ممكن جداً..
03-07-2009, 03:35
" حماسة شعراء طيء "
تركت بين أيديكم مقطوعات شعرية اخترتها من آثار ثلاثة من أبرز وأشهر شعراء قبيلة طيء.. لن أقول بأنها أجود ما قالوا ، ففي آثارهم أمثالها كثر ، وفي دواوينهم من أخواتها الكثير.. وأطمح من وضع تلك الأبيات أن تثير العزائم وتشحذ الهمم.. فما أحوج أبناء قبيلة طيء ـ في هذه الأيام ـ أن يراجعوا تاريخهم ، ويدرسوا سير أبطالهم ، وينصتوا لشعرائهم أيضاً.. فلعلهم حين ذاك أن يحذوا حذوهم ، ويسيروا على نهجهم ، لتتحقق بذلك آمالنا، فنرى "طيء" ـ كما كانت ـ تناطح السماء، وتزاحم الشمس في الجلاء..
لا أحب أن أطيل....فلنبدأ إذن بالشاعر الكبير أبي تمام الذي صنفه بعض العلماء بأنه والبحتري والمتنبئ أشعر العرب..
ولا شك بأن قصيدته التي مطلعها (كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر) التي قيلت في رثاء القائد المجاهد البطل " محمد بن حميد الطوسي الطائي".... هي خير ما يستهل به ..
فلقد بلغت من حسنها وجمال سبكها وقوة معانيها وفخامة اللفاظها أن تمنى أبو دلف لو كان هو المقتول وتكون القصيدة قيلت فيه..
إليكم أبيات متفرقة من هذه القصيدة التي يقول فيها أبو تمام :
1ـ كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر.... فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
2ـ توفيت الآمال بعد محمد .... وأصبح في شغل عن السفَر السفر
3ـ ألا في سبيل الله من عطلت له .... فجاج سبيل الله وانثغر الثغر
4ـ فتى كلما فاضت عيون قبيلة .... دماً، ضحكت عنه الأحاديث والذكر
5ـ فتى، ما مات حتى مات مضرب سيفه.... من الضرب ،واعتلت عليه القنا السمر
6ـ ونفس تعاف العار ، حتى كأنما .... هو الكفر، يوم الروع ، أو دونه الكفر
7ـ تردى ثياب الموت خمراً ، فما دجا .... لها الليل إلا وهي من سندس ، خضر
8ـ أمن بعد طي الحادثات محمداً .... يكون لأثواب الندى أبداً نشر
9ـ إذا شجرات العرف، جذت أصولها .... ففي أي فرع يوجد الورق النضر
10 عليك سلام الله ، وقفاً فإنني .... رأيت الكريم الحر ليس له عمر
إذا ذكرت هذه القصيد تذكر بالمقابل قصيدته التي قيلت في فتح عمورية التي يقول في مطلعها:
( السيف أصدق أنباءًَ من الكتب .... في حده الحد بين الجد واللعب )
ولعلكم لا تنتظرون مني أن أتحدث عنها ولا أن أشير إليها.. فالقصة معروفة والأبيات محفوظة ، والكلام عنها لا يعتبر إلا من قبيل الثرثرة.. ارجع إن شئت إلى كتاب (أبو تمام حياته وشعره) صفحة 168 حيث تجد القصيدة تامة ومحللة..
ولضيق الوقت سأترك شاعرنا أبا تمام إلى ابن عمه الشاعر المتألق البحتري... لكن ليس قبل أن أحدثك عن مقطوعة جميلة لأبي تمام ، أظنكم ستترنمون حسناً من جمالها وحسن أدائها كيف لا وهي مقطوعة يتغزل فيها بقبيلتكم ويمدح بعض من رجالكم..
ـ يقول أبو تمام:
1ـ أنا ابن الذين استرضع الجود فيهم .... وسمي فيهم وهو كهل ويافع
2ـ سما بي أوس ، في السماح ، وحاتم .... وزيد القنا والاثرمان ونافع
3ـ وكان إياس ، وما إياس ، وعارف .... وحارثة ، أوفى الورى ، والأصابع
4ـ نجوم طواليع جبال فوارع .... غيوث هواميع ، سيول دوافع
5ـ مضوا كأن المكرمات لديهم .... لكثرة ما أوصوا بهن شرائع
6ـ إذا خفقت بالبذل أرواح جودهم .... حداها الندى واستنشقتها المطامع
7ـ رياح كريح العنبر الغض في الندى .... ولكنها يوم اللقاء زعازع
8ـ إذا طيء لم تطو منشور بؤسها .... فأنف الذي يهدي لها السخط جادع
10ـ إذا ما أغاروا فاحتووا مال معشرٍ .... أغارت عليهم فاحتوته الصنائع
11ـ يمدون بالبيض القواطع أيدياً .... وهن سواء والسيوف القواطع
ــ ويا حبذا لو يشمر أحد الأعضاء ويأتينا ببحث موجزعن هذه الشخصيات المتناثرة في القصيدة لتعم الفائدة ، وله منا جزيل الشكر..
" البحتري "
وهو الوليد بن عبيد.... بن عمرو ابن غوث بن جلهمة وهو من طيء بن أدد
يقول المتنبئ: " المتنبئ وأبو تمام حكيمان وأما الشاعر فهو البحتري..
ـ يقول البحتري وهو يصور موكب الخليفة وهو خارج لصلاة العيد:
1ـ بالبر صمت وأنت أفضل صائم .... وبسنة الله الرضية تفطر
2ـ فانعم بيوم الفطر عيناً إنه .... يوم أغر من الزمان مشهر
3ـ أظهرت عز الدين فيه بجحفل .... لجب يحاط الدين فيه وينصر
4ـ خلنا الجبال تسير فيه وقد غدت .... عدداً يسير بها العديد الأكثر
5ـ فالخيل تصهل والفوارس تدعى .... والبيض تلمع والأسنة تزهر
6ـ فلو أن مشتاقاً تكلف فوق ما .... في وسعه لسعى إليك المنبر
7ـ يجدون في رؤيتك التي فازوا بها .... من أنعم الله التي لا تكفر
ويفتخر البحتري بقومه ويقول:
1ـ وليوث من طيء وغيوث .... لهم المجد طارقاً وتليدا
2ـ فإذا المحل جاء جاؤوا سيولا .... وإذا النقع ثار ثاروا أسودا
3ـ يحسن الذكر عنهم والأحاديـــ.... ـث إذا حدث الحديد الحديدا
4ـ سائل الدهر مذ عرفناه هل يعـ .... ـرف منا إلا الفعال الحميدا
5ـ وطوينا أيامه ولياليه على المكـ .... ـرمات بيضاً وسودا
" صفي الدين الحلي "
وهوعبد العزيز بن علي الطائي
نختار له هذه المقطوعة الحماسية التي يعبر فيها عن فرحته بانتصار قبيلته في أحد المعارك..
سل الرماح العوالي عـن معالينـا....واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا
لما سعينـا فمـا رقـت عزائمنـا....عما نـروم ولا خابـت مساعينـا
قوم إذا استخصموا كانوا فراعنـة....يوما وان حكموا كانـوا موازينـا
تدرعوا العقل جلبابا فـان حميـت....نار الوغى خلتهـم فيهـا مجانينـا
خيـل مـا ربطناهـا مسـومـة....لله نغزوا بها مـن بـات يغزونـا
إن العاصفيـر لمـا قـام قائمهـا....توهمت أنهـا صـارت شواهينـا
إنـا لقـوم أبـت أخلاقنـا شرفـا....أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينـا
لا يظهر العجز منا دون نيل منـى....ولو رأينـا المنايـا فـي أمانينـا
ونحن إن ذكرنا ذلك لنهمس في مسامع الطائيين وفي مسامع الناشئة خاصة ونقول لهم: " انشغلوا عن سفاسف الأمور وملهياتها بما هو أهم وأكبر ، اتركوا عنكم كثرة اللعب والانشغال بالملهيات لغيركم، اهتموا بالجيد المفيد: بالعلم النافع، بقراءة الكتب الهادفة، بتعلم اللغات حتى ترتكزوا على أساس علمي متين مستقبلاً ، فنحن بالقدر الذي نفرح أن نرى ونسمع عن عالمِ أو شيخ أو طالب علم أو مسؤول كبير ينتسب إلى هذه القبيلة بالقدر الذي نشعر فيه بالأسى والإحباط حينما نرى أو نسمع عن مطرب أو لاعب أو ممثل... ترك الدراسة ـ أستغفر الله ـ بل الدراسة هي التي تركته في عمر مبكرة وراح يجر الخيبة والذل والعار على أهله ومجتمعه وقبيلته وأصبح نقصاً عليهم ، وفوق ذلك تراه يتغنى بمجد قبيلته ولا يستطيع أن يبذل لها الغالي ولا الرخيص كما قال الشاعر..
إنا وإن أحسابنا كرمت .... لسنا على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني .... ونفعل فوق ما فعلوا
وشكراً على صبركم..
....
تركت بين أيديكم مقطوعات شعرية اخترتها من آثار ثلاثة من أبرز وأشهر شعراء قبيلة طيء.. لن أقول بأنها أجود ما قالوا ، ففي آثارهم أمثالها كثر ، وفي دواوينهم من أخواتها الكثير.. وأطمح من وضع تلك الأبيات أن تثير العزائم وتشحذ الهمم.. فما أحوج أبناء قبيلة طيء ـ في هذه الأيام ـ أن يراجعوا تاريخهم ، ويدرسوا سير أبطالهم ، وينصتوا لشعرائهم أيضاً.. فلعلهم حين ذاك أن يحذوا حذوهم ، ويسيروا على نهجهم ، لتتحقق بذلك آمالنا، فنرى "طيء" ـ كما كانت ـ تناطح السماء، وتزاحم الشمس في الجلاء..
لا أحب أن أطيل....فلنبدأ إذن بالشاعر الكبير أبي تمام الذي صنفه بعض العلماء بأنه والبحتري والمتنبئ أشعر العرب..
ولا شك بأن قصيدته التي مطلعها (كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر) التي قيلت في رثاء القائد المجاهد البطل " محمد بن حميد الطوسي الطائي".... هي خير ما يستهل به ..
فلقد بلغت من حسنها وجمال سبكها وقوة معانيها وفخامة اللفاظها أن تمنى أبو دلف لو كان هو المقتول وتكون القصيدة قيلت فيه..
إليكم أبيات متفرقة من هذه القصيدة التي يقول فيها أبو تمام :
1ـ كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر.... فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
2ـ توفيت الآمال بعد محمد .... وأصبح في شغل عن السفَر السفر
3ـ ألا في سبيل الله من عطلت له .... فجاج سبيل الله وانثغر الثغر
4ـ فتى كلما فاضت عيون قبيلة .... دماً، ضحكت عنه الأحاديث والذكر
5ـ فتى، ما مات حتى مات مضرب سيفه.... من الضرب ،واعتلت عليه القنا السمر
6ـ ونفس تعاف العار ، حتى كأنما .... هو الكفر، يوم الروع ، أو دونه الكفر
7ـ تردى ثياب الموت خمراً ، فما دجا .... لها الليل إلا وهي من سندس ، خضر
8ـ أمن بعد طي الحادثات محمداً .... يكون لأثواب الندى أبداً نشر
9ـ إذا شجرات العرف، جذت أصولها .... ففي أي فرع يوجد الورق النضر
10 عليك سلام الله ، وقفاً فإنني .... رأيت الكريم الحر ليس له عمر
إذا ذكرت هذه القصيد تذكر بالمقابل قصيدته التي قيلت في فتح عمورية التي يقول في مطلعها:
( السيف أصدق أنباءًَ من الكتب .... في حده الحد بين الجد واللعب )
ولعلكم لا تنتظرون مني أن أتحدث عنها ولا أن أشير إليها.. فالقصة معروفة والأبيات محفوظة ، والكلام عنها لا يعتبر إلا من قبيل الثرثرة.. ارجع إن شئت إلى كتاب (أبو تمام حياته وشعره) صفحة 168 حيث تجد القصيدة تامة ومحللة..
ولضيق الوقت سأترك شاعرنا أبا تمام إلى ابن عمه الشاعر المتألق البحتري... لكن ليس قبل أن أحدثك عن مقطوعة جميلة لأبي تمام ، أظنكم ستترنمون حسناً من جمالها وحسن أدائها كيف لا وهي مقطوعة يتغزل فيها بقبيلتكم ويمدح بعض من رجالكم..
ـ يقول أبو تمام:
1ـ أنا ابن الذين استرضع الجود فيهم .... وسمي فيهم وهو كهل ويافع
2ـ سما بي أوس ، في السماح ، وحاتم .... وزيد القنا والاثرمان ونافع
3ـ وكان إياس ، وما إياس ، وعارف .... وحارثة ، أوفى الورى ، والأصابع
4ـ نجوم طواليع جبال فوارع .... غيوث هواميع ، سيول دوافع
5ـ مضوا كأن المكرمات لديهم .... لكثرة ما أوصوا بهن شرائع
6ـ إذا خفقت بالبذل أرواح جودهم .... حداها الندى واستنشقتها المطامع
7ـ رياح كريح العنبر الغض في الندى .... ولكنها يوم اللقاء زعازع
8ـ إذا طيء لم تطو منشور بؤسها .... فأنف الذي يهدي لها السخط جادع
10ـ إذا ما أغاروا فاحتووا مال معشرٍ .... أغارت عليهم فاحتوته الصنائع
11ـ يمدون بالبيض القواطع أيدياً .... وهن سواء والسيوف القواطع
ــ ويا حبذا لو يشمر أحد الأعضاء ويأتينا ببحث موجزعن هذه الشخصيات المتناثرة في القصيدة لتعم الفائدة ، وله منا جزيل الشكر..
" البحتري "
وهو الوليد بن عبيد.... بن عمرو ابن غوث بن جلهمة وهو من طيء بن أدد
يقول المتنبئ: " المتنبئ وأبو تمام حكيمان وأما الشاعر فهو البحتري..
ـ يقول البحتري وهو يصور موكب الخليفة وهو خارج لصلاة العيد:
1ـ بالبر صمت وأنت أفضل صائم .... وبسنة الله الرضية تفطر
2ـ فانعم بيوم الفطر عيناً إنه .... يوم أغر من الزمان مشهر
3ـ أظهرت عز الدين فيه بجحفل .... لجب يحاط الدين فيه وينصر
4ـ خلنا الجبال تسير فيه وقد غدت .... عدداً يسير بها العديد الأكثر
5ـ فالخيل تصهل والفوارس تدعى .... والبيض تلمع والأسنة تزهر
6ـ فلو أن مشتاقاً تكلف فوق ما .... في وسعه لسعى إليك المنبر
7ـ يجدون في رؤيتك التي فازوا بها .... من أنعم الله التي لا تكفر
ويفتخر البحتري بقومه ويقول:
1ـ وليوث من طيء وغيوث .... لهم المجد طارقاً وتليدا
2ـ فإذا المحل جاء جاؤوا سيولا .... وإذا النقع ثار ثاروا أسودا
3ـ يحسن الذكر عنهم والأحاديـــ.... ـث إذا حدث الحديد الحديدا
4ـ سائل الدهر مذ عرفناه هل يعـ .... ـرف منا إلا الفعال الحميدا
5ـ وطوينا أيامه ولياليه على المكـ .... ـرمات بيضاً وسودا
" صفي الدين الحلي "
وهوعبد العزيز بن علي الطائي
نختار له هذه المقطوعة الحماسية التي يعبر فيها عن فرحته بانتصار قبيلته في أحد المعارك..
سل الرماح العوالي عـن معالينـا....واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا
لما سعينـا فمـا رقـت عزائمنـا....عما نـروم ولا خابـت مساعينـا
قوم إذا استخصموا كانوا فراعنـة....يوما وان حكموا كانـوا موازينـا
تدرعوا العقل جلبابا فـان حميـت....نار الوغى خلتهـم فيهـا مجانينـا
خيـل مـا ربطناهـا مسـومـة....لله نغزوا بها مـن بـات يغزونـا
إن العاصفيـر لمـا قـام قائمهـا....توهمت أنهـا صـارت شواهينـا
إنـا لقـوم أبـت أخلاقنـا شرفـا....أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينـا
لا يظهر العجز منا دون نيل منـى....ولو رأينـا المنايـا فـي أمانينـا
ونحن إن ذكرنا ذلك لنهمس في مسامع الطائيين وفي مسامع الناشئة خاصة ونقول لهم: " انشغلوا عن سفاسف الأمور وملهياتها بما هو أهم وأكبر ، اتركوا عنكم كثرة اللعب والانشغال بالملهيات لغيركم، اهتموا بالجيد المفيد: بالعلم النافع، بقراءة الكتب الهادفة، بتعلم اللغات حتى ترتكزوا على أساس علمي متين مستقبلاً ، فنحن بالقدر الذي نفرح أن نرى ونسمع عن عالمِ أو شيخ أو طالب علم أو مسؤول كبير ينتسب إلى هذه القبيلة بالقدر الذي نشعر فيه بالأسى والإحباط حينما نرى أو نسمع عن مطرب أو لاعب أو ممثل... ترك الدراسة ـ أستغفر الله ـ بل الدراسة هي التي تركته في عمر مبكرة وراح يجر الخيبة والذل والعار على أهله ومجتمعه وقبيلته وأصبح نقصاً عليهم ، وفوق ذلك تراه يتغنى بمجد قبيلته ولا يستطيع أن يبذل لها الغالي ولا الرخيص كما قال الشاعر..
إنا وإن أحسابنا كرمت .... لسنا على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني .... ونفعل فوق ما فعلوا
وشكراً على صبركم..
....