إيمان الجراي
20-04-2009, 06:21
http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-49149a02f0.gif (http://www.alshohooh-upload.com/uploads/images/alshohooh-49149a02f0.gif)
قليـلــون والـلــه هـم الـذيـن تـهـمـُّهـم وتـقلـقـلهـم وقـفـتـهــم أمـام الـلــه ، عـنـدمـا يـسـألـهــم عـمـا كـتـبـوه وعـمـا قـالــوهـ وعـمـا عـلـقـوا عـلـيــه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ . قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ .
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ . يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ . وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ . هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ . مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ . ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ . لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ )
أصـابـعـنــا هـذهـ الـتـي نـكـتـب بـهــا غـدا سـتـشـهــد عـلـيـنــا
( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )
غـدا سـتـنـطـق بـحــالـنــا
( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ )
أنت مُـراقـبٌ
( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ . فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ . إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ . فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ . كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ . وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ . وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ . يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ . مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ . خُذُوهُ فَغُلُّوهُ . ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ . ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ . إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ . وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) .
فالكل مكشوف ... مكشوف الجسد ... مكشوف النفس ... مكشوف الضمير ... مكشوف العمل ... مكشوف المصير ... وتسقط جميع الأستار التي كانت تحجب الأسرار ، وتتعرى النفوس تعري الأجساد ، وتبرز العيوب بروز الشهود ... ويتجرد الإنسان من حيطته ومن مكره ومن تدبيره ومن شعوره ، ويفتضح منه ما كان حريصاً على أن يستره حتى عن نفسه! وما أقسى الفضيحة على الملأ . وما أخزاها على عيون الجمع!
أما الخالق فكل خافية مكشوفة له في كل آن . ولكن لعل الإنسان لا يشعر بهذا حق الشعور ، وهو مخدوع بستور الأرض . فهاهو ذا يشعر به كاملاً وهو مجرد في يوم القيامة . وفي كل شيء بارز في الكون كله . الأرض مدكوكة مسواة لاتحجب شيئاً وراء نتوء ولا بروز ، والسماء متشققة واهية لاتحجب وراءها شيئاً . والأجسام معراة لايسترها شيء . والنفوس كذلك مكشوفة ليس من دونها ستر وليس فيها سر!
ألا إنه لأمر عصيب . أعصب من دك الأرض والجبال ، وأشد من تشقق السماء! وقوف الإنسان عريان الجسد ، عريان النفس ، عريان المشاعر ، عريان التاريخ ، عريان العمل ماظهر منه وما استتر ؛ أمام تلك الحشود الهائلة من خلق الله من الإنس والجن والملائكة ، وتحت جلال الله وعرشه المرفوع فوق الجميع .
وإن طبيعة الإنسان لمعقدة شديدة التعقيد! ففي نفسه منحنيات شتى ودروب تتخفى فيها نفسه وتتدسس بمشاعرها ونزواتها وهفواتها وخواطرها وأسرارها وخصوصياتها . وإن الإنسان ليصنع أشد مما تصنعه القوقعة الرخوة الهلامية حين تتعرض لوخزة إبرة فتنطوي سريعاً وتنكمش داخل القوقعة وتغلق على نفسها تماماً . إن الإنسان ليصنع أشد من هذا حين يحس أن عيناً تدسست عليه فكشفت منه شيئاً مما يخفيه ، وإن لمحة أصابت منه درباً خفياً أو منحنياً سرياً! ويشعر بقدر عنيف من الألم الواخز حين يطلع عليه أحد في خلوة من خلواته الشعورية .
فكيف بهذا المخلوق وهو عريان ، عريان حقاً ، عريان الجسد والقلب والشعور والنية والضمير . عريان من كل ساتر! عريان ... كيف به وهو كذلك تحت عرش الجبار ، وأمام الحشد الزاخر بلا ستار؟!
ألا إنه لأمر ، أمرُّ من كل أمر!!!
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض
اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك
قليـلــون والـلــه هـم الـذيـن تـهـمـُّهـم وتـقلـقـلهـم وقـفـتـهــم أمـام الـلــه ، عـنـدمـا يـسـألـهــم عـمـا كـتـبـوه وعـمـا قـالــوهـ وعـمـا عـلـقـوا عـلـيــه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ . قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ .
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ . يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ . وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ . هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ . مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ . ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ . لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ )
أصـابـعـنــا هـذهـ الـتـي نـكـتـب بـهــا غـدا سـتـشـهــد عـلـيـنــا
( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )
غـدا سـتـنـطـق بـحــالـنــا
( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ )
أنت مُـراقـبٌ
( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ . فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ . إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ . فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ . كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ . وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ . وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ . يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ . مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ . خُذُوهُ فَغُلُّوهُ . ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ . ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ . إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ . وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) .
فالكل مكشوف ... مكشوف الجسد ... مكشوف النفس ... مكشوف الضمير ... مكشوف العمل ... مكشوف المصير ... وتسقط جميع الأستار التي كانت تحجب الأسرار ، وتتعرى النفوس تعري الأجساد ، وتبرز العيوب بروز الشهود ... ويتجرد الإنسان من حيطته ومن مكره ومن تدبيره ومن شعوره ، ويفتضح منه ما كان حريصاً على أن يستره حتى عن نفسه! وما أقسى الفضيحة على الملأ . وما أخزاها على عيون الجمع!
أما الخالق فكل خافية مكشوفة له في كل آن . ولكن لعل الإنسان لا يشعر بهذا حق الشعور ، وهو مخدوع بستور الأرض . فهاهو ذا يشعر به كاملاً وهو مجرد في يوم القيامة . وفي كل شيء بارز في الكون كله . الأرض مدكوكة مسواة لاتحجب شيئاً وراء نتوء ولا بروز ، والسماء متشققة واهية لاتحجب وراءها شيئاً . والأجسام معراة لايسترها شيء . والنفوس كذلك مكشوفة ليس من دونها ستر وليس فيها سر!
ألا إنه لأمر عصيب . أعصب من دك الأرض والجبال ، وأشد من تشقق السماء! وقوف الإنسان عريان الجسد ، عريان النفس ، عريان المشاعر ، عريان التاريخ ، عريان العمل ماظهر منه وما استتر ؛ أمام تلك الحشود الهائلة من خلق الله من الإنس والجن والملائكة ، وتحت جلال الله وعرشه المرفوع فوق الجميع .
وإن طبيعة الإنسان لمعقدة شديدة التعقيد! ففي نفسه منحنيات شتى ودروب تتخفى فيها نفسه وتتدسس بمشاعرها ونزواتها وهفواتها وخواطرها وأسرارها وخصوصياتها . وإن الإنسان ليصنع أشد مما تصنعه القوقعة الرخوة الهلامية حين تتعرض لوخزة إبرة فتنطوي سريعاً وتنكمش داخل القوقعة وتغلق على نفسها تماماً . إن الإنسان ليصنع أشد من هذا حين يحس أن عيناً تدسست عليه فكشفت منه شيئاً مما يخفيه ، وإن لمحة أصابت منه درباً خفياً أو منحنياً سرياً! ويشعر بقدر عنيف من الألم الواخز حين يطلع عليه أحد في خلوة من خلواته الشعورية .
فكيف بهذا المخلوق وهو عريان ، عريان حقاً ، عريان الجسد والقلب والشعور والنية والضمير . عريان من كل ساتر! عريان ... كيف به وهو كذلك تحت عرش الجبار ، وأمام الحشد الزاخر بلا ستار؟!
ألا إنه لأمر ، أمرُّ من كل أمر!!!
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض
اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك