المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عظمة قدر النبي صلى الله عليه وسلم


خالد نوارالفضلى
08-01-2009, 07:33
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
عظمة قدر النبي صلى الله عليه وسلم موضوعٌ جليل ؛ فإن المصطفى عليه الصلاة والسلام كان قمةً سامقهً تتقاصر دونها القمم ، وكانت مكانته رفيعةً تتوارى معها المكانة والمنزلة مهما علت وسمت .

وكما نرى النجم مضيئاً مشعّاً ، وله جماله وبهائه ، فإذا أشرقت الشمس لم يعد له أثر ، فكذلك كل عظمةٍ ، وكل قدرٍ ، وكل مكانةٍ لأحدٍ من الخلق هي دون مقام وعظمة ومكانة رسول الهدى عليه الصلاة والسلام .
ولا شك أنه شرفٌ عظيم لنا - متحدثاً وسامعين - أن نطرق مثل هذا الموضوع نشنّف به آذاننا ، ونسعد به نفوسنا ، ونشرح به صدورنا ؛ فإن ذكر الله - جل وعلا - وذكر رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومعرفة حق ومقام وقدر ذات الله سبحانه وتعالى ، والوقوف على مكانة وقدر رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ مما يحيي القلوب ، وينشّط النفوس ، ويقوّي العزائم .

وإن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله وتوقيره شعبةٌ عظيمةٌ من شعب الإيمان ، وهذه الشعبة غير شعبة المحبة ، بل منزلتها ورتبتها فوق منزلة ورتبة المحبة ؛ وذلك لأنه ليس كل محبٍ معظماً ، فأنت ترى الوالد يحب ولده ، ولكنه حب تكريمٍ وليس حب تعظيم ، وحب حنوٍ ورحمة وليس حب إجلالٍ وتقديرٍ وتبجيل .

فلذلك إذا جمع العبد المؤمن تجاه رسوله صلى الله عليه وسلم المحبة التي أسلفنا القول فيها ، ثم توجّه وكملها - أو أسسها - وبناها على قاعدة تعظيم وتوقير المصطفى صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه يكون قد نال حظاً عظيماً ، وشرفاً كبيراً ، وأتى على أمرٍ من الأمور ، التي هي من أصول إيمانه وقواعد إسلامه ، ومنطلقات التزامه ، ولذلك ينبغي لنا أن نفرح ، وأن نسعد ، وأن نفخر بما وفقنا الله - جل وعلا - إليه من الحديث في مثل هذا الموضوع .

وقد نادانا الله - جل وعلا - وذكّرنا في سياق آياته إلى أهمية تعظيم وتوقير وتعزير رسوله صلى الله عليه وسلم فقال جل وعلا : { فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون } .
فالمعظم لرسول الله صلى الله عليه وسلم في زمرة المفلحين - بإذن الله جل وعلا - والتعزير كلمةٌ معناها التعظيم والنصر والتوقير - كما جاء في معجم مقاييس اللغة أصلٌ يدلّ على ثقلٍ في الشيء - فإذا قلت إنك توقّر فلاناً ، فمعنى ذلك أنه ذا ثقلٍ وذا مكانةٍ ومنه الوقار وهو الحلم والرزانة التي تدل على رزانة الإنسان ، وعدم خفته وطيشه ووقرت الرجل إذا عظمته ، ومنه قوله جل وعلا : { وتعزروه وتوقروه }، كما أسلفنا .
والتوقير أيضاً بمعنى التبجيل والتعظيم ، قال ابن جرير في تفسيره : " فأما التوقير فهو التعظيم والإجلال والتفخيم " .
وقال ابن تيميه رحمه الله : " التوقير اسمٌ جامعٌ لكل ما فيه سكينةٌ وطمأنينةٌ من الإجلال والإكرام ، وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه من كل ما يخرجه عن حد الوقار " .
ولذلك تأتي هذه الكلمات كلها بمعنى مترادف .

إن الحديث عن عظمة قدر النبي صلى الله عليه وسلم حديثٌ لا يمكن الإحاطة به ، كما لا يمكن أن يجمع ماء البحر في كأس فإن جوانب عظمته ووجوه رفعة قدره وصور علو مكانته أكثر وأعظم وأشهر وأوسع من أن يحيط بها حديثٌ في مثل هذا المقام ، بل قد صنّف العلماء ودوّنوا ، وتوّسعوا وجمعوا وأوعوا .. وما جاء ما فعلوه كذلك على ما كان ، وما ينبغي أن يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولذلك عندما تركت هذا الموضوع وجدت أنه لا بد لنا أن نقتصر ونختصر منه ما لعله يفي بهذا المقام ، ويتناسب مع هذا الوقت ؛ ومن هنا أردت أولاً أن نبدأ بشيءٍ يتعلق بالمعنى والدلالة ، وبالفائدة والأثر ، فهذا الذي أوجزناه من المعنى مقصودنا به بيان الكلام الذي يأتي عن هذه العظمة ووجوهها .
ثم إن عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجهين اثنين أساسيين سنقسم الحديث عنهما لا حقا :
أولاً : عظمة ذاتية في ذاته الشريفة عليه الصلاة والسلام ، وما كان له من الخصائص ، وما عرف به من الشمائل ، وما سجّلته سيرته من المواقف ، وما سمت به شخصيته في كل الجوانب الحياة المختلفة .
وجانبٌ آخر - وهو في تصوري أعظم وأكبر - وهو : جانب عظمة الإنجاز
ما الثمرة قد يكون لي خصيصة قد يكون لي شرف نسب قد يكون لي كثير علم قد يكون عندي بعض الذكاء والفطنة ، لكن ذلك وإن كان من وجوه العظمة لا يغني شيئاً ما لم يثمر ذلك كله نتيجةً وإنجازاً ، وفعله عليه الصلاة والسلام وأثره الباقي إلى قيام الساعة أعظم وجوه عظمته كما سنذكر .
أما فائدة هذه العظمة وحديثنا عنها ؛ فإني أقول : إنه يمكن لنا أن نذكر فائدتين اثنتين تكفينا لنجعل هذا الموضوع موضع اهتمامنا ورعايتنا .

تحياتى "خالد نوار الفضلى"

إيمان الجراي
09-01-2009, 01:39
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين

بارك الله فيك أخي خالد

الله يسقيك من يدي الرسول الكريمتين صلى الله عليه وسلم شربةً لاتظمأ بعدها أبداً

تحياتي لك

شُـمُـوَخ { عُـِـزٍي }
09-01-2009, 06:24
عليـه الصـلآه والسـلآم..
يــعــطيك الـــعـــآفيه ..
تحيــآآتي ..