ابوحاتم
23-04-2010, 01:15
وصايا كذاب لابنه[1] (http://www.aboulyakdan.com/makal_wasaya%20kadhab.htm#_ftn1)
مجاراة لظروف الزمان و المكان فإني أوصيك يا بني بالوصايا الآتية:
كن يا بني جاهلا، و إياك و التعلم، فإن المتعلم إما أن يكون كافرا أو مبتدعا أو طماعا.
كن مهانا ذليلا خاملا، فبذاك تعيش مستريحا مطمئن البال، و إياك أن تكون شهما عزيزا، فإنك تعيش قلق البال سيئ الحال.
كن منافقا مرائيا ملاقا، ففي كنف هذه الصفة تعيش مملوء الجيب طويل العمر، و إياك و الصراحة و الجهر بالحق فإن هذا مما يقصم ظهرك و يسد عليك منافذ الحياة و يقصر منك الأجل.
كن خاتلا كذابا فإنك بذلك تعيش خفيف الظل عذب اللسان، و إياك و النصح و الصدق فإن هذا مما يجعلك مرموقا بعين الحنق و الاستثقال.
كن جبانا فرارا من المواقع و المخاطر فإنك بذلك تعد كيسا حاذقا حكيما، و إياك و الشجاعة و الإقدام فإنك تسعى متهوسا متهورا (راجل بيتو اخلاها).
كن مشاححا بخيلا فإنك تعد حسن التصرف مدبرا حكيما، و إياك و الكرم و السخاء فإنك بذلك تكون سفيها مبذرا.
كن خائر القوى فاتر الهمة كسلانا عاطلا متواكلا فإنك بذلك تعد قانعا زاهدا ورعا، و إياك و النشاط و العزم و الحزم و العمل فإنك بذلك تسمى حريصا متكالبا.
كن نذلا وضيعا ساقطا فبذلك تعد سهل الجانب متواضعا، و إياك أن تكون أبيا ذا شمم و إباء فإنك تسمى فخورا متكبرا.
كن مرن الأخلاق رخو الفكر مذبذبا فإنك بذلك تعد لين الجانب سمحا،و إياك و متانة الأخلاق و الثبات على المبدأ فإن ذلك يعد منك عنادا و تصلبا.
كن متهاودا في الدين متسامحا فيه فإنك بذلك تعد ذا مروءة و فضيلة،و إياك و الاحتفاظ به و التمسك بحبله فإنك بذلك تكون متعصبا أحمق.
كن بائعا لقوميتك و لو بأبخس ثمن فإنك بذلك تعد صادقا مخلصا، و إياك أن تدافع عنها بأي وسيلة كانت و لو رأيت شرفها ممزقا فإنك إن فعلت ذلك تكون ثائرا مشوشا.
كن خائنا لوطنك و تربة أجدادك إذا أردت أن تعيش مرموقا بعين الحب و الرضا، و إياك أن تكون وطنيا غيورا ذائدا عن حوضه و كيانه فإنك تصبح في الحال مبهجا مخطرا.
كن سمحا كريما بعرضك و شرفك فإنك بذلك تعيش مبجلا مكرما، و إياك و الشح بهما فإنك تكون بذلك كزا يابسا جامدا.
كن ملحدا متفرنجا في جميع مظاهر حياتك تعد متمدنا راقيا، و إياك أن تقتصر على محاسن السلف و الأخذ بمحاسن العصر الحديث فإنك إن أردت ذلك فقد حاولت شططا و رمت مستحيلا.
دع عنك مضايقات الدين و عش طليقا حرا تتنفس في وجهك منافذ الحياة.
دع عنك النصح و الإرشاد و الاشتغال بمصالح الناس، و اشتغل بما يعنيك من خاصة نفسك تعش مسلما صميما فإن المسلم من سلم الناس من يده و لسانه، و من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
دع عنك الجرائد و المجلات قراءتها و الاشتراك بها و التحرير فيهاو كل ما يمت إليها بسبب، و إياك و الدخول في السياسة، فإن ذلك يضرك و لا ينفعك و يعطلك عن أشغالك و يملأ رأسك بالهوس و الخرافات و يحرج عليك الصدور و يعرقل عنك مصالحك و يخسرك في أموالك و أوقاتك في غير جدوى.
دع عنك الخوض في الأخلاق و تحليلها و دعوة الناس إلى ترك حقيرها و الأخذ بجليلها فإنك تسدد إليك بذلك سهام المطاعن و تتهم بأكل لحوم الناس و التشهير بمعائبهم و لست بداخل مع أحد في قبره، إذا قام مصلح بمشروع خيري فابذل جهدك لمعاكسته و عرقلة مساعيه حتى تسقطه لئلا يفوتك عزا و شرفا و سؤددا.
و إذا قام داعية يدعو الناس إلى الخير و الإصلاح بما أوتي من حكمة و بيان فافتح في غضون كلامه عيونا و احشها بسموم الكذب و الاختلاق و اسع بها إلى ولاة الأمور متظاهرا لهم أن فيه مساسا للحكومة و سيادة الدولة حتى يضربوا على يديه فيريحوك من ظله الثقيل فتتنفس الصعداء.
أما إذا قام أحد ببعض مشاريع الفساد أو ظهر داعية يدعو الناس إلى الفتنة و الشرور فكن عضده الأيمن و ابذل كل ما لديك من جاه و مال و نفس لمساعدته كي يندحر بذلك الحق المقلق و ينتصر به الباطل الواسع الأكتاف الوارف الظلال.
إن رأيت الفجور و الفسوق منتشرا فغض النظر فإن ذلك من دواعي المدنية، و إن رأيت الخمور فاشية فلا تنبس ببنت شفة، فإنك تستهدف نفسك بذلك للمذمة و العار، و إن مررت على موائد القمار فامرر عنها مر الكرام، و إن أحسست بلهيب الربا و حريقه فإياك أن تحرك قدما لإطفائه بحكمة المقارضة فإنك إذا فعلت ذلك عدت سفيها أحمق.
و إياك و التأثر من انتشار المناكر فإنك في عصر الحرية و الإباحة، و لا تخش إذا زنيت أن ترجم أو تجلد، أو إذا سرقت أن تقطع يدك، أو إذا تهاونت بأمر من الأمور الواجبة أن تعزر أو تنكل فإن ذلك في عصر قد مضى كأمس الدابر.
إياك و مصاحبة الأخيار فإنهم يصرفونك عن لذة الحياة و يسلمونك إلى شقاء القيود، عليك بمجانبة الكرماء فإنهم يعودونك البذل و يخسرونك في أموالك، إياك و مجالسة العلماء فإنهم يفتحون بصيرتك إلى ما تود أن تغلقها عنه، و عليك بملازمة الجهلاء و الأغنياء فإنك بذلك تستثمر جهل الأولين و تستخدم قوة الآخرين.
هذه نصيحة اليوم إليك و سلام عليك و لعنة الله.
أبوك الكذاب
مجاراة لظروف الزمان و المكان فإني أوصيك يا بني بالوصايا الآتية:
كن يا بني جاهلا، و إياك و التعلم، فإن المتعلم إما أن يكون كافرا أو مبتدعا أو طماعا.
كن مهانا ذليلا خاملا، فبذاك تعيش مستريحا مطمئن البال، و إياك أن تكون شهما عزيزا، فإنك تعيش قلق البال سيئ الحال.
كن منافقا مرائيا ملاقا، ففي كنف هذه الصفة تعيش مملوء الجيب طويل العمر، و إياك و الصراحة و الجهر بالحق فإن هذا مما يقصم ظهرك و يسد عليك منافذ الحياة و يقصر منك الأجل.
كن خاتلا كذابا فإنك بذلك تعيش خفيف الظل عذب اللسان، و إياك و النصح و الصدق فإن هذا مما يجعلك مرموقا بعين الحنق و الاستثقال.
كن جبانا فرارا من المواقع و المخاطر فإنك بذلك تعد كيسا حاذقا حكيما، و إياك و الشجاعة و الإقدام فإنك تسعى متهوسا متهورا (راجل بيتو اخلاها).
كن مشاححا بخيلا فإنك تعد حسن التصرف مدبرا حكيما، و إياك و الكرم و السخاء فإنك بذلك تكون سفيها مبذرا.
كن خائر القوى فاتر الهمة كسلانا عاطلا متواكلا فإنك بذلك تعد قانعا زاهدا ورعا، و إياك و النشاط و العزم و الحزم و العمل فإنك بذلك تسمى حريصا متكالبا.
كن نذلا وضيعا ساقطا فبذلك تعد سهل الجانب متواضعا، و إياك أن تكون أبيا ذا شمم و إباء فإنك تسمى فخورا متكبرا.
كن مرن الأخلاق رخو الفكر مذبذبا فإنك بذلك تعد لين الجانب سمحا،و إياك و متانة الأخلاق و الثبات على المبدأ فإن ذلك يعد منك عنادا و تصلبا.
كن متهاودا في الدين متسامحا فيه فإنك بذلك تعد ذا مروءة و فضيلة،و إياك و الاحتفاظ به و التمسك بحبله فإنك بذلك تكون متعصبا أحمق.
كن بائعا لقوميتك و لو بأبخس ثمن فإنك بذلك تعد صادقا مخلصا، و إياك أن تدافع عنها بأي وسيلة كانت و لو رأيت شرفها ممزقا فإنك إن فعلت ذلك تكون ثائرا مشوشا.
كن خائنا لوطنك و تربة أجدادك إذا أردت أن تعيش مرموقا بعين الحب و الرضا، و إياك أن تكون وطنيا غيورا ذائدا عن حوضه و كيانه فإنك تصبح في الحال مبهجا مخطرا.
كن سمحا كريما بعرضك و شرفك فإنك بذلك تعيش مبجلا مكرما، و إياك و الشح بهما فإنك تكون بذلك كزا يابسا جامدا.
كن ملحدا متفرنجا في جميع مظاهر حياتك تعد متمدنا راقيا، و إياك أن تقتصر على محاسن السلف و الأخذ بمحاسن العصر الحديث فإنك إن أردت ذلك فقد حاولت شططا و رمت مستحيلا.
دع عنك مضايقات الدين و عش طليقا حرا تتنفس في وجهك منافذ الحياة.
دع عنك النصح و الإرشاد و الاشتغال بمصالح الناس، و اشتغل بما يعنيك من خاصة نفسك تعش مسلما صميما فإن المسلم من سلم الناس من يده و لسانه، و من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
دع عنك الجرائد و المجلات قراءتها و الاشتراك بها و التحرير فيهاو كل ما يمت إليها بسبب، و إياك و الدخول في السياسة، فإن ذلك يضرك و لا ينفعك و يعطلك عن أشغالك و يملأ رأسك بالهوس و الخرافات و يحرج عليك الصدور و يعرقل عنك مصالحك و يخسرك في أموالك و أوقاتك في غير جدوى.
دع عنك الخوض في الأخلاق و تحليلها و دعوة الناس إلى ترك حقيرها و الأخذ بجليلها فإنك تسدد إليك بذلك سهام المطاعن و تتهم بأكل لحوم الناس و التشهير بمعائبهم و لست بداخل مع أحد في قبره، إذا قام مصلح بمشروع خيري فابذل جهدك لمعاكسته و عرقلة مساعيه حتى تسقطه لئلا يفوتك عزا و شرفا و سؤددا.
و إذا قام داعية يدعو الناس إلى الخير و الإصلاح بما أوتي من حكمة و بيان فافتح في غضون كلامه عيونا و احشها بسموم الكذب و الاختلاق و اسع بها إلى ولاة الأمور متظاهرا لهم أن فيه مساسا للحكومة و سيادة الدولة حتى يضربوا على يديه فيريحوك من ظله الثقيل فتتنفس الصعداء.
أما إذا قام أحد ببعض مشاريع الفساد أو ظهر داعية يدعو الناس إلى الفتنة و الشرور فكن عضده الأيمن و ابذل كل ما لديك من جاه و مال و نفس لمساعدته كي يندحر بذلك الحق المقلق و ينتصر به الباطل الواسع الأكتاف الوارف الظلال.
إن رأيت الفجور و الفسوق منتشرا فغض النظر فإن ذلك من دواعي المدنية، و إن رأيت الخمور فاشية فلا تنبس ببنت شفة، فإنك تستهدف نفسك بذلك للمذمة و العار، و إن مررت على موائد القمار فامرر عنها مر الكرام، و إن أحسست بلهيب الربا و حريقه فإياك أن تحرك قدما لإطفائه بحكمة المقارضة فإنك إذا فعلت ذلك عدت سفيها أحمق.
و إياك و التأثر من انتشار المناكر فإنك في عصر الحرية و الإباحة، و لا تخش إذا زنيت أن ترجم أو تجلد، أو إذا سرقت أن تقطع يدك، أو إذا تهاونت بأمر من الأمور الواجبة أن تعزر أو تنكل فإن ذلك في عصر قد مضى كأمس الدابر.
إياك و مصاحبة الأخيار فإنهم يصرفونك عن لذة الحياة و يسلمونك إلى شقاء القيود، عليك بمجانبة الكرماء فإنهم يعودونك البذل و يخسرونك في أموالك، إياك و مجالسة العلماء فإنهم يفتحون بصيرتك إلى ما تود أن تغلقها عنه، و عليك بملازمة الجهلاء و الأغنياء فإنك بذلك تستثمر جهل الأولين و تستخدم قوة الآخرين.
هذه نصيحة اليوم إليك و سلام عليك و لعنة الله.
أبوك الكذاب