ابو وجدان
30-10-2008, 09:20
اعداد الدكتور أنور نعمة
يعتقد كثيرون ان ارتفاع ضغط الدم يحصل عند الكبار فقط، وهذا الاعتقاد ليس صحيحاً، فالأطفال يصابون به أيضاً، وعدم تحري هذا الارتفاع عندهم يمكن ان يعرضهم لمضاعفات مستقبلية هم في غنى عنها، هذا إذا لم يؤد الى مطبات صحية كارثية في حال ترك الحبل على غاربه.
رب سائل قد يسأل: ما سبب ارتفاع الضغط الشرياني عند الأطفال؟
هناك بعض الأمراض العضوية المسؤولة عن ارتفاع الضغط عند الأطفال، خصوصاً تلك المتعلقة بالكلية والغدد والأوعية الدموية، عدا هذه، هناك إصابات تسبب ارتفاعاً موقتاً في ضغط الدم مثل شلل الأطفال، وتناذرة غيوم باريه، وفرط كلس الدم، والتسممات بالرصاص والفيتامين (د) وعرق السوس والكورتيزونات وغيرها. ولا شك في ان ارتفاع ضغط الدم ليس شائعاً كما هي الحال عند الكبار، إلا أن أعداد المصابين به بين الأطفال آخذة في الارتفاع، وفي ما يأتي نلقي نظرة خاطفة على الأسباب التي ساهمت في ذلك:
> السمنة المفرطة وزيادة الوزن. هناك مؤشرات تقول ان ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال يعود في قسم كبير منه الى السمنة المفرطة وزيادة الوزن، وأكبر شاهد على ذلك النتيجة التي آلت اليها دراسة أميركية أجراها باحثون من جامعة تولان في ولاية نيوأورليانز، طاولت أكثر من 5500 شخص تتراوح أعمارهم بين 8 الى 17 سنة تمت متابعتهم من العام 1988 وحتى 1994، ومن العام 1999 حتى 2000، وبعد قراءة الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي عندهم في هاتين الفترتين ومقارنة المحصلة، سجل الباحثون قفزة في متوسط الضغط الانقباضي والانبساطي عند الأشخاص الذين زادت أوزانهم مقارنة بالآخرين الذين ظلت أوزانهم طبيعية.
على صعيد آخر جاء في دراسة نشرتها «مجلة التغذية الأميركية» ان الأطفال البالغة أعمارهم ثمانية أعوام من الذين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة تزداد عندهم احتمالات تعرضهم للأخطار لاحقاً في سن الـ 15 عاماً، ومن بين هذه الأخطار ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليستيرول السيىء وارتفاع مستوى هورمون الأنسولين في الدم.
> الأمهات الكبيرات في السن. ان ضغط دم الأطفال المولودين من أمهات كبيرات في السن أعلى من أقرانهم الذين يولدون من أمهات أصغر عمراً، هذا ما توصل اليه باحثون من جامعة هارفارد بعد دراسة شملت بضع مئات من المولودين، وتبين ان كل زيادة خمس سنوات في عمر الأم تقابلها زيادة في نقطة ونصف نقطة في ضغط دم الوليد، أما عن السبب فلا أحد يعلم ولكن الدكتور ماتيو غيلمان قائد الدراسة يظن ان المشيمة عند الأم المسنّة لا تعمل في شكل جيد، إذ تحصل فيها تبدلات تنجم عنها بلبلة في إفرازاتها الهورمونية يمكنها ان تكون الشرارة التي تشعل فتيل ارتفاع الضغط.
> الغذاء. ليست السمنة وحدها الضالعة في إصابة الأطفال بارتفاع ضغط الدم، فهناك الغذاء الذي بات من العوامل الخطرة المؤهبة للإصابة، فأطفال اليوم يتهافتون على المأكولات السريعة الغنية بالدهنيات والنشويات والسكريات التي تشحن الجسم بالمزيد من الكوليستيرول والغليسيريدات الثلاثية التي تمهد الطريق الى مجموعة من الأمراض الفتاكة، من بينها ارتفاع ضغط الدم.
> قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.
> الإكثار من تناول الملح في الأطعمة الجاهزة.
> مشاهدة التلفزيون. ان مشاهدة الشاشة الصغيرة ضالعة في قضية ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، هذا ما أكدته دراسة أميركية أعدها فريق من الأطباء ينتمون الى جامعات ومستشفيات في كاليفورنيا وسان دييغو، فبعد استجواب أهالي 550 طفلاً ومراهقاً تراوحت أعمارهم بين 4 و17 عاماً، وبعد تحليل المعلومات التي حصدوها حول الوزن والطول ومؤشر كتلة الجسم وضغط الدم ونمط الحياة، خلص المشرفون على الدراســة الى نتيجة مفادها ان الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون من ساعتين الى أربع ســاعات في اليوم هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضــغط الدم بمرتين ونصف مرة مقارنة بالمشاركين في الدراسة الذين شاهدوا التــلفزيون لــمدة أقل من ســاعتين، وفي حــال زادت مدة المشاهدة اليومية الى اكــثر من أربع ساعات، فإن خطر حدوث ارتفاع الضغط يزداد الى أكثر من ثلاثة أضعاف، وهذا يعني أن ثمة علاقة طردية بين مدة مشاهدة الأطــفال للــتلفزيون وخطر تعرضهم لارتفاع الضغط الــشرياني.
كيف يتظاهر ارتفاع الضغط عند الطفل؟
ان ارتفاع ضغط الدم غالباً ما يكون صامتاً ولا تصدر عنه ضجة نوعية خاصة به، ولكن في حال عانى الطفل من عارض أو أكثر من العوارض والعلامات الآتية، فمن الضروري أخذها في الاعتبار لكشف خلفياتها:
- وجع في الرأس.
- اضطرابات في النظر.
- الرعاف (نزف الأنف) المتكرر.
- طنين في الأذن.
- الدوار.
- بعض العوارض الهضمية مثل نقص الشهية والتقيؤ.
- النحافة.
- توقف النمو لدى الطفل.
- عطش مستمر.
- آلام في البطن.
كم هي أرقام الضغط عند الأطفال؟
ليس من السهل قراءة أرقام ضغط الدم عند الأطفال، وفي شكل عام يمكن القول انها تتباين من شريحة عمرية الى أخرى، وفي الإمكان الأخذ بالأرقام الآتية (الرقم الأول يمثل الضغط الانقباضي، والثاني يدل على الضغط الانبساطي):
- قبل بلوغ السنة من العمر: 8 على 5.
- من سنة الى سنتين: 9 على 6.
- من 2 الى 4 سنوات: 10 على 6,5.
- من 4 الى 5 سنوات: 9 على 6.
- من 5 الى 10 سنوات: 10 على 6.
- من 10 الى 14 سنة: 11 على 6.
كيف يتم تدبير ارتفاع الضغط لدى الأطفال؟
قبل كل شيء لا بد من استبعاد الأمراض التي تسبب ارتفاع الضغط وعلاجها بالسبل الكفيلة التي لا تخفى على الطبيب. ومن أجل قطع الطريق على إصابة الأطفال بارتفاع ضغط الدم لا بد من العمل عائلياً ومدرسياً على جبهتين وأحياناً على ثلاث جبهات:
الجبهة الأولى، إبعاد المأكولات غير الصحية التي تحدث تقلبات استقلابية تشجع على زيادة الوزن وتسبب البدانة وبالتالي ارتفاع ضغط الدم.
الجبهة الثانية، إعداد أغذية صحية يتم تعويد الطفل عليها منذ نعومة أظفاره.
الجبهة الثالثة، حض الطفل على الحركة وعدم تركه يتسمر امام جهاز التلفزيون وما شابهه سوى فترة محددة.
بقيت نقطتان مهمتان لا بد من لفت الانتباه اليهما:
الأولى : ضرورة قياس الضغط الشرياني لدى الأطفال من سن الثالثة وما فوق بواسطة الفحوص الطبية الدورية. فارتفاع الضغط عند الطفل قد يظل مجهولاً فترة طويلة الى أن يتم اكتشافه بالصدفة أو بعد تعرض الطفل الى أحد تداعياته المؤلمة العصبية أو القلبية الوعائية.
الثانية: يجب الأخذ في الاعتبار القراءة الخاطئة للضغط عند الطفل، إذ يجب عدم الاقتصار على قياس واحد لنطق الحكم في شأن وجود ارتفاع الضغط أو عدمه، بل لا بد من إجراء قياسات عدة وفي زيارات عدة للتأكد من وجود المرض. أيضاً يجب الانتباه الى حجم الجهاز الذي يلف الذراع أثناء قياس الضغط، بحيث يغطي ثلثي المسافة ما بين الكتف والمرفق. عدا هذا وذاك، فالأطفال الصغار لا يستطيعون التعبير عما يعتريهم من عوارض. إن أي طفل يعاني من نقص في النمو يجب قياس ضغط دمه ومراقبته.
يعتقد كثيرون ان ارتفاع ضغط الدم يحصل عند الكبار فقط، وهذا الاعتقاد ليس صحيحاً، فالأطفال يصابون به أيضاً، وعدم تحري هذا الارتفاع عندهم يمكن ان يعرضهم لمضاعفات مستقبلية هم في غنى عنها، هذا إذا لم يؤد الى مطبات صحية كارثية في حال ترك الحبل على غاربه.
رب سائل قد يسأل: ما سبب ارتفاع الضغط الشرياني عند الأطفال؟
هناك بعض الأمراض العضوية المسؤولة عن ارتفاع الضغط عند الأطفال، خصوصاً تلك المتعلقة بالكلية والغدد والأوعية الدموية، عدا هذه، هناك إصابات تسبب ارتفاعاً موقتاً في ضغط الدم مثل شلل الأطفال، وتناذرة غيوم باريه، وفرط كلس الدم، والتسممات بالرصاص والفيتامين (د) وعرق السوس والكورتيزونات وغيرها. ولا شك في ان ارتفاع ضغط الدم ليس شائعاً كما هي الحال عند الكبار، إلا أن أعداد المصابين به بين الأطفال آخذة في الارتفاع، وفي ما يأتي نلقي نظرة خاطفة على الأسباب التي ساهمت في ذلك:
> السمنة المفرطة وزيادة الوزن. هناك مؤشرات تقول ان ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال يعود في قسم كبير منه الى السمنة المفرطة وزيادة الوزن، وأكبر شاهد على ذلك النتيجة التي آلت اليها دراسة أميركية أجراها باحثون من جامعة تولان في ولاية نيوأورليانز، طاولت أكثر من 5500 شخص تتراوح أعمارهم بين 8 الى 17 سنة تمت متابعتهم من العام 1988 وحتى 1994، ومن العام 1999 حتى 2000، وبعد قراءة الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي عندهم في هاتين الفترتين ومقارنة المحصلة، سجل الباحثون قفزة في متوسط الضغط الانقباضي والانبساطي عند الأشخاص الذين زادت أوزانهم مقارنة بالآخرين الذين ظلت أوزانهم طبيعية.
على صعيد آخر جاء في دراسة نشرتها «مجلة التغذية الأميركية» ان الأطفال البالغة أعمارهم ثمانية أعوام من الذين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة تزداد عندهم احتمالات تعرضهم للأخطار لاحقاً في سن الـ 15 عاماً، ومن بين هذه الأخطار ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليستيرول السيىء وارتفاع مستوى هورمون الأنسولين في الدم.
> الأمهات الكبيرات في السن. ان ضغط دم الأطفال المولودين من أمهات كبيرات في السن أعلى من أقرانهم الذين يولدون من أمهات أصغر عمراً، هذا ما توصل اليه باحثون من جامعة هارفارد بعد دراسة شملت بضع مئات من المولودين، وتبين ان كل زيادة خمس سنوات في عمر الأم تقابلها زيادة في نقطة ونصف نقطة في ضغط دم الوليد، أما عن السبب فلا أحد يعلم ولكن الدكتور ماتيو غيلمان قائد الدراسة يظن ان المشيمة عند الأم المسنّة لا تعمل في شكل جيد، إذ تحصل فيها تبدلات تنجم عنها بلبلة في إفرازاتها الهورمونية يمكنها ان تكون الشرارة التي تشعل فتيل ارتفاع الضغط.
> الغذاء. ليست السمنة وحدها الضالعة في إصابة الأطفال بارتفاع ضغط الدم، فهناك الغذاء الذي بات من العوامل الخطرة المؤهبة للإصابة، فأطفال اليوم يتهافتون على المأكولات السريعة الغنية بالدهنيات والنشويات والسكريات التي تشحن الجسم بالمزيد من الكوليستيرول والغليسيريدات الثلاثية التي تمهد الطريق الى مجموعة من الأمراض الفتاكة، من بينها ارتفاع ضغط الدم.
> قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.
> الإكثار من تناول الملح في الأطعمة الجاهزة.
> مشاهدة التلفزيون. ان مشاهدة الشاشة الصغيرة ضالعة في قضية ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، هذا ما أكدته دراسة أميركية أعدها فريق من الأطباء ينتمون الى جامعات ومستشفيات في كاليفورنيا وسان دييغو، فبعد استجواب أهالي 550 طفلاً ومراهقاً تراوحت أعمارهم بين 4 و17 عاماً، وبعد تحليل المعلومات التي حصدوها حول الوزن والطول ومؤشر كتلة الجسم وضغط الدم ونمط الحياة، خلص المشرفون على الدراســة الى نتيجة مفادها ان الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون من ساعتين الى أربع ســاعات في اليوم هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضــغط الدم بمرتين ونصف مرة مقارنة بالمشاركين في الدراسة الذين شاهدوا التــلفزيون لــمدة أقل من ســاعتين، وفي حــال زادت مدة المشاهدة اليومية الى اكــثر من أربع ساعات، فإن خطر حدوث ارتفاع الضغط يزداد الى أكثر من ثلاثة أضعاف، وهذا يعني أن ثمة علاقة طردية بين مدة مشاهدة الأطــفال للــتلفزيون وخطر تعرضهم لارتفاع الضغط الــشرياني.
كيف يتظاهر ارتفاع الضغط عند الطفل؟
ان ارتفاع ضغط الدم غالباً ما يكون صامتاً ولا تصدر عنه ضجة نوعية خاصة به، ولكن في حال عانى الطفل من عارض أو أكثر من العوارض والعلامات الآتية، فمن الضروري أخذها في الاعتبار لكشف خلفياتها:
- وجع في الرأس.
- اضطرابات في النظر.
- الرعاف (نزف الأنف) المتكرر.
- طنين في الأذن.
- الدوار.
- بعض العوارض الهضمية مثل نقص الشهية والتقيؤ.
- النحافة.
- توقف النمو لدى الطفل.
- عطش مستمر.
- آلام في البطن.
كم هي أرقام الضغط عند الأطفال؟
ليس من السهل قراءة أرقام ضغط الدم عند الأطفال، وفي شكل عام يمكن القول انها تتباين من شريحة عمرية الى أخرى، وفي الإمكان الأخذ بالأرقام الآتية (الرقم الأول يمثل الضغط الانقباضي، والثاني يدل على الضغط الانبساطي):
- قبل بلوغ السنة من العمر: 8 على 5.
- من سنة الى سنتين: 9 على 6.
- من 2 الى 4 سنوات: 10 على 6,5.
- من 4 الى 5 سنوات: 9 على 6.
- من 5 الى 10 سنوات: 10 على 6.
- من 10 الى 14 سنة: 11 على 6.
كيف يتم تدبير ارتفاع الضغط لدى الأطفال؟
قبل كل شيء لا بد من استبعاد الأمراض التي تسبب ارتفاع الضغط وعلاجها بالسبل الكفيلة التي لا تخفى على الطبيب. ومن أجل قطع الطريق على إصابة الأطفال بارتفاع ضغط الدم لا بد من العمل عائلياً ومدرسياً على جبهتين وأحياناً على ثلاث جبهات:
الجبهة الأولى، إبعاد المأكولات غير الصحية التي تحدث تقلبات استقلابية تشجع على زيادة الوزن وتسبب البدانة وبالتالي ارتفاع ضغط الدم.
الجبهة الثانية، إعداد أغذية صحية يتم تعويد الطفل عليها منذ نعومة أظفاره.
الجبهة الثالثة، حض الطفل على الحركة وعدم تركه يتسمر امام جهاز التلفزيون وما شابهه سوى فترة محددة.
بقيت نقطتان مهمتان لا بد من لفت الانتباه اليهما:
الأولى : ضرورة قياس الضغط الشرياني لدى الأطفال من سن الثالثة وما فوق بواسطة الفحوص الطبية الدورية. فارتفاع الضغط عند الطفل قد يظل مجهولاً فترة طويلة الى أن يتم اكتشافه بالصدفة أو بعد تعرض الطفل الى أحد تداعياته المؤلمة العصبية أو القلبية الوعائية.
الثانية: يجب الأخذ في الاعتبار القراءة الخاطئة للضغط عند الطفل، إذ يجب عدم الاقتصار على قياس واحد لنطق الحكم في شأن وجود ارتفاع الضغط أو عدمه، بل لا بد من إجراء قياسات عدة وفي زيارات عدة للتأكد من وجود المرض. أيضاً يجب الانتباه الى حجم الجهاز الذي يلف الذراع أثناء قياس الضغط، بحيث يغطي ثلثي المسافة ما بين الكتف والمرفق. عدا هذا وذاك، فالأطفال الصغار لا يستطيعون التعبير عما يعتريهم من عوارض. إن أي طفل يعاني من نقص في النمو يجب قياس ضغط دمه ومراقبته.