المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مــوضي البرازية >>> ومواقفها التي توحي بالشجاعة والكرم >>


صالح الدعفس
17-03-2009, 01:58
..
..
..
..
..
..
..
..
..







موضي البرازية ..

أو مويضي البرازية مثلما كانت تلقب .. وإسمها موضي بنت أبو حنايا البرازية .. من فخذ البرزان من واصل من بريه من مطير .. شاعرة تصف مع الشعراء الفحول في متانة شعرها و قوته .. إلا أنها ظهرت في زمن سطوة الرجال .. فأحدثت فرقا و تغييرا في المفاهيم الأجتماعية .. سأتطرق إليه فيما بعد في مشاركتي ..
حياتها : لم يحدد المؤرخون الفترة التي عاشت فيها موضي البرازية .. لكنها و مما رُوي عنها من شعر .. كانت تشد الرحال إلى قصر برزان و تنشد الشعر و تتكسب من وراءه .. وذلك كان إبان حكم الأمير محمد العبدالله الرشيد .. وهي الفترة التي شهدت سقوط الدولة السعودية الثانية .. و حكم آل رشيد لنجد و من الشعر الذي نقل عنها .. تتراوح حياتها حسب الروايات – وليس في ذلك أمر مؤكد - بين الربع الأخير من القرن الثامن عشر و النصف الأول من القرن التاسع عشر( 1775 – 1850م ).
روي عنها أنها كانت طويلة القامة و جميلة وذات صوتٍ جهوري جميل .. لطالما غنت به اشعارهاو قيل ايضا أن ذاع صيتها بالغناء و بلغ هذا الأمر الأمام فيصل بن تركي آل سعود ( و قيل ايضا الشيخ بوشويربات .. شيخ البرزان ) فأمر صاحب الأمر حينها بضربها وارسل لها عبدا إسمه سلامه اشبعها ضربا بعصا كانت معه .. بعدها .. سمعت حمامة كانت تغني على جريد إحدى النخيل .. و كانت تتفيأ ظلها .. فقالت تشكي ما اصابها و هي تخاطب الحمامة و تدعوها لكي تترك مكانها و تتجه إلى حيث ديار الوداعين من الدواسر و تمدحهم :

ياسعد عينك بالطرب يا حمامه
..... يللي على .. خضر الجرايد تغنين

عزي لعينك وان درابك سلامه
..... خلاك مثلي .. يالحمامه .. تونين

كسر عظامي كسّر الله عظامه
..... شوفي مضارب شوحطه بالحجابين

جاني يقول : مروحينه عمامه
..... الله يخرب .... ديرةٍ لأصفر العين

أن كان ودك بالطرب والسلامه
..... عليك بالفرعه .. ديـار الوداعين

تنحري ربعٍ ... تفك الجهامه
..... نطاحة القالات .. بالعسر واللين

دخيلهم محدٍ على الحق ضامه
..... لوهو ضعيف الحال مايلحقه دين

ولعل هذه الحادثة كانت في مقتبل حياتها ..

حسبما روي عنها فقد تزوجت أول حياتها برجل من جماعتها أسمه ( حجول ) .. و كان دليل للقوافل و الفرسان .. يعرف صحراء الصمان عن ظهر قلب بحيث لا يحتاج إلى وسم أو رجم ليعرف المكان الذي هو فيه ..

روي عن حجول قوله الذي بين مهنته البيتين التاليين :

دليلتهم ... وأنا حجول
..... لا غطى ... المرقاب نوّا

أصدرهم وأوردهم دحول
..... بلا علامة ولا رجمٍ مسوا

كان ( حجول ) رجلا شجاعا كثير الغزوات و التغيب عن البيت .. مع ذلك كان كثيرا ما يرسل لموضي أغراضا كثيرة مع مراسيل .. كانت لا تستسيغها .. فإن كره الشخص شخصا آخر .. كره كل ما يأتي منه.. أنظروا معي إلى قول موضي فيما كان يرسله زوجها :

حتيش لو حطيت فتخة و باكور
..... مع جوخةٍ تكسي قطاة العبية

إقطك و سمنك كنه الشري ممرور
..... لا طاب مقلوعك فعودٍ عليه

و من صفاته أنه كان قصير القامة .. وفي نفس الوقت كان فظا لا يراعي موضي بالحديث و دائم السخرية من طول قامتها المميز .. و كان يلقبها بالطولا .. فقالت له بعدما ضاقت ذرعا به طالبة منه الطلاق و أن يخلي سبيلها بالأبيات التالية :

طول الحقب ما عذربن كل قبّا
..... يوم الوغى ما يركبه قاصر البوع

إقعد ببيتك .... جعل بيتك يهبّا
..... جعل بيتك .. بين الأبيات مجدوع

عسى الصغيّر .. بيننا ما يربي
..... عساه ما يلعب على فرخ جربوع

بعد حجول .. تخيرت موضي البرازية .. قوية الشخصية .. إنسانا نقيضا لزوجها الأول .. شخص و حسب الروايات كان أسمه " خروف " .. إنسانا ساذجا .. سيطرت عليه بقوة شخصيتها و ذكاؤها و سخرته لخدمتها .. وإنطلقت به إلى حيث تريد محرما .. كان بليدا .. خاملا ينام حيث يحبسه النعاس لا يحب الغزو كالرجال الشجعان أو يخافه بالأحرى .. في ذلك قالت عنه مويضي بعدما هب الهوا في أحد ليالي الشتاء الباردة .. فقامت لتذري بيت الشعر عن الهوا . فوجدت زوجها " خروف " نائما متوسدا الرمل فقالت ابياتا في ذلك :

ياشوق قم بالله وخر عن البرد
..... منتب عن جوع المناكيف داري

قم خوذ مشعابك وطردبه الشِرد
..... وكم ميعةٍ .. تاخذ بها لك ليالي

منتب من اللي عايشين على الطرد
..... نوبٍ عراميش .. ونوب وقاري

ذاع صيت " خروف " بين الناس .. وذاع صيت سيطرة موضي عليه .. حتى أن الرواة اصبحوا يسمون الرجال الضعفاء الشخصية ب " رجال مويضي " .. قيل أنه كان لموضي أختا تسمى " بنّا " أو " بنّه " و كانت تفتخر بشجاعة زوجها و كرمه .. حيث أنه كان كثير الغزو وأنه إذا رجع من غزواته .. إلتفوا عليه جماعتهم .. هذا يساله عن أخبار الغزوات و من فقد فيها و هذا يساله من فضل ما كسب من المغازي .. وهي بذلك تهدف إلى إغاظة أختها موضي .. فقالت أمامها مرة من المرات تمدح ( شوقها ) و تقول :

شوقي غلب شوقك على هبة الريح
..... و محصل فخر الكرم والشجاعة

ركـاب شوقي كل يوم (ن) مشاويح
..... وإذا لفى .. صكّوا عليه الجماعة

يا البيض شومن .. للرجال المفاليح
..... ولا تقربن راعي الردا و الخناعة

فعاجلتها موضي بابيات رحن شهرة طغت الآفاق .. وصفت بها زوجها و لربما كانت هذه الأبيات سبب شهرتها و شهرة ( رجال مويضي ) ذلك قولها :

نفسي تمنيني .. الرجال الشجاعة
..... أنا ودي بهم مير المناعير صلفين

أريد مندس .. ف وسط الجماعة
..... يرعى غنمهم .. والبهم والبعارين

إذا نزرته ... راح قلبه رعاعة
..... يقول : يا هافي الحشا ويش تبغين

إن قلت هات الحطب قال طاعة
..... وعجل ٍيجيب القدر هو والمواعين

لو أضربه .. مشتدةٍ في كراعه
..... ماهوب شانيني ولا الناس دارين

إشتهر عن موضي العديد من الأبيات . بالإضافة إلى قولها في وصف زوجها الذي راح مثلا و طاف الآفاق ..

فقد قالت بيتا واحد يغني عن قصائد .. لما به من الحكمة الشيء الكثير ذلك قولها في آخر بيت من قصيدة تصف بها وقعة حدثت لقومها ( مطير ) مع الفدعان من عنزة بقيادة جديع بن هذّال و الجربان مع شمّر و الظفير متحدين جاؤوهم غازين و إستطاعت مطير أن تردهم ذلك في قولها :

يالله يا للي ماش غيرك خيارا
..... يا واحدٍ .. كل يساله ويرجيه

تجعل لهم في مركز العز دارا
..... قصرٍ طويل .. وعاليات مبانيه

اللي خذاهم ضدهم بالنهارا
..... والبوق ما عمره رفع حظ راعيه

شيوخ الشمال أهل العلوم الكبارا
عطوا عهد .. مار العهد ما وفوا فيه

باقونا .. ومن الله الانتصارا
..... ومنباق عهد الله ضعافٍ مراقيه

ركبت عليهم سربتين تبارا
..... الكل ينصب .. عند الاخر يماريه

رموا بأبن هذال في أول مغارا
..... شيخ الشيوخ اللي سمعنا بطاريه

جديع ستر مخفرات العذارا
..... زيزوم قوم وعوج الاسلاف تتليه

والشمري ذباح حيل البكارا
..... أقفى يجر .. مسنجدا في لواحيه

وراحن بالجربان شقر المهارا
..... مع السويط وشيوخ وايل هل التيه

اللي يضيع الليل يتنى النهارا
..... واللي يضيع بالقايله منهو يقديه

وكانت لمويضي نظرة نافذة ولها نقد لاذع في مختلف شئون الحياة حتى أنها حين رأت بعض الشباب .. يشكون لوعة الغرام وهم لا يعرفون عنه سوى اسمه قالت بحقهم بيتين من الشعر تتهكم وتسخر منهم فراحت الأبيات مضربا للمثل حين قالت:

ياهل الهوى وشلون ملة هواكم
..... بلله عليكم وين جاكم وجيتوه

والله لو يبطي عليكم عشاكم
..... ويمركم غض النهد .. ماعرفتوه

وروي عن موضي البرازية .. أنها كانت تشد الرحال على حائل .. لتقول الشعر و تتكسب به، حيث كان الأمير يخرج كل يوم إلى باحة القصر ( قصر برزان ) فيلتقي بالناس .. ووافق أن علم بمقدم موضي فتحداها لتقول شعرا تجعل قافيته كلمة ( آكله ) .. فهل يصعب ذلك على تلك الشاعرة المبدعة .. لا طبعا .. فقد جاوبته بالأبيات التالية :

ما حليله وليدٍ .. سرحه بالذويد
..... محلا يوم يآتي .. مناداك له

محلا رمية الصيد يم الغميل
..... غافلٍ ما درى وين مرماك له

محلا كزة الدين .. يم العميل
..... ما تعنى عميلك ولا جاك له

محلا لمسة الردف .. وفوق
..... مع صلاة الصبح قدمت يمناك له

و في هذه المناسبة .. ومن الجدير بالمعرفة أن الشاعر محمد بن فطيس المري ( شاعر المليون – النسخة الأولى ) قد إستخدم هذه القافية وإستعارها في إحدى قصائده الغزلية التي تقول ابياتها

بعض العرب حبه يوردك الجنون
..... ولا يوصف له غلاه احكاك له

مايقنعه وصف الغلا لو وش يكـون
..... لو كل حرفٍ بالحرير يحاك له

الموت جاك وهو تقلبه الضنون
..... ولا لك الا الصبر وش وداك له؟

ان قلت ضايق قال : هونها تهون
..... مايدري ان ضيقتك له وبكاك له

تقعد تحبه وانت ساكت ومغبون
..... يمكن بيوم يقال له ما اوفاك له

وكانك مشكك هو يمون او ما يمون
..... تخيّل ان عفت الصبر فرقاك له

غلاه من فوق الغلا ماهو بدون
..... وحكاه سمعك يجبرك بارخاك له

ودك تحطه فالعيون من العيون
..... وتبسط على رمضا الثرا يمناك له

وتظله من الشمس في ظل الجفون
..... ولا يمر اذنه سوا ... لباك له

وتسج من غيره لونهم يذكرون
..... ومنين ما سقت القدم ممشاك له

فلو ٍ يميله الترف ميل الغصون
..... غصن ٍ ليان ومكرمه بسقاك له

جديله الى اقفى ستر منه المتون
..... كنّي بريحه لالتفت لدعاك له

يزها الملابس ..اي لبس واي لون
..... وفالليل وجهه لا ظهر قداك له

كيك وعسل لكن ماهو في صحون
..... ودعاك من عين الحسود اغطاك له

الله لا يعطيه ناسن ينضلون
..... ويستر عليه من النحل لا ياكله

الوصف والتعبير في وصفه يخون
..... غير اطلب الله يستجيب ادعاك له

وعذال قلبك في محبته يخسون
..... سكينهم عن قطع حبله حاكله

اللي من لحوم الاوادم ياكلون
..... وحلوقهم دافع البلا متواكله

ناس ٍعن اعراض العرب ما يعرضون
..... ودايم على نفس الشكل والشاكله

يدعيهم الشيطان للذنب ويجون
..... هذا يقطع له .. وذاك يواكله

في سلمهم اولا بالاكل الاقربون
..... واطيبهم اللي صيدته شكواك له

من جاك منهم لا تبّين له سنون
..... واضرب يمينه لا بغى يسراك له

يا جعلهم فدوة ثر الغض الفتون
..... اللي على الدرب الطويل اخطاك له

طيفه الى نام البشر زارك بهون
..... وطيفك الى نام البشر سرّاك له

حبه دفان ومقبرة خضرالطعون
..... بيـن العظام العوج كنك ناكله

فلو ٍ غلاه يوردك حوض الجنـون
..... ولا يوصف له غلاه احكاك له

رحم الله مويضي البرازية واحسن إليها فقد حفرت لنفسها مكانا بين شعراء زمنها و صارت ابيات قليلة مما روي عنها مضربا للأمثال .. غفر الله لها ما تقدم من ذنب وعفى عنها واسكنها فسيح جنانه .. بهذا أختم مشاركتي عن هذه الشاعرة العظيمة الفذة وإلى لقاء آخر مع وقفة من الموروث الشعبي ..

تقبلوا تحياتي و تقديري

سلامه العايد
17-03-2009, 03:37
هلا صالح شكراً على هذا الطرح والذي يختص بالشاعرة

مويضي فهي شاعرة معروف ولها ابيات جميله .. ومن ضمنها ابيات

كنت ارددها من اول ماقرات لها ولازلت اذكر الابيات

وتقول :


ياسعد عينك بالطرب يا حمامه = يللي على خضر الجرايد تغنين

عزي لعينك وان درابك سلامه = خلاك مثلي يالحمامه تونين

وسلمت يمناك على هذي الملحمة الرائعة بروعة نقلك لاهنت

دمت بحفظ الله

حاتميه
17-03-2009, 03:48
غفر الله لها وعفى عنها واسكنها فسيح جنانه

يعطيكـ العافيه صالح لهذا المنقول الجميل

بانتظار جديدكـ القادم

تحياتي وتقديري لكـ

,,’,,

صالح الدعفس
20-03-2009, 02:52
ياسعد عينك بالطرب يا حمامه
يللي على خضر الجرايد تغنين

عزي لعينك وان درابك سلامه
خلاك مثلي يالحمامه تونيـن


ياسلااااااام ياسلووووومتي حضور رائع الله يعطيك العافية ..


سلمت ولا هنت يالقرم ..

صالح الدعفس
20-03-2009, 02:53
اللهم أأأأمين أميررررررتنا


حضور جميل كا العادة ... لك عاااطر تحيتي ..