شادي محمد العيسى
08-10-2009, 08:39
يُروى أنه كان ببغداد رجل مسرف على نفسه وله أم صالحة ، وكان كلما عمل معصية كتبها في ديوان له ، فبينما هو ذات ليلة في البيت سمع دقاً على الباب فخرج فوجد امرأة جميلة فقال : ما حاجتك ؟ قالت : عندي أيتام ما أكلوا طعاماً منذ ثلاثة أيام ، فقال لها أدخلي ، فعرفت منه الفساد . فقالت له معاذ الله ، فجذبها كرهاً فدعت الله وقالت : يا كاشف كل شدة اعصمني منه ، ثم قالت للرجل :
ألا أيها الناســــي ليوم رحيله ---------- أراك عن الموت المفرق لاهيـا
ألا تعتبر بالظاعنين الى البلى ---------- وتركهـم الدنيـا جميعـاً كما هيـا
ولم يخرجوا إلا بقطن وخرقة ---------- وما عَمَروا من منزل ظلّ خاويا
وأنت غداً أو بعده في جوارهم ---------- وحيـداً فريـداً في المقابـر ثاويـا
ثم بكت وقالت : يا رب أغثني وخلصني من هذا الرجل ، فلما سمع كلامها بكى بكاءً شديداً ، فقالت بالله عليك
إن حصلت لك توبة فلا تنس كرامة البكاء ، ثم إنه أعطاها نفقة وقال لها : أطعمي أولادك واسأليهم أن يدعوا لي بمحوها من ديوان ذنوبي ، قالت نعم . فلما صنعت لأولادها الطعام سألتهم أن يدعوا له فدعوا له ، ثم إن الرجل دخل على أمه فنظر في الديوان فوجده أبيض ما فيه ذكر سيئة فأخبر أمه بذلك ، فسألته ما السبب ؟ فحكى لها ثم توضأ وقال : اللهم كما محوت الذنوب من هذا الديوان المكتوب ألحقني برحمتك ، ثم سجد وطالت سجدته ، فحركته أمه فإذا هو قد مات .
ألا أيها الناســــي ليوم رحيله ---------- أراك عن الموت المفرق لاهيـا
ألا تعتبر بالظاعنين الى البلى ---------- وتركهـم الدنيـا جميعـاً كما هيـا
ولم يخرجوا إلا بقطن وخرقة ---------- وما عَمَروا من منزل ظلّ خاويا
وأنت غداً أو بعده في جوارهم ---------- وحيـداً فريـداً في المقابـر ثاويـا
ثم بكت وقالت : يا رب أغثني وخلصني من هذا الرجل ، فلما سمع كلامها بكى بكاءً شديداً ، فقالت بالله عليك
إن حصلت لك توبة فلا تنس كرامة البكاء ، ثم إنه أعطاها نفقة وقال لها : أطعمي أولادك واسأليهم أن يدعوا لي بمحوها من ديوان ذنوبي ، قالت نعم . فلما صنعت لأولادها الطعام سألتهم أن يدعوا له فدعوا له ، ثم إن الرجل دخل على أمه فنظر في الديوان فوجده أبيض ما فيه ذكر سيئة فأخبر أمه بذلك ، فسألته ما السبب ؟ فحكى لها ثم توضأ وقال : اللهم كما محوت الذنوب من هذا الديوان المكتوب ألحقني برحمتك ، ثم سجد وطالت سجدته ، فحركته أمه فإذا هو قد مات .