المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أسباب التفرق


أبو عساف
13-03-2005, 04:38
كلام متين في ذكر سبب الهزيمة بالدليل الشرعي ، أحببت أن تطلعوا عليه :

تعجيل الهزيمة لمخالفي الرسل
كما أنّ أتباع الرسل منصورون، فإنّ مخالفيهم مخذولون قال الله
تعالى: {إنّ الَّذينَ يُحَادُّونَ اللهََ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ في الأَذَلِّين}،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ... وجُعل الذّل والصغار على من خالف أمري )) رواه أحمد وهو حسن.
وتفسيره ماقاله ابن تيمية ( والبدعةُ مقرونةٌ بالفُرْقة،كما أنّ السنّةَ مقرونةٌ بالجماعة فيقال: أهل السنة والجماعة: كما يقال: أهل البدعة والفُرقة ).

وقد أجمع العقلاء على أنّ أعظم أسباب الهزيمة هو التنازع، وأشده ـ ولا شك ـ التنازع في الدين،

ولما كان التنازع ناشئاً عن التقصير في طاعة الله ورسوله قرن الله بينهما في آية واحدة، فقال: {وأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}

ولما كان الالتزام بالسنة هو سفينة النجاة في بحر الاختلاف، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم السنة عند وقوع الاختلاف فقال: (( ... وإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنّتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور )) رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه وغيرهم وهو صحيح،
وقال الله تعالى: {َ ولاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَات}، أي جاءهم من الوحي ما يجمعهم، فلما تركوه اختلفوا.

وهذا مبيَّن في سيرة اليهود والنصارى مع رسلهم، فالنصارى اتَّبعوا رهبانية ابتدعوها وتركوا بعض ما أُمروا به فأَغْرَى الله بينهم العداوة والبغضاء،كما قال تعالى: {ومِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظاًّ مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ والبَغْضَاءَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ} ، قال ابن تيمية : (فهذا نصٌّ في أنهم تركوا بعض ما أُمِروا به فكان تركه سبباً لوقوع العداوة والبغضاء المحرَّمَيْن ).

وكذلك اليهود تركوا بعض ما أُمروا به كما قال تعالى: {ُيحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ ونَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ}، لكن تركهم له كان ناشئاً عن تقصيرهم المعروف بسبب كراهيتهم لما أنزل الله، كما قال تعالى: {ولَيَزيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُم مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ والبَغْضَاءَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ}.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والخلاف الواقع في غير أهل الملل أكثر منه في أهل الملل، فكل من كان إلى متابعة الأنبياء أقرب كان الخلاف بينهم أقل؛ فالخلاف المنقول عن فلاسفة اليونان والهند وأمثالهم أمر لا يُحصيه إلا الله، وبعده الخلاف عن أعظم الملل ابتداعا كالرافضة فينا، وبعد ذلك الخلاف الذي بين المعتزلة ونحوهم، وبعد ذلك خلاف الفرق المنتسبة إلى الجماعة، كالكلاّبية والكرّامية والأشعرية ونحوهم، وبعد ذلك اختلاف أهل الحديث، وهم أقل الطوائف اختلافا في أصولهم، لأن ميراثهم من النبوة أعظم من ميراث غيرهم، فعصمهم حبل الله الذي اعتصموا به، فقال: {واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً} ).

ومن الدرر الغوالي لأبي المظفر السمعاني قوله: ( ومما يدلُّ على أن أهل الحديث هم على الحقّ أنك لو طالعتَ جميع كتبهم المصنَّفة من أوّلهم إلى آخرهم، قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار، وجدتَهم في بيان الاعتقاد على وتيرةٍ واحدةٍ ونمطٍ واحدٍ، يجْرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها، قولُهم في ذلك واحدٌ ونقلُهم واحدٌ، لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرّقاً في شيء ما وإن قلّ، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء من قلب واحد وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبيَن من هذا ؟ قال الله تعالى: {َ أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} وقال تعالى: {َاوعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا}.


من كلام شيخنا الشيخ عبد المالك الرمضاني حفظه الله في كتابه (مدارك النظر)
بتصرف يسير

الأصيل
13-03-2005, 04:44
يسلمووووووووووووو اخوي / أبو عساف على الموضوع

جزاك الله خير وجعلها في ميزان حسناتك

الله يبعد عنا كل شخص يبحث عن التفرق

مشكوووووووووووووور

أبو عساف
13-03-2005, 04:57
تسلم يا أبو خالد

جزاكك الله خير على التعليق الجميل

الله يبعد عنا كل شخص يبحث عن أسباب التفرق

عبدالله السويلم
13-03-2005, 05:14
يسلمووووووووووووو اخوي / أبو عساف


الله يبعد عنا كل شخص يبحث عن التفرق ؟؟؟ !!!

مشكوووووووووووووور

تحيـــاتي
دمتو لمحبكـــــــــــم
اخوك الذيب

زيد السالم
13-03-2005, 11:22
جزاك الله خير يابو عساف وكثر الله من امثالك

والله يسمع منك ويجمعنا على طاعته

أبو عساف
14-03-2005, 11:00
وإياك يا أبا مطلق

أسأل الله أن يجمعنا على الخير

ويبعد عنا أسباب التفرق والاختلاف

aflaj12
26-03-2005, 10:55
كلام متين نفع الله به وبقائله

أبو عساف
29-03-2005, 08:44
تسلم أخوي الأفلاج

يا مال الغنيمة

تركي آل طالب
30-03-2005, 12:12
تسلم يالغالي
وجزاك الله الف خير ونفع بك وعلمك المسلمين إلى يوم الدين

أبو عساف
31-03-2005, 12:58
تسلم تسلم أخوي تركي

أثابك الله وبارك فيك