محسن الحربي
13-05-2008, 07:13
وصيه خاصه لبناتنا - بقلم محسن الحربي
--------------------------------------------------------
مع تزايد نسبة الطلاق المرتفعه في بلادنا أردت أن أرجعُ الى التاريخ وأخٌذ نٌبذه عن حياتهم ونصائحهم لأبنائهم وبناتهم .
فالوصية عادة تأتي ممن يملك الرأي والحكمة لمن يستحق الرأي فهي تأتي من المتعلم لغيره أو لمن هو أقل علما منهٌ . ومن الكبير للصغير ومن الأب لأبنائه ومن العالم لتلميذه فهي بحد ذاتها فائده تقدم على صحاف من ذهب وتحتاجها وقت الحاجه . فهي عند الزواج دره وعند الحرب جوهره وعند التجاره لؤلؤه وعند مقابلة الشدائد لجين وكثيرا منها تكلم بها الأدب العربي الإسلامي وهذه إمرأه عربيه أعطت أبنتها خلاصة التجارب . فكانت أٌمامه بنت الحارثه التغلبيه عندما تزوجت أبنتها من الحارث بن عمر الكندي قالت لها أي بنيتي إن الوصية لو تركت لفضل أدب . أو مكرمه حسب . لتركت ذلك معكي ولكنها تذكرة للعاقل ومنبهة للغافل . أي بنيه لو أستغنت بنت عن زوج لغني أبويها لكنت أغنى الناس عن أبيك . ولكن كلنا خٌلقنا للرجال كما خٌلق الرجال لنا . أي بنيه أنكي قد فارقت الوطن الذي منه خرجت وخلفتي العش الذي فيه درجتي الى وكر لم تعرفيه وقريناً لم تألفيه أصبح بملكه أياك ملكاً عليكي فكوني له أمه يكن لكي عبداً أحفظي له خلال عشر .
الأول والثاني : فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعه فإن في القناعة راحة للقلب والسمع والطاعه هي رضا الرب .
الثالثه والرابعه : التعهد لموقع عينيه والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عينه منكي على قبيح ولا يشم أنفه منكي إلا أطيب الريح وأعلمي أن الكحل ( المكياج في وقتهم طبعا ) والماء أطيب الطيب المفقود .
أما الخامسة والسادسة : التعهد لوقت طعامه والهدوء عند منامه فإن حرارة الجوع ملهبه وتنغيص النوم مغضبه ( الأن الطلبات عند بعض الناس والمشتروات ماتيجي إلا عند النوم ) .
وأما السابعه والثامنه : فالأحتفاظ ببيته وماله والرعايه لحشمه وعياله فإن أصل حفظ المال من حسن التقدير والرعايه للعيال والحشم من حسن التدبير .
التاسعه والعاشره : فلا تفشين له سرا ولا تعصين له أمرا فأنكي إن أفشيتي له سره لم تأمني غدره وإن عصيتي أمره أوغرتي صدره وأتقي الفرح إذا كان ترحا ( أي حزناناً ) والأكتئاب إذا كان فرحا فالخصلة الأولى من التقصير والثانية من التكدير وأكثر ماتكونين له أعظاما أشد ما يكون له مرافقة .
وأعلمي أنكي لا تقدرين على ذلك حتى تؤثري هواه على هواكي ورضاه على رضاكي فيما أحببتي أو كرهتي . ثم ودعتها وأنصرفت الى بيت الزوجيه سعيدة مع زوجها منذ تلك السنين ( وقد شوهدت قبل شهر هي وزوجها في أسواق برج المملكة ) .
أما قيس بن مسعود بن خالد عندما زوج أبنته على إبن زراره قال لأبنته , أني زوجتكي غلاما عزيز النفس فلا تدني منه كل الدنو فيملك , ولا تبتعدي عنه كل البعد فينساكي وأغلبي أحمائكي بالخير ولا تغلبيهم بالشر والأن بعض الناس مع أرحامهم حرب مثل حرب البسوس .
إننا نرى في هذا التراث عمق التفكير وعمق الحضاره والأدراك للجود الموصله للسعاده .
ونتذكر أن الغرب كان يغط في نوم عميق في الجهل والهمجية ويبقى العربي والمسلم متفوقا ومهما أبعدوا في حضارتهم المادية فنحن تفوقنا بالخلق وأمر الروح وأمر النفس وهذه لا تأتي من نتاج المعامل والتحاليل الفكرية ولهذا يركز الغرب على المسلمين والصين ويخشى نهضتها لأحتفاظهم بحضارتهم , ولا بد الرجوع للماضي .
خاطره :
ــــــــــــــ كانت بعض نساء العرب يعلمن بناتهن أختبار الأزواج فتقول الأم لأبنتها أختبري زوجك قبل الأقدام والجرأة عليه .
أنزعي رمحه فإن سكت على ذلك فقطعي اللحمه على ترسه فإن سكت فقطعي العظام بسيفه فإن صبر فضعي الأكفاف على ظهره فامتطيه فإنه حمارك .
وقالت أماً لأبنتها شعرا :
بنيتي إن نــام نامــي قبلــــه وأكرمي تابعــه وأهلـه
ولا تكوني في الخصام مثله فتخصميه فتكوني بعله
أي لا تجعلي الفراش مسرحا للحديث عن مشاكل النهار .
قال حطان الطائي :
لولا بنيات كزغب القطـا رددنَ مــن بعــضً الـى بعــــضِ
لكان لي مضطربٌ واسع في الأرض ذات الطول والعرض
وإنمــا أولادــــنا بيننــــا أكبادنــا تمشــــــي علـى الأرض
إن هبت الريح على بعضهم لم تشبع العين من الغمضــــــي
ودمتم ودام المنتدى
--------------------------------------------------------
مع تزايد نسبة الطلاق المرتفعه في بلادنا أردت أن أرجعُ الى التاريخ وأخٌذ نٌبذه عن حياتهم ونصائحهم لأبنائهم وبناتهم .
فالوصية عادة تأتي ممن يملك الرأي والحكمة لمن يستحق الرأي فهي تأتي من المتعلم لغيره أو لمن هو أقل علما منهٌ . ومن الكبير للصغير ومن الأب لأبنائه ومن العالم لتلميذه فهي بحد ذاتها فائده تقدم على صحاف من ذهب وتحتاجها وقت الحاجه . فهي عند الزواج دره وعند الحرب جوهره وعند التجاره لؤلؤه وعند مقابلة الشدائد لجين وكثيرا منها تكلم بها الأدب العربي الإسلامي وهذه إمرأه عربيه أعطت أبنتها خلاصة التجارب . فكانت أٌمامه بنت الحارثه التغلبيه عندما تزوجت أبنتها من الحارث بن عمر الكندي قالت لها أي بنيتي إن الوصية لو تركت لفضل أدب . أو مكرمه حسب . لتركت ذلك معكي ولكنها تذكرة للعاقل ومنبهة للغافل . أي بنيه لو أستغنت بنت عن زوج لغني أبويها لكنت أغنى الناس عن أبيك . ولكن كلنا خٌلقنا للرجال كما خٌلق الرجال لنا . أي بنيه أنكي قد فارقت الوطن الذي منه خرجت وخلفتي العش الذي فيه درجتي الى وكر لم تعرفيه وقريناً لم تألفيه أصبح بملكه أياك ملكاً عليكي فكوني له أمه يكن لكي عبداً أحفظي له خلال عشر .
الأول والثاني : فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعه فإن في القناعة راحة للقلب والسمع والطاعه هي رضا الرب .
الثالثه والرابعه : التعهد لموقع عينيه والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عينه منكي على قبيح ولا يشم أنفه منكي إلا أطيب الريح وأعلمي أن الكحل ( المكياج في وقتهم طبعا ) والماء أطيب الطيب المفقود .
أما الخامسة والسادسة : التعهد لوقت طعامه والهدوء عند منامه فإن حرارة الجوع ملهبه وتنغيص النوم مغضبه ( الأن الطلبات عند بعض الناس والمشتروات ماتيجي إلا عند النوم ) .
وأما السابعه والثامنه : فالأحتفاظ ببيته وماله والرعايه لحشمه وعياله فإن أصل حفظ المال من حسن التقدير والرعايه للعيال والحشم من حسن التدبير .
التاسعه والعاشره : فلا تفشين له سرا ولا تعصين له أمرا فأنكي إن أفشيتي له سره لم تأمني غدره وإن عصيتي أمره أوغرتي صدره وأتقي الفرح إذا كان ترحا ( أي حزناناً ) والأكتئاب إذا كان فرحا فالخصلة الأولى من التقصير والثانية من التكدير وأكثر ماتكونين له أعظاما أشد ما يكون له مرافقة .
وأعلمي أنكي لا تقدرين على ذلك حتى تؤثري هواه على هواكي ورضاه على رضاكي فيما أحببتي أو كرهتي . ثم ودعتها وأنصرفت الى بيت الزوجيه سعيدة مع زوجها منذ تلك السنين ( وقد شوهدت قبل شهر هي وزوجها في أسواق برج المملكة ) .
أما قيس بن مسعود بن خالد عندما زوج أبنته على إبن زراره قال لأبنته , أني زوجتكي غلاما عزيز النفس فلا تدني منه كل الدنو فيملك , ولا تبتعدي عنه كل البعد فينساكي وأغلبي أحمائكي بالخير ولا تغلبيهم بالشر والأن بعض الناس مع أرحامهم حرب مثل حرب البسوس .
إننا نرى في هذا التراث عمق التفكير وعمق الحضاره والأدراك للجود الموصله للسعاده .
ونتذكر أن الغرب كان يغط في نوم عميق في الجهل والهمجية ويبقى العربي والمسلم متفوقا ومهما أبعدوا في حضارتهم المادية فنحن تفوقنا بالخلق وأمر الروح وأمر النفس وهذه لا تأتي من نتاج المعامل والتحاليل الفكرية ولهذا يركز الغرب على المسلمين والصين ويخشى نهضتها لأحتفاظهم بحضارتهم , ولا بد الرجوع للماضي .
خاطره :
ــــــــــــــ كانت بعض نساء العرب يعلمن بناتهن أختبار الأزواج فتقول الأم لأبنتها أختبري زوجك قبل الأقدام والجرأة عليه .
أنزعي رمحه فإن سكت على ذلك فقطعي اللحمه على ترسه فإن سكت فقطعي العظام بسيفه فإن صبر فضعي الأكفاف على ظهره فامتطيه فإنه حمارك .
وقالت أماً لأبنتها شعرا :
بنيتي إن نــام نامــي قبلــــه وأكرمي تابعــه وأهلـه
ولا تكوني في الخصام مثله فتخصميه فتكوني بعله
أي لا تجعلي الفراش مسرحا للحديث عن مشاكل النهار .
قال حطان الطائي :
لولا بنيات كزغب القطـا رددنَ مــن بعــضً الـى بعــــضِ
لكان لي مضطربٌ واسع في الأرض ذات الطول والعرض
وإنمــا أولادــــنا بيننــــا أكبادنــا تمشــــــي علـى الأرض
إن هبت الريح على بعضهم لم تشبع العين من الغمضــــــي
ودمتم ودام المنتدى