الأصيل
22-03-2005, 05:47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الذي أبكى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
مالي أراك متغير اللون فقال: يا محمد جئتُكَ في
ساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا
ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب
القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل صِف لي
جهنم
قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف
سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم
أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا
ينطفئ لهبها ولا جمرها .
والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها
لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها .
والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار
عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من
نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها .
والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة
التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ
حتى يبلُغ الأرض السابعة .
والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أنّ رجلاً بالمغرب
يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها . حرّها
شديد ، و قعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم و
الصديد ، و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب، لكل
باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء .
فقال صلى الله عليه وسلم: أهي كأبوابنا هذه ؟
قال: لا ، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب
إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي
يليه سبعين ضعفاً ، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا
إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك
السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه ، وتُغَلّ يده اليسرى
إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين
كتفيه ، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في
سلسلة ، ويُسحَبُ على وجهه ، وتضربه الملائكة بمقامع من
حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ سكّان هذه
الأبواب ؟
فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن
أصحاب المائدة، وآل فرعون ، و اسمها الهاوية .
و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم .
و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر .
و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ ، و المجوس ،
و اسمه لَظَى .
و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة .
و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز ، ثم أمسكَ
جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له
عليه السلام: ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟
فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم
يتوبوا . فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه،
فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال
عليه الصلاة و السلام: يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي ، و
اشتدّ حزني ، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار ؟
قال: نعم ، أهل الكبائر من أمتك .
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل .
و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن
الناس ، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا
يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله
تعالى .
فلما كان اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه
حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة،
هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى
باكياً .
فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام
عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟
فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي.
فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال: السلام
عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من
سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى أتى
بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وكان علي رضي الله عنه غائباً
، فقال: يا ابنة رسول الله ، إنّ رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة
فلا يكلم أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول ..
فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على
باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت : يا
رسول الله أنا فاطمة ، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه
و قال: ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني ؟ افتحوا
لها الباب
ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله
مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن ،
فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك ؟!
فقال: (( يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم ،
و أخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي ، فذلك
الذي أبكاني و أحزنني ))
قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!
قال: (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لا
تَسْوَدّ وجوههم ، و لا تَزْرَقّ أعينهم ، و لا يُخْتَم
على أفواههم ، و لا يقرّنون مع الشياطين ، و لا يوضع
عليهم السلاسل و الأغلال ))
قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟!
قال: (( أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و
النواصي .. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته
وهو ينادي: واشَيْبتاه واضعفاه ، و كم من شاب قد قُبض
على لحيته ، يُساق إلى النار وهو ينادي: واشباباه واحُسن
صورتاه ، و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها
تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه ،
حتى يُنتهى بهم إلى مالك ، فإذا نظر إليهم مالك قال
للملائكة: من هؤلاء ؟ فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب
شأناً من هؤلاء ، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم
و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين و لم
توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم !
فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه
الحالة .
فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم ؟
وروي في خبر آخر : أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا :
وامحمداه ، فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله
عليه وسلم من هيبته ، فيقول لهم : من أنتم؟ فيقولون: نحن
ممن أُنزل علينا القرآن،ونحن ممن يصوم رمضان . فيقول
لهم مالك: ما أُنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله
عليه وسلم ، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا : نحن من أمة
محمد صلى الله عليه وسلم .
فيقول لهم مالك : أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن
معاصي الله تعالى . فإذا وقف بهم على شفير جهنم،
ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك ائذن لنا
نبكي على أنفسنا ، فيأذن لهم ، فيبكون الدموع حتى لم يبق
لهم دموع ، فيبكون الدم ، فيقول مالك: ما أحسن هذا
البكاء لو كان في الدنيا، فلو كان في الدنيا من خشية
الله ما مسّتكم النار اليوم .
فيقول مالك للزبانية : ألقوهم . ألقوهم في النار
فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم : لا إله إلا
الله ، فترجع النار عنهم ، فيقول مالك: يا نار خذيهم،
فتقول : كيف آخذهم و هم يقولون لا إله إلا الله؟ فيقول
مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، فتأخذهم ، فمنهم من تأخذه
إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه
إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار
إلى وجهه قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن
في الدنيا، و لا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر
رمضان ... فيبقون ما شاء الله فيها ، ويقولون: يا أرحم
الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه
قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه
وسلم ؟ فيقول: اللهم أنت أعلم بهم . فيقول انطلق فانظر
ما حالهم .
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من
نار في وسط جهنم، فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام
قام تعظيماً له ، فيقول له يا جبريل : ماأدخلك هذا
الموضع ؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة
محمد ؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم،قد
أُحرِقَت أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم، وبقِيَت وجوههم و
قلوبهم يتلألأ فيها الإيمان .
فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم . قال
فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا
إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه، علموا أنه ليس من ملائكة
العذاب فيقولون : من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن
منه ؟ فيقول مالك : هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي
محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي ، فإذا سمعوا ذِكْر
محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ
محمداً صلى الله عليه وسلم منا السلام، وأخبره أن
معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء حالنا .
فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى ، فيقول
الله تعالى: كيف رأيت أمة محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ
حالهم و أضيق مكانهم .
فيقول: هل سألوك شيئاً ؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني
أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام و أُخبره بسوء حالهم .
فيقول الله تعالى : انطلق فأخبره ..
فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في
خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان
من ذهب ، فيقول: يا محمد . قد جئتك من عند العصابة
العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار ، وهم
يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا
فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ
ساجداً ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد
مثله .
فيقول الله تعالى : ارفع رأسك ، و سَلْ تُعْطَ ، و
اشفع تُشفّع .
فيقول: (( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم
حكمك وانتقمت منهم، فشفّعني فيهم ))
فيقول الله تعالى : قد شفّعتك فيهم ، فَأْتِ النار
فأخرِج منها من قال لا إله إلا الله . فينطلق النبي
صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه
وسلم قام تعظيماً له فيقول : (( يا مالك ما حال أمتي
الأشقياء ؟! ))
فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد صلى
الله عليه وسلم : (( افتح الباب و ارفع الطبق )) ، فإذا
نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا
بأجمعهم فيقولون: يا محمد ، أَحْرَقت النار جلودنا و
أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد
أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر
الحيوان ، فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً
مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل القمر ، مكتوب على
جباههم "الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار" ، فيدخلون
الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها
قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو
قوله تعالى :
} ربمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ { [ الحجر:2 ]
*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( اذكروا من النار ما شئتم، فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه ))
* و قال: (( إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في
رجليه نعلان من نار ، يغلي منهما دماغه، كأنه مرجل،
مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و أشفاره لهب النيران، و تخرج
أحشاء بطنه من قدميه ، و إنه لَيَرى أنه أشد أهل النار
عذاباً، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً ))
* وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية :
} وَإِنَّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ الحجر:43 ] [
، وضع سلمان يده على رأسه و خرج هارباً ثلاثة
أيام ، لا يُقدر عليه حتى جيء به .
اللهم أَجِرْنَا من النار . اللهم أجرنا من النار
. اللهم أجرنا من النار ..
اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار . اللهم
أجر قارئها من النار .
اللهم أجر مرسلها من النار . اللهم أجرنا والمسلمين
من النار .
آمين . آمين . آمين
** انشرها و لك الدعاء و الأجر إن شاء الله
تعالى
اللهم ان لك صفوة تدخلهم الجنة من غير حساب ولا
عقاب فاجعلني و قاريء الرسالة منهم
منقول
ما الذي أبكى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
مالي أراك متغير اللون فقال: يا محمد جئتُكَ في
ساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا
ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب
القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل صِف لي
جهنم
قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف
سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم
أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا
ينطفئ لهبها ولا جمرها .
والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها
لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها .
والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار
عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من
نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها .
والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة
التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ
حتى يبلُغ الأرض السابعة .
والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أنّ رجلاً بالمغرب
يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها . حرّها
شديد ، و قعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم و
الصديد ، و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب، لكل
باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء .
فقال صلى الله عليه وسلم: أهي كأبوابنا هذه ؟
قال: لا ، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب
إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي
يليه سبعين ضعفاً ، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا
إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك
السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه ، وتُغَلّ يده اليسرى
إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين
كتفيه ، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في
سلسلة ، ويُسحَبُ على وجهه ، وتضربه الملائكة بمقامع من
حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ سكّان هذه
الأبواب ؟
فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن
أصحاب المائدة، وآل فرعون ، و اسمها الهاوية .
و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم .
و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر .
و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ ، و المجوس ،
و اسمه لَظَى .
و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة .
و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز ، ثم أمسكَ
جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له
عليه السلام: ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟
فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم
يتوبوا . فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه،
فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال
عليه الصلاة و السلام: يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي ، و
اشتدّ حزني ، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار ؟
قال: نعم ، أهل الكبائر من أمتك .
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل .
و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن
الناس ، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا
يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله
تعالى .
فلما كان اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه
حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة،
هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى
باكياً .
فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام
عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟
فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي.
فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال: السلام
عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من
سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى أتى
بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وكان علي رضي الله عنه غائباً
، فقال: يا ابنة رسول الله ، إنّ رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة
فلا يكلم أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول ..
فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على
باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت : يا
رسول الله أنا فاطمة ، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه
و قال: ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني ؟ افتحوا
لها الباب
ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله
مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن ،
فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك ؟!
فقال: (( يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم ،
و أخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي ، فذلك
الذي أبكاني و أحزنني ))
قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!
قال: (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لا
تَسْوَدّ وجوههم ، و لا تَزْرَقّ أعينهم ، و لا يُخْتَم
على أفواههم ، و لا يقرّنون مع الشياطين ، و لا يوضع
عليهم السلاسل و الأغلال ))
قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟!
قال: (( أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و
النواصي .. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته
وهو ينادي: واشَيْبتاه واضعفاه ، و كم من شاب قد قُبض
على لحيته ، يُساق إلى النار وهو ينادي: واشباباه واحُسن
صورتاه ، و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها
تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه ،
حتى يُنتهى بهم إلى مالك ، فإذا نظر إليهم مالك قال
للملائكة: من هؤلاء ؟ فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب
شأناً من هؤلاء ، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم
و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين و لم
توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم !
فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه
الحالة .
فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم ؟
وروي في خبر آخر : أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا :
وامحمداه ، فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله
عليه وسلم من هيبته ، فيقول لهم : من أنتم؟ فيقولون: نحن
ممن أُنزل علينا القرآن،ونحن ممن يصوم رمضان . فيقول
لهم مالك: ما أُنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله
عليه وسلم ، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا : نحن من أمة
محمد صلى الله عليه وسلم .
فيقول لهم مالك : أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن
معاصي الله تعالى . فإذا وقف بهم على شفير جهنم،
ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك ائذن لنا
نبكي على أنفسنا ، فيأذن لهم ، فيبكون الدموع حتى لم يبق
لهم دموع ، فيبكون الدم ، فيقول مالك: ما أحسن هذا
البكاء لو كان في الدنيا، فلو كان في الدنيا من خشية
الله ما مسّتكم النار اليوم .
فيقول مالك للزبانية : ألقوهم . ألقوهم في النار
فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم : لا إله إلا
الله ، فترجع النار عنهم ، فيقول مالك: يا نار خذيهم،
فتقول : كيف آخذهم و هم يقولون لا إله إلا الله؟ فيقول
مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، فتأخذهم ، فمنهم من تأخذه
إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه
إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار
إلى وجهه قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن
في الدنيا، و لا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر
رمضان ... فيبقون ما شاء الله فيها ، ويقولون: يا أرحم
الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه
قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه
وسلم ؟ فيقول: اللهم أنت أعلم بهم . فيقول انطلق فانظر
ما حالهم .
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من
نار في وسط جهنم، فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام
قام تعظيماً له ، فيقول له يا جبريل : ماأدخلك هذا
الموضع ؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة
محمد ؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم،قد
أُحرِقَت أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم، وبقِيَت وجوههم و
قلوبهم يتلألأ فيها الإيمان .
فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم . قال
فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا
إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه، علموا أنه ليس من ملائكة
العذاب فيقولون : من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن
منه ؟ فيقول مالك : هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي
محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي ، فإذا سمعوا ذِكْر
محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ
محمداً صلى الله عليه وسلم منا السلام، وأخبره أن
معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء حالنا .
فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى ، فيقول
الله تعالى: كيف رأيت أمة محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ
حالهم و أضيق مكانهم .
فيقول: هل سألوك شيئاً ؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني
أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام و أُخبره بسوء حالهم .
فيقول الله تعالى : انطلق فأخبره ..
فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في
خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان
من ذهب ، فيقول: يا محمد . قد جئتك من عند العصابة
العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار ، وهم
يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا
فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ
ساجداً ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد
مثله .
فيقول الله تعالى : ارفع رأسك ، و سَلْ تُعْطَ ، و
اشفع تُشفّع .
فيقول: (( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم
حكمك وانتقمت منهم، فشفّعني فيهم ))
فيقول الله تعالى : قد شفّعتك فيهم ، فَأْتِ النار
فأخرِج منها من قال لا إله إلا الله . فينطلق النبي
صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه
وسلم قام تعظيماً له فيقول : (( يا مالك ما حال أمتي
الأشقياء ؟! ))
فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد صلى
الله عليه وسلم : (( افتح الباب و ارفع الطبق )) ، فإذا
نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا
بأجمعهم فيقولون: يا محمد ، أَحْرَقت النار جلودنا و
أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد
أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر
الحيوان ، فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً
مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل القمر ، مكتوب على
جباههم "الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار" ، فيدخلون
الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها
قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو
قوله تعالى :
} ربمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ { [ الحجر:2 ]
*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( اذكروا من النار ما شئتم، فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه ))
* و قال: (( إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في
رجليه نعلان من نار ، يغلي منهما دماغه، كأنه مرجل،
مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و أشفاره لهب النيران، و تخرج
أحشاء بطنه من قدميه ، و إنه لَيَرى أنه أشد أهل النار
عذاباً، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً ))
* وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية :
} وَإِنَّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ الحجر:43 ] [
، وضع سلمان يده على رأسه و خرج هارباً ثلاثة
أيام ، لا يُقدر عليه حتى جيء به .
اللهم أَجِرْنَا من النار . اللهم أجرنا من النار
. اللهم أجرنا من النار ..
اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار . اللهم
أجر قارئها من النار .
اللهم أجر مرسلها من النار . اللهم أجرنا والمسلمين
من النار .
آمين . آمين . آمين
** انشرها و لك الدعاء و الأجر إن شاء الله
تعالى
اللهم ان لك صفوة تدخلهم الجنة من غير حساب ولا
عقاب فاجعلني و قاريء الرسالة منهم
منقول