سلامه العايد
28-01-2009, 06:29
بسم الله الرحمن الرحيم
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه الطيبين
وأما بعد :
نعلم أن أجمل ما في هذي الحياة هو الحب .. مثل الأرض التي تكون متعطشة وتريد أن ترتوي للمطر ومثل الشاعر العاشق الذي يرتعش بالحب والهيام ويفوح من عطره أجمل القصائد من أجل الحب .. ومن الذي لا يحب فينا ولم يجد حبيب ويعشقه , فقد يعلم أن لك شخص حبيب مجهول وهو الذي يرسمه في خياله ويصفق له كل ماسمع قصائد الغزل التي تحرك مشاعر العاشق .
ومن هنا نقول الحب هو الحياة والحياة هي الحب
وقد عرفت قبيلة عذرة فى أيام بني أمية بهذا اللون من الحب، ونسب إليها، واشتهرت به وبكثرة عشاقها المتيمين الصادقين في حبهم، المخلصين لمحبوباتهم، الذين يستبد بهم الحب، ويشتد بهم الوجد، ويسيطر عليهم الحرمان، حتى يصل بهم إلى درجة من الضنى والهزال كانت تفضي بهم في أكثر الأحيان إلى الموت.
التي مثلت هذه الظاهرة الاجتماعية أقوى تمثيل، لكثرة من عرف من عشاقها الذين رأى فيهم الرواة المثل الكاملة لهذا الحب، والنماذج الدقيقة له ، والألسنة المعبرة عنه أدق تعبير وأروعه ،وخاصة عند جميل بثينة الذي يعد بحق أروع مثل له، وأدق نموذج عرفته البادية منه، وأقوى الألسنة تعبيراً عنه، وأشهر من لمع اسمه في تاريخه.
وربما يرجع السبب أيضاً إلى أن أقدم من عرفه الرواة من أصحاب هذا الحب في العصر الأموي، وهو عروة بن حزام، كان عذريا من قبيلة بني عذرة.
وقديماً قال رجل منهم :
"لقد تركت بالحي ثلاثين قد خامرهم السل وما بهم داء إلا الحب".
وسُئل آخر : "ممن أنت؟"
فقال : "من قوم إذا أحبوا ماتوا"،
فقالت جارية سمعته : "عذري ورب الكعبة".
سئل أعرابي منهم :
"ما بال قلوبكم كأنهم قلوب طير تنماث كما ينماث الملح أما تجلدون ؟
فقال : إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها".
وقيل لآخر : " يا هذا بحق أقول إنكم أرق الناس قلوباً".
ويقول ابن قتيبة : "والجمال في عذرة والعشق كثير".
والعرب من أكثر الأمم عشقاً وغراماً، وحباً وهياماً، وفيهم كثيرون قتلهم العشق في القديم والحديث، وقد سمي (الحب العذري) باسم قبيلة عربية (بنو عذرة) كان رجالها يعشقون.. ويعفون.. وكثيراً ما يمرضون.. أو يموتون..
من قول العشاق في الشعر :
وعذلت أهل العشق حتى ذقته = فعجبت كيف يموت من لا يعشق
,
,
خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتما = قتيلا بكـــى من حب قاتله قبلي
,
,
عيناكِ نازلتا القلوب فكلهــا = إمـا جـريـح أو مـصاب المقـتلِ
,
,
قالوا الفراق غـداً لا شك قلت لهم = بل موت نفسي من قبل الفراق غداً
,
,
ضممتك حتى قلت نـاري قد انطفت = فلم تطفَ نيراني وزيـد وقودهـا
,
,
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه = و لكن من يبصر جفونك يعشق
,
,
يهواك ما عشت القلب فإن أمت = يتبع صداي صداك في الأقبر
,
,
أنت النعيم لقلبي و العذاب لــه = فما أمرّك في قلبي و أحلاك
,
,
و ماعجبي موت المحبين في الهوى = ولكن بقاء العاشقين عجيب
,
,
و لولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشـق = ولكن عزيز العاشقين ذليل
,
,
نقل فؤادك حيث شئت من الهـوى = ما الـحب إلا للحبيب الأول
,
,
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها = ففي وجه مـن تهوى جميع المحاسن
,
,
إذا ما رأت عـيني جمالك مقبلاً = و حقك يا روحي سكرت بلا شرب
,
,
كـتـب الـدمع بخـدي عـهده للهوى = و الـشوق يملي ماكـتب
,
,
أحبك حباً لو يفض يسيره على الـخلق = مـات الـخلق من شـدة الـحب
,
,
فقلت : كما شاءت و شاء لها الهوى = قتيلك قالت : أيهم فهم كـثـــر
,
,
ولي فؤاد إذا طال العذاب به = هام اشتياقاً إلى لقيا مـعـذبــــــه
,
,
ماعالج الناس مثل الحب من سقم = و لا برى مثلـه عـظما ًو لا جسداً
,
,
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى = و زرتك حتى قـيل ليـس له صبرا
,
,
قـالت جننت بمن تهوى فقلت لها = الـعشق أعـظم مما بالمجانـيــن
,
,
ولو خلط الـسـم المذاب بريقهــا = وأسـقيت مـنه نهلة لـبـريت
,
,
إن كـان ذنبي أن حـبك شاغلي = عمن سواك فلست عنه بتائب
,
,
جسّ الطبيب يدي جهلاً فـقلت له = إن المحبة في قلبي فخلي يــدي
,
,
سحرتني حبيـبتي بـسواد عيونهـا = إنما السحر في سـواد العيون
,
,
ما كنت أومن في العيون و سحرها = حتى دهتني في الهوى عيناكِ
,
,
ولو أني خبأتك في عـيـونــي = إلى يوم الـقيامة ما كفانـــي
,
,
أحبك حباً لو تحبين مثلــــــه = أصابك من وجدي على جنوني
,
,
وأشكو من عذابي في هـواكــم = و أجزيكم عن التعذيب حبـــا
,
,
ذقت منها حلواً و مراً و كـانت = لـذة العـشق في اختلاف المتذاق
,
,
فلو كان لي قلبان عـشت بواحـد = و أبقيت قلباً في هواك يعـذب
,
,
وتمنى نظـرة يـشفـي بـهـا = عــــــــلة الشوق فكانت مهلكــــا
,
,
سكرنا ولم نشرب من الخمرجرعة = ولكن أحاديث الغرام هي الخمر
هذا هو حال شعراء الحب والعشق فأن الذي يهوى الحب الحقيقي يتضح عليه أن يمرض وأما غير ذلك فلا يعتبر حب , ولا يخفا علينا في العصور الأخرى ايضاً يوجد فيها شعراء أمتازوا في الشعر الغزل والوصف وهم من جيل الشعر النبطي .
هذا ممٌ راق إلي كتابتة هنا اليوم في هذا المنتدى وأتمنى للجميع الاستمتاع في قرأته , ولكم خالص ودي وأحترامي ممجوزه بورود الحب والسعاده يردفها الابتسامه بشوق وحنين , دمتم بحفظ الله ورعايته .
نهاية القول : الحب الحقيقي هو الحب في الله
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه الطيبين
وأما بعد :
نعلم أن أجمل ما في هذي الحياة هو الحب .. مثل الأرض التي تكون متعطشة وتريد أن ترتوي للمطر ومثل الشاعر العاشق الذي يرتعش بالحب والهيام ويفوح من عطره أجمل القصائد من أجل الحب .. ومن الذي لا يحب فينا ولم يجد حبيب ويعشقه , فقد يعلم أن لك شخص حبيب مجهول وهو الذي يرسمه في خياله ويصفق له كل ماسمع قصائد الغزل التي تحرك مشاعر العاشق .
ومن هنا نقول الحب هو الحياة والحياة هي الحب
وقد عرفت قبيلة عذرة فى أيام بني أمية بهذا اللون من الحب، ونسب إليها، واشتهرت به وبكثرة عشاقها المتيمين الصادقين في حبهم، المخلصين لمحبوباتهم، الذين يستبد بهم الحب، ويشتد بهم الوجد، ويسيطر عليهم الحرمان، حتى يصل بهم إلى درجة من الضنى والهزال كانت تفضي بهم في أكثر الأحيان إلى الموت.
التي مثلت هذه الظاهرة الاجتماعية أقوى تمثيل، لكثرة من عرف من عشاقها الذين رأى فيهم الرواة المثل الكاملة لهذا الحب، والنماذج الدقيقة له ، والألسنة المعبرة عنه أدق تعبير وأروعه ،وخاصة عند جميل بثينة الذي يعد بحق أروع مثل له، وأدق نموذج عرفته البادية منه، وأقوى الألسنة تعبيراً عنه، وأشهر من لمع اسمه في تاريخه.
وربما يرجع السبب أيضاً إلى أن أقدم من عرفه الرواة من أصحاب هذا الحب في العصر الأموي، وهو عروة بن حزام، كان عذريا من قبيلة بني عذرة.
وقديماً قال رجل منهم :
"لقد تركت بالحي ثلاثين قد خامرهم السل وما بهم داء إلا الحب".
وسُئل آخر : "ممن أنت؟"
فقال : "من قوم إذا أحبوا ماتوا"،
فقالت جارية سمعته : "عذري ورب الكعبة".
سئل أعرابي منهم :
"ما بال قلوبكم كأنهم قلوب طير تنماث كما ينماث الملح أما تجلدون ؟
فقال : إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها".
وقيل لآخر : " يا هذا بحق أقول إنكم أرق الناس قلوباً".
ويقول ابن قتيبة : "والجمال في عذرة والعشق كثير".
والعرب من أكثر الأمم عشقاً وغراماً، وحباً وهياماً، وفيهم كثيرون قتلهم العشق في القديم والحديث، وقد سمي (الحب العذري) باسم قبيلة عربية (بنو عذرة) كان رجالها يعشقون.. ويعفون.. وكثيراً ما يمرضون.. أو يموتون..
من قول العشاق في الشعر :
وعذلت أهل العشق حتى ذقته = فعجبت كيف يموت من لا يعشق
,
,
خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتما = قتيلا بكـــى من حب قاتله قبلي
,
,
عيناكِ نازلتا القلوب فكلهــا = إمـا جـريـح أو مـصاب المقـتلِ
,
,
قالوا الفراق غـداً لا شك قلت لهم = بل موت نفسي من قبل الفراق غداً
,
,
ضممتك حتى قلت نـاري قد انطفت = فلم تطفَ نيراني وزيـد وقودهـا
,
,
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه = و لكن من يبصر جفونك يعشق
,
,
يهواك ما عشت القلب فإن أمت = يتبع صداي صداك في الأقبر
,
,
أنت النعيم لقلبي و العذاب لــه = فما أمرّك في قلبي و أحلاك
,
,
و ماعجبي موت المحبين في الهوى = ولكن بقاء العاشقين عجيب
,
,
و لولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشـق = ولكن عزيز العاشقين ذليل
,
,
نقل فؤادك حيث شئت من الهـوى = ما الـحب إلا للحبيب الأول
,
,
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها = ففي وجه مـن تهوى جميع المحاسن
,
,
إذا ما رأت عـيني جمالك مقبلاً = و حقك يا روحي سكرت بلا شرب
,
,
كـتـب الـدمع بخـدي عـهده للهوى = و الـشوق يملي ماكـتب
,
,
أحبك حباً لو يفض يسيره على الـخلق = مـات الـخلق من شـدة الـحب
,
,
فقلت : كما شاءت و شاء لها الهوى = قتيلك قالت : أيهم فهم كـثـــر
,
,
ولي فؤاد إذا طال العذاب به = هام اشتياقاً إلى لقيا مـعـذبــــــه
,
,
ماعالج الناس مثل الحب من سقم = و لا برى مثلـه عـظما ًو لا جسداً
,
,
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى = و زرتك حتى قـيل ليـس له صبرا
,
,
قـالت جننت بمن تهوى فقلت لها = الـعشق أعـظم مما بالمجانـيــن
,
,
ولو خلط الـسـم المذاب بريقهــا = وأسـقيت مـنه نهلة لـبـريت
,
,
إن كـان ذنبي أن حـبك شاغلي = عمن سواك فلست عنه بتائب
,
,
جسّ الطبيب يدي جهلاً فـقلت له = إن المحبة في قلبي فخلي يــدي
,
,
سحرتني حبيـبتي بـسواد عيونهـا = إنما السحر في سـواد العيون
,
,
ما كنت أومن في العيون و سحرها = حتى دهتني في الهوى عيناكِ
,
,
ولو أني خبأتك في عـيـونــي = إلى يوم الـقيامة ما كفانـــي
,
,
أحبك حباً لو تحبين مثلــــــه = أصابك من وجدي على جنوني
,
,
وأشكو من عذابي في هـواكــم = و أجزيكم عن التعذيب حبـــا
,
,
ذقت منها حلواً و مراً و كـانت = لـذة العـشق في اختلاف المتذاق
,
,
فلو كان لي قلبان عـشت بواحـد = و أبقيت قلباً في هواك يعـذب
,
,
وتمنى نظـرة يـشفـي بـهـا = عــــــــلة الشوق فكانت مهلكــــا
,
,
سكرنا ولم نشرب من الخمرجرعة = ولكن أحاديث الغرام هي الخمر
هذا هو حال شعراء الحب والعشق فأن الذي يهوى الحب الحقيقي يتضح عليه أن يمرض وأما غير ذلك فلا يعتبر حب , ولا يخفا علينا في العصور الأخرى ايضاً يوجد فيها شعراء أمتازوا في الشعر الغزل والوصف وهم من جيل الشعر النبطي .
هذا ممٌ راق إلي كتابتة هنا اليوم في هذا المنتدى وأتمنى للجميع الاستمتاع في قرأته , ولكم خالص ودي وأحترامي ممجوزه بورود الحب والسعاده يردفها الابتسامه بشوق وحنين , دمتم بحفظ الله ورعايته .
نهاية القول : الحب الحقيقي هو الحب في الله