المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الناس في ذكر الموت اقسام


ابوعبد الكريم
16-12-2009, 02:04
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين رب العرش العظيم
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه البررة الكرام وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخواني وأخواتي أعلموا أن الناس في ذكر الموت على أقسام
واعلموا رحمكم الله أن منهم المنهمك في لذاته المثابر على شهواته، المضيع فيها ما لا يرجع من أوقاته، لا يخطر الموت له على بال، ولا يحدث نفسه بزوال، واتخذ إلهه هواه، فأصمه وأعماه وأهلكه وأرداه,فإن ذكر له الموت نفر وشرد، وإن وعظ أنف وبعد، وقام في أمره الأول وقعد، قد حاد عن سواء نهجه، ونكب عن الطريق الصحيح، وأقبل على بطنه وفرجه، تبت يداه وخاب مسعاه,وكأنه لم يسمع قول الله جل جلاله: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وقوله تعالى: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ,وهذا وأمثاله إن ذكر له الموت تصامم عن ذكره كأن لم يسمع ولم يمكنه من فكره رجاء أن يبلغ ما أمل أو يدرك بعض ما تخيل فعمره ينقص، وحرصه يزيد، وجسمه يخلق ويضعف، وأمله جديد، وحتفه قريب,يحرص حرص مقيم ويسير إلى الآخرة سير مجد كأن الدنيا عنده حق اليقين والآخرة ظن من الظنون.
أَتَحْرِصُ يَا ابْنَ آدَمَ حِرْصَ باقٍ
وتَعْمَلُ طُوْلَ دَهْرِكَ في ظُنُونٍ
وأنْتَ تَسِيْرُ وَيْحَكَ كُلَّ حِيْنِ
وأنْتَ مِن المنُونِ على يَقِيْنِ

وقسم آخر وقليل ما هم من أزيل عن عينيه قذاها، وكشف عن بصيرته عماها، وعرضت عليه الحقيقة فرآها، وأبصر نفسه وهواها، فزجرها ونهاها وأبغضها وقلاها,فلبى المنادي، وأجاب الداعي، وشمر لتلافي ما فات، والنظر فيما هو آت، وتأهب لهجوم هادم اللذات، ومفرق الجماعات، واستعد لحلول الشتات والانتقال إلى محلة الأموات.
ومع هذا فهو يكره أن يشهد وقائعه أو يرى طلائعه وليس يكره الموت لذاته ولا لأنه هادم للذاته، ولكنه يخاف أن يقطعه عن الاستعداد ليوم المعاد، والاكتساب ليوم الحساب,ويكره أن تطوى صحيفة عمله قبل بلوغ أمله، وأن يبادر بأجله قبل إصلاح خلله، وتدارك ذلـله، فهو يريد البقاء في هذه الدار لقضاء هذه الأوطار والإقامة بهذه المحلة بسبب هذه العلة.
شعرًا:
أهْون بِدَارِكم الدُنْيَا وأهْلِيْهَا
اللهُ يَعْلَمُ أني لَسْتُ أَعْشقُهَا
لَكِنْ تَمَرَّغْتُ في أدْنَاسِهَا حُقُبًا
أيامَ أسْحَبُ ذَيْلي في مَلاعِبِهَا
وكم تَحَمَّلْتُ فيها غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
فَقُلْتُ أبْقَى لَعَلِّي أهْدِمُ مَا
ومِنْ وَرَاءه عِقَابٌ لَسْتُ أقْطَعُهَا
يا وَيْلَتِيْ وَبِحَارُ العَفو زَاخِرةٌ
واضرِبْ بِهَا صَفَحاتٍ مِنَ مُحِبْيِهَا
وَلا أرِيْدُ بَقَاءً سَاعَةً فِيْهَا
وبِتُّ أنْشُرُهَا حِيْنًا وأطْوِيْهَا
جَهْلاً وأهْدِمُ مِن دِيْني وأبْنِيْهَا
مِن شَامِخَاتِ ذُنوب لَسْتُ أحْصِيُهَا
بَنَيْتُ مِنْهَا وأدْنَاسِيْ أُنَقِيْهَا
حَتَّى أُخَفِّفَ أَحْمَالِيً وألْقِيْهَا
إنْ لَمْ تُصِبْنِيْ بِرشٍ في تَثَنِّيْهَا


هذا لله دره يرجى له المغفرة من الله والسرور والحبور لتوبيخه نفسه واستعظامه لذنوبه ورجائه المغفرة.
وقال ابن السماك إن الموتى لم يبكوا من الموت ولكنهم يبكون من حسرة الفوات فاتتهم والله دارٌ لم يتزودوا منها، ودخلوا دارًا لم يتزودوا لها.
فأية ساعةٍ مرت على من مضى وأية ساعةٍ بقيت علينا والله إن المتفكر في هذا لجدير أن يترك الأوطان، ويهجر الخلان، ويدع ما عز وما هان.
وقال إبراهيم النخعي كانوا يشهدون الجنازة فيرى فيهم ذلك أيامًا كأن فيهم الفكرة في الموت، وفي حال الميت.
وقال مطرف بن عبد الله ابن الشخير عن أبيه أنه كان يلقى الرجل من خاصة إخوانه قد بعد عهده به فلا يزيده على السلام حتى يظن الرجل في صدره عليه موجدة، أي غضب كل ذلك لانشغال فكره بالجنازة وتفكره فيها وفي مصيرها حتى إذا فرغوا منها لقيه وسأله عن حاله ولاطفه وكان منه على أحسن ما عهد وقال الأعمش كنا نشهد الجنازة ولا ندري من المعزى فيها لكثرة الباكين وإنما بكاؤهم على أنفسهم لا على الميت.
شعرًا:
ماذا تُؤمِّلُ والأيَّامُ ذَاهِبَةٌ
وصَيْحَةٍ لِهُجْومِ المَوْتِ مُنْكَرةٌ
وغُصَّةٍ بِكُؤوْسِ أَنْتَ شاربُهَا
يا غَافِلاً وهْوَ مَطْلُوبٌ ومُتَّبَعٌ
خُذْهَا إليْكَ طِعَانًا فِيْكَ نَافِذةً
إنَّ المنِيَّةَ لَوْ تُلْقَى عَلَى جَبَلٍ
ومِنْ وَرَائِكَ للأيَّامِ قُطِّاعُ
صُمَّتْ لِوَقْعَتِهَا الشَنْعَاءِ أَسْمَاعُ
لَهَا بقَلْبِكَ آلامُ وَأَوْجَاعُ
أَتَاكَ سَيْلٌ مَن الفُرْسَانِ دَفَّاعُ
تَعْدِى الجَلَيْسَ وأمْرُ لَيْسَ يُسْطَاعُ
لأَصْبَحَ الصَّخْرُ منْهُ وَهْوَ ميَّاعُ

اللهم يا من لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة أيقظنا من نوم الغفلة ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة ووفقنا لمصالحنا واعصمنا من قبائحنا وذنوبنا ولا تؤاخذنا بما انطوت عليه ضمائرنا وكنته سرائرنا من أنواع القبائح والمعائب التي تعلمها منا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه البررة الكرام وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين والتابعين ومن تعهم بإحسان إلى يوم الدين .

الشهابي
16-12-2009, 02:41
للمسلم أن يستعد لنزول الموت به بالإكثار من الأعمال الصالحة والابتعاد عن المحرمات ، وأن يكون حاضراً في ذهنه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات ))

جزاك الله خير على التذكر النير واحسن الله اليك

الله يحفظك

السندباد
21-12-2009, 01:41
دعاء الامام زين العابدين علي بن الحسين عليهم السلام اذا نعي اليه ميت او ذكر الموت/اللهم صل على محمد واله واكفنا طول الامل. وقصره عنا بصدق الامل. حتى لانؤمل أستتمام ساعه بعد ساعه. ولاأستيفاء يوم بعد يوم. ولاأتصال نفس بنفس. ولالحوق قدم بقدم. وسلمنا من غروره. وامنا من شروره. وأنصب الموت بين أيدينا نصبا. ولاتجعل ذكرنا له غبا. وأجعل لنا من صالح الاعمال عملا نستبطيء معه المصير اليك. ونحرص له على وشك اللحاق بك. حتى يكون الموت مأنسنا اللذي نأنس به. ومألفنا الذي نشتاق اليه. وحامتنا التي نحب الدنو منها. فاذا أوردته علينا وأنزلته بنا. فأسعدنا به زائرا. وآنسنا به قادما. ولاتشقنا بضيافته. ولاتخزنا بزيارته.واجعله بابا من ابواب مغفرتك. ومفتاحا من مفاتيح رحمتك. أمتنا مهتدين غير ضالين. طائعين غير مستكرهين. ومستصلح عمل المفسدين

ابوعبد الكريم
01-01-2010, 07:23
بسم الله الرحمن الرحيم
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هوا الحي القيوم وأتوب إليه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أخواني وأخواتي الكرام جزآكم الله كل خير على تتبعكم المواضيع المفيدة في الدنيا ولآخرة واستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه لي ولكم وولدينا ووالديهم وذرياتنا وأحبابنا وأقاربنا وجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ومن قرء هذا الموضوع ورد عليه ومن عمل بما فيه ومن أكلنا لحمه وكسرنا عظمه ومن له حق علينا الأحياء منهم والأموات من خلقت الدنيا إلى يوم الدين ورزقنا الله من غير لم نحتسب وجمعنا الله جميعاً في أعلا درجات الجنة أجمعين مع النبيين والصديقين ,والشهداء والصالحين وجوار سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأسقانا الله من حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من يده الشريفة شربة هنئه مرية لا نظمأ بعدها أبدا, أمنوا يرحمكم الله أمين أمين أمين وهد ضال المسلمين والمسلمات يا ارحم الرحمين .