المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعدام شعراء النبطية


مستقر
13-10-2009, 10:01
إعــدام شعـراء النبطية



الكاتب
dahli chabane
الجزائر



e_verything @ hotmail.fr




لا زواج و لا تزاوج بين ذروة المحاكاة و ذروة التخيل ، أي لا زواج بين شاعر نبطي عاري حقيقي و فيلسوف عاري كليا فكلاهما نظيرين غير ظهيرين و كلاهما يمسك بإحدى ذروتي سفينة كل المعارف و كلاهما ميزان دقيق يداعب مسار بارجة المعارف، و هلاك أحدهما هو غرق لا بعده غرق و السماح بهذا الزواج لشيء إدا و هو زواج يهتز حياء و نكرانا له كل ساكن و متحرك من جماد أحياءا بيننا و أموات .



بكل بساطة و بكل صراحة نشهد أن هناك شخص في مكان ما مسجون ليوم معلوم بين جدران الإحتياج و إسلامية الضمير والخلق متردد في تفعيل هذا الزواج أي أنه يتردد في نشر مقال أي مقال لا يحوي أي شكل معرفي أي لا يحوي أي فعل معرفي مهما كانت صبغته أي ببساطة أكثر يتردد في نشر قوة تخيل و قوة فلسفية كلية معرفية تحت عنوان ( زواج الأفيال ) و هي تخيل كلي غير ملون و غير مصبوغ في أي وعاء ضامر من أوعية المحاكاة المعرفية و الفنية و هي مقالة تعدم كل شاعر نبطي خليجي عند قراءتها و أقرب الشعراء للشعـر النبطي الحقيقي هم شعراء أغلبهم يمتهنون مهنة الإعلام ، و كما لا يخفى علينا أن الشعـر في جوهره هو أقدم المعارف الفعلية و أصلها قبلي أي منبعها بدو القبائل بعكس الفلسفة التي هي أقدم المعارف من جهة القوة و التي مصدرها الشعوب و الشعر النبطي هو محاكاة كلية تغير و تلبس كل مرة قوة تخيل ضامرة غير حقيقية لجملة المعارف و لبس هذه الكلية في المحاكاة قوة تخيل حقيقية أي لبس قوة فلسفية كلية أي لا تحوي أي فعل محاكاة ضامر هو هلاك مبين أي إستقرار بعد هذا التزاوج المحرم و الذي لقبناه مجازا بزواج الأفيال فالله على و تعالى في ملكه و ملكوته حرم التزاوج بين النظيرين تماما حيث تبين الآيات البينات في القرآن الكريم بأن الزوج النظير هو في نهاية مطاف الشيء و لا ينبغي للنظير أن يكون ظهير أي أن تلاقى النظراء و الكليات يٍِؤدي لهلاك لما بينهما هلاك مطلق



و الشعر النبطي ليس علم حقيقي إنما هو فن قديم قدم البشرية و الفن أي الشعر النبطي العربي كفن هو وعاء و بذرة كل المعارف بأنواعها و هلاكه هو هلاك مشين و دمار لجملة ما يليه من معارف لأنه الوعاء أي البذرة و هو أول الشيء و أول الشيء كلية مستقرة دائمة و الشاعر النبطي الحقيقي رغم أن العوام و الجهات الأكاديمية لا تقدره حق قدره إلا أن قيمته تعلو كل قيمة فالشاعر النبطي هو غلاف المعارف و الغلاف لا يحوي أي قوة معرفية حقيقية و لا ينبغي له ذلك لأن تقوى الأوعية الشكلية أي الفعلية اللينة بقوة حقيقية يفقدها مرونتها و ليونتها و هي حتمية لكي تهضم و تعي عداها من كل قوى المعارف الضامرة لنظرائها ، و رغم أنه يبدوا للسذج و العوام أن بقاء شعراء النبط كعدمه متساوي فهذا حمق لا بعده حمق لأن عمل الشاعر النبطي الذي لا يقدر عليه سواء هو أنه يتخذ جميع قوى أي بدايات جل معارف القوة أي هو مسكن و لباس و وعاء و مستودع مؤقت لجملة ما شرد من قوى معرفية نظيرة لا تحوي أي شكل أي هو ملجأ و لباس و سكن مؤقت لجملة شوارد قوى المعارف و لأنها لا تبقى فيه كثيرا لأنها لا تناظره و دخول قوة حقيقية مناظرة تماما لهذا المستودع الكلي أي للشعر النبطي سيؤدي لإستقرار تام و منه لا مستودع و لا ملجأ لكل القوى المعرفية الشاردة التي لا تحوي أي محاكاة و منه لا يستغني أي علم ذا قوة عن الشعر النبطي هذا الوعاء الفني أو بالأحرى هذا الوعاء المعرفي الكلي لأنه لا سواه أي الشاعر النبطي من يعطي بداية أية معرفة قوة أي بدون هذا الوعاء الكلي فإن جل المعارف لا معنى لها بدون وعاء أي ستفقد وجهها أي تزول و تتعرى و الأمر من ذلك أن إتخاذ الشاعر النبطي قوة حقيقية له تداعيات و مآسي لا يعدها عدا إلا ذا العلم و البصر و الإدراك ، لأن هلاك المقدمة يليه هلاك ما بعده ، زيادة على أن قراءة مقال ( زواج الأفيال ) من طرف أي شاعر نبطي حقيقي يؤدي لفقد هذا الشاعر كل تنوع أي التنقل بين القوى الضامرة بعدما استقر في قوة حقيقية و هو هلاك لا يقدره إلا شعراء النبطية من بدو القبائل العربية العريقة و أغلبها أحلاف و كثير من يقدر شساعة و فضاعة هذا التزاوج بين كليتين عاريتين أحدها في ذروة الفعل أي المحاكاة و الأخرى في ذروة قوة التخيل و هو تزاوج بل تصادم مدوي و بشع بين نهايتين في القمم المتناظرة .



و لأن كل شيء لديه زوج نظير في نفس ماهية و جوهر الشيء كان إصلاحنا أو إصطلاح العلماء على أحد الزوجين فعل أي شكل و عن الزوج الآخر بالقوة ، و تعتمد الفنون بتنوعها على المحاكاة و تعتمد المبادئ الفلسفية بأنواعها على التخيل بجميع صبغاته و الفنون هي أوعية فعلية أي شكلية لجميع معارف القوة و المبادئ الفلسفية هي أوعية قوة لجملة العلوم الشكلية أي الفعلية و كلا النظيرين فنونا كانت أو فلسفات هي ذراوات المعارف لجوهر واحد و هوالعلم .



و الفن هي بذرة معارف القوة و الفلسفة هي بذرة معارف الشكل و منهما انبثقت كل جميع أي جملة معارف العلوم بكلتا نظيريها قوى و أفعال. و لأن كل فن له شكل معين سواء موسيقى أو مسرح فإن هناك فن ذروة الذروات و كلية الكليات و هو الشعر العربي و الشعر النبطي خصوصا هو أعلى ذروة و لكل الفنون يعني منه إنبثقت كل معارف القوة بدون إستثناء ، فالشعر العربي النبطي خصوصا هو وجه كل العلم و كلية كليات الفنون أي هو الوعاء الكلي يهضم و يعي جميع قوى المعارف الضامرة و كذلك نظيرته الفلسفة و هنا لسنا بصدد ذكر أعلى أوعية المعارف الفلسفية و أقدمها لعمق الموضوع و لأن البذرة لا ينبغي لها أن تحمل ما هو حقيقي لما بعدها من حياة نفس الكائن بل هي كلية و محتوى لكل ضمور ما بعدها من حياة نفس الكائن و احتواءها لشيء حقيقي لهو هلاك لما بعدها.



و لعل هذا ما يريد أن يقوله أو كان يخفيه كما ينبغي الفيلسوف أفلاطون و الذي يبدوا في هذه المحاورة رغم أن ما ذكر في المحاورة يشوبه نقص عن أن شعراء المحكاة يفسدون عقول كل مستمع فهو سواء كان مخطأ في شموليته فشعراء المحاكاة يفسدون العقل الكلي من جهة القوة أي الفلسفي فقط أو ربما كان أفلاطون يحاول التعميم لصديقه متعمدا و منبها و مضللا في نفس الوقت بعموميته لأنه أدرى بكارثة التزاوج المخجل و المهلك بين ذروتي المعارف و أوعية المعارف و كليتين نظيرتين تماما



في الكتاب العاشر من الجمهورية نجد الحوار التالي :



أفلاطون: ثمة أمور كثيرة تجعلني اعتقد أن المدينة التي أقمناها هي أفضل المدن، وأعظم ما يؤيد ذلك ما حددناه خاصا بالشعر.
غلوكون: أي وجه منه تعني ؟
أفلاطون : اقصد ألا نقبل البتة شيئا من شعر المحاكاة، و احسب أن هذا الأمر أصبح أكثر وضوحا بعد أن ميزنا أقسام النفس المختلفة.
غلوكون: ماذا تعني ؟
أفلاطون: هذا سر بيني وبينك لا تذيعه على شعراء التراجيديا و غيرهم من أصحاب المحاكاة وهو أن جميع شعر المحاكاة فيما يظهر لي يفسد عقول الذين يسمعونه ، اللهم إلا إذا كان عندهم ترياق يقيهم منه ، وهو معرفتهم بطبيعته الحقة.



الخاتمة :
فهل نبارك و نكون شهداء في هذا التزاوج ونشارك معا في هذا الجرم و نعلو و نتعالى و نحيي مورثات الحمية و العلو و التعالي و الجدلية و الاستخفاف




بقلم : دهلي شعبان

الجزائر

contact me at

dr_dahli@hotmail.fr


or

e_verything@hotmail.fr

ماجد الفضيلي
13-10-2009, 10:25
شكرا اخي مستقر على روعة الطرح