المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما معنى قوله تعالى ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )


مزيونه الفضول
23-06-2008, 04:43
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته . .

السؤال: يسأل عن الآية ويقول ما معنى قوله تعالى (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)؟
الجواب

الشيخ: معنى هذه الآية أن الملأ الذين كفروا بعيسى بن مريم عليه السلام من بني إسرائيل أرادوا أن يقتلوه ويصلبوه فحضروا إليه فألقى الله تعالى شبهه على رجل منهم ورفع عيسى إليه إلى السماء فقتلوا هذا الرجل الذي ألقي شبه عيسى عليه وصلبوه وقالوا إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وقد أبطل الله دعواهم تلك في قوله (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) فانظر كيف كان عاقبة مكرهم حين جاءوا إلى عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ليقتلوه فألقى الله شبهه على رجل منهم فقتلوه وصلبوه وظنوا أنهم أدركوا مرامهم فهذا من مكر الله تعالى بهم و المكر هو الإيقاع بالخصم من حيث لا يشعر وهو أعني المكر صفة مدح إذا كان واقعاً موقعه وفي محله ولهذا يذكره الله عز وجل واصفاً نفسه به في مقابلة من يمكرون بالله وبرسله فهنا قال ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فالمكر صفة مدح في محله لأنه يدل على القوة وعلى العظمة وعلى الإحاطة بالخصم وعلى ضعف الخصم وعدم إدراكه ما يريده به خصمه بخلاف الخيانة فإن الخيانة صفة ذم مطلقا ولهذا لم يصف الله بها نفسه حتى في مقابلة من خانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أرادوا خيانته وانظر إلى قول الله تعالى (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ) ولم يقل فقد خانوا الله فخانهم بل قال فقد خانوا الله فأمكن منهم و على هذا فلو قال قائل هل يصح أن يوصف الله بالمكر فالجواب أن وصف الله بالمكر على سبيل الإطلاق لا يجوز وأما وصف الله بالمكر في موضعه في مقابلة أولئك الذين يمكرون به وبرسله فإن هذا جائز لأنه في هذه الحال يكون صفة كمال وبهذا يعلم أن ما يمكن من الصفات بالنسبة إلى لله عز وجل على ثلاثة أقسام إذا إلى الله عز وجل إلى ثلاثة أقسام قسم لا يجوز أن يوصف الله به مطلقا كصفات النقص والعيب مثل العجز والتعب والجهل والنسيان وما أشبهها هذا لا يوصف الله به بكل حال وقسم يوصف الله به بكل حال وهو ما كان صفة كمال مطلقاً ومع ذلك فإنه لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه والقسم الثالث من الصفات ما يوصف الله به في حال دون حال وهو ما كان كمالاً في حال دون حال فيوصف الله به حين يكون كمالاً ولا يوصف الله به حين يكون نقصاً وذلك مثل المكر والكيد و الخداع والاستهزاء وما أشبه ذلك.

ناصر السيف
23-06-2008, 05:09
ونعم بالله


مزيونه الفضول




جزاك الله خير




وبارك الله فيك




طرح جميل جدا جدا



ولاتحرمينا من جديد ابداعك

مزيونه الفضول
23-06-2008, 05:43
تسلم اخوي ويعطيك العافيه

nostaliga
24-06-2008, 02:33
اختي مزيونة الفضول

يعافيك ربي ولا يحرمك الاجر ان شاء الله
من زمان والله وانا ابي تفسير للايه هذي
والحمد الله ربي سخرك لي :)

جعله في ميزان حسناتك ان شاء الله ..
ويسعدك ربي وين مارحتي ..

إيمان الجراي
29-06-2008, 01:32
مزيونة
بارك الله فيك
وأسأل الله أن يجعل ما طرحتي من توضيح في ميزان حسناتك
بيض الله وجهك

سلامه العايد
07-07-2008, 06:36
بارك الله فيك على النقل الطيب والرائع

وسلمت يمناك على الطرح

دمتي بود