المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا مسئول ... بكم تشتري مظلمتى


حمد القويفل
18-01-2009, 12:38
--------------------------------------------------------------------------------

كان الخليفة الفاروق يمارس عادته اليومية في تفقد الرعية وأداء حقهم عليه وبينما هو يتجول في أزقة المدينة وشوارعها لفت نظره بيت لعابر سبيل على أطراف المدينة فذهب إلى هناك ليكتشف حال هذا النازل الجديد...
وبينما هو يقترب من البيت شده صوت أطفال يصرخون ويتألمون ومنظر أم تضع القدر الممتلئ بالماء فقط على النار لكي يهدأ الصغار ويعيشوا على أمل أن هناك طعام يعد وجوع سوف يسد...
دخل عمر على المرأة وتفقد حالتها وإذا بها تعيش الفقر بكل صوره والحرمان بكل تجلياته وليس لها في إطعام نفسها وأولادها الثلاثة لاحول ولا قوة ...
سألها الفارق عن حالها ولم يعرفها بنفسه !!
فشكت إليه الحال وقالت كلمة كانت قاصمة لظهر عمر رضي الله عنه

" الله الله على عمر "

فسألها عمر باستغراب لما تدعين عليه ؟؟
فقالت أيدري أمرنا ويغفل عنا !!
صدم الفارق رضي الله عنه بهذا الكلام وهو الذي لا يضع نفسه في محل تقصير رغم عظمة عهده وانتشار عدله وسعة افقه وسداد حكمته وتميز إدارته للأمور.
خرج عمر مسرعا إلى بيت مال المسلمين وطلب من الحارس بسرعة كبيرة أن يحضر الدقيق والزيت والعسل
وفعلا كان ذلك
فقال عمر من للحارس احمل علي !!
فقال الحارس بتردد
(( احمل عنك أم احمل عليك ياأمير المؤمنين ))

فقال عمر احمل علي !!
فقال الحارس احمل عنك أم احمل عليك يا أمير المؤمنين
فقال عمر ثكلتك أمك أأنت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة ؟؟
فزع الحارس , وحمل عمر كل هذه الأغذية على ظهره واتجه مسرعا إلى بيت أم المساكين
وهو يعاقب نفسه في كل خطوة يخطوه
اعد بنفسه الطعام وخدم الأطفال وأمهم بيديه وهو بغاية السعادة.
قاطعت المرأة عمل عمر قائلة:
ليتك أنت كنت الخليفة بدل عن عمر!!
لم يعلق أبا حفص وخرج بعد أن أنهى مهمته وكان الوقت قرابة الفجر
وتخبأ خلف شجرة على مقربة من بيت أم المساكين وأطفالها
وكان معه عبدالرحمن ابن عوف رضي الله عنه الذي ألح عليه أن يعود فلقد حان وقت صلاة الفجر
فرفض عمر وقال كلمة عظيمة لو مزجت بماء البحر لمزجته
" والله لا اتركهم حتى أراهم يضحكون مثل ما أتيتهم يبكون "

حتى في دقائق الأمور كان يحسب المسؤولية ولم يكن يعظم عمله أو يضخم دوره أو يلقي باللائمة على الآخرين تهربا أوضعف .
عاد الفاروق من رحلته الاستكشافية تحت إلحاح من عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهم...
وصلى بالمسلمين الفجر فكان يبكي بكاء الثكالى عند كل أيه من آيات القران الكريم وهو يستحضر رب السموات والأرض وهوواقف بين يديه ويقول في نفسه إن لم يسامحني فلقد هلكت في مشهد لفت أنظار الصحابةالكرام وأثار تساؤلاتهم.
وفي الغد كان يجلس في مجلس الخلافة وعلى يمينه وشماله على ابن أبي طالب وعبدالله ابن مسعود رضي الله عنهم
فأقبلت المرأة أم المساكين على مجلس الخلافة لتقابل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالصدفة سمعت أحد الصحابة يقول لعمر يا أمير المؤمنين
فصدمت !!

هذا الذي أطعمنا وسقنا واهتم بنا بالأمس,وهذا الذي دعوت عليه ولم يقل لي شيئاً !!
قدمت لعمر الاعتذار فبادرها عمر بقول يدل على انه ما زال ضميره الطاهر يؤنبه
(( بكم تبيعين مظلمتك ))
ردت الأم باستغراب
لقد سامحت وانتهى كل شئ بالأمس فلقد عملت لنا كل شئ !!
أصر عمر وقال
سوف اشتري مظلمتك بستمائة درهم من مالي
وسوف يشهد على ذلك علي وابن مسعود
وافقت المرأة على مضض بعد إلحاح عمر
دفع المال وكتب هذا العفو عن عمرعلى رقعة وشهد الصحابة على ذلك
ولم يكتفي عمر بذلك إنما أوصى الصحابة بوصية خالدة تدل على ورعه وتقواه وتحمله للمسؤولية بكل شهامة وجرأة وبكل عدل وإنصاف....
وكانت وصيته ضعوا هذه الرقعة التي تنازلت بها امة الله عن حقها بين جسدي وكفني بعد أن أموت حتى ألقى بها وجه الله يوم القيامة...

شُـمُـوَخ { عُـِـزٍي }
17-01-2010, 07:50
يسلمووو ع الطرح

يعطيك العافيه

عبدالله السالم
17-01-2010, 08:33
حمد القويفل

بارك الله فيك على الموضوع