محمد الفايز
26-05-2009, 06:21
تعود فكرة التطور البيولوجي إلى عهود قديمة فبعض الفلاسفة الإغريق كانوا يؤمنون بهذه الفكرة مثل أناكسيماندر و أبيقور إضافة لبعض قلاسفة الهند مثل باتانجالي. لكن النظريات العلمية للتطور لم تظهر بشكلها الحالي إلا في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر على يد جان-بابيست لامارك و تشارلز داروين .
للآلية التي يحدث بها التغير التطوري من نوع لآخر : ألا وهي الاصطفاء الطبيعي . بعد الكثير من العمل على نظريته قام داروين بنشر عمله عن التطور بعد تسلمه رسالة من ألفردروسل والاس بكشف له والاس فيها عن اكتشافه الشخصي حول موضوع الاصطفاء الطبيعي .لهذا يتسب لوالاس دورا مشاركا في التأسيس لهذه النظرية .
نشر كتاب داروين أثار قدرا كبيرا من الجدل العلمي و الاجتماعي . فبرغم من أن حدوث تطور بيولوجي من نوع ما أصبح مقبولا من قبل عدد كبير من العلماء ، فإن أفكار داروين خاصة حول حدوث تطور تدريجي من خلال الاصطفاء الطبيعي تمت مهاجمتها و نقدها بقوة . إضافة لذلك كان داروين قادرا أن يبين الاختلاف بين النواع مفسرا إياه بالاصطفاء الطبيعي ثم التلاؤم ، إلا انه كان عاجزا عن تفسير كيفية نشوء الاختلاف أو كيف يتم تعديل النواع عبر الأجيال ، كان لا بد من انتظار نشوء علم الوراثة على يد ماندل .
استطاع غريغور ماندل بالعمل على وراثة النبات من كشف حقيقة انتقال ميزات معينة certain traits في حبات البازلاء ، هذا الانتقال يحدث بأشكال متنوعة وكانت قابلة للتوريث بنسب واضحة قابلة للتنبؤ .
أعيد إحياء عمل ماتدل في عام 1901 ، و فسر بداية على أنه دعم "للقفزة" المعاكسة للداروينية ، أو ما يدعى بمدرسة القفز التطوري saltationist و معاكسة لفكرة التدرجية .
إثباتات التطور
1112
يقول العلماء أن التطور قد خلف وراءه العديد من السجلات التي تروي تاريخ الأنواع المختلفة و زمن نشوءها . الأحافير بمجموعها مع التشريح المقارن للنباتات و الحيوانات الموجودة حاليا ، تشكل سجلا تشريحيا و مورفولوجيا . و بالمقارنة التشريحية و الشكلية بين الأنواع الحالية و الأنواع المنقرضة يمكن لعلماء المستحاثات ان يقوموا بمعرفة الارتباطات و الأصول المشتركة بين هذه الأنواع . تقوم بعض السمستحاثات المهمة بإثبات الصلة بين أنواع منقرضة و انواع موجودة حاليا عن طريق ما يدعى أنواع "انتقالية" ، مثال هذه الأنواع الانتقالية أرخايوبتركس الذي أثبت العلاقة بين الديناصورات و الطيور .
لاحقا سمح تطور علم الوراثة الجزيئي و خصوصا إمكانية سلسلة الدنا ، للبيولوجيين بدراسة سجل التطور عن طريق البنى الوراثية للمتعضيات الحالية و المنقرضة ، مما وسع بشكل كبير و عدل من إمكانية إيجاد الصلات و القرابات بين الأنواع و احيانا كان يؤدي لتعديلات جذرية في التصنيف الحيوي للأحياء . غن طريق التشابه و الاختلاف بين تسلسلات الدنا للمتعضيات الحية يقوم البيولوجيون حاليا بإيجاد و تعديل العلاقات و صلات القرابة بين الأنواع الحية قديمها و جديدها . فعن طريق الدراسات الوراثية تبين أن 95% من الصيغة الوراثية (الجينية) متشابهة بين الإنسان و الشمبانزي .
تم جمع إثباتات أخرى من بعض البنى التشريحية الموجودة في بعض الكائنات الحية كما عند الباندا أو شكل الأقدام عند السحالي أو انعدام العيون عند الأسماك الكهفية ، مما قدم إثباتات لإمكانية التنامي التطوري . تقدم دراسات أخرى إثباتات عن طريق تمثيل صلات تطورية تتضمن التوزع الجغرافي للأنواع . مثلا : أحاديات الفتحة Monotreme ، مثل platypus و معظم الجرابيات marsupials مثل الكنغر و الكوالا وجدوا فقط في أستراليا وضحوا أن سلفهم المشترك مع الثدييات المشيمية placental mammals عاش قبل غمر الجسر الأرضي القديم بين أستراليا و آسيا .
جميع هذه الإثباتات من علم الإحاثة ، التشريح ، علم الوراثة ، و الجغرافيا ، إضافة لمعلومات أخرى حول تاريخ الأرض قام العلماء بربطها سوية ضمن إطار تقدم نظرية التطور من خلاله و تجعلها نظرية علمية متماسكة. فمثلا علم المناخ الإحاثي paleoclimatology يشير إلى العصر الجليدي الدوري الذي كان فيه مناخ الأرض أكثر برودة ، مما أدى لنشوء و انتشار أنواع حية قادرة على تحمل البرد القارس أهم هذه الأنواع الماموث .
الإثباتات المورفولوجية
1113
Letter c in the picture indicates the undeveloped hind legs of a baleen whale, vestigial remnants of its terrestrial ancestors.غالبا ما تعتبر المستحاثات إثباتات حرجة لتقييم عمق الصلات بين الأنواع . بما أن استحاثة متعضية يعتبر أمرا نادر الحدوث ، يحدث غالبا بوجود أجزاء صلبة مثل الأسنان و العظام ، لذلك فإن المستحاثات غالبا ما تعتبر بأنها تقدم معلومات ضئيلة أو متوسطة الأهمية حول علاقات القرابة بين الأنواع . مع هذا فيمكن حدوث استحاثة لبعض النواع بدون أجزاء صلبة (أسنان ، عظام) في بعض الظروف : rapid burial, بيئات منخفضة الأكسجين, او تأثير ميكروبيولوجي .
تؤمن السجلات الأحفورية أنماطا متعددة من البيانات المهمة لدراسة التطور . اولا يحوي السجل الأحفوري الأمثلة المعروفة المبكرة للحياة ، إضافة لحدوث أولى حالات القرابة الفردية بين الأنواع . فمثلا حسب السجل الأحفوري ظهر أول حيوانات معقدة في عصر الكمبري المبكر ، أي حوالي 520 مليون سنة مضت. ثانيا سجلات الأنواع المنفردة تعطي معلومات بخصوص الأنماط و الأشكال التي مر بها النوع و سرعة التغير و التطور في هذا النوع .، مظهرة مثلا فيما إذا تطور هذا النوع إلى نوع جديد مختلف (في عملية ندعوها الانتواع speciation ) تدريجيا و بشكل متزايد ، أو خلال قترات زمنية قصيرة نسبيا ضمن الزمن الجيولوجي . ثالثا يعتبر السجل الأحفوري وثيقة للأنماط الكبيرة الانتشار و الأحداث المهمة في تاريخ الحياة ، و العديد من هذه المستحاثات قد أثرت بشكل فعلي في تصورنا للتاريخ التطوري لعلاقات القربى . مثلا الانقراض الكبير نتج في عدة أزمنة مؤديا لفقدان مجموعات كاملة من الأنواع ، مثل الديناصورات غير الطيارة non-avian dinosaurs ، في حين أنها لا تؤثر على مجموعات أخرى من الأنواع . مؤخرا استطاع علماء البيولوجيا الجزيئية أن يستعملوا الزمن منذ تقارب الأنساب lineages المختلفة ليقوموا يمعايرة سرعة أو معدل التراكم التطافري، حساب أزمنة تطور جينومات الأنساب المختلفة .
علم الوراثة العرقي كعلم يدرس أصل النواع و أسلافها ، قدم و كشف أن البنى ذات التنظيم الداخلي المتشابه يمكن أن تقوم بوظائف متقاربة . أقدام الفقاريات تعتبر مثالا شائعا لهذه البنى المتشابهة .
[/center]
للآلية التي يحدث بها التغير التطوري من نوع لآخر : ألا وهي الاصطفاء الطبيعي . بعد الكثير من العمل على نظريته قام داروين بنشر عمله عن التطور بعد تسلمه رسالة من ألفردروسل والاس بكشف له والاس فيها عن اكتشافه الشخصي حول موضوع الاصطفاء الطبيعي .لهذا يتسب لوالاس دورا مشاركا في التأسيس لهذه النظرية .
نشر كتاب داروين أثار قدرا كبيرا من الجدل العلمي و الاجتماعي . فبرغم من أن حدوث تطور بيولوجي من نوع ما أصبح مقبولا من قبل عدد كبير من العلماء ، فإن أفكار داروين خاصة حول حدوث تطور تدريجي من خلال الاصطفاء الطبيعي تمت مهاجمتها و نقدها بقوة . إضافة لذلك كان داروين قادرا أن يبين الاختلاف بين النواع مفسرا إياه بالاصطفاء الطبيعي ثم التلاؤم ، إلا انه كان عاجزا عن تفسير كيفية نشوء الاختلاف أو كيف يتم تعديل النواع عبر الأجيال ، كان لا بد من انتظار نشوء علم الوراثة على يد ماندل .
استطاع غريغور ماندل بالعمل على وراثة النبات من كشف حقيقة انتقال ميزات معينة certain traits في حبات البازلاء ، هذا الانتقال يحدث بأشكال متنوعة وكانت قابلة للتوريث بنسب واضحة قابلة للتنبؤ .
أعيد إحياء عمل ماتدل في عام 1901 ، و فسر بداية على أنه دعم "للقفزة" المعاكسة للداروينية ، أو ما يدعى بمدرسة القفز التطوري saltationist و معاكسة لفكرة التدرجية .
إثباتات التطور
1112
يقول العلماء أن التطور قد خلف وراءه العديد من السجلات التي تروي تاريخ الأنواع المختلفة و زمن نشوءها . الأحافير بمجموعها مع التشريح المقارن للنباتات و الحيوانات الموجودة حاليا ، تشكل سجلا تشريحيا و مورفولوجيا . و بالمقارنة التشريحية و الشكلية بين الأنواع الحالية و الأنواع المنقرضة يمكن لعلماء المستحاثات ان يقوموا بمعرفة الارتباطات و الأصول المشتركة بين هذه الأنواع . تقوم بعض السمستحاثات المهمة بإثبات الصلة بين أنواع منقرضة و انواع موجودة حاليا عن طريق ما يدعى أنواع "انتقالية" ، مثال هذه الأنواع الانتقالية أرخايوبتركس الذي أثبت العلاقة بين الديناصورات و الطيور .
لاحقا سمح تطور علم الوراثة الجزيئي و خصوصا إمكانية سلسلة الدنا ، للبيولوجيين بدراسة سجل التطور عن طريق البنى الوراثية للمتعضيات الحالية و المنقرضة ، مما وسع بشكل كبير و عدل من إمكانية إيجاد الصلات و القرابات بين الأنواع و احيانا كان يؤدي لتعديلات جذرية في التصنيف الحيوي للأحياء . غن طريق التشابه و الاختلاف بين تسلسلات الدنا للمتعضيات الحية يقوم البيولوجيون حاليا بإيجاد و تعديل العلاقات و صلات القرابة بين الأنواع الحية قديمها و جديدها . فعن طريق الدراسات الوراثية تبين أن 95% من الصيغة الوراثية (الجينية) متشابهة بين الإنسان و الشمبانزي .
تم جمع إثباتات أخرى من بعض البنى التشريحية الموجودة في بعض الكائنات الحية كما عند الباندا أو شكل الأقدام عند السحالي أو انعدام العيون عند الأسماك الكهفية ، مما قدم إثباتات لإمكانية التنامي التطوري . تقدم دراسات أخرى إثباتات عن طريق تمثيل صلات تطورية تتضمن التوزع الجغرافي للأنواع . مثلا : أحاديات الفتحة Monotreme ، مثل platypus و معظم الجرابيات marsupials مثل الكنغر و الكوالا وجدوا فقط في أستراليا وضحوا أن سلفهم المشترك مع الثدييات المشيمية placental mammals عاش قبل غمر الجسر الأرضي القديم بين أستراليا و آسيا .
جميع هذه الإثباتات من علم الإحاثة ، التشريح ، علم الوراثة ، و الجغرافيا ، إضافة لمعلومات أخرى حول تاريخ الأرض قام العلماء بربطها سوية ضمن إطار تقدم نظرية التطور من خلاله و تجعلها نظرية علمية متماسكة. فمثلا علم المناخ الإحاثي paleoclimatology يشير إلى العصر الجليدي الدوري الذي كان فيه مناخ الأرض أكثر برودة ، مما أدى لنشوء و انتشار أنواع حية قادرة على تحمل البرد القارس أهم هذه الأنواع الماموث .
الإثباتات المورفولوجية
1113
Letter c in the picture indicates the undeveloped hind legs of a baleen whale, vestigial remnants of its terrestrial ancestors.غالبا ما تعتبر المستحاثات إثباتات حرجة لتقييم عمق الصلات بين الأنواع . بما أن استحاثة متعضية يعتبر أمرا نادر الحدوث ، يحدث غالبا بوجود أجزاء صلبة مثل الأسنان و العظام ، لذلك فإن المستحاثات غالبا ما تعتبر بأنها تقدم معلومات ضئيلة أو متوسطة الأهمية حول علاقات القرابة بين الأنواع . مع هذا فيمكن حدوث استحاثة لبعض النواع بدون أجزاء صلبة (أسنان ، عظام) في بعض الظروف : rapid burial, بيئات منخفضة الأكسجين, او تأثير ميكروبيولوجي .
تؤمن السجلات الأحفورية أنماطا متعددة من البيانات المهمة لدراسة التطور . اولا يحوي السجل الأحفوري الأمثلة المعروفة المبكرة للحياة ، إضافة لحدوث أولى حالات القرابة الفردية بين الأنواع . فمثلا حسب السجل الأحفوري ظهر أول حيوانات معقدة في عصر الكمبري المبكر ، أي حوالي 520 مليون سنة مضت. ثانيا سجلات الأنواع المنفردة تعطي معلومات بخصوص الأنماط و الأشكال التي مر بها النوع و سرعة التغير و التطور في هذا النوع .، مظهرة مثلا فيما إذا تطور هذا النوع إلى نوع جديد مختلف (في عملية ندعوها الانتواع speciation ) تدريجيا و بشكل متزايد ، أو خلال قترات زمنية قصيرة نسبيا ضمن الزمن الجيولوجي . ثالثا يعتبر السجل الأحفوري وثيقة للأنماط الكبيرة الانتشار و الأحداث المهمة في تاريخ الحياة ، و العديد من هذه المستحاثات قد أثرت بشكل فعلي في تصورنا للتاريخ التطوري لعلاقات القربى . مثلا الانقراض الكبير نتج في عدة أزمنة مؤديا لفقدان مجموعات كاملة من الأنواع ، مثل الديناصورات غير الطيارة non-avian dinosaurs ، في حين أنها لا تؤثر على مجموعات أخرى من الأنواع . مؤخرا استطاع علماء البيولوجيا الجزيئية أن يستعملوا الزمن منذ تقارب الأنساب lineages المختلفة ليقوموا يمعايرة سرعة أو معدل التراكم التطافري، حساب أزمنة تطور جينومات الأنساب المختلفة .
علم الوراثة العرقي كعلم يدرس أصل النواع و أسلافها ، قدم و كشف أن البنى ذات التنظيم الداخلي المتشابه يمكن أن تقوم بوظائف متقاربة . أقدام الفقاريات تعتبر مثالا شائعا لهذه البنى المتشابهة .
[/center]