المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا آخر رمضان لي ):


مهندسه
26-08-2009, 09:50
بسم الله الرحمن الرحيـــــم






اللهم بلغنا رمضان وتقبله منا يا رب وبلغنا رمضان القادم آميـــن :61_f:


افتراض أن رمضان هذا هو رمضان الأخير افتراض واقعي جدًّا، ومحاولة الوصول إلى هذا الإحساس هو مطلب نبويٌّ، والمشاهدات العملية تؤكِّد هذا وترسِّخه.. فكم من أصحابٍ ومعارفَ كانوا معنا في رمضان السابق وهم الآن من أصحاب القبور! والموت يأتي بغتةً، ولا يعود أحدٌ من الموت إلى الدنيا أبدًا.. قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99، 100].






فالعودة من الموت مستحيلة، وكل الذين يموتون يتمنون العودة، إنْ كان مسيئًا ليتوبَ، وإن كان مُحسِنًا ليستزيد! فماذا لو مِتنا في آخر رمضان المقبل؟! إننا -على كل الأحوال- سنتمنَّى العودة لصيام رمضان بشكل جديد، يكون أكثر نفعًا في قبورنا وآخرتنا.. فلنتخيَّلْ أننا عُدْنا إلى الحياة، وأخذنا فرصة أخيرة لتجميل حياتنا في هذا الشهر الأخير، ولتعويض ما فاتنا خلال العمر الطويل، ولتثقيل ميزان الحسنات، ولحسن الاستعداد للقاء الملك الجبَّار.



هذا هو الشعور الذي معه ينجح إعدادنا وعملنا بإذن الله في هذا الشهر الكريم.. وليس هذا تشاؤمًا كما يظنُّ البعض، بل إن هذه نظرة دافعة للعمل، ودافعة -في نفس الوقت- للبذل والتضحية والعطاء والإبداع.. ولقد حقَّق المسلمون فتوحات عسكرية كثيرة، ودانت لهم الأرض بكاملها بسبب هذه النظرة المرتقِبة للموت، الجاهزة دومًا للقاء الله .



وما أروع الكلمات التي قالها سيف الله المسلول خالد بن الوليدرضي الله عنه لزعيم الفرس هُرمز عندما وصف الجيش الإسلامي المتَّجِه إلى بلاد فارس فقال: "جئتك برجالٍ يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة"[4]!!

ولقد حقق هؤلاء الرجال الذين يحبون الموت كل مجدٍ، وحازوا كل شرفٍ.. ومات بعضهم شهيدًا، وعاش أكثرهم ممكَّنًا في الأرض، مالكًا للدنيا، ولكن لم تكن الدنيا أبدًا في قلوبهم.. كيف وهم يوقنون أن الموت سيكون غدًا أو بعد غدٍ؟!



************************************************** **************


والآن ماذا أفعل لو أني أعلم أن هذا هو رمضاني الأخير؟!لو أني أعلم ذلك ما أضعتُ فريضة فرضها الله عليَّ أبدًا، بل ولاجْتهدتُ في تجميلها وتحسينها، فلا أصلي صلواتي إلا في المسجد، ولا ينطلق ذهني هنا وهناك أثناء الصلاة، بل أخشع فيها تمام الخشوع، ولا أنقرها نقر الغراب، بل أطوِّل فيها، بل أستمتع بها.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ"[5].



ولو أني أعلم أن هذا هو "رمضاني الأخير" لحرصت على الحفاظ على صيامي من أن يُنقصِه شيءٌ؛ فرُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.. بل أحتسب كل لحظة من لحظاته في سبيل الله، فأنا أجاهد نفسي والشيطان والدنيا بهذا الصيام.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"[6].



ولو أني أعلم أن هذا هو رمضاني الأخير، لحرصت على صلاة القيام في مسجد يمتِّعني فيه القارئ بآيات الله ، فيتجول بين صفحات المصحف من أوَّله إلى آخره.. وأنا أتدبَّرُ معه وأتفهَّم.. بل إنني أعود بعد صلاة القيام الطويلة إلى بيتي مشتاقًا إلى كلام ربي، فأفتح المصحف وأستزيد، وأصلي التهجد وأستزيد، وبين الفجر والشروق أستزيد.. إنه كلام ربي.. وكان عكرمة بن أبي جهل يفتح المصحف ويضعه فوق عينيه ويبكي، ويقول: "كلام ربي.. كلام ربي"[7].



ولو أني أعلم أن هذا هو رمضاني الأخير ما تجرأت على معصية، ولا فتحت الجرائد والمجلات أبحث ملهوفًا عن مواعيد التمثيليات والأفلام والبرامج الساقطة.. إن لحظات العمر صارت معدودة، وليس معقولاً أن أدمِّر ما أبني، وأن أحطم ما أشيد.. هذا صرحي الضخم الذي بنيته في رمضان من صيام وقيام وقرآن وصدقة.. كيف أهدمه بنظرة حرام، أو بكلمة فاسدة، أو بضحكة ماجنة؟!

إنني في رمضان الأخير لا أقبل بوقت ضائع، ولا بنوم طويل، فكيف أقبل بلحظات معاصي وذنوب، وخطايا وآثام؟! إن هذا ليس من العقل في شيء.





ولو أني أعلم أن هذا هو رمضاني الأخير ما كنزتُ المال لنفسي أو لورثتي، بل نظرت إلى ما ينفعني عند ربي، ولبحثت بكل طاقتي عن فقيرٍ محتاج، أو طالب علم مسكين، أو شاب يطلب العفاف ولا يستطيعه، أو مسلمٍ في ضائقة، أو غير ذلك من أصناف المحتاجين والملهوفين.. ولوقفت إلى جوار هؤلاء بمالي ولو كان قليلاً، فهذا هو الذي يبقى لي، أما الذي أحتفظ به فهو الذي يفنى!


أمتي الحبيبة..

ليست النائحة كالثكلى
إننا في رمضاننا الأخير لا نتكلف الطاعة، بل نعلم أن طاعة الرحمن هي سبيلنا إلى الجنة، وأن الله لا تنفعه طاعة، ولا تضرُّه معصية، وأننا نحن المستفيدون من عملنا وجهادنا وشهادتنا.



فيا أمتي، العملَ العملَ.. والجهادَ الجهاد.. والصدقَ الصدق؛ فما بقي من عمر الدنيا أقل مما ذهب منها، والكيِّس ما دان نفسه وعمل لما بعد الموت.

وأسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.


منقول للإفادة
__________________________________________________ _____________________
[4] ابن الجوزي: المنتظم في التاريخ 4/101، الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/554
[5] رواه النسائي (3939)، وأحمد (14069)، وقال الألباني: صحيح. انظر حديث رقم (3124) في صحيح الجامع.
[6] البخاري: كتاب الإيمان، باب صوم رمضان احتسابًا من الإيمان (38)، ومسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (760).
[7] الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 10/320.






تقبلوا تحياتي :
:61_f: :61_f: :61_f:

المهندسه



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صالح الدعفس
26-08-2009, 10:01
فذكر انما الذكري تنفع المؤمنين ,’,

بارك الله فيكــ وجزاكــ الله عنا الف خير وجعلة في ميزان اعمالكــ ,’,

والله يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ويعودة علينا ونحن بأفضل حال ,’,

:)

سر القوافي
27-08-2009, 02:35
مهندسه اولا" يعطيك العافية ع الموضوع
فعلا" نجلس على سفرة الأفطار وكل سنه نفقد عزيز
ونتذكره بألــــم وحزن فهذا مكاااانه خااااالي
إما غيبه الموت عنا،،، اوأنتقل لبيته وكون أسره
بعيدا" عن أهلـــــه..
اوأنتقل للعمل والدراسة في مدينة أخرى..
فوالله العظيم تدمع عينااااي كل ماحل رمضان
فهو بالفعل شهر عمل وعبادة وصدقة ودعاء وأجتهاد ..
ولا ننسى انه شهر تسامح وصفح عن من أخطاْ بحقنا
وكل سنه والجميع بخيــــــــر

مهندسه
27-08-2009, 03:41
فذكر انما الذكري تنفع المؤمنين ,’,

بارك الله فيكــ وجزاكــ الله عنا الف خير وجعلة في ميزان اعمالكــ ,’,

والله يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ويعودة علينا ونحن بأفضل حال ,’,

:)


يعطيك العافيه على المرور .

مهندسه
27-08-2009, 03:42
مهندسه اولا" يعطيك العافية ع الموضوع
فعلا" نجلس على سفرة الأفطار وكل سنه نفقد عزيز
ونتذكره بألــــم وحزن فهذا مكاااانه خااااالي
إما غيبه الموت عنا،،، اوأنتقل لبيته وكون أسره
بعيدا" عن أهلـــــه..
اوأنتقل للعمل والدراسة في مدينة أخرى..
فوالله العظيم تدمع عينااااي كل ماحل رمضان
فهو بالفعل شهر عمل وعبادة وصدقة ودعاء وأجتهاد ..
ولا ننسى انه شهر تسامح وصفح عن من أخطاْ بحقنا
وكل سنه والجميع بخيــــــــر



يعطيك العافيه على المرور .

عبدالإله الدعفس
27-08-2009, 03:46
جزاك الله خيراً
وأثابك الله

مهندسه
27-08-2009, 04:37
واياك اخوي شكرا على المرور .

فارس الظلام
06-10-2009, 02:26
يسلمو مهندسه

جعله الله من موازين حسناتك

وسدد خطاك ورفع منزلتك

ويسلمو لاخلا ولاعدم