يمكن تغييرها والنصح فيها.
2-ليحذر الأخوان في جماعة التبليغ أو غيرهم من الوسائل الدعوية من تقديس
الأشخاص والغلو فيهم.
3- الرجوع إلى الحق إذا اتضح وعدم التعصب للآراء الحذر من الانتماء الحزبي
التعصبي ورؤية النفس.
4- مناصحة المنتمين لهذه الجماعة في الهند والباكستان بترك كتاب تبليغي نصاب
إن كان لازال عندهم وما ورد فيه من الأخطاء العقدية وكذلك أمثاله من الكتب
ككتب محمد زكريا وغيره واستبدال ذلك بكتب السلف المترجمة للغتهم.
5- على العلماء وطلبة العلم التعاون مع هؤلاء على الحق ومناصحتهم فيما لديهم
من نقص بالتي هي أحسن وبالرفق واللين وعدم التجريح والعداء والتأليب وكلام
الشيخين سابقاً واضح وجلي لأولي الأبصار.
6) أن هؤلاء القوم مجتهدون ومضحون في الدعوة إلى الله تعالى في زمن تقاعس كثير
من الأمة بل ممن نالوا الشهادات العليا في العلم والتعلم بل وشغل البعض والله
بسبهم والوقيعة فيهم بل وصدهم عما هم فيه من الخير بل للأسف الشديد البعض يحذر
ممن اهتدى على أيديهم وترك المعاصي والفجور أن يبتعد عنهم ويتركهم حتى اذا
استجاب لذلك تركه للشطان والهوى وسابق عهده وصحبته فلا هو بالذي تركه مع
الصالحين ولا بالذي حافظ عليه إذ زعم نصحه فلنتقي الله في إخواننا ولانكن ممن
صد عن سبيل ربه عالما بذلك أو جاهلا ولنعلم أن غداً الملتقى والقاضي رب
العالمين وأحكم الحاكمين وكما قال سماحة الشيخ /عبدالعزيز بن باز رحمه الله في
رسالة ذكرتها في أول الرسالة:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكموا من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا






وخاتمة القول ختم الله لي ولكم بالحسنى
أنه ينبغي على كل مسلم كل بحسبه القيام بأمر الدعوة إلى الله وأن يجعلها أكبر
همه وغاية رغبته وأغلى وأعلى مناه فالأمة الإسلامية هي أمة نيابة في تبليغ هذا
الدين في مشارق الأرض ومغاربه وكما قال الله تبارك وتعالى عنها ( كنتم خير أمة
أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) الآية
كيف لا والواقع مرير في بلاد المسلمين فضلا عن غيرهم حيث الانكباب الشديد على
الشهوات وانتشار الشبهات وكثرة الصد عن سبيل الله بل وكثرة الردة عن سبيل الله
فكم من بلاد كان المسلمون فيه أكثرية وهم الآن أقلية بل منهم من لا يعرف من
الإسلام إلا اسمه والأعداء قد أجلبوا بخيلهم ورجلهم على المسلمين ليردوهم عن
دينهم ويمسخوهم من فطرتهم فلا والله لا يستقيم الأمر ولا يصلح حال ءآخر هذه
الأمة إلا بما صلح به أولها بالإخلاص والفداء والتضحية والهم والإتباع لما كان
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، وما أشد الحاجة إلى حقيقة
العلم لا صورته فحسب والى الإيمان قبل القرآن والى معرفة الآمر الملك الحق
سبحانه وتعالى وتعظيمه وإجلاله وتوقيره وامتلاء القلوب من هيبته وجلاله لتسهل
علنا أوامر وتنساق أنفسنا إلى رضاه .
فهبوا يا أبناء الإسلام إلى مجدكم وعزكم وانفروا في سبيل الله خفافا وثقالا
ودعوا الخلود الى الأرض فقد مقت الله من كان ذلك وصفه وحاله وأعيدوا الناس إلى
توحيد ربهم وعبادته ذُلا وحبا وخوفا ورجاءً لتشرق شمس الإسلام إشراقاً يملأ
حنايا الكون مجداً وعزاً وشرفاً وسعادة وهناءً ويحيا العالم حياة طيبة في ظل
دوحة الإسلام الذي طالما بَعُدَ كثير من المنتسبين إليه عن صراطه المستقيم
وركبوا طرق الحيرة والضياع .
ولقد ءآن الأوان لنبذ طرق التحزب والتشرذم والتنازع والتعصب للآراء والرجال
والاتجاه الجاد نحو الجماعة المسلمة المؤمنة الحاملة للواء الحق والهدى لاغل
ولا حقد ولا حسد ولا بغي ولا تدابر ولا تنابز شريطة الاتفاق التام على الأصول
والثوابت التي جاء بها الكتاب والسنة وأن يصحح كل غيور ما عنده من نقص وحاشا
أهل الحق أن يصروا على الضلال والغواية وهم يعلمون بل إن من أعظم دلائل الصدق
في الدعوة إتهام الرأي والافتقار إلى الله تبارك وتعالى فلطالما أعلنها أئمة
الهدى والتابعون بإحسان إذا خالف قولي الكتاب والسنة فاضربوا به عرض الحائط
وكما قال الإمام مالك رحمه الله: كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر
وأشار الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وما في معنى هذا كثير
والحذر كل الحذر من تحقيق ما يسر أعداء الإسلام من إشغال الألسنة والأقلام في
التراشق بالتضليل والتبديع والتفسيق والتكفير للمسلمين والمبني على الظنون
والتخرصات وقيل وقال إلا ما كان فيه التثبت والتبين بشاهد كالشمس في رابعة
النهار ولايسع أهل الحق السكوت عنه أو مداهنة أصحابه فإن تأخير البيان عن وقت
الحاجة أمر محرم شرعا .
وعلى الجميع الرفق واللين والشفقة على الخلق في مناصحة الناس ودعوتهم وتصحيح
أخطاءهم وتحقيق قاعدة الحكمة والموعظة الحسنة والجدل بالتي هي أحسن كما قال
الله تبارك وتعالى :( ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم
بالتي هي أحسن)
وعلى من يتصدر لدعوة الخلق إلى الحق من جماعة التبليغ أو غيرهم ممن يحمل هم
الدعوة أن يصغي ويُرعي سمعه لصوت العلماء الربانيين والدعاة المخلصين الذين
شابت لحاهم وذهبت سنون أعمارهم في طلب العلم والتعليم والفتيا والدعوة ونصرة
الحق وشهد لهم القاصي والداني بما من الله عليهم من بسطة في العلم ورجاحة في
العقل وسعة في الفهم وحكمة في الرأي وثبات على الصراط المستقيم والنصيحة لله
تعالى ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم وأن يدعو لهم ويزورهم طالبا
للعلم مستفتياً عما أشكل عليه من الأمور وأن يكون مجلاً وموقرا لهم غير متعالم
بين أيديهم كما هو حال أهل الإيمان في سائر الأزمان .
ثم أنني أعيد وأؤكد على خطورة الغلو في الأشخاص أو ربط الحق بأشخاصهم وكأن
كلامهم وحي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ورضي الله عن ابن عباس لما
سئل في مسأله فأفتى بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : لكنّ أبا بكر
يقول كذا وعمر يقول كذا !! فغضب وقال ( يوشك أن تنزل بكم حجارة من السماء أقول
لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر !!...) هذا في
حق أبي بكر وعمر فكيف بمن جاء بعدهما ؟!
وقال الحميدي: "كنا عند الشافعي رحمه الله فأتاه رجل، فسأله في مسألة؟ فقال:
قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال رجل للشافعي: ما تقول
أنت؟! فقال: سبحان الله! أتراني في كنيسة! أتراني في بيعة! أترى على وسطي
زنارا ؟! أقول لك: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: ما تقول
أنت؟!"
وقال شيخ الإسلام :( وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته ، ويوالي
ويعادي عليها ، غير النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولا يَنصِّب لهم كلاماً
يوالي عليه ويعادي ، غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة . بل هذا من
فعل أهل البدع الذين ينصّبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة ،
يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون ).
أن الأمة مدعوة إلى القيام بأمر الدعوة العام والمتعلم والأميّ والشاب اليافع
والرجل المكتمل والعجوز الكبير رجل كان أو امرأة كل حسب علمه واستطاعته وبكل
وسيلة مشروعة لا تتعارض مع الكتاب والسنة وليعلم أن أمر الدعوة أعم من العلم
ومن يمنع الناس من الدعوة حتى يحفظوا القرآن كاملاً والمتون العلمية ويحيطوا
بالصحاح والسنن والمسانيد ويجيدوا أصول الفقه ويلازموا العلماء كذا وكذا من
السنين فقد طلب شططا وليس مرادي التقليل من شأن العلم معاذ الله فهو القائد
والدليل بل مرادي أن الدعوة أقل نصابها كما جاء عن الرسول الكريم صلى الله
عليه وسلم( وبلغوا عني ولو ءآية) فلم الحصر والتقييد والتضييق .
كما يجب أن يفهم القارئ الكريم لهذه الرسالة أن هناك فرق بين علم الفضائل وعلم
المسائل
وقد يعترض معترض فيقول من أين أتيت بهذا التقسيم فأقول له هل يصح أن يتصدر من
هب ودب للفتيا في المسائل العظام التي تحتاج إلى طول بحث ونظر ورسوخ في العلم
وهل يسع مسلم صحيح الإسلام أن يسكت عن مناصحة تارك الصلاة أو عاق الوالدين أو
شارب الخمر أو أي منكر يراه ، فان ذلك مما يعلم قبحه بالضرورة ولا يسع مسلم
جهله كل حسب استطاعته بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهل من يحث الناس على توحيد
الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له وتعظيمه وإجلاله وتعلق القلوب به دون
غيره وقيام الليل وصيام التطوع والزيارة في الله وعيادة المريض وتشييع
الجنائز وحسن الخلق وبر الوالدين هل ينتظر حتى ينال شهادة الدكتوراه أو يتأهل
للفتيا والاجتهاد حاشا لله ، وأقول لو نظرنا في مجتمع أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم ورضي الله عنهم فان من يحفظ القرآن كاملا يعدون على الأصابع
وكذلك من يفتي ومن يقرأ ويكتب كذلك فهم الأمة الأميّة كما قال الرسول صلى الله
عليه وسلم لكنهم جميعا وبلا استثناء قائمون بشأن الدعوة إلى الله تعالى ونشر
دين الله تعالى على بصيرة بأمانة وقوة وكل منهم يضرب بسهمه في الجهاد في سبيل
الله حماية لدين الله تعالى علماً وتعليماً وخدمة للمسلمين ونصرتهم واجتهاداً
في العبادات ، وقد نذروا نفوسهم وأوقاتهم وأموالهم في سبيل الله تعالى هينة
رخيصة رضي الله عنهم وأرضاهم ، علما أن سبيل الله إذا قيد دل على الجهاد في
سبيل الله بقتال الأعداء وإذا أطلق دل على الجهاد وكل وسيلة توصل العباد إلى
الله تعالى من علم أو دعوة أو غير ذلك والنصوص في ذلك كثيرة .
واعلموا إخواني في الله أن:
السعادة كل السعادة في أن يكون الله ورسوله أحب إليه من ولده ووالده وماله
ونفسه. والسعادة كل السعادة في أن يكون الإنسان داعيا إلى الله سبحانه وتعالى
, مشمرا, ومضحيا من اجل إصلاح نفسه وإنقاذها من النار أولاً ثم دعوة الخلق الى
الحق والسعي في إخراجهم من الظلمات إلى النور ودلالتهم الى صراط مستقيم صراط
الله العظيم .السعادة كل السعادة في مناجاة الله في الثلث الأخير من الليل
السعادة كل السعادة في أن تمسح على رأس يتيم , وأن تصل رحمك, وأن تطعم الطعام
وتفشي السلام وتصلي بالليل والناس نيام, السعادة كل السعادة في أن تبر والديك
, وأن تحسن لأقاربك وأن تحسن لجارك , وأن تتبسم في وجه أخيك وأن تتصدق بيمينك
حتى لاتعلم بها شمالك.. هذه السعادة في الدنيا فكيف بسعادة الآخرة.. ووالله لو
أخلصنا النية والعزم لله سبحانه وتعالى واجتهدنا من أجل إيصال هذا الدين لوصل
للعالم كله, ولكننا تقاعسنا وجبُنَّا في دعوة الناس لدين الله.. إن ترك الدعوة
إلى الله من اخطر الأمور التي ينتج عنها ذل ومهانة وبعد عن الله.. أين؟ (كنتم
خير امة أخرجت للناس) أين؟ (ومن أحسن قولاً دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني
من المسلمين) أين؟ (بلغوا عني ولو آية) ماذا سنقول لربنا غدا.. لو سألنا عن
تقصيرنا في الدعوة إلى الله?... نقول شغلتنا أموالنا وأهلونا?.. نقول
شغلتناشهواتنا , نقول شغلتنا سجائرنا وشيشنا.. نقول شغلتنا ملاهينا وزوجاتنا
وسفراتنا للترفيه.. ماذا سنقول والعالم يا إخواني ينتظرنا وخاصة في هذه الظروف
الحرجة التي يمر بها العالم.. جعلني الله وإياكم ممن يحبون ويتبعون كتاب الله
سبحانه وتعالى, وسنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم وممن يقومون بواجب
الدعوة إلى الله وتبليغ رسالته إلى الناس كآفة إنه سميع مجيب (كنتم خير امة
أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) .
والله تعال أسأل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا
ويرزقنا اجتنابه وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسئيات أعمالنا هو حسبنا ونعم
الوكيل .

اسد الفضول
19-12-2010, 02:37
جزاك الله الف خير
اثابنا الله واياكم بكل خير

همسة امل
03-01-2011, 10:17
http://umans.jeeran.com/27.gif