المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اشجع العرب


ابوحاتم
10-04-2010, 01:35
قيل لعبدالملك: من أشجع العرب في شعره؟ فقال: عباس بن مرداس حين يقول:
أشد على الكتيبة لا أبالي* أحتفي كان فيها أم سواها
وقد اشتهر في العرب كثير من الشجعان والأبطال: منهم دريد بن الصمة وعنترة العبسي وعمرو بن معدي كرب وسليك بن السلكة وغيرهم, وكل واحد منهم كان أشد عدواً من الظبي, وربما جاع أحدهم فيعدو إلى الظبي فيأخذ بقرنه, ولا يحملون زاداً, وظهر في الإسلام أبطال كانوا لا يهابون الموت ولا يعرفون الخوف,ولا يفرقون من مواجهة الشجعان, وعرفوا بالجرأة والإقدام, والويل لمن يبارزهم أو يقف في طريقهم.
يروى أن حرباً دارت بين المسلمين والكفار ثم افترقوا فوجدوا في المعترك قطعة خوذة قدر الثلث بما حوته الرأس, فقالوا: إنه لم ير قط ضربة أقوى منها, ولم يسمع بمثلها في جاهلية ولا إسلام, فحملتها الروم وعلقتها في كنيسة لهم, فكانوا إذا عيروا بانهزمهم, يقولون: لقينا أقواماً هذا ضريهم, فيرحل إليها أبطال الروم ليروها.
وكانت غزالة امرأة شبيب الخارجي نذرت أن تصلي في جامع الكوفة ركعتين تقرأ في الأولى البقرة وفي الثانية آل عمران, فعبر بها جسر الفرات وأدخلها الجامع ووقف على بابه يحميها حتى وفت بنذرها, والحجاج في الكوفة في خمسين ألفاً, ويود لو ظفر برأسه.
وجرت عادة الأبطال أنهم لا يقاتلون الأنذال ومن ليس بمستواهم.يروى أن الإسكندر قصد موضعاً فحاربته النساء فكف عنهن, فقيل له في ذلك. فقال: هذا جيش إذا غلبناه فما به من فخر, وإن غلبنا فتلك فضيحة الدهر.
قيل لأحد الجبناء: لم لا تغزو؟ فقال: إني أكره الموت على فراشي فكيف أسعى إليه برجلي؟. وقيل لرجل: إنك انهزمت. فقال:غضب الأمير علي وأنا حي خير من أن يرضى وأنا ميت. وقيل لرجل أنهزم من إحدى المعارك: ما خبر الناس؟ فقال: من صبر أخراه الله ومن انهزم نجاه الله.
وقيل: الشجاع يقاتل من لا يعرفه, والجبنا يفر من عرسه, والجواد يعطي من لا يسأله, والبخيل يمنع من نفسه.
وكان أغلب الشجعان يتمتعون بقوة جسمية وبدنية كبيرة, واشتهر عنهم قوة الصوت وعلوه ولهم في ذلك حوادث عجيبة. قال خلف الأحمر: كان أبو عروة السباع, يصيح بالسبع وقد احتمل الشاة فيسقط فيموت فيشق بطنه فيوجد فؤاده قد انخلع, وهو مثل في شدة الصوت. ونادى أبو عطية عفيف النصري في الحرب التي كانت بين ثقيف وبين بني نصر, لما رأى الخيل في ساحات الدار: يا سوء صباحاه, أتيتم يا بني يربوع, فألقت الحبالى أولادها. وكان العباس بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يقف على سلع فينادي غلمانه وهم بالغابة فيسمعهم, وذلك من آخر الليل, وبين الغابة وبين سلع ثمانية أميال. وكان شبيب بن ربعي مؤذن سجاح التي تنبأت, يتنحنح في داره فيسمع تنحنحه من مكان بعيد, وكان يصيح براعيه فيسمع نداؤه من مسافة فرسخ.