الصقررر
21-03-2009, 07:51
الصمت أبلــــغ...
النقاش من الأمور المفيدة في الحياة الاجتماعية...
فمن خلاله نتعرف على وجهات النظر المختلفة...
كما يفيدنا في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عندنا أو عند غيرنا...
ولكن!!!!!
أحياناً يتحول النقاش الذي هدفه في الأصل هو الوصول إلى الحقيقة ومعرفة
الأمثل إلى مجرد مراء الهدف منه الأخذ والرد وإبراز الدرة على الكلام والوصول
إلى ما نريد وليس إلى ما هو الحق...
ففي هذه الحالة فإنه من الأفضل أن يتوقف الإنسان عن الكلام لأنه مضيعه للوقت
وقتل للحق ...
ولكن إعراض الإنسان عن النقاش مع علمه بأن الحق إلى جانبه ليس بالأمر السهل
فالله سبحانه وتعالى يقول{ وكان الإنسان أكثر شيء جدالاً } الكهف_54...
ولذلك.... كان جزاء وأجر من ترك المراء عظيماً لقول
الرسول صلى الله عليه وسلم : "((أنا زعيم بيت في ريض الجنةلمن ترك المراء ولو كان محقاً "...
وقد يحتار البعض هل نتكلم ونكثر الكلام أم نصمت ونؤثر السلام...
فحب الكلام من فطرة الإنسان ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" أن من البيان لسحر "...
والصمت ما حث عليه كل عاقل وحكيم
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من صمت نجا "...
وهناك أيضاً من الحكم والأمثال التي تشجع على السكوت وتحث عليه وتعتبره
مصدر السلامة...
ومنها المثل الذي يقول : " رب صامت أبلغ من متكلم "
والمثل المعروف الذي يردده كثيراً من الناس " إذا كان
الكلام من فضة فالسكوت من ذهب "...
فربما لحظة صمت فعلت مالا تفعله ساعات من الجدال والخناق والقيل
القال...
فكم من عبارة جرت على قائلها الندامة...
فالصمت هنا دلالة الحكمة والفطنة...
وهناك بعض المواضع التي يفضل بها الصمت عن الكلام ومنها...
_عندما يكون الأمر قد قضي فيه وأنتهى :
وذلك في حالة أن الأمر قد أتخذ بصدده قرار وأنتهى الأمر...
فيكون الكلام بعد فوات الأوان لا فائدة له وهو ما يعبر عنه في العلم الحديث
بمصطلح "العيش في الماضي"
وتعتبر هذه الحالة هي المسببة لمعظم حالات الإحباط والكآبة عند الناس فهي
تدفعهم لاجترار الماضي والعيش في مشاعر الحزن السابق وتمنعهم من تقديم ما هو
مفيد وفعال...
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا السلوك ...
فعندما جاءت الرسل لسيدنا إبراهيم عليه السلام تبشره بغلام وتخبره بأنهم متوجهون
للقضاء على قوم لوط بدأ إبراهيم يناقشهم في ذلك ويطلب إعطاء فرصة لقوم لوط
لعلهم يتوبون فجاء التوجيه الإلهي على لسان الملائكة {يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه
قد جاء أمر ربك } هود_76...
وبذلك أمر إبراهيم بالإعراض عن النقاش لأن لأمر آت وأنتهى ...
_ومن المواضع أيضا حينما يكون موقف الإنسان ضعيفاً فمن الأجدر أن يسكت
حتى وإن كان الحق معه ويسعى لتعزيز موقفه بأساليب أخرى ...لان ذلك سيكون
تأثيره أفضل في تصديق الناس له بدلاً من أن يكرر ويعيد ة يزيد في نفس
الموضوع...
وأبلغ مثال في ذلك موقف السيدة مريم في القرآن الكريم...
عندما حملت من غير زوج وليس لديها ما تقوله للناس إلا أنها بريئة فأمرها ربها في هذا
الحالة في الصمت { فإما ترين من البشر أحداً
فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلنأكلم اليوم أنسيا) مريم_27...
_فمن المواضع كذلك إذا لم يكن المتحدث على ثقة يقين مما يقول فيجب أن يصمت
فذلك أفضل له :
لأن الإنسان عندما يهرف بما لا يعرف...
لا يصغي له أحداً ...
ويقل أحترامه بين الناس وتذهب هيبته ..
فليس عيباً أن تعتذر عن الجواب إن كنت لا تعلم...
فالرسول صلى الله عليه وسلم اعتذر عن الجواب لعدم علمه به حينما سأله جبريل
عن الساعة فقال : " ما المسؤول عنها أعلم من السائل " ..
وليس ثقيلاً من شأنك أن تجلس في المجتمع صامتاً تستمع إلى الكلام دون أن
تتكلم...
فليس المهم أن تتحدث طوال الوقت ولكن المهم أن يكن حديثك مهماً ومفيداً
لمن يستمع إليه...
وهذا ما يرفع مكانتك في المجتمع...
ويجب علينا أن نصغي بأعتبار أن ما نتفوه به سنسأل عنه يوم القيامة لقوله عز وجل
{ ولا تقف ما ليس لك به علم أن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسؤولا}...
ولذلك يجب أن لا نستهين بالكلام الذي نتفوه به فهو كله محصى عند الله وسوف
نحاسب عليه يوم القيامة...
وقد نبهنا الله سبحانه وتعالى إلى خطر ذلك وعظم أهميته حيث قال عز من قائل
{ وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}النور_ 15
دمتم في حفظ الرحمن
الصقررر
النقاش من الأمور المفيدة في الحياة الاجتماعية...
فمن خلاله نتعرف على وجهات النظر المختلفة...
كما يفيدنا في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عندنا أو عند غيرنا...
ولكن!!!!!
أحياناً يتحول النقاش الذي هدفه في الأصل هو الوصول إلى الحقيقة ومعرفة
الأمثل إلى مجرد مراء الهدف منه الأخذ والرد وإبراز الدرة على الكلام والوصول
إلى ما نريد وليس إلى ما هو الحق...
ففي هذه الحالة فإنه من الأفضل أن يتوقف الإنسان عن الكلام لأنه مضيعه للوقت
وقتل للحق ...
ولكن إعراض الإنسان عن النقاش مع علمه بأن الحق إلى جانبه ليس بالأمر السهل
فالله سبحانه وتعالى يقول{ وكان الإنسان أكثر شيء جدالاً } الكهف_54...
ولذلك.... كان جزاء وأجر من ترك المراء عظيماً لقول
الرسول صلى الله عليه وسلم : "((أنا زعيم بيت في ريض الجنةلمن ترك المراء ولو كان محقاً "...
وقد يحتار البعض هل نتكلم ونكثر الكلام أم نصمت ونؤثر السلام...
فحب الكلام من فطرة الإنسان ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" أن من البيان لسحر "...
والصمت ما حث عليه كل عاقل وحكيم
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من صمت نجا "...
وهناك أيضاً من الحكم والأمثال التي تشجع على السكوت وتحث عليه وتعتبره
مصدر السلامة...
ومنها المثل الذي يقول : " رب صامت أبلغ من متكلم "
والمثل المعروف الذي يردده كثيراً من الناس " إذا كان
الكلام من فضة فالسكوت من ذهب "...
فربما لحظة صمت فعلت مالا تفعله ساعات من الجدال والخناق والقيل
القال...
فكم من عبارة جرت على قائلها الندامة...
فالصمت هنا دلالة الحكمة والفطنة...
وهناك بعض المواضع التي يفضل بها الصمت عن الكلام ومنها...
_عندما يكون الأمر قد قضي فيه وأنتهى :
وذلك في حالة أن الأمر قد أتخذ بصدده قرار وأنتهى الأمر...
فيكون الكلام بعد فوات الأوان لا فائدة له وهو ما يعبر عنه في العلم الحديث
بمصطلح "العيش في الماضي"
وتعتبر هذه الحالة هي المسببة لمعظم حالات الإحباط والكآبة عند الناس فهي
تدفعهم لاجترار الماضي والعيش في مشاعر الحزن السابق وتمنعهم من تقديم ما هو
مفيد وفعال...
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا السلوك ...
فعندما جاءت الرسل لسيدنا إبراهيم عليه السلام تبشره بغلام وتخبره بأنهم متوجهون
للقضاء على قوم لوط بدأ إبراهيم يناقشهم في ذلك ويطلب إعطاء فرصة لقوم لوط
لعلهم يتوبون فجاء التوجيه الإلهي على لسان الملائكة {يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه
قد جاء أمر ربك } هود_76...
وبذلك أمر إبراهيم بالإعراض عن النقاش لأن لأمر آت وأنتهى ...
_ومن المواضع أيضا حينما يكون موقف الإنسان ضعيفاً فمن الأجدر أن يسكت
حتى وإن كان الحق معه ويسعى لتعزيز موقفه بأساليب أخرى ...لان ذلك سيكون
تأثيره أفضل في تصديق الناس له بدلاً من أن يكرر ويعيد ة يزيد في نفس
الموضوع...
وأبلغ مثال في ذلك موقف السيدة مريم في القرآن الكريم...
عندما حملت من غير زوج وليس لديها ما تقوله للناس إلا أنها بريئة فأمرها ربها في هذا
الحالة في الصمت { فإما ترين من البشر أحداً
فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلنأكلم اليوم أنسيا) مريم_27...
_فمن المواضع كذلك إذا لم يكن المتحدث على ثقة يقين مما يقول فيجب أن يصمت
فذلك أفضل له :
لأن الإنسان عندما يهرف بما لا يعرف...
لا يصغي له أحداً ...
ويقل أحترامه بين الناس وتذهب هيبته ..
فليس عيباً أن تعتذر عن الجواب إن كنت لا تعلم...
فالرسول صلى الله عليه وسلم اعتذر عن الجواب لعدم علمه به حينما سأله جبريل
عن الساعة فقال : " ما المسؤول عنها أعلم من السائل " ..
وليس ثقيلاً من شأنك أن تجلس في المجتمع صامتاً تستمع إلى الكلام دون أن
تتكلم...
فليس المهم أن تتحدث طوال الوقت ولكن المهم أن يكن حديثك مهماً ومفيداً
لمن يستمع إليه...
وهذا ما يرفع مكانتك في المجتمع...
ويجب علينا أن نصغي بأعتبار أن ما نتفوه به سنسأل عنه يوم القيامة لقوله عز وجل
{ ولا تقف ما ليس لك به علم أن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسؤولا}...
ولذلك يجب أن لا نستهين بالكلام الذي نتفوه به فهو كله محصى عند الله وسوف
نحاسب عليه يوم القيامة...
وقد نبهنا الله سبحانه وتعالى إلى خطر ذلك وعظم أهميته حيث قال عز من قائل
{ وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}النور_ 15
دمتم في حفظ الرحمن
الصقررر