المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حادث تمزيق الجواز


ابوحاتم
23-04-2010, 01:20
حادث تمزيق الجواز[1] (http://www.aboulyakdan.com/makal_hadith%20tamziq%20aljawaz.htm#_ftn1)

نشرنــا في عدد 94 من الوادي ما أظهره ذلك المترجم ببيرو عرب من الغطرسة والغلظة مع الأهالي عموما والولاة خصوصا وأتينا على بعض حوادث وقعت منه نحو بعض الولاة الشرعيـين و المخزنيين وقلنــا إذا ذاك كلمتنا النزيهة فيما يخص ما وقع منه نحو بعض الولاة الشرعيين من إهانة الشريعة المطهرة في أشخاصهم.
والآن نقول كلمتنا البريئة فيما يخص ما وقع منه نحو بعض الولاة المخزنيين إيفاء بما وعدنا به قراءنا الكرام ويعلم الله أن ما أبديناه أو نبديه في أمثال هذه المواضيع من النقد النزيه والملاحظات الخالصة من كل شائبة لم نقصد بها التشهير بأحد أو تشويه سمعة أحد وإنما قصدنا الوحيد منه هو خدمة الصالح العام والذود عن حمى الحق وذويه.
إن إهانة الولاة المسلمين وتمزيق ما يصدر عن أيديهم من الرسوم ليس بالأمر الهين لا عند الأمة ولا عند الحكومة فإن في ذلك تمزيقا لكرامة الأمة التي كان ذلك الموظف فردا منها و أحدا من أبنائها وتمزيقا لشرف الدولة التي يمثلها ذلك الموظف، كما أن فيه إهانة فاحشة لخاتم الدولة الذي هو شعارها وشارتها وبه تصير الأمور رسمية واجبة التنفيذ وبه يفرق بين الرسمي ومجرد الكاغذ.
فتعمد المترجم لتمزيق جواز ذلك المسكين من هذا القبيل لا يجرؤ عليه إلا أحد رجلين: إما معتوه لا يعرف ما يفعل، و إما وقح لا يكترث بشيء من حقوق الأمة أو حرمات الدولة .أما في الحالة الأولى لا نرى من المعقول أن يسوس معتوه طائفة من العقلاء وإنما اللائق به وضعه في دار المعتوهين، وأما في الحالة الثانية فقبل أن يسند إليه أمر تتعلق به حقوق وتبعات ومسؤوليات يلزمه أن يكمل دروسه مع الصبيان في مدرسة الأدب والتهذيب النفسي.
وإلا فأي شخص يجترح تلك الهنة الشنعاء ويمثل تلك المهزلة الأسيفة وهو يشعر بأن في دماغه ذرة من العقل وبين جنبيه قلبا يحس ويشعر؟ أم أي نفس تثور ثائرتها لمجرد عدم المبايعة لها وتمزق شرف الدولة وتخرق حرمة من احترمته وتحمل بائسا مسكينا مشقة السفر مسافة نحو 200 كلم في ظلام الليل أو حريق النهار إذا كان لها شعاع من التربية والتهذيب ؟
إن فرنسا بصفتها أمة تمدنية تحضرية وقد كتبت على نفسها تمدين الأمم الضعيفة وتحضيرها ليس من اللائق بسمعتها وكرامتها ومهمتها التمدينية أن ترسل إلينا من هو أحق بأن نربيه ونلقي عليه دروسا من التهذيب، وإنما اللائق بها والجدير بمكانتها أن ترسل إلينا من هو أكرم خلقا وأصقل تهذيبا لكي يمثلها كما تستحق سمعتها ويؤدي مهمتها بأكمل وجه.
لئن انتصر ذلك الموظف الصغير لشخصه فإن للأمة شخصية كبرى يجب أن لا ينساها، وللدولة شخصية عظمى يجب أن يحني برأسه أمام سطوتها، وإهانته الأولى في شخص بعض ولاتها وسخريته بالثانية في شارة من شاراتها تعد في نظر الشرع والقانون جريمة فظيعة يجب عليها صارم العقاب.
ولئن زعم أن في حمل الكافة على المبايعة لظله الخفيف .... حملهم على احترام الدولة في شخص موظفيها، فنحن نسائله هل من احترام الدولة تمزيق الجواز المختوم بخاتمها؟ ولو ارتكب مثل ذلك أحد أفراد المسلمين بله ولاتهم فهل يكون جزاؤه غير العقاب الصارم من السجن والتغريم أو التوبيخ فالعزل المؤبد ؟ على أن غرس محبة الدولة في قلوب المسلمين و إشرابهم احترامها لا يكون ولن يكون بذلك العنف والغطرسة، وإنما يكون باللين والمجاملة والعدل والمساواة. وهل ينتج العنف والشدة إلا عكس ذلك طول الخط كما تنطق بذلك الشواهد والعبر.
وقبل أن يستاء ذلك السيد من كلمتنا الحقة - والحق مر المذاق- نلاحظ عليه أن يجتنب ما يسببه عنه الاستياء لكي يريح ويستريح.
وأن تعجب أيها القارئ من استيائه ذلك فعجب استياء البعض من دفاعنا عنهم وعن كرامتهم وقيامهم بحق الدفاع عن ذلك الذي طعن كرامتهم بخنجر السخرية و الازدراء.
فأين نحن يا هؤلاء من هذا لولا الحرص على كرامتكم والذود عن حماكم؟ فأي علاقة بيننا وبينه لولا جذوة من النار التهمت أحشاءنا لما سمعنا عن ذلك ما آتاه ويأتيه ضد شرفكم وكرامتكم من الأفاعيل؟ وإذا مزق اليوم جوازا صدر من أحدكم أفلا يمزق غدا ما يصدر منكم وإذا داس خواتمكم وطوابعكم – وهي أعز شيء لديكم في هذه الحياة فماذا بقي لكم بعد هذا؟ فهل تغنيكم إبتسامته الخلابة؟
هذه كلمتنا في هذا الموضوع أبديناها بكل صراحة عسى أن تراجع المراجع العليا ذاكرتها في أمثال هؤلاء الذين يحفرون هوات سحيقة بينهم وبين رعاياهم.
أما كلمتنا في مسألة وجوب المبايعة على عامة السكان و وجوب جواز السفر على المسافر فإلى فرصة أخرى. ولـنا قائمة في حوادث أخرى سنأتي عليها بإذن الله حتى يكون الرأي العام على بينـة مما يجـري بتلك البقاع المنكوبة النامية، كان الله لها وليا ونصيرا.