المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمنيات الموتى000


طائيــه
07-11-2009, 04:02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مقال للشيخ الدكتورمحمدالعريفى ...


وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بكل خير ...


اترككم مع المقال


http://up.graaam.com/uploads/imag-3/graaam-30703b5328c.gif (http://www.graaam.com/)

أمنيات الموتى ...


فماذا يريدون من دنيا رحلوا عنها، وانخدعوا بها، وعرفوا حقيقتها، وخلفوها وراء ظهورهم بلا رجعة؟
فلنقرأ ما ذكره لنا كتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عنأمنيات الموتى الصالحين منهم والطالحين.



[أولا]: أمنيات الصالحين



إن المؤمن إذا مات وحمل على الأعناق، نادى أن يقدموه ويسرعوا به إلى القبر ليلقى النعيم المقيم،
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحةقالت: قدموني قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق)





وإذا أدخل قبره وبشر بالجنة، ورأى منزلته فيها، فإنه لا يتمنى أن يعود إلى الدنيا، بل يتمنى أن تقوم الساعة، ليدخل في ذلك النعيم المقيم الذي ينتظره، لقد ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العبد المؤمن إذا أجاب عن أسئلة الملكين وهو في قبره، (....نادى مناد من السماء: أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة،رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي.




هذه أمنية الرجل الصالح وهوفي قبره؛ أن تقوم الساعة، وأما الكافر أو المنافق فعلى الرغم من شدة العذاب الذي يلاقيه في قبره، فإنه يدعو: رب لا تقم الساعة، رب لا تقم الساعة، لأنه يعلم أن مابعد القبر هو أشد وأفظع.





كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن إذا بشر في قبره بالجنة، يتمنى أن يعود إلى أهله ليبشرهم بنجاته من النار وفوزه بالجنة، إذ روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: (إذا رأى المؤمن ما فسح له في قبره، فيقول: دعوني أبشر أهلي) - وفي رواية -(فيقول: دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي، فيقال له: اسكن ) ‌






ولقد قص الله عز وجل علينا قصة صاحب (يـس) الذي كان حريصا على هداية قومه، إلا أنهم قتلوه وهو يدعوهم إلى الإيمان بالله ورسله، فلما عاين كرامة الله عز وجل له وفوزه بالجنة،تمنى أن يعلم قومه بذلك كي يؤمنوا ، فقال تعالى في شأنه : {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس: 26-27]، أي تمنى أن قومه الذين حاربوا دين الله، ورفضوا الاستجابة لأوامر الله؛ أن يعلموا ماذا أعطاه الله من نعيم وثواب جزيل.





وأما الشهيد، فبالرغم من عظم منزلته الرفيعة التي يراها أُعدت له في أعلى درجات الجنة، فإنه يتمنى أن يعود إلى الدنيا، ولكن ليستمر في جهاد أعداءالله، فيقاتل ويُقتل ولو عشر مرات، لما يرى من ثواب الجهاد وكرامة المجاهدين عندالله عز وجل، اقرأ ما نقله لنا الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -عن أمنية كل من مات شهيدا في سبيل الله عز وجل.


روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء، إلا الشهيد؛ يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة)







[ثانيا]: أمنيات الطالحين





إن المقصرفي جنب الله تمر عليه ساعات أيامه وهو في لهو وغفلة، يُسوِّف التوبة ويأمل في مزيدمن العمر، وما علم أن الموت يأتي بغتة، وإذا جاء لا يدع صاحبه يستدرك ما فاته،فيبقى في قبره مرتهنا بعمله، متحسرا على ما فاته، ومتمنيا على الله أمانيَّ لاتغنيه شيئا، فماذا عسى أن يتمنى المقصر إذا أصبح في عداد الموتى ولا حول ولا قوةإلا بالله؟

[1] الصلاة ولو ركعتين


يتمنى الميت المقصر لو تعاد له الحياة،ليصلي ولو ركعتين اثنتين فقط، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرٍ فقال: (من صاحب هذا القبر؟) فقالوا: فلان، فقال: (ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم)، وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: (ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون، يزيدها هذا في عمله، أحب إليه من بقية دنياكم)





اغتنم في الفراغ فضل ركوع * فعسى أن يكونَ موتك بغتة


كم صحيح رأيتَ من غير سُقم * ذهبتْ نفسه الصحيحة فلتة





فغاية أمنية الموتى في قبورهم حياة ساعة، بل دقيقة، يستدركون فيها ما فاتهم من توبة وعمل صالح، أما نحن أهل الدنيا فمفرطون في أوقاتنا؛ بل في حياتنا، نبحث عما يقتل أوقاتنا، لتذهب أعمارنا سدى في غير طاعة، ومنا من يقطعها بالمعاصي، ولا ندري ماذا تخبئ لنا قبورنامن نعيم أو مآس، نسمع المنادي ينادي إلى الصلاة، ولكن لا حياة لمن تنادي0





[2] الصدقة


يتمنى الموتى الرجوع إلى الدنيا ولو لدقائق معدودة ، ليقدموا صدقة لله عز وجل، ولقد نقل الله لنا أمنيتهم هذه في قوله تعالى: { َأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُفَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنمِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَاوَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [المنافقون: 10-11].


لقد اقتنعوا - ولكن بعد فوات الأوان - أن الصدقة من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، وأنها تطفئ غضب الرب جل وعلا، وأن العبد سيُسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، فتمنوا الرجعة ليقدموا صدقتهم بعد أن منعوها الفقير، وصرفوها على شهواتهم وسياحتهم، : { فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ }.



[3] العمل الصالح



أما الأمنية الثالثة التي يتمناها هؤلاء الموتى؛ فهي العودة إلى الدنيا ولو للحظات معدودة، ليكونوا صالحين، ليعملوا أي عمل صالح، ليصلحوا ماأفسدوا، ويطيعوا الله عز وجل في كل ما عصوا، ليذكروا الله تعالى ولو مرة، يتمنون النطق ولو بتسبيحة واحدة، ولو بتهليلة واحدة، فلا يؤذن لهم، ولا تُحقق أمنياتهم،إنا لله وإنا إليه راجعون، قال الله عز وجل في شأنهم : {حَتَّى إِذَا جَاءأَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَاتَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌإِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} المؤمنون: 99-100




فنحن معشر الأحياء في أكبر نعمة ؛ طالما أن أرواحنا في أجسادنا لنستكثر من ذكر الله عز وجل وطاعته.


ألا تعلم أيها القارئ بأن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أمرنا عند الاستيقاظ من النوم، أن نحمد الله تعالى؛ لأنه أحيانا بعد أن أماتنا وأذن لنا بذكره ؟ لأن النوم تَوَقف عن الحياة وعن ذكر الله عز وجل.




فإذا زرت المقبرة، قف أمام قبر مفتوح، وتأمل هذا اللحد الضيق، وتخيل أنك بداخله، وقد أغلق عليك الباب، وانهال عليك التراب، وفارقك الأهل والأولاد، وقد أحاطك القبر بظلمته ووحشته، فلا ترى إلاعملك، فماذا تتمنى يا ترى في هذه اللحظة الحرجة؟






ألا تتمنى الرجوع إلى الدنيا لتعمل صالحا؟ لتركع ركعة؟ لتسبح تسبيحة؟ لتذكر الله تعالى ولو مرة؟ ها أنت ذا على ظهر الأرض حيا معافى، فاعمل صالحا قبل أن تعضَّ على أصابع الندم، وتصبح في عداد الموتى، تتمنى ولا مجيب لك.





فيا أخي المسلم .. وأختي المسلمه .. نحن في دار العمل ، والآخرة دار الجزاء، فمن لم يعمل هنا ندم هناك، وكل يوم تعيشه هو غنيمة، فإياك والتهاون فيه، فإن غاية أمنية الموتى في قبورهم؛ حياة ساعة، يستدركون فيها ما فاته ممن عمل صالح، ولا سبيل لهم إلى ذلك البتة، لانتهاء فرصتهم في الحياة .




أما كيف نخفف من لوعات الموتى؟ فـ بالدعاء والاستغفار لهم، والصدقة عنهم، فتلك أفضل هدية يتمنون وصولها منا، فهل تبادر إلى ذلك؟




فأخلص الدعاء لهؤلاء الأموات وبالأخص ((الوالدين))، فـ لعل الله أن يقيض لك من يخلص لك الدعاء بعد مماتك .

http://up.graaam.com/uploads/imag-3/graaam-30703b5328c.gif (http://www.graaam.com/)


نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يوفقنا للاستعداد ليوم الرحيل، ولايجعلنا في قبورنا من النادمين .


{ ولاتنسوني ووالدي المغفور له بإذن الله من صآلح دعائكم ..~


كانت هنا ...


سنالشوقــــ ...

شُـمُـوَخ { عُـِـزٍي }
07-11-2009, 04:21
وعليكم السلام ورحمة الله

جزاك الله خير ع الطرح القيم

ربي يعطيك العافيه

تحياتي لك

طائيــه
07-11-2009, 04:30
شموخ ..

ياهلاوين بـ ذي الطله ...

شاكره لج حضورج يالطيبه ...

ودامت أيامج بالسعد ...

الشهابي
07-11-2009, 05:24
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سنالشوق

فعلا موضوع قيم ومفيد جزاك الله خير

على النقل الثمين الذي تقدمينه لنا وجعله الله في ميزان حسناتك

بحفظ الله

طائيــه
07-11-2009, 11:43
الشهابي ...

حياك ربي أستاذنا الفاضل ...

سرني حضورك الطيب ...

ألف شكر واحترام وتقدير ...

أخصائي مختبر
13-11-2009, 06:22
وعليكم السلام

الله يجزاك ألف خير

بارك الله فيكِ ... بارك الله بـ طرحك ... بارك الله بـ حضورك الطيب

شكراً لـ هذا الطرح ... شكراً لأستضافتك لنا هُنا

دُمتِ لـ فعل الخير

رماني الشوق
18-11-2009, 09:19
اخوي سنا الشوق
الله يعطيك العافيه ويجعلك من الموفقين
الله يجعلنا من الذاكرين لربنا في اي وقت
الف شكر
تحياتي
منصور الفضلي
بومبارك

أمير الليل
19-11-2009, 12:42
جزاك الله خير
وجعلها لله في موازين حسناتك

إيمان الجراي
20-11-2009, 11:28
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ورحم الله والديك
وجعله في ميزان حسناتك
حفظك المولى ورعاك