المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات امرأة عاشقه


Rozalba
22-04-2005, 01:53
الســــــــلام عليكم
بداية اود ان اشير الى ان هذه القصة منقوله من احد المنتديات
وبعد اخذ الموافقه من الكاتبه حبيت انقلهاا لكم
واخليكم مع القصة





مذكرات امراة عاشقة

الجزء الاول:

ادرت رقمه باستحياء، تمنيت ان يرد وان لايرد
لامجال للتردد الان فرقمي ظاهر عنده، فلانتظر قليلا عله لايجيب، او عل انفاسي تخمد او تهدا، لا... لايوجد احد، حمدا لله.
اقفلت السماعة، واعدة نفسي بالا اتصل مرة اخرى.

اراقب عقارب الساعة، كم هي بطئية هذه الساعة بدقاتها المنتظمة الرتيبة.
يزداد قلقي وارسل نظرة الى جهازالهاتف، وكانني احاول الاتصال دون ان تلمس يدي هذا الجهاز. لا فائدة لااستطيع الانتظار اكثر، يجب ان اتصل، لكني عاهدت نفسي الا افعل، لاضير لتكن المرة الاخيرة.
ادرت الرقم مرة اخرى، اسمع صوت انفاسي، واصغي لدقات قلبي كطبول تقرع لاعلان الحرب. قلت في نفسي ساخلق شجارا يجرني الى تركه وعدم الاتصال به مرة اخرى.
يرن الهاتف، وانا احسب عدد رناته، واحدة، اثنتان، ثلاث، ساغلق عند الرابعة، وترن الرابعة، والخامسة، والسادسة، فاسمع صوتا طالما عشقته.

- الو؟
اشعر بغصة في حلقي، وتتلاحق انفاسي، والهث كمتسابق في الماراثون، اعيته كثرة الجري، اارد؟ ام اقفل السماعة؟ ولكني اريد الاستزادة من صوته، ومن كلامه، كم اود لو اشرب حروفه التي تنطقها شفتاه، كم اود لو تكون في شريط اتزود بها كلما عصرني شوقي اليه.
اجيب وابتسامة جانبية على طرف فمي
- مرحبا.
اسمع صوت انفاسه وهي تناجيني، وتقبلني، مرحبة بي، ياالهي ماهذا الاسلوب في الاعتذار؟ ام انها تصورات نسجها حبي له؟

يرد قائلا بعد ان اخذ تنهيدة تنم عن شوق ولهفة
- اهلا بكِ، كيف حالك، اين كنت كل هذه المدة؟
انسى كبريائي، وغضبي وتمنعي، وعتابي، ولا اذكر سوى شيئ واحد، سريان حبه في عروقي، ولهفتي لكلامه وشوقي لصوته
فاقول معاتبة:
- انا هنا، وقد حاولت الاتصال بك مرارا، الا انني لم اجدك.
- معذرة حبي، ولكني كنت منشغلا، كما انني لم اتوقع اتصالك، والا لربضت امام الهاتف حتى لاتفوتني هذه الفرصة.
حبي؟ ياالهي، سرت قشعريرة في جسدي، والتهب جسمي حتى بان احمرار الالتهاب ليس على وجنتي فقط،ولكن في كل خلية من روحي وجلدي. امسكت بانفاسي، حتى لا تعكر صفو صدى صوته، وحتى لاتفضحني وتكشف ماخفي في نفسي.
-لاباس هانذا اتصل مرة اخرى، اعذر كثرة اتصالي، ولكني .....
ضاعت الكلمات، وضاعت كل المعاذير التي اعددتها لابرر اتصالي، ويبدو انه ادرك ماانا فيه من حيرة اثناء بحثي عن كلمات اعلل بها كثرة الحاحي في الاتصال.
-لاباس، انا سعيد باتصالك. كيف هي اخبارك؟
اجيب والخجل يغلف كلماتي، حياء منه، وحياء من اتصالي، وحياء من انفاسي المتلاحقة التي عجزت وانا اغالب اخمادها او تهدئتها.
- بخير، وانت كيف حالك؟
- اني بخير طالما انت بخير.
اصمت وفي صمتي طلبا للاستزادة من حنانه، نعم اشعر حنانه مع كل حرف ينطقه، كلمات عادية مغلفة بقنابل موقوته تدخل قلبي بحب، تهاجم حصني وكانها جنود مدربة لانتزاع اسلحتي، حتى اذوب استسلاما.
- شكرا لك على اتصالك الذي انتظرته مدة طويلة.
- مدة طويلة؟ ولكني لم اقل باني ساتصل، كما انه لم يمض على اتصالي الاخير سوى ايام قليلة.
- قد تظنين انها ايام قليلة، ولكنها بالنسبة لي دهور طويلة. لاتقطعي اتصالك بي كل هذه المدة رجاءا.
- انت تعلم اني لااحب ازعاجك، كما اني اخشى مضايقتك باتصالاتي المتكررة.
- هل شكوت لك يوما؟ هل بدر مني مايجعلك تشعرين باني منزعج منك؟
- ابدا
- اذا لاتعيدي مثل هذا الكلام مرة اخرى.
- حسنا.
- هيا اخبريني عن احوالك.
اقول والفرح يغلف كلامي:
- بخير، و غدا هو يوم اجازتي.
- هل من مخططات معينة؟
- لاشيئ سوى الاسترخاء في الفراش، ومشاهدة التلفاز، وربما اذهب للتسوق عصرا.
- رائع، فانت بحاجة للراحة بعد اسبوع من العمل الشاق.
- اجل معك حق.
- ليتك تتمكنين من المجئ الى مدينتنا، فهنا بامكانك زيارة المعالم السياحية الرائعة، ومشاهدة المناظر الخلابة.
- ليت ذلك بامكاني، قد يصبح الحلم حقيقة ذات يوم.
- ساكون بانتظارك حينما تقررين المجئ الى هنا.
احاول تغيير الموضوع حتى لايستشف شوقي اليه والى لقاءه:
- وماذا عنك، كيف هي احوالك؟
- انا بخير خاصة بعدما سمعت صوتك، واطمئننت انك بحال جيدة.
- حسنا، علي الذهاب الان.
- الى اين؟ مازلت مشتاقا لسماع صوتك.
ارجوك خفف من كلامك، واحفظ اشتياقك، تعذبني ، وتقتل حراسي كلما تحدثت عن هذه المشاعر.
ضحكت وقلت غامزة:
- اتركك ترتاح، لانك دخلت البيت منذ دقائق فقط.
يقول ضاحكا:
- اجل فقد جرني قلبي الى البيت، وهو يخبرني ان هناك شيئ مهم بانتظاري.
ابتسم واكف عن التعقيب.
يتلمس صمتي، فيعرف اني اموت حياءا.
يغمره شعوري هذا بالغبطة، فلايتمالك نفسه من الضحك، نعم يضحك بمرح وسعادة وحب، ثم يقول:
- اعتقد ان باستطاعتي تصور احمرار وجهك خجلا.
امسك عن الكلام، فقد قطعت كلماته اوتار صوتي:
- لاداعي لكل هذا الخجل، خاصة بعد مرور كل هذه الفترة على معرفتنا ببعض.
اخيرا وجدت مااقوله، واسترددت جزء من صوتي، وقلت هامسة:
- نعم فقد مضى على معرفتنا بضعة شهور.
- اذا تحرري قليلا من هذا الخجل.
- انا؟ لست خجلى منك.
- حقا؟ اذا لماذا كل هذا الصمت؟
- لاشيئ فقد كنت اسمعك.
- وقد انهيت كلامي. ومازلتي صامتة.
- لاشيء حقيقة.
يغرق في الضحك، كانما يقول كيف تحاولين اخفاء مشاعرك وانت ككتاب مفتوح امامي.
ضحكت حياء وحبا وغرقا، وحاولت الهرب من بين يدية ومن قبضة حصاره:
- حسنا اسمح لي بالانصراف الان، فلدي اعمال يجب ان انهيها.
- لاباس على ان تعديني بالاتصال مرة اخرى، وقريبا جدا، فلا اقوى على عدم سماع صوتك مدة طويلة.
قلت والسعادة تغمرني:
-حسنا، ساتصل بك حالما اجد فرصة مواتية. مع السلامة.
-مع الف سلامة ياعمري.
ياالهي كيف اخبره بان يكف عن شدي اليه؟ كيف اجعله يتوقف عن تكسير حواجزي، كيف اجعله يسحب جاذبيته التي تجرني الى قاع هواه؟
يكرر مرة اخرى:
- مع السلامة، وانا بانتظار اتصالك.
اقول باستسلام:
- مع السلامة.
احاول ان اقفل السماعة، ولكني لااستطيع، امسك بها، اعانقها، احضنها والى قلبي اضمها. حتى شعرت بان انفاسه انتقلت الى روحي، وانها تتكرر في قلبي مرات ومرات.
وضعت السماعة في مكانها بعد ان اجهدتها لثما وتقبيلا.
استلقيت على فراشي، اغمضت عيني، واستعدت حواري معه. ورددت بين نفسي :
-آآآآآآه ويح قلبي من هواه.

اختــــــــــــــ rozalba ـكم

Rozalba
22-04-2005, 01:56
الجزء الثاني

استغرقت في نوم عميق وانا احلم بحبيب قلبي، واردد كلماته وانا في غمرة السعادة كطفلة تلهو مع دميتها الجديدة. عبرت بحورا وشطانا ويدي في يده، صحبني الى جنة ماحلمت برؤيتها، كنت سعيدة طائرة كعصفور حر يحلق في السماء لاهيا مع نصفه الثاني. وانا منغمسة في احلامي، اسمع طرقا على الباب، فتحت عيني الناعستين، لم استطع فتح اهدابي الكسولة، لم اشا ان يطير الحلم الجميل، لم ارد ان ارجع لواقعي المر.

كان الطارق امي، فتحت الباب، ودخلت قبل ان ااذن لها بالدخول. شعرت بقشعريرة باردة تسري في جسدي من جراء دخول امي الى غرفتي، ذلك اني استشعرت من نظراتها هدف مجيئها.
سحبت الملاءة وغطيت جسمي كله حتى كاد الغطاء يصل الى عيني التين اغمضتهما في اشارة الى اني اريد مواصلة نومي، وانه لارغبة لي بالحديث. الا ان امي فضلت تجاهل اشاراتي، وجلست بجانبي على السرير.
وضعت يدها فوق جسدي، فشعرت بحنان يغمرني، الا انه كان مشوبا بغرض اكره ان تكرره امي على مسامعي في هذه اللحظة.
سالتني:
- هل مازلت نائمة؟
وكانها ارسلت لي طوق النجاة، قلت:
- اجل ياامي، اني تعبة جدا، وكان يوما مرهقا.
- ولكنك نمت مدة طويلة، وهذا سيمنعك من النوم في الليل. هيا استيقظي.
- امي نصف ساعة فقط واقوم.
- استيقظي فهناك من ينتظرك على الهاتف.
شعرت بتقزز من الشخص الذي ينتظرني، كم اكرهه، واكره اتصالاته، واكره حتى مجرد ذكر اسمه.
قلت برجاء:
- امي لست في مزاج لهذا الكلام، كما انك تعلمين بكرهي لهذا الرجل.
شعرت بانزعاج امي التي قالت:
-لاتتحدثي عنه بهذه الطريقة، فهو لم يرتكب خطا، كل مايريده هوشرع وحلال.
-ولكني ياامي لااريده وانت تعلمين هذا جيدا.
- الرجل لايعيبه شيء، و...، و...
واخذت تصدح بمحاسنه التي كلها مساوئ في نظري.
-ماالعمل الان، اني لااريده امي، ارجوك.
قالت هاربة من عيني، تخفي انكسارها:
-قولي لاخيك هذا الكلام.
-امي انت تعلمين من هو اخي، وتعرفين ردة فعله جيدا، لماذا ادفع اخطائه، ولماذا اتحمل اعباء نزواته؟
-ابنتي، لااستطيع ان اقول شيئ، تحدثي مع اخيك، ربما تحصلين على ماتريدين.
حاولت القيام، الا اني امسكت بثوبها، نظرت الى عيني، ورات بحور الدموع تستعد للانطلاق، قرات الرجاء والتوسل في عيني، ولكنها غضت طرفها، فليس لها حول ولا قوة.
قلت راجية:
- امي لاتبيعوني، فمازلت صغيرة على سوق الرقيق.
سبقت دموعها كلامها، كاني طعنتها في حبها لي، قالت والالم يمنع انطلاق كلماتها:
- لا ياابنتي لاتقولي هذا الكلام. انما نرجو لك السعادة.
كانت تعلم ان ماتقوله هو عكس ماتعلمه، انما كانت تحاول ان تخفف الامي:
-لا ياامي، ارجوك ارحميني، كيف اعيش مع مثل هذا الشخص، الذي يلذ له تعذيب الاخرين، وتحطيم قلوبهم. هل بامكانك ان تتصوري كيف هي الحياة معه؟ انها الموت الزؤام.

سد الالم منافذ الكلام لديها، فغصت بدموعها، وجذبت ثوبها، وتركتني ومضت، وقبل ان تغلق الباب قالت:
- سيتصل بك بعد نصف ساعة. حاولي مجاراته. ولا تثيري غضبه، حتى لايثير بدوره غضب اخيك عليك.
دفنت وجهي في الوسادة، متمنية الموت، واجهشت في بكاء مرير.

تذكرت حبيبي وتذكرت حبي الذي يوأد في مهده.
لااظن اني ممن كتبت لهم السعادة.

بل كتب لي الشقاء والخروج من قفص الى اخر. هاجت اشجاني، وتذكرت الامي، تذكرت كيف كنت امرح مع زميلاتي في المدرسة، وكيف افاجا عند عودتي بمن يتقدم لخطبتي من مدينة غير مدينتي.
تذكرت كيف امسكني اخي وراح يقنعني باني لست صغيرة على الزواج، وان الزواج ستر للبنات، وان الشخص مناسب جدا، ويملك كل مقومات الزواج، وانه في عجلة من امره ويريد رايي في الحال.

تذكرت كيف اسقط بين يدي، فقد كانت مداركي الدينية طرية، واخذة في التفتح، كما كانت صديقتي قد خطبت لابن خالتها، الذي دائما تحدثنا عن حبه وهيامه بها. طلبت من اخي ان افكر قليلا، قال لاداعي اما نعم واما لا. فقلت: نعم.

في نهاية الاسبوع حضر الزوج المرتقب ووالده، رفض ان نقيم حفلا، او ان ندعو احدا. تم عقد القران، وجاء بعد ذلك وجلس معي، مت خجلا، فهي المرة الاولى التي يغلق فيها علي باب ومعي شخص غريب. واي شخص، انه رجل غريب لم اره من قبل في حياتي، ياالهي اكاد اموت فزعا، دخل الغرفة بعد ان اغلقتها امي خلفه. جلس على الارض بقربي على الرغم من وجود كرسي، وضع له، شعرت بالارض تميد بي، شعرت بالدنيا تدور من حولي، ولكن يجب ان اتماسك، فمهما يكن فهذا خطيبي، او بمعنى اصح زوجي.

القى التحية، حاولت ان ارد، الا ان الكلام ابى ان يخرج من فمي، وبقي معلقا بين شفتي. اعاد الكرة والقى التحية مرة اخرى، ولم اوفق ايضا في الرد عليه. سالني كيف حالك، هل انت بخير؟ اخيرا فرجت فبامكاني استخدام وسيلة تعبير اخرى، غير تلك التي عطبت الان. اومات براسي ايجابا. كل هذا وعيني مسمرتين في الارض وراسي مطئطئ.
سمعته ينطق اسمي، ارتفعت حرارة جسمي، اشعر بها تحرقني...
صمت، ولم اقل شيئا، اقترب مني، حاول لمس يدي، سحبتها، مد يده الى وجهي رافعا اياه،حتى يتمكن من رؤيته جيدا. مازالت عيناي تنظران الى الارض.. قال: ارفعي عينيك، دعيني اراهما.
لم استطع تغيير وضعي، فقد كنت اشعر بالبراكين تتفجر في داخلي واشعر بثياب الحياء تتغلفني.
ابعد يده عني، شاعرا بالياس من تجاوبي معه، ربما احس ان الحياء قد قيدني، الا انه لم يبتعد ولم يرجع الى مكانه. كنت اسند ظهري الى الجدار فجلس بجانبي مقلدا جلستي.
مد يده الي يحاول جذبي اليه، الا اني ابتعدت عنه. صمت قليلا ثم قال: اننا زوجان، يجب ان تتحرري قليلا من حياءك، يجب ان نتعارف اكثر، وان نتحدث. هيا حدثيني عن دراستك، كيف هو مستواك، وهل تودين المواصلة حتى تنهين الجامعة؟
حاولت ان اخرج عن طوق الصمت، قلت بهمس:
-نعم
-وكيف هو مستواك؟
-جيد ولله الحمد.
-مالتخصص الذي ترغبين فيه؟
-ربما التمريض.
-او؟
-او الاشعة.
-كيف هي لغتك الانجليزية؟
- ضعيفة.
- اذا انت بحاجة لتقويتها. ساعطيك طريقة لذلك.
واخذ يتحدث عن اللغة وعن اهميتها في حياتنا اليومية.
حديثه هذا انسني، وقشع ضباب الخجل عن نفسي. انست له ولكلامه، غاص في بحر الكلام، وانطلقت معه، انفرجت اساريره وهو يراني اتحدث عن طموحاتي، وامنياتي.

شعرت باستلطاف نحوه، فلم يكن شديدأ، ولا هابطا في اسلوبه في الحوار، بالعكس استطاع ان يشدني اليه، مما جراني على رفع بصري والنظر في وجهه، خاصة بعدما المح الى اني حتى الان لم اتعرف على شكله.
نظرت اليه، فرايته باسما، اصابتني ابتسامته بالخجل، فوجهت نظري الى الارض، الا انه قال:
- لا، ارجوك، ارفعي بصرك، وافتحي عينيك، دعيني انظر فيهما.
اذعنت لطلبه، والاحمرار يغلف وجنتي.
قال وهو ينظر بامعان:
- سبحان الله، لك اجمل عينين رايتهما في حياتي، حرام عليك ان تخفيهما كل هذا الوقت عني.
ابتسمت بسعادة، فاطرائه منحني الجراة. وقرا ماقصدته بابتسامتي. عاود طلبه بان انظر اليه، تجرات وفعلتها بدون الحاح هذه المرة. كان ينظر بانشداه، كنت اراه لايطرف جفنه، غرني منظره، فاحببت الاستزادة، نظرت الى وجهه اتلمس قسماته، كان وسيما، ابيض البشرة وشاربه الاسود كخيط حالك وسط صفحة بيضاء تشوبها حمرة، وانا انظر الى وجهه باستحياء، التقت عيوننا، فكانت نظرة خاطفة مني الى عينيه، كهربتني واقشعر لها بدني. وامضينا ساعتين ونحن نتحاور ، تطرق الى احلامه في زوجة المستقبل، وانه سيبني بيته بنفسه، خاصة انني ساكون برفقته، ووعدني في المرة المقبلة ان يحضر خرائط المنزل لابدي رايي فيها. وانقضت الساعتان وحان وقت انصرافه. مد يده لي مودعا، ترددت الا انه انتزع يدي انتزاعا، قائلا :
-كفاك خجلا، فانت شريكتي.
وابقى يدي بين يديه يضغط عليها بين الفينة والاخرى، وهو ينظر الي قائلا:
-ساتصل بك غدا. تصبحين على خير.
- مع السلامة.
ولم يشا ان يترك يدي فسحبتها من بين ضغطاته.

في الصباح اتصل قائلا بانه قادم واني يجب ان استعد لنخرج في نزهة في المدينة. طبعا كنت جد سعيدة، لان مشاعري بدات بالتفتح كالازهار مع بداية الصباح.
وانا في غمرة انشغالي بتجهيز نفسي، رن الهاتف، وكانت رنته تشبه ناقوس الخطر. احسست بلدغة في قلبي. الا انني كان يجب ان اجيب:
-الو؟
- هل انت ياسمين؟
- نعم، من المتحدث؟
- انا زوجة خطيبك.
قلت بدهشة:
-ماذا؟
اجابت باصرار:
- انا زوجة خطيبك، ولي ولد يناهز الخامسة من عمره. انا اعلم انك لاتعلمين بالامر.
لم استطع التعقيب، فكانت الفرصة مواتية للطرف الاخر بان يكمل:
- اعلمي انه خطبك، لانه اراد الزواج من اخرى، انني ابنة عمه، واعارض زواجه، واعلمي انه سيتركك، لانه لايقوى على فراقي. اساليه، وسيخبرك بالحقيقة. مع السلامة.
كنت مشدوهة، مصعوقة، لااقوى على الكلام. انتبهت على صوت انغلاق السماعة.
ترى هل كنت احلم؟ لالا، ان السماعة مازالت بيدي.
امضيت الدقائق التالية في محاولة لتذكر المكالمة وتفسيرها وتاويلها. الا انني لم اكن لاستطيع شيئا، سوى ان انتظره.
بعد ان استاذن بالدخول، وجدته امامي، منكس الراس، لم استطع ان ابادره بالسؤال.
قال :
- اعلم انك استلمت مكالمة قبل قليل من .....
- زوجتك؟
- اجل
وكانت الصاعقة الثانية لهذا اليوم.
- لم لم تخبرني؟
- زوجتي مريضة، لذا فانا اود الزواج من اخرى.
- ولكنك لم تخبرني.
- هاانت تعلمين، فاما ان تقبلي او ترفضي وانا رهن اشارتك.
اخذت اقلب الموضوع راسا على عقب. رايت الشفقة في اعين الاخرين، ورايت شماتة اخي وزوجته, ورايت همسات الناس كلما مررت بهم.
ان اكون زوجة ثانية ارحم من كل هذا.
نظر الي قائلا:
-لاتتسرعي في قرارك، اني معجب بك، فلاتتعجلي الفراق.
سالته بالم:
- مالذي تريده مني؟
- اريدك زوجة لي.
- الن تتركني لاجل زوجتك؟
- مستحيل، فانت زوجتي ايضا.
قلت وانا اغالب دموعي مستسلمة لقدر مخيف:
- حسنا. فما حدث قد حدث.

أخـــــــــتـــrozalbaــــكم

الأصيل
22-04-2005, 03:49
يسلموووووووووووو اختي / Rozalba على المشاركة

حقيقة القصة هذي تذكرني بالمسلسلات المكسيكية

وهل انتهت القصة على جذي ولا لا ، وكم حلقة باقي ؟؟؟

مشكوووووووووووووور

Rozalba
22-04-2005, 05:30
يسلموووو اخوي على المرور والقصه مطوووووووله ^^

Rozalba
22-04-2005, 05:51
الجزء الثالث

امضيت ليلتي في بكاء وحيرة، اندب حظي، والوم اخي الذي ابى ان يسال عن الشخص، فقد اغراه المهر، حتى اعمى بصيرته عن عيوبه.
غادر خطيبي الى مدينته بعد ان وعدني بالحضور في نهاية الاسبوع القادم. غادر بعد ان اكد على شعوره بالقرب مني، واني زوجته التي كان يتمناها، حيث اني املك قلبا كبيرا، هو بحاجة لحنانه. بالرغم من كل هذه الكلمات، الا اني كنت اشعر بها مجرد كلمات جوفاء، لامشاعر.
مر الاسبوع وقد استلمت في منتصفه مكالمة منه، يطمئن فيها على احوالي. طمانته بان كل شيئ على مايرام.
هدات نفسي، وصرت انتظر نهاية الاسبوع لالتقيه.

هاتفني بعد عودتي من المدرسة مباشرة، قائلا انه سيحضر في صباح الغد واننا سنمضي العطلة في نزهة، لاتنتهي الا بنهاية النهار لنعوض مافاتنا من وقت. دغدغني كلامه، وشعرت ببهجة وسعادة، لكن سحابة الحزن مرت من امامي، كانها تنذرني بالا افرح كثيرا.

حضر في اليوم التالي، وجلب معه خرائط البيت، وعرضها علي. ابديت بعض الملاحظات، وكنا رسميين جدا. لم نتطرق الى الموضوع ابدا.
بعد ان انتهى من عرض الخرائط علي، سالني ان كنت اود اي تغيير فيها، فاومات براسي نفيا.
فقال:
-اذن هيا بنا نخرج في نزهتنا.
طلبت منه ان يسبقني الى السيارة، على ان الحق به بعد ان اجهز نفسي. لم يمانع، الا انه توقف عند الباب قبل ان افتحه قائلا:
-لاتتاخري.
وكانت نظراته تحمل معان كثيرة، اهمها الشوق الجارف الذي احسسته في عينيه. ابتسمت، وقلت:
-بضع دقائق والحق بك.
-حسنا.
انصرف الى السيارة بينما اخذت اكمل تجهيز نفسي باقصى سرعة استطعتها. ثم لحقت به، كان جالسا خلف المقود، ينظر الى البعيد، كانت نظراته تائهة، حائرة. احس بقدومي، فالتفت الي مبتسما. فتح الباب وهو في مكانه، فدخلت وجلست الى جانبه. قبل ان ينطلق نظر الي بصمت، تلعثمت فقد كانت نظرته خليط من المشاعر والتعابير. استدرك الصمت المحلق فوق راسينا وقال:
-هل هناك مكان معين تفضلين الذهاب اليه؟
-لا.
-حسنا اذا سنذهب الى مكان انا اختاره، هل يناسبك هذا؟
-نعم، لاباس.
وانطلق بالسيارة، الى مكان عرفته منذ ان اخذ يسير باتجاهه. لقد عشقت هذه الحديقة الهادئة النائية. لم اذهب اليها سوى مرتين في رحلة مع المدرسة. ولكنها بالنسبة لي مكان هادئ وجميل. ترى كيف عرف بحبي لهذا المكان؟
حينما لاحظ مراقبتي الشديدة للطريق، قال:
-هل تعرفين هذا المكان؟
-نعم، فقد زرته من قبل في رحلات للمدرسة.
-مارايك به؟
-هادئ و جميل، يبعث الراحة في النفس.
-اذا فقد احسنت الاختيار؟
-نعم، بالطبع.
-كما احسنت اختيارك، ياشريكتي.
لم اعلق، وانما نظرت اليه، احاول ان اسبر اغوار نفسه. امسك بيدي، حاولت سحبها، لكنه قال:
-ارجوك لاتفعلي. دعي يدي ترتاح بين يديك.
قلت له مبررة:
-ولكنك تقود السيارة.
-لاباس، استطيع القيادة باليد الاخرى.
تركت يدي تضيع بين يده، امسك بها، ضاغطا عليها بشدة مرة ، وبرقة مرة اخرى، احسست انه في بحرصراع، تتقاذفه امواجه.
تابعنا الطريق في صمت، الا من زفير مسموع يطلقه بين الفينة والاخرى.
وصلنا الى المكان المنشود، وتوقف بجانب السور، ومازالت يدي الصغيرة بين يديه. رفعها الى شفتيه يحاول تقبيلها، حاولت سحبها، الا انه لم يمكنني، ضغط عليها بشدة، حاولت ان استوقفه، الا انه كان الاسرع، اخذ يلثم يدي لثما، ويمررها على وجهه، كانما يتزود منها، ويالدهشتي حينما شعرت بالحرارة الشديدة تنبعث من وجهه وانفاسه. كان مغمضا عينيه، وهو يرشف يدي، وحينما فتحهما، نظر في وجهي، ولاادري مالذي صوره له وجهي المندهش، والمتالم.

حينما شعرت انه هدا قليلا، سحبت يدي قائلة اننا في السيارة، ويجب ان ننزل حتى لانلفت نظر الاخرين لنا. عقب قائلا ان المكان ناء، وانه لايوجد احد. فطلبت منه ان ننزل نتريض في تلك الحديقة. لم يمانع، ونزلنا. وهناك اخترنا كرسيا خشبيا، تحت شجرة وارفة الظلال. لم يكن الجو حارا ولا باردا، ولكن هناك نسمات هواء تحرك الاغصان، فتمد المرء بغبطة في نفسه.
جلسنا، وفي هذه المرة كان ملاصقا لي. اخذ يتحدث في مواضيع شتى. وينتقل بينها بسرعة، حتى اني لم استطع مجاراته، فصمت.
استشعر صمتي، فلجا هو الاخر للصمت، وترك كل منا العنان لخيالاته. مر الوقت سريعا لم ندرك ان الدقائق كانت تجري، حتى انتبهنا على صوت الاذان في المسجد القريب من الحديقة. ذهبنا للصلاة، ثم عدنا. قال اني جائع هيا نجد مطعما للغداء. فتح بابي واشار بان اركب السيارة. ثم ركب هو خلف المقود. بحثنا عن مطعم قريب، وحينما اوقف سيارته وحاولت النزول، قال:
-لاداعي، ساحضر الطعام وناكل في الحديقة.
-حسنا.
ذهب باتجاه المطعم، وبعد مدة رجع حاملا في يده كيسين. دخل السيارة, وعاد بنا الى الحديقة. تناولنا غدائنا بصمت، لم يمزقه الا سؤاله:
-مارايك في الغداء؟
-لذيذ، شكرا لك.
-هل تودين اي شيئ اخر؟
-لا، شكرا فقد شبعت.
الا انه مد يده بعلبة ايسكريم، قائلا : تفضلي.
مددت يدي شاكرة.
واخذت اتناول الايسكريم ببطء.

هنا اقترب مني وسالني:
-مابك؟
-لاشيء.
-اذا لم هذا الصمت؟
-وجدتك صامتا، فاثرت ان اصمت انا ايضا، لم اشا انتشالك من افكارك.
وكانما قد تفاجا بجملتي هذه، لم يكن مستعدا للكلام حول حالته، او افكاره، فاختار موضوعا اخر، بعيدا كل البعد عن مشاعره، اخذ يتحدث عن عمله، وكيف انه حصل على الترقية بسرعة لنشاطه وجده، حتى اصبح مسئول رئيسه. ثم اخذنا نتمشى في الحديقة، حتى شارفت الشمس على الغروب، فسحرنا المنظر وبقينا فترة نتامله. كنت اشعر ان لهذا الغروب صدى في نفسي، شعرت ان معه ستغرب اشياء من حياتي. لم استطع تفسيرها في تلك اللحظة. تسلل الظلام شيئا فشيئا الى مكاننا، فقلت له يجب ان نرحل الان، فعقب قائلا:
-لا, فالوقت مازال مبكرا.
-الدنيا ظلام، وانت تقول مبكرا؟
-نعم، فالجو جميل، ويبعث في نفسي البهجة.
وافقت على مضض، فامسك بيدي ورجعنا الى كرسينا.

انتظر حتى اجلس، ثم جلس بقربي حتى التصق بي، حاولت ان ابتعد، الا انه جذبني، حاولت الانفلات من بين يده التي طوقتني، فلم استطع، كان يحكم قبضته علي، حاول تقبيلي الا اني اشحت بوجهي عنه.
قلت له معاتبة، وخائفة:
-ارجوك، اتركني، دعنا نرجع الى البيت.
قال معللا:
-انا زوجك. فلاضير من قبلة.
-ارجوك لقد تاخرنا.
-هيا، اسمحي لي بقبلة واحدة، فقط لاشعر انك بقربي، وانك زوجتي.
فتحت عيني بدهشة:
-هل هذا هومايشعرك بي؟
تدارك نفسه، وقال:
-ابدا، وانما قصدت ان نزداد قربا، وان اعبر لك عن مشاعري المتفتحة تجاهك.
-اعتقد انه من الافضل ان نرجع الان.

استسلم لطلبي، وقال:
-حسنا، هيا بنا.
لملمت نفسي، وكتمت اهاتي، ووقفت، فوقف هو ايضا. مشينا الى السيارة والصمت يغلفنا. وهناك وقبل ان ادخل السيارة، طلبت منه ان اذهب لاصلي في المسجد، فقال، انتظريني هنا بعد ان تكملي، اومات براسي، ومشيت.
عدت من الصلاة فكان ينتظرني في سيارته، فتحت الباب ودخلت، سمرت انظاري في زجاج السيارة الامامي، ولم اشعر الا ويده تاخذ يدي من حضني، وقال:
-عزيزتي، يجب ان تفهمي اننا زوجان، واننا لانقوم باي خطا.
صمت ولم اعلق، وايضا حاول ان يقترب مني ويقبلني، الا ان صدي كان له بالمرصاد.
لقد تناسى زوجي صغر سني، وتناسى حيائي، وتناسى المي الذي تجاهله، طوال لقاءاتنا التي لم تتعدى الثلاث مرات، لم يتطرق الى حياته مع زوجته، ولم يحاول ان يطمئنني على مستقبلي معه، ولم يحاول حتى ان يفتح الموضوع. صددته هذه المرة بلطف، قائلة:
-هل من الممكن ان اطرح عليك سؤالا؟
اجاب وهو يرجو ان يكون سؤالي متعلقا برغباته:
-بالطبع حبيبتي.
-مارايك ان تحدثني عن زوجتك وابنك؟
فاجاه سؤالي هذا، بل ولدغه، حتى انه افلتني من يده، واعتدل في جلسته، وقال:
-لايوجد هناك مايقال، حياتي معها عادية، ولي منها ابن واحد، نعم احبه، ولكن هذا لايمنع زواجي مرة ثانية.
-وهي هل تحبها؟
قال والدهشة والحيرةتغلفان كلماته:
-انها ابنة عمي، وزواجنا كان متوقعا.
ومع انه ليس الجواب الذي انتظره، الا انني اثرت ان اصمت.
ادار محرك السيارة، واخذ يقود، وهو يفكر، لااعلم فيم، ولكن كان باله مشغولا. ويده مازالت ممسكة بيدي. كان يحركها في يده بين الفينة والاخرى. وقطعنا الطريق ونحن على هذا المنوال، حتى وصلنا الى البيت. قلت له:
-الن تنزل؟
قال:
-ماذا تفضلين؟
قلت له بابتسامة ذات مغزى:
-بالطبع افضل ان تنزل.
-الن يزعجك وجودي؟
-ابدا.
قال وهو يبتسم:
-حسنا. ساتي معك.
نزل من السيارة ودخلنا البيت، ومباشرة الى غرفتي.
استاذنته في ان اخرج لاجلب له بعض الماء.
خرجت الى المطبخ، لاخلو بنفسي قليلا. كانت امي في غرفتها.
جلست في المطبخ بعض الوقت، افكر في يومي كله. وكنت لااود ان اخسره، فانا مازلت عروس جديدة، لم يمض على خطبتي سوى اسبوعان. ماالعمل؟ كيف بامكاني ان اكسبه؟ ففي النهاية هو زوجي. قررت على اثر هذا التفكير ان اتنازل قليلا، وان اتقرب منه قدر استطاعتي، وان اتناسى المي. عدت اليه، بكاس ماء وكوب شاي. فما ان راني حتى قال:
-لقد تاخرتي.
فقلت باسمة:
-كنت اعد لك الشاي.
ابتسم وشكرني. قدمت له كوب الماء، ثم الشاي، ثم جلست بجانبه.
اخذ يرشف من الكوب، وينظر الي، وكنت انا ابتسم. ترك كوب الشاي من يده، وحاول ان يقبلني, هذه المرة لم امانع، ولكن لم استطع مجاراته، فقد كان بالنسبة لي شيء جديد لم اعهده. ربما شعر بجهلي. فاخذ يقبلني في وجهي، حتى نزل الى عنقي، وهنا لم استطع الاستمرار، فدفعته بلطف مبتسمة بخجل. اثار خجلي جنونه ، وعاود كرته، الا انني ابعدت وجهي قائلة:
-ان امي تسال عنك.
قال:
-ساسلم عليها عند خروجي.
وامسك بكلتا يدي، وقال:
-حبيبتي زوجتي، اني احبك.
فاطرقت حياءا وخجلا. الا انه واصل في كلامه:
-فهل انت تحبينني؟
اجبته بخفر:
-نعم.
-وهل ستمضين معي بقية حياتك؟ ولن تتركيني مهما حدث؟
-انت زوجي وليس لي سواك. فكيف ساترك من سيكون اب ابنائي؟
-هل تعاهديني على ذلك؟
قلت وانا انظر الى عينيه بدفء، وتاكيد:
-اعاهدك.
-وهل ستنفذين كل طلباتي؟
-بالطبع.
-وهل ستقبلين العيش مع زوجتي؟
شعرت بغصة في حلقي، لم اجب مباشرة، الا ان نظرة عينيه اللحوحتين اجبرتني على الاجابة
-نعم.
-وهل ستتحملين كل شيء من اجلي؟
سؤاله استوقفني، ترى مالذي يخبئه لي القدر في منزله ومع زوجته؟ ماذا يتوقع من زوجته ان تفعل؟ عجزت عن الاجابة.
-لاتخشي شيئا، ساحميك وساحافظ عليك.
قلت مستسلمة لمصير مجهول:
-سافعل كل ماتامرني به.
قال مصححا:
-بل كل مااطلبه منك. هيا ابتسمي.
مثلت الابتسام. فقلبي موجوع، وخاطري مشغول.
ضمني واخذ يقبلني مرددا عبارات الحب والهيام، لم اعرف كيف ابعده هذه المرة، الا ان صوت امي خلف الباب وهي تناديني استوقفه.
-ياسمين، ياسمين....
-نعم ياامي؟
-هل خطيبك معك؟
-اجل ياامي.
-هل تريدان ان احضر لكما العشاء؟
نظرت اليه متسائلة، نظر الى ساعته وقال:
-لا، علي ان اذهب الان. فالطريق طويل.
قلت له:
-تناول العشاء، ثم اذهب.
-لاداعي، فلست بجائع، ثم اني يجب ان اذهب الان، فكما تعلمين ان المسافة بعيدة.
رفعت صوتي لاجيب امي:
-لايااماه، شكرا لك.
فوقف خطيبي، قائلا:
-حسنا يجب ان امشي الان.
-حسنا، ولكن سق بحذر.
-بالطبع، تصبحين على خير.
-مع السلامة.
وقف عند الباب،وامسك بوجهي بين يديه، وطبع قبلاته الحارة عليه, وقال:
-لاادري كيف ساصبر اسبوع كامل دون ان اراك.
ابتسمت وقلت:
-بامكانك ان تتصل.
-بالطبع، ولكني اريدك الى جانبي باستمرار.
فرحت لكلامه، وابتسمت.
كان مترددا في ذهابه, ولكني كنت ارى فيه فرجا، لافكر في امر نفسي قليلا، على الرغم من رغبتي في بقائه معي.
وخرج من غرفتي، وفي الصالة كانت امي تشاهد التلفاز، سلم عليها وودعها وسار نحو باب البيت.
-مع السلامة.
نظر الي نظرات تنم عن حب ومودة، ووعد بلقاء قريب.
-مع السلامة ياحبيبتي.
خرج، فاقفلت الباب خلفه. ذهب حاملا معه احلامي واشواقي.
نعم اشتقت اليه قبل رحيله، فهو اول رجل فتح عيني على انوثتي، وعلى انني اصبحت امراة. تمنيت بقائه لاستزيد من حبه. ولكن وعده بالرجوع القريب، شجعني على الصبر.


اختــــــــــrozalbaــــكم

ابومانع
22-04-2005, 06:59
القصه ومثل ما قال اخوي الاصيل كأنها مسلسل مكسيكي لان عيبها انها طويله لو تحاولين الاختصار ولا شرايج؟
ويسلمو على الجهد في النقل

Rozalba
22-04-2005, 07:47
يسلمووو ابو مانع على المرور وللاسف ما اقدر اختصر *_*

Rozalba
22-04-2005, 07:50
مضى الاسبوع، ولم يتصل بي زوجي ولامرة واحدة. رجعت اخر يوم دراسي في الاسبوع بلهفة، متوقعة اتصاله... الا انني اصبت باحباط اذ مضى النهار ولم يتصل. مر يوم الجمعة، وايضا لم يتصل. طلبت اخي، وقلت له ان زوجي لم يتصل، واني اريده ان يتصل به، ليطمئنني، قال اخي:
-حسنا، ساتصل وارد عليك.
انتظرت اتصال اخي، ولكنه لم يتصل، فوجئت به ياتي الى البيت، ويطلبني في المطبخ. اخذني على حدة، وقال:
-اسمعي ماساقوله لك، ولكن لاتخبري احدا.
اشرت براسي نعم
قال بنبرة امرة، متسلطة، ترفض ان اطرح اي سؤال عليها:
-خطيبك هنا، اتى ليطلقك، فجهزي نفسك حتى نذهب الى الشيخ.
نظرت اليه مستفسرة، الا انه قال لاوقت الان.
لم استطع البكاء ولا العتاب، غيرت ملابسي بسرعة ولم ادر مالبست. سالتني امي بعد ان رات علامات الحزن بادية علي:
-مالامر؟ قلت لاشيئ
ركبت السيارة مع اخي بصمت، وصلنا الى منزل الشيخ، وادخلت من باب النساء الى صالة فيها زوجته وبناته اللاتي رحبن بي. ثم سالنني عن سبب تواجدي. فقلت: للانفصال.
نودي علي ان ادخل الى غرفة جلوس الرجال، فدخلت وجلست بجانب اخي. قام الشيخ بمراسيمه المعتادة، بعد ان سال زوجي ان كان يود اخذ مهلة للتفكير. فقال لا. وبعد ان اجرى الشيخ مراسيمه وارجع الى زوجي نصف المهر. قال والد زوجي:
-اسمح لي بكلمة، نحن اسفون لما حدث، مع انه لم يبدر منكم اي تقصير.
قال اخي متشدقا:
-هذه سنة الحياة، وقسمة ونصيب. وسنبقى كالاهل، واهلا بكم اي وقت.
قتلني اخي، لم يفكر بي، لم يفكر بمشاعري، كما واد طليقي حبي وهو في مهده. لم اكلمه، ولم اعاتبه، ولم ابكِ امام اخي الذي كان قد اخذ المبلغ في جيبه، ليحافظ لي عليه. رجعت البيت كسيرة، اسيرة الذل والهوان. واول مادخلت البيت، امسك بي وقال: لاتتحدثي بالموضوع غدا امام زميلاتك.
لم يسالني عن شيء، ولم يراعي اخوته ووصايته علي، نسي ان الدين رحمة للمشاعر، وان الوصاية على الروح قبل الجسد.
دخلت غرفتي، اغلقت بابي، تسائلت ماهو خطاي. وماهو ذنبي؟ الا يحق لي ان اعرف؟ تمنيت لو اني سالته، لارتحت كثيرا، لان هذا السؤال مازال يتردد في اذني حتى بعد ان مضيت في حياتي.
دخلت الحمام، ادرت صنبور الماء، ووقفت تحته بملابسي يائسة، كسيرة.. قطرات الماء جذبت اليها دموعي التي انهمرت بغزارة، كم كنت بحاجة للبكاء، كم كنت بحاجة لان اصرخ، والوم، وحتى اشتم. بكيت بحرقة، شعرت بنار تشتعل في نفسي لاادري كيف اطفئها، انهيت حمامي بعد ان تعبت من البكاء. وخرجت وجلست على الارض، فتحت القران، عل ناري تخمد، فاخذت اردد الكلمات والحروف، وعيني مليئة بالدموع، حتى فاضت على كتاب الله. عدت ابكي من جديد، واجهش كطفل فقد امه. لا لانه كان لي بمثابة ام، وانما لتحطيمه قلبي، وذلي وهواني، ورخصي عنده، فبعد المواثيق والعهود، وجدته بالفرار يلوذ. لم يكلمني ولم يسالني، بل اهملني طيلة اسبوع، تركني اعاني مرارات الانتظار والتوجس. لااجد مااصفه به، سوى انه جبان.
ولكني مازلت اسال نفسي بغصة، لماذا؟ وماذنبي؟ وماجريرتي؟
__________________________________________________ ______


الجزء الرابع

امضيت ليلتي بين دموعي وذلتي، وحيدة، بلا ام حانية، تمسح على راسي ولا اخ شفوق، يهون الامي. حيث اجبرني اخي على الصمت حتى لم اقو على اخبار امي. في الصباح، ايقظتني امي، تسالني عما بي، الا اني لم استطع ان اجيب. حارت في امري وقالت:
-مالذي حدث؟ اخبريني فانا امك.
غالبت دموعي وقلت بصوت متحشرج:
-اسالي ابنك، وهو سيخبرك بكل شيء.
صمتت، ثم خرجت من الغرفة بحيرة ام لاتعرف سوى ان تتلمس احساسها الذي ينبئها ان ابنتها تتالم. اكملت تجهيز نفسي لاذهب الى المدرسة. وكان لزاما علي ان التزم الصمت، واناى عن صديقاتي، حتى لايسالنني عن زيارة خطيبي، عذرا طليقي، في الاجازة، وكيف امضيناها. تشاغلت بالمذاكرة، الا ان صديقتي اتت تسالني عما بي من تغير.
-مابك، ولم انت بعيدة عني اليوم؟
-لاشيء اود ان اراجع للامتحان.
-لا، لابد ان هناك شيء. انا بمثابة اختك اخبريني، هيا.
نعم كانت لي بمثابة الاخت، كانت دائما بجانبي، حتى كان يطلق علينا التوام. لم استطع النظر في وجهها، لاني كنت اخفي امرا، وقد استشعرت هي ذلك. لم تبرح مكانها، ولم تستجب لصدي عنها، بل الحت
-ياسمين مابك؟ اخبريني، الست انا مستودع اسرارك؟ الست انا توامك؟
قلت بتافف في محاولة للهروب:
-لاشيء.
سمرت عينيها بعيني لتستشف مابي. لم اقو على الصمود اكثر، انهمرت دموعي، ولم استطع حتى مسحها، تفاجات صديقتي واخذت تهداني، حتى لاالفت انتباه الاخريات. اخذتني وذهبنا الى الصف حيث لايوجد احد. وهناك جلست قبالتي، واخذت تهدا من روعي وانا اجهش في بكاء مرير. وانتظرت حتىهدات قليلا، فقالت:
-هل اختلفتما انت وخطيبك؟
نفيت بايماءة من راسي، الا انني استدركت:
-بل قولي طليقي.
فغرت فاها مشدوهة، وقالت:
-ماذا؟ طليقك؟ متى حدث هذا؟
قلت مغالبة دموعي وكلي سخرية من قدري:
-الليلة البارحة.
-وكيف حدث هذا؟ ولماذا؟
-لااعلم.
-كيف لاتعلمين؟ هل تخفين امرا؟
-لا، حقيقة لااعلم شيئا.
واخذت اسرد عليها ماحدث.
لم تستطع التصديق. فقالت:
-هل انت متاكدة مما تقولين؟
-نعم
-وكيف لم تساليه؟ ولم تسالي اخيك؟ ولم تخبري امك؟
وكيف لي ان اساله، وهو من تركني؟ واخي، الذي لم يمنحني فرصة للكلام، ولا حتى للتعليق، او الرفض. كل ماحدث كان اوامر وعلي تنفيذها.
قالت في محاولة لتعزيتي:
-يبقى هو الخاسر في النهاية، فلن يلقى من تقبل به، خاصة في مثل جمالك، وهو متزوج. الا يكفيه مافعله بك؟
-لافائدة من الكلام، انا الان مطلقة هذا اهم مافي الموضوع.
-ليس عيب، فهذا ليس ذنبك؟
-وهل تظنين ان الناس سيقولون هذا؟
-لاعليك من الناس.
-حقا؟ وهل ساستطيع تحمل همزاتهم، ونظراتهم؟
-ساكون الى جانبك. ولن اسمح لاحد بان يسئ اليك.
يالسخرية القدر، وعد اخر، اتراه يتحقق؟

دخلت المنزل، وكانت امي في المطبخ، حاولت التسلل الى غرفتي، الا انني ماان خطوت بضع خطوات في الصالة حتى سمعتها تناديني، قائلة:
-ياسمين، هل عدت من المدرسة.
قلت بصوت هامس:
-نعم ياامي.
-حسنا، هيا بدلي ملابسك، ريثما احضر الطعام.
-لااريد، فانا متعبة واود ان انام قليلا.
وتركتها وذهبت الى غرفتي، والقيت بنفسي على سريري.
لكنها لم تتركني، فقد اتت فاتحة الباب بعد ان طرقته طرقا خفيفا. لم افتح عيني، الا انها قالت:
-ياسمين، ياابنتي.
اضطرتني للنهوض، وقفت قائلة:
-نعم ياامي.
لم ينطق لسانها، بل كانت دموعها هي من حاورتني.
لم استطع تحمل دموع العزيزة امي، ولم استطع الكلام، فحاورتها دموعي. احتضنتني، وضمتني بين ذراعيها، فكنا نحن الاثنتان نبكي بكاءا لاتشوبه الكلمات، ولايرقى اليه الوصف. اعجز عن ذكر احساسي وهي تضمني باكية، وتمسح دموعي بيديها، كانت تغص بالكلمات التي تابى ان تغادر فمها، المني نواحها وبكائها. فكففت دمعي، واخفيت جرحي، وقلت لها لاتحزني فالحياة قسمة ونصيب. يالغرابة القدر بدلا من ان تواسيني امي، اواسيها انا نفسي في مصابي، يالها من سخرية مابعدها سخرية.

بقينا انا وامي ناكل ونجلس ونشاهد التلفاز بصمت، تجنبت امي الخروج من البيت فترة طويلة، كما تجنبت انا العالم كله.

مرت الايام، وانا اغالب الامي، وهمسات زميلاتي، وضحكاتهم الساخرة، حتى وصل الامر باحداهن ان قامت برسمي على لوحة الصف ورسم خطيبي وهو ينطلق بعيدا عني. الا انني لم اعلق. التزمت جانب الصمت، وانزويت بعيدا عن الجميع. فقامت صديقتي بمسح الرسم وكلمتها مهددة اياها ان تبتعد عني والا فلن يحصل لها طيب. كانت صديقتي جريئة، وشديدة، وايضا قوية، كما انها كانت سليطة اللسان. الا انها كانت متعثرة في دراستها خاصة بعد ان تمت خطبتها. وبالفعل ابتعدت البنات عني وكففن عن مضايقتي. واستمرت حياتي تمضي قدما، بين ذهابي للمدرسة، وتركيزي على دراستي، لم اكن مجتهدة بمافيه الكفاية فقد كانت القراءة الخارجية تشغل جل اهتمامي، وانكببت على كتب المكتبة التهمها التهاما. حتى تميزت بقراءاتي ومشاركاتي في المسابقات المدرسية فيما يتعلق بالمعلومات وحتى الكتابات الشعرية. وكم كنت مقربة من مدرسة اللغة العربية التي كانت دوما تبث التشجيع في نفسي وتطالبني بكتابة المواضيع التعبيرية المستمرة.

هدا موضوع طلاقي، وجدّت احداث اخرى، شغلت الناس عني. فارتحت من السنتهم البذيئة وتعليقاتهم المسيئة. واقتربت الامتحانات، وكنت خلالها احاول ان اساعد صديقتي التي لم يكن لديها وقت للدراسة. وانما جل وقتها تمضيه مع خطيبها. وكنت الخص لها الدروس حتى تتمكن من المرور على اهم النقاط في كل مادة. الا ان هذا لم يساعدها في النجاح. فبعد ان ظهرت النتائج والتي كانت ممتازة بالنسبة لي الا انها كانت محطمة لصديقتي، التي رسبت، والتي اثار رسوبها حفيظة امها، التي كانت تطلب مني مساعدة ابنتها. فقامت الام الرؤوم بمضايقتي، وبنبذي معتقدة باني لم احاول مساعدة ابنتها، وانما جررتها الى مشاكلي حتى اثرت عليها، واني خدعتها فكسبت النجاح، وتركتها بلامستقبل. لم تكتف الام بذلك وانما قامت بتحريض ابنائها وايضا باقي بناتها ضدي. والكل وقف في وجه صديقتي يطالبها بان تتركني، انا المطلقة، لاني مليئة بالحقد والغيرة والحسد. في البداية لم تستمع صديقتي لاهلها، بل وقاومتهم، الا ان تدخل خطيبها في الموضوع وتخييرها بينه وبيني، قصم ظهرها. واتتني حاملة حبها على كفيها.

ابومانع
22-04-2005, 08:41
انا كان قصدي الاختصار علشان الاخوان لما يشوفونها طويله يمكن ما يقرونها وانتي عارفه احنا بعصر السرعه
عموما يعطيج العافيه وواضح انه رغم النقل الا انه فيها جهد

وضح النقا
23-04-2005, 01:44
طائر النوم مني وانا اقراء القصة



لكن نقول يعطيك العافية

Rozalba
23-04-2005, 11:58
يسلموووو وضح النقاا على المرور^^

بن غزي 2005
23-04-2005, 01:59
هههههههه

على قولة اخوي الاصيل القصة كنها مسلسل مكسيكي خاصتن الحوار .

روز

ورى ما تحطين دعايات بين الاجزاء


يعطيك الف عافية على ذا القصة

الساري
23-04-2005, 02:46
وااااااااااااااو وش السالفه مامات البطل ولا للحين .......لوووووووول
القصه حلوه بس أنا من عشاق القصه القصيره...........
ولو كان فيه مقطع موسيقي تطلع OK
فاصل ونواصل.........
تقبلي تحياتي أخوك الســــــــــــــــــــــــــاري......

Rozalba
23-04-2005, 02:53
يسلمووووووووووووووووووووو
على المرور
وان شالله راح احط دعايات بين الاجزاء ^^

ابومانع
23-04-2005, 08:53
اقول خليك قدها >>>>>>>>>> دعاية بيبسي

Rozalba
24-04-2005, 08:09
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

الأصيل
25-04-2005, 12:02
يسلموووووو اختي / Rozalba على المجهود

لازلت متابع المسلسل وبانتظار الحلقة القادمة

<<<<<< اندمجت

مشكووووووووووووره

ابومانع
25-04-2005, 12:26
ارجو اكمال باقي القصه باسرع وقت
فعلا تأثرت لدرجه كبيره خصوصا لما بكت البنت وامها بدون كلام اعتقد مافي مخرج يقدر يضبط هالمشهد

يعطيج العافيه

Rozalba
26-04-2005, 10:30
--------------------------------------------------------------------------------

واليكم الجزء الخامس

كنت مستلقية على سريري اقرا احد الكتب، عندما سمعت صوت الجرس، ولم ارغب في فتح الباب، فلزمت غرفتي، الا انني مالبثت ان سمعت صوت طرق خفيف على باب غرفتي، وقبل ان اجيب اطلت صديقتي براسها، باسمة و لكنها شاحبة الوجه. توجست شرا من قدومها، لانها في مثل هذا الوقت تكون مع خطيبها.
قالت بابتسامة مصطنعة:
-كيف حالك؟
رددت وانا اتفحص وجهها علني اقرا خباياه:
-بخير، وانتِ، كيف حالك؟
-بخير ايضا.
-ماهي اخبارك مع خطيبك؟
وكاني امسكت بالجرح الذي يؤلمها، فترقرقت الدموع في عينيها، وجرحت الكلمات حنجرتها، ولم تستطع الكلام.
قلت لها وانا استشعر بعدها، وانسلالها من حياتي شيئا فشيئا ذلك انه كثيرا ماالمحت امها الى اني السبب في رسوبها، كما اني لمست نفور اخواتها من وجودي بينهن، حتى لم اعد ادخل بيتهم:
-افصحي، ولا تترددي. انا اعلم انك مااتيت الا لسبب ما. فقولي ماهو.
لم تتكلم، امسكت انا ايضا عن الكلام. واعطيتها فرصة تتمالك نفسها وتمسح دموعها. حتى اذا هدات قالت:
-زواجي قريب.
قلت بابتسامة مفتعلة، وانا اعلم ان هذه هي البداية، لماساة اخرى في حياتي
-مبروك مقدما.
قالت:
-ربما لن يتم هذا الزواج، فخطيبي له شروط صعبة، لااستطيع ان اتحملها
قلت متصنعة عدم الفهم:
-لايوجد انسان كامل، وعليك التاقلم معه.
قالت بتمثيل واضح، فشلت في اجادته:
-لااستطيع، فانت عزيزة على قلبي.
جاريتها تمثيل بتمثيل، وقلت متصنعة الدهشة:
-انا؟ ومادخلي انا في الموضوع؟
اجابت وهي منكسة راسها:
-لايريدني ان التقيك في اي مكان، ولا ان اتصل بك او ازورك.
فتحت عيني، غالبت سكينها الذي غرزته في قلبي، ترفعت عن الالم، وقلت:
-يحق له ذلك.
وقع القناع من على وجهها، وفغرت فاها، وقالت:
-ماذا تقولين؟
رددت باصرار:
-هو زوجك، وله الحق عليك، وحياتك معه، لامعي.
-لكنك صديقتي.
قلت ساخرة:
-ستجدين صديقات اخريات.
قالت وكانما تهيا نفسها للانصراف:
-ستبقين صديقتي للابد، وساتصل بك كلما امكنني ذلك.
كنت اعلم انها تكذب، او انها لن تتمكن من تحقيق كلامها، لانها ماان تخرج من غرفتي، ستنسى صحبتي. واي صحبة تدوم مع مطلقة، لم تمض على خطبتها سوى اسابيع قليلة جدا. ياله من عار وصمت به بلاذنب.

قلت لها:
-لاتتعبي نفسك، المهم ان تنتبهي لحياتك وزوجك.
وكانما المها ان احثها على زوجها، فقالت:
-ماتصورت الامر بهذه البساطة.
سالتها متصنعة الاستغراب:
-اي امر واي بساطة؟
قالت:
- توقعنا ان ترفضي، وان تزعلي، وان تحثيني على تركه، لانه يريد ابعادي عنك، توقعت ان اطلب منك الصفح والغفران على تركي لك، اما ان تطلبي مني ان انتبه له، فهذا مالم نتوقعه.

ابتسمت يائسة وقلت:
-هذه حياتك، وانت عزيزة على قلبي، فلااقبل ان امسك بسوء،وانا على علم انك تحبينه، كما اني على علم انه لن يتركك لو رفضت ان تقطعي صداقتنا، لانه يحبك، ولكنك اثرت ان ترضيه. لا، لست الومك، بل اني اتمنى لك كل السعادة.

اطرقت براسها خجلا، وانزعاجا. سمعت تردد انفاسها التي تغالبها، شابة الحمرة وجهها، فعلمت انها في حيرة من امرها، لاتعرف كيف ترد جوابي. ساعدها صوت بوق السيارة. رفعت راسها، ولكني امسكت خيط الكلام وقلت:
-هل تركته كل هذه المدة ينتظرك؟
لم تجب، وانما نظرت الي، ثم وقفت، حاولت ان تعانقني الا اني ابتعدت، وقلت لها:
-لاتوسخي اناقتك، فزوجك بانتظارك.
المها كلامي، لكني كنت اشعر به حقيقة. خشيت ان تعلق بها رائحتي فينفر منها الناس. واي ناس؟ خطيبها الذي تحب، وتعبد.
خرجت بعد ان قالت:
-مع السلامة، سارسل لك بطاقة دعوة الزفاف.
قلت باسمة:
-لك مني جزيل الشكر، وتهاني مقدما.

اغلقت باب غرفتي، وسمعتها وهي تقول لامي:
-مع السلامة ياخالة.
-فيم عجلتك؟ ابقي لتناول العشاء معنا.
- لااستطيع، فخطيبي ينتظرني بالخارج.
-مع السلامة ياابنتي، وابلغي سلامي الى والدتك.
-انشاء الله ياخالة.

استلقيت على سريري، وامسكت بكتابي مرة اخرى، عيناي مغرورقتان بالدموع، لا، لن ابكي، لامزيد من الدموع، الى الجحيم بالعالم كله. لن ابكي، لن ابكي، لن ابكي.

بعد فترة ليست طويلة، واثناء تناول الغداء، اخبرتني امي بان استعد للذهاب لحفل زفاف صديقتي، تفاجات، حيث اني لم استلم بطاقة الدعوة، التي فيما يبدو نسيت صديقتي ان تبعثها. الا اني تداركت الامر وقلت:
-لااستطيع فانا متعبة اليوم جدا.
تفحصتني امي، الا انها لم تتبين سوى الالم الخارجي فقط.
-هل تودين الذهاب الى المستشفى؟
-لا، اني بحاجة للنوم فقط، ثم ساصبح بخير.

تزوجت صديقتي، وكانت جائزتها ان يقام زفافها في اكبر فنادق البلد. يالثمن الصداقة البخس.

Rozalba
26-04-2005, 10:31
الجزء السادس

قدمت اوراقي للجامعة، وكانت اول ضربة موفقة لي، وتم ابتعاثي للدراسة من قبل الوزارة. وهذا كان في صالحي حيث اغناني عن مد يد العوز الى اخي او اي شخص اخر.

كان جل وقتي اما مراجعة واما مطالعة، وكان كل اصدقائي القرطاس والقلم، اما قارئة واما كاتبة لخواطر تثور في قلبي او عقلي فاسمعها لصديقاتي الوريقات. عزلت نفسي عن العالم، او بالاحرى عزل العالم نفسه عني. كنت اذهب باكرة الى الجامعة واعود مع الغروب، يالها من وحدة لذيذة غير جارحة.

بالطبع سمعتي كمطلقة اثرت في حياتي بصورة كبيرة، فقد تقدم لي الكثير من العرسان، واي عرسان، اما كبير في السن ( انتهت مدة صلاحيته، وبحاجة لممرضة)، واما مطلق ولديه العديد من الابناء، واما ارمل ولديه ايضا العديد من الابناء. ياللفاجعة، صرت عرضة لكل من هب ودب. وكان اخي المحترم، هو من ياتيني بهؤلاء العرسان, لااعلم لم كان يريد التخلص مني، مع اني لم اكن عبئا عليه، ولاكنت كثيرة الطلبات، بل ان ابتعاثي اغناني حتى عن طلب اقل القليل منه، والذي هو من حقي، الا انني كنت اؤثر الصمت على الحديث معه.
قررت ان استفيد من وقتي في الجامعة، فقدمت اوراقي لشئون الطلبة على امل الحصول على وظيفة مؤقتة في احد مرافق الجامعة. ووفقت بعون الله في الحصول على وظيفة مساعد امين مكتبة في مكتبة الجامعة. وكانت تلك من اسعد اوقاتي حيث كنت امضي وقتي في التعرف على الكتب العديدة واعادتها الى رفوفها بعد القاء نظرة عليها. ومر الفصلان الاول والثاني، واقبلت اجازة الصيف.

كنت امضي اجازتي بين التلفاز والكتب، وكانت علاقتي بامي مليئة بالحنان من جهتها وبالبر من جهتي. فكانت دوما تدعو لي بالتوفيق والسعادة.
وقد كنا وحيدتين، ونادرا مايمر علينا اخي.

وذات ليلة مرضت امي مرضا شديدا، واتصلت باخي والذي أتى بدوره وأخذها إلى المشفى، وهناك أدخلت أمي إلى الطوارئ وعندما فحصها الطبيب، امر بتركها في المشفى لانهاتحتاج الى عملية عاجلة. وطلب منا ان نمر على الخزينة وندفع المبلغ المطلوب حتى يتمكن من اجراء اللازم. فنظرت الى اخي، وبدوره نظر الي، وقال:
-لست املك اية نقود.
-وانا ايضا لا املك شيئا.
-اذا ماالعمل؟
طوال الفترة التي مضت لم اسئله عن نقود مهري ولم اطلب منه شيئا اعتمادا على انه سيحتفظ بها لي. ولكني اجد نفسي في هذه الفترة بحاجة ماسة لها. فتجرات على القول:
-محمد، بامكانك ان تاخذ من نقودي.
قال باستغراب:
-اي نقود؟
قلت وانا ازم شفتي خجلا وعارا:
-نقود مهري .
تغيرت ملامحه، وكانني ذكرته بشيء لايحبه، وقال:
-فعلا انت جريئة، كيف تقولين ماقلت؟
فتحت عيني دهشة، ابحث عن خطا ورد في كلامي:
-مالخطا فيما قلت؟
-الك عين تقولين نقود مهري؟ الاتملكين ذرة من الحياء؟ اما يكفي مافعلتيه بنا؟ الا يكفي ماجلبتي لنا من عار؟
حرت وحار الكلام في فمي، تمالكت نفسي ودموعي، وعضضت شفتي، حتى كادتا تدميان.
وبعد فترة صمت قلت:
-انما اردتها من اجل امي.
فقال بغضب:
-هراء وادعاء، انما اردتها لنفسك.
ماباله هذا؟ الا يعرف مدى حاجة امي الان لهذه النقود؟
-محمد ارجوك، كفى تجريحا. اريد نقودي من فضلك.
قال بتحد:
-ليس لك شيء عندي.
قلت بتعجب:
-اين نقودي يامحمد؟
قال بتفاخر:
-صرفتها، ماذا انت فاعلة؟
قلت بغضب وقهر:
-اريد نقودي، اعد لي نقودي، اما يكفي مافعلته بي؟ الا يكفي انك بعتني بثمن بخس؟
-انت التي اصبحت عارا، ومطلقة، ونكرة، ومامن احد يرغب بك.
-لست بحاجة لرجال خاصة اذا كانوا مثلك.
ماان اكملت جملتي حتى هوت يده على وجهي.
كانت صفعة قوية، احمر وجهي غضبا وحزنا والما.
قلت مغالبة دموعي:
-اهذا كل مااستطعته؟ ان تضربني؟ بدلا من ان تحاول مساعدة امي؟
-انها امي كما هي امك. ولكنني لااملك النقود
-ماالعمل اذا؟
-سننتظر للغد، ربما امكنني التصرف.

صمت وفي صمتي حيرة والم، لاادري مااقول، ولا اعرف كيف اصف شعوري، جروح وجروح، اما ان للالم ان ينتهي؟

دخلت الى غرفة امي في المشفى، وهناك وجدت دموعها تجري على خديها، المني منظرها، بل وافزعني.
-امي مابك؟
-لاشيء ياابنتي.
قلت بوجل:
-اماه اخبريني مابك؟
-لاشيء ياابنتي. اقتربي مني.
اقتربت وضمتني، كم كانت امي ضعيفة من المرض.
مسحت دموعها، واعدت سؤالي:
-مابك يااماه؟
-سمعت مادار بينك وبين اخيك.
اه ياللهول، لقد كنا نتكلم امام باب غرفتها والذي لم يكن موصدا.
قلت متداركة ومطمئنة:
-لاعليك، سنتدبر الامر باذن الله.
امسكت بيدي وقالت:
-لقد ادخرت مااعطيتني من مال، بامكانك اخذه.
-لايااماه، بامكاننا تدبر الامر. لاعليك.
جذبت يدي وقالت:
-اطيعيني بالله عليك. خذي المال. انه في خزانة ملابسي. في محفظة سوداء.
ضغطت على يدها، وانا على يقين بان هذا هو الحل الوحيد.
-حسنا يااماه، ساجلبه غدا انشاء الله
دخل اخي الى غرفة امي، وقال:
-اعطيني المال لاني سادفع الى المشفى.
نظرت اليه بغضب واستسلام:
-ساعطيك اياه غدا.
تركت امي راقدة في المشفى، وارجعني اخي الى البيت

وحين هممت بالنزول نزل هو ايضا، ودخل البيت خلفي، ومباشرة اتجه الى غرفة امي، وهناك اخذ النقود. وحين خرج من الغرفة، سالته:
-مابك، ولم هذه العجلة؟
-لاعليك، اراك غدا في المستشفى.
-محمد، لم اخذت النقود؟ انها لامي.
-قلت لاعليك، ولاتتدخلي فيما لا يعنيك.

وخرج حتى قبل ان افتح فمي اعتراضا.

في الصباح انتظرت اخي كي نذهب الى المستشفى، الا انه لم يات. فاضطررت الى الذهاب لوحدي. وهناك استقبلتني الممرضة قائلة انه يجب ان نقوم بدفع المصاريف والا لن تجرى العملية لامي. فاخبرت الممرضة ان اخي في الطريق وسياتي بالمال.
اسقط في يدي، واحترت ماالعمل، ولمن الجا؟ حاولت الاتصال باخي مرارا الا انه مامن مجيب. فاثرت الانتظار.
دخلت غرفة امي وكم كانت ضعيفة واهنة، ارهقها المرض. انتظرت طويلا، ومر الوقت بطيئا. وبعد مدة اتى اخي. كانت ملامحه مكسورة، وكان كمن يجر اذيال الخيبة وراءه. هرعت اليه واخبرته بماقالت الممرضة. فقال بالم:
-حسنا، لاعليك، ساتصرف.
قلت بقلق:
-اين النقود؟
قال بضيق:
-لاتخشي ساتصرف.
وتركني وخرج .
وبعد سويعات اتت الممرضات لاخذ امي الى غرفة العمليات. ومن خلفهن كان اخي.
سالته:
-ماذا هناك يااخي؟
قلت الكلمة وكنت اتمنى ان يشعر بها.
-لاشيء، لقد دفعت مصاريف المستشفى والعملية.
قلت بتساؤل:
-هل غطت النقود كل المصاريف؟
قال منزعجا:
-مابك؟ لقد تصرفت ودفعت، وانتهى الامر. كم انت مزعجة.
حاولت ان ارد عليه، الا ان صوت رجل ينادي باسم اخي في الخارج استوقفني. فنظرت الى اخي مستفهمة.
-هذا عبدالله، صديقي.
ثم عقب بنظرة ذات مغزى:
-هو من دفع كل المصاريف.
دهشت، وسالته:
-ولماذا؟ اين نقود امي؟
لم يعرني اهتماما، وخرج لتلقي صديقه، وتركني في حيرة من الامر كله.
خرجت لاذهب الى قرب غرفة العمليات. وقبل ان اخرج من الباب وجدت اخي يتحدث مع صديقه، اطرقت براسي ومشيت في طريقي. الا ان اخي استوقفني قائلا:
-الى اين تذهبين؟
-الى غرفة العمليات.
-ماذا ستفعلين هناك؟ انت تعلمين ان العملية قد تستغرق ساعات.
-سانتظر في الممر.
-لا، من الافضل ان تذهبي الى البيت. هيا ساوصلك معي.
قلت معترضة:
-لن اذهب، بل سانتظر
قال مصرا:
-بل ستذهبين والان.
حاول ان يمسكني من يدي، استغربت تصرفه.
استوقفه صوت صديقه يناديه، وهو يقترب.
-محمد، هيا بنا لنذهب.
وحينما اقترب منا، اخذ يفحصني من راسي حتى اخمص قدمي، نظراته اقشعر منها بدني. كم كان جريئا وهو ينظر لي، وكان اخي كما لو انه غير موجود. سمح له بان يتصفحني قطعة قطعة. خجلت من نظراته، بل كرهتها وكرهته معها.
قال اخي:
-سنوصل اختي معنا الى البيت، ثم نكمل مشوارنا.
قلت معترضة:
-لن اذهب، بل سانتظر حتى تنتهي العملية.
-بل ستذهبين.
فتدخل صديقه قائلا:
-اتركها، وسنعود لها فيما بعد.
كان اخي كالاسير بين يديه، مطيعا لاوامره.
تركني اخي وسارا في جهة وانا سرت في الجهة المعاكسة، وكلي حيرة من هذا الرجل وسطوته على اخي، وجراة نظراته.

Rozalba
26-04-2005, 10:34
الجزء (7)

انتهت عملية والدتي على خير، وتحسنت صحتها، وعادت بعد ايام الى البيت. وكان اخي كلما حضر حمل في يده صديقه عبدالله، الذي كان يزداد نفوري منه يوما بعد يوم، دون ان اعلم سببا لهذا النفور. كان عبدالله دائم التقرب من والدتي، والتي كانت تعطف عليه كابن لها، كما كان يحاول التقرب مني اما بالقاء التحية او بمحاولة اطالة الحديث في الهاتف كلما اتصل ليطمئن على امي. الا اني كنت دائما اصده وابتعد عنه. وقد لاحظ الجميع تودده وتقربه كما لاحظوا اشمئزازي من مجرد ذكره.

وفي يوم اتى اخي الى البيت وطلب ان يحادثني على انفراد، الا اني اخبرته بانه لاداعي لان بامكانه ان يتحدث امام امي. فاصر على طلبه، ودخلنا غرفتي، وهناك بدا اخي حديثه بالقاء خطبة عصماء على مسامعي، اثارت حفيظتي واشعلت في نفسي مشاعر الضيق والكره تجاهه وتجاه كلامه.
حيث قال:
-اسمعيني يااختي (منذ متى اصبحت اخته؟ اذا لابد ان في الموضوع فاجعة اخرى، فلااصبح اختا الا في الماسي)
-نعم، تفضل.
-انت اختي، وانا دوما ابحث عن مصلحتك، فانا المسئول عنك كما تعلمين، وراحتك وسعادتك هما اكثر مايقلقاني في هذه الحياة.
استغربت كلامه الا اني تعلمت كيف اخفي مشاعري، فقلت له مجاراة لكلامه:
-اعلم هذا، ولست اشك فيه ابدا.
-اذا مارايك لو تقدم لك شاب محترم وعلى خلق، هل تقبلين به زوجا؟
نعم لقد عرفت الشاب قبل ان ينطق اخي باسمه، الا اني لااقوى على مجابهة اخي، فهو شديد، لكني لن استسلم هذه المرة.
-من هو هذا الشاب؟
قال وهو يرمقني بنظرة المنتصرالفرح:
-عبدالله.
اصطنعت الدهشة، وقلت
-ماذا تقول؟ عبدالله؟ اليس متزوجا؟ اوليس اكبر ابنائه اكبر مني بعامان او اكثر؟
قال بنبرة تصنع الهدوء فيها:
-اجل ولكن هذا لايعيبه، ستكونين انت في منزل مستقل عن زوجته وابنائه، فكما تعلمين هو مرفه وميسور الحال، وبالتاكيد سيلبي جميع طلباتك.
حاولت ان استغل مشاعر الاخوة التي كان ينادي بها منذ لحظات وقلت:
-اخي ارجوك، لا تجرني الى تكرار تلك التجربة. لماذا يجب ان اتزوج من شخص بيني وبينه مسافات طوال، لاتقطع بالمال؟ هل اصبحت حملا ثقيلا عليك؟
تحركت مشاعره قليلا او خيل لي ذلك، وقال:
-ابدا ياعزيزتي، لست حملا ثقيلا، بل انا انشد مصلحتك.
-وهل مصلحتي ان اعيش مع رجل متزوج من اخرى؟ مع رجل من الممكن ان اكون في سن احد ابنائه؟
-لاتتسرعي، فهذا الرجل سيوفر لك حياة كريمة.
-لا يااخي الحياة الكريمة ليست بالمال.
نظر الي فاحصا وقال:
-بم اذن تكون الحياة الكريمة؟
قلت:
-بالتفاهم والحب.
قال ساخرا متهكما:
-الحب؟ واي حب هذا الذي تقصدينه؟
ثم اضاف بنبرة ملؤها الشك:
-هل هناك شخص معين في بالك؟
اندهشت من ظنه، وقلت
-بالطبع لا.
-اذا لماذا ترفضين عبدالله.
-لاني لااريده.
-ماعيبه؟
-لاشيء سوى اني لست مرتاحة له. كما انه متزوج ولديه ابناء.
-قلت لك هذا ليس بعيب.
-لكني مازلت صغيرة عليه، فهو يكبرني باعوام عديدة.
قال، وليته ماقال:
-صغيرة؟ انت مطلقة، ويجب ان تحمدي الله ان بعث لك شخص مثل عبدالله، يرضى بك.
-لكني لاارضى به.
هنا ثار اخي وبرز لي عضلاته من خلال اوامره، وقال:
-لكني انا راض به. وستتزوجينه.
اصررت على الرفض وقلت:
-ابدا لن اتزوجه، حتى ولو كان اخر رجل في الكون.
مرة اخرى، نزلت يد اخي على وجهي ولم تكن هذه المرة صفعة واحدة، بل استمر يضربني وانا اصرخ واداري وجهي بكفي، ولم يخلصني من قبضته الا دخول امي، التي حاولت جاهدة ان تبعده، متسائلة عن سبب هذا كله.
فقال وهو يلهث من تعب ضربه لي:
-اساليها.
فادارت وجهها لي متسائلة:
قلت والدموع تتصبب من عيني وانا امسحها، وصوتي مخنوق:
-انه يريدني ان اتزوج عبدالله.
دهشت امي لدى سماعها كلامي، وقالت موجهة كلامها الى اخي:
-لماذا يامحمد؟ وانت تعلم ان عبدالله كبير جدا بالنسبة لاختك، كما انه متزوج، ولديه ابناء في عمرها.
ادار ظهره لها وقال:
-لقد طلبها للزواج وانا وافقت.
ردت امي:
-ولكن اختك ليست موافقة.
-الامر ليس عائد لها. انا هنا رب الاسرة وولي امرها، وسوف تتزوجه.
-لا يابني لاتقل هذا الكلام. يجب ان تتفاهم مع اختك وان تاخذ برايها.
ضاق اخي بكلام امي، وقال:
-لامجال للنقاش، لقد وافقت وانتهينا.
وغادر مسرعا، قبل ان تعترض امي.

نظرت الي امي نظرة متسائلة، ولكني كتمت مابنفسي من غضب، وصمت.
الا انها قالت:
-ساتصل بعبدالله استوضحه الامر.
اوقفتها قائلة:
-لا ياامي ارجوك، لاداعي، واعلمي اني لن اتزوجه.
-لكن اخيك مصر.
-اصراره لايعني لي شيئا. انا من ستتزوج وليس هو.
قالت في محاولة لتهداتي:
-حسنا، اغسلي وجهك وارتاحي قليلا، ثم سنتحدث.
خرجت امي من غرفتي واغلقت الباب خلفها.
توجهت نحو مراتي، فاذا بي ارى الكدمات واللكمات تغطي وجهي، وجسمي، اثار منظري المي، واخذت ابكي، وانا كلي اصرار على رفض رقي مرة اخرى.
بعد ان هدات نفسي، وبعد ان اتخذت قراري بعدم الاذعان لرغبات اخي، خرجت من غرفتي الى الصالة، لاجد امي هناك، مستلقية، حائرة الافكار لدرجة انها لم تشعر بوجودي قربها. ناديتها:
-امي
ادارت راسها نحوي، وكانت عيناها مغرورقتان بالدموع. عرفت ان الامر متعلق بمسالة زواجي. لم استوضحها ولم اسالها، بل اثرت الصمت، لعلمي انه افضل حل في الوقت الراهن. ادرت جهاز التلفاز، ورفعت صوته قليلا، الا ان امي قالت:
-اطفئيه. فلدي مااخبرك به.
توجست شرا من كلامها، الا اني اذعنت لطلبها، واقفلت التلفاز. وانتظرت بصمت. كان قلبي يحدثني ان الامر خطير ومهم، وانه ربما يكون مصيريا بالنسبة لي.

واخيرا قطعت امي حبال الصمت بيننا، وقالت:
-لقد اتصلت بعبدالله.
لم انبس بكلمة، ولم اتي بحركة تدل على تجاوبي او حتى على اصغائي، وكان جليا ان امي لاتنتظر مني ردة فعل، بل كانت تتوق ان تتخلص من الحمل الذي تحمله بان تقذفه في وجهي. فتابعت:
-يجب ان تتزوجيه.
سالتها بصوت منخفض:
-لم؟
تهدجت نبرات صوتها، وتصارعت الكلمات في فمها، وقالت:
-لان اخيك مدين له بمبلغ كبير من المال.
قلت باعتراض:
-ومادخلي انا؟
-زواجك سينقذ اخيك من السجن.
قلت بعتاب:
-اذا قررتي بيعي، على ان تشتري ولدك؟
قالت بالم:
-لاياابنتي، لكن اخيك استدان مبلغا كبيرا من المال، ويجب ان يسدده، والا فانه سيسجن. وحينما شاهدك عبدالله، اعجب بك، وطلب يدك، في مقابل ان يتنازل عن المبلغ.
قلت بتهكم:
-كم انا رخيصة عندك يااماه.
نعم لقد جرحتها، ولكني لم اكن قادرة على الرفض، ولااستطيع الاذعان، اكرهه، اكرهه.
قالت امي:
-لاياابنتي، ويشهد ربي انك عزيزة على نفسي. لكن مستقبل اخيك هو الذي سيضيع ان انت رفضت.
قلت متسائلة بغضب:
-ولم انا بالذات؟ لم تبيعوني؟ لم يجب ان ادفع ثمن اخطاء اخي. ثم لماذا اقترض المبلغ الكبير كما يدعي؟ ام انها حيلة اخرى من حيله، ليجبرني على الزواج؟ امي هل انا عالة عليك؟ هل اثقلت كاهلك بطلباتي؟ انت تعلمين كم انا راضية وقانعة. انت تعلمين اني اعمل واصرف على نفسي، واني لم اكلفه عناء شي. ماذا تريدون مني اكثر من ذلك؟
صمتت، ولم تجب. فماكان مني الا ان جررت اذيال خيبتي ورائي، ودخلت غرفتي.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

كنت افكر في مصيري، وفي كيفية اقناع اهلي بفشل زيجتي المرتقبة، واذا بجرس الهاتف يرن. لم اجب، ولكن الرنين كان عاليا، وكانما الطرف الاخر كان مصرا على ان يتلقى الجواب.
رفعت السماعة بتثاقل وقلت:
-الو؟
-مرحبا.
-اهلا.
كان المتصل اخي. ولاني لم اشا ان اتحدث معه، قلت:
-لحظة ساخبر امي انك تريد محادثتها.
الا انه عاجلني بقوله:
-لا، انتظري، انما اردت التحدث لك.
صمت ولم اجب، فقال:
-ان عبدالله معي، ويريد ان يسلم عليك.
استغربت تصرفه، الا اني يجب ان اتعود على مفاجات اخي. لانها فيما يبدو ستكون كثيرة.
-لااستطيع، فانا مشغولة.
الا اني سمعت الطرف الاخر يقول:
-مرحبا.
يالصوته البغيض.
-اهلا.
-كيف حالك؟
-بخير.
-انا عبدالله.
-اعلم ذلك.
-هل استطيع التحدث معك قليلا؟
صمت، ولم ادر بم اجيب. الا اني كنت بحاجة لوقت للتفكير. فقلت:
-عذرا لااستطيع الان.
قال بجراته المعهودة:
-متى اذن؟
-لااعلم.
-هل بامكاني ان اتصل في الليل؟
-حسن، لاباس.
نعم لقد وافقت على ان يتصل، وعلى ان يحدثني، لعلمي اني لن استطيع التخلص من الحاحه واصراره على محادثتي، كما اني قد اكون خبيثة بعض الشيء لاني قررت ان استغله لصالحي. لاول مرة في حياتي اغير من قناعاتي واحاول مسايرة الظروف فقط، لاكسب الوقت.

اخذت افكر في مسالة هذا الزواج، وفي هذا الزوج. الا اني لم اصل لشيء لاني لااعلم الكثير عنه. فقررت ان اؤجل اصدار اي قرار لما بعد محادثتي له.
قضيت بقية نهاري في غرفتي، احاول ان اقرا احد الكتب الا انني لم استطع التركيز، تتقاذفني الافكار والخيالات، لاادري ماانا مقبلة عليه، ولا ادري ماهو مصيري. انتظرت ان يمر الوقت وان يتصل، عل اتصاله، يريحني من هذا التفكير المرير.
وحل المساء، وحان موعد اتصاله، الذي اجراه باكرا عن موعده. رفعت السماعة، فقال قبل ان اتكلم.
-مرحبا.
قلت بامتعاض:
-اهلا.
-كيف حالك؟
-بخير، شكرا.
-هل بامكاننا ان نتحدث الان؟
-اجل.
قال:
-ربما اخبرك اخيك، او والدتك عن طلبي ليدك، فهل بامكانك ان تجيبيني؟
صمت لاني لست ادري مااقول.
فقال:
-اني اطلب ردك. وساقبله مهما كان، سواء قبول او رفض.
وجدتها فرصة مناسبة، يجب علي انتهازها.
الا اني عجزت ولم استطع التكلم. رفض صوتي ان يخرج من حنجرتي.
فقال:
-مابك؟ لم لاتتكلمين؟
اجبته:
-لاشيء.
وكانما اعتبر صمتي قبولا، فقال:
-اذا هل انت موافقة؟
حرت في امري واسقط بين يدي، فقلت:
-اني احتاج الى وقت للتفكير.
-لعلك بحاجة لمعرفتي اكثر.
صمت ولم اجب، فواصل:
-بامكانك الاستفسار من اخيك عما تشائين، وسانتظر ردك، واقبله مهما كان. ارجو فقط الا تتاخري علي، لاني لااستطيع الانتظار اكثر.
شعرت انه سيتجاوز كل جراة عهدتها فيه، فقررت ان انهي المكالمة حتى لااجبر على سماع المزيد، فقلت:
-حسنا، ساخبر اخي قريبا انشاء الله.
فقال، وانا اشعر بابتسامته الخبيثه تزين وجهه البغيض:
-وانا سانتظر على احر من الجمر.
فقلت باستعجال:
-مع السلامة.
فقال:
-مع السلامة.
ولم اعطه مجالا ليقول اكثر، فاغلقت السماعة.
وعدت ادراجي الى حيث كتابي مقذوف، واسندت راسي الى وسادتي، ابثها همي، علها تجيبني. ولكن هيهات، انا من يجب ان تجيب وان تلبي، ترى أي مصير ينتظرني؟ واي مخرج لي من هذه المصيبة؟ مازالت الحيرة تغلفني وتعصرني.

فجر
26-04-2005, 02:38
يعطيكي العافيه على القصه .

بصراحه صار معي ضعف نضر .
بس ماانصح البنات يسوا مثلها..... مره ثانيه مشكورره على المسلسل قصدي القصه.



أختك:- فجرررر

Rozalba
26-04-2005, 02:46
اهلييييين اختي

ابومانع
27-04-2005, 04:25
يسلمو اختي روز وانشالله بعد رمضان بالعيد نستقبل اسرة العمل ونناقش الوضع

ههههههههههههه

Rozalba
27-04-2005, 04:37
ههههههههههههههههههههه
والله شكلهاا بتوصل لي رمضاان

ابومانع
01-05-2005, 03:54
وين الباقي يا روز

علقتينا ورحتي

Rozalba
01-05-2005, 03:49
حسبتها مب عايبتنكم >_<

ابومانع
02-05-2005, 03:15
لا حلوه وحتى لو مو حلوه الحين تعلقنا



طلب اخير : قبل لاتكتبين الجزء الجاي ياليت لو تحطين مقتطفات من اللي حصل بالحلقات السابقه



هههههههههههههههههههههه

الأصيل
05-05-2005, 01:58
أقول

وراج ما تصورينها مسلسل تلفزيوني

أو تعطين القصة حق فجر وهي تتصرف

مشكوووووووووووره

فضليه اصليه
06-05-2005, 12:03
تفقعت عيوني وانا اقرا في القصه
هههههههههههههههه


بس والله حلوه تسلمين اختي عليها
ومن حسن حظي اني قريتها بعد ما أكتملت بعض الأجزاء ولا
كان رايحه فيها من الحماس وانا انتظر الباقي
بس يعطيك العافيه عجلي علينا بالنهايه ترا من جد تحمست

ابومانع
06-05-2005, 11:11
اقول الظاهر الجزء الثاني برمضان الجاي


هههههههههههههههههههههه

بن غزي 2005
20-06-2005, 07:00
انا من رايي تحطين نهاية من عندك ويصير نهاية القصه

( المخرج عاوز كده )