شيهانةالفضول
10-04-2009, 01:32
يحكى ان غرابا جثم في صبيحة يوم على صخرة،فلما بزغت الشمس رأى ظله طويلا جدا،فعظم
قدر نفسه وخيل اليه انه من الجبارين العظام فقال:-
- تالله ان من له مثل هذا الظل يجب ان يكون غذاؤه احد الافيال.
ثم ارتفعت الشمس قليلا فتقلص ظل الغراب ،فتنازل عن طلبه الاول قائلا:-
- يكفيني اليوم جمل.
وازدادت الشمس ارتفاعا،فازداد الظل تقلصا فتنازل الغراب عن الجمل ،ورضي بثور،وهكذا كلما كانت
الشمس ترتفع يزداد تراجعا ويزداد الغراب تنازلا، ويتعرف الى حجمه ويقترب من معرفة وزنه،تنازل من
ثور الى بقرة الى كبش الى اوزة الى دجاجة الى حمامة حتى كان وقت الزوال فتلاشى ظل الغراب
فصاح:
الحقيقة ان جرادة تكفيني ،بل تزيد.
كثير من الناس اذا ما بزغت شمس المعرفة على عقله وعرف القليل تراه يحسب نفسه من عظماء
المفكرين وجهابذة العلماء،فيبدي رأيه في أي مسألة تطرح امامه حتى لو لم يطلب منه ذلك.
ويفتي في كل قضية دون أن يستفتى، بل قد يتطاول الى رموز الفقه وأساطين العلم من الأئمة
العظام فيهاجم ويتطاول عليهم ويتهمهم بالتقصير او بضيق الأفق ،أو ضآلة المعرفة وضحالة العلم
ويحسب نفسه في كل قضية آت بما لم تستطعه الأوائل.
وكلما ازداد سطوع شمس المعرفة على عقله يبدأ في التنازل، الى أن يعرف انه ما تعلم العلم إلا
ليعلم انه يجهل الكثير، فيتلاشى الشموخ رويدا رويدا،وقد قيل:-
ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ
وهكذا كلما اتسع أفق الإنسان وعمق إدراكه فانه يكتشف مع كل حقيقة جديدة انه يجهل اكثر مما
يعلم ،وكفى بالمرء علما ان يعلم ان العلم اكبر من ان يحاط به،هذه حقيقة بينها الشافعي رحمه
الله فقال:-
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي
أو أراني ازددت علما زادني علمي بجهلي .
هذه الحقيقة قررها رب العالمين اذ قال "وما اوتيتم من العلم إلا قليلا" الاسراء85.
سُئل واعظ وهو على المنبر عن مسألة فقال :لا أدري.
فقيل له: ليس على المنبر موضع جهل.
فقال:إنما علوت بقدر علمي، ولو علوت بقدر جهلي لبلغت عنان السماء.
وسُئل الشعبي عن مسألة فقال :لا علم لي بها.
فقيل له: أما تستحي أن تقول لا علم لي بها.
فقال:ولمَ استحي مما لَم تستحي منه الملائكة حين قالت:"سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا"
تواضع لله تعالى ،واعلم ان خير العلم ما اوصلك الى الله العظيم بلا حدود ،تواضع بعلمك لله يزدك رفعه،ولا تشمخ بما علمت فان ذلك دليل الجهل
اخيرا اتمني يعجبكم موضوعي والدرس المستفاد منه
قدر نفسه وخيل اليه انه من الجبارين العظام فقال:-
- تالله ان من له مثل هذا الظل يجب ان يكون غذاؤه احد الافيال.
ثم ارتفعت الشمس قليلا فتقلص ظل الغراب ،فتنازل عن طلبه الاول قائلا:-
- يكفيني اليوم جمل.
وازدادت الشمس ارتفاعا،فازداد الظل تقلصا فتنازل الغراب عن الجمل ،ورضي بثور،وهكذا كلما كانت
الشمس ترتفع يزداد تراجعا ويزداد الغراب تنازلا، ويتعرف الى حجمه ويقترب من معرفة وزنه،تنازل من
ثور الى بقرة الى كبش الى اوزة الى دجاجة الى حمامة حتى كان وقت الزوال فتلاشى ظل الغراب
فصاح:
الحقيقة ان جرادة تكفيني ،بل تزيد.
كثير من الناس اذا ما بزغت شمس المعرفة على عقله وعرف القليل تراه يحسب نفسه من عظماء
المفكرين وجهابذة العلماء،فيبدي رأيه في أي مسألة تطرح امامه حتى لو لم يطلب منه ذلك.
ويفتي في كل قضية دون أن يستفتى، بل قد يتطاول الى رموز الفقه وأساطين العلم من الأئمة
العظام فيهاجم ويتطاول عليهم ويتهمهم بالتقصير او بضيق الأفق ،أو ضآلة المعرفة وضحالة العلم
ويحسب نفسه في كل قضية آت بما لم تستطعه الأوائل.
وكلما ازداد سطوع شمس المعرفة على عقله يبدأ في التنازل، الى أن يعرف انه ما تعلم العلم إلا
ليعلم انه يجهل الكثير، فيتلاشى الشموخ رويدا رويدا،وقد قيل:-
ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ
وهكذا كلما اتسع أفق الإنسان وعمق إدراكه فانه يكتشف مع كل حقيقة جديدة انه يجهل اكثر مما
يعلم ،وكفى بالمرء علما ان يعلم ان العلم اكبر من ان يحاط به،هذه حقيقة بينها الشافعي رحمه
الله فقال:-
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي
أو أراني ازددت علما زادني علمي بجهلي .
هذه الحقيقة قررها رب العالمين اذ قال "وما اوتيتم من العلم إلا قليلا" الاسراء85.
سُئل واعظ وهو على المنبر عن مسألة فقال :لا أدري.
فقيل له: ليس على المنبر موضع جهل.
فقال:إنما علوت بقدر علمي، ولو علوت بقدر جهلي لبلغت عنان السماء.
وسُئل الشعبي عن مسألة فقال :لا علم لي بها.
فقيل له: أما تستحي أن تقول لا علم لي بها.
فقال:ولمَ استحي مما لَم تستحي منه الملائكة حين قالت:"سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا"
تواضع لله تعالى ،واعلم ان خير العلم ما اوصلك الى الله العظيم بلا حدود ،تواضع بعلمك لله يزدك رفعه،ولا تشمخ بما علمت فان ذلك دليل الجهل
اخيرا اتمني يعجبكم موضوعي والدرس المستفاد منه