المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية ممتعة الاسطورة الموصلية 'يونس بحري'


د.سعاد الفضلي
08-05-2010, 11:21
.
حكاية ممتعة

الاسطورة الموصلية 'يونس بحري'




http://gfx2.hotmail.com/mail/w4/pr01/ltr/i_safe.gif

يونس بحري

مرّ علينا كثيرا إسم أحمد سعيد ، المذيع في اذاعة صوت العرب القوميه ـ التي كانت المحطه المفضله لكل العرب و نادرا ما يتحرك مؤشر الراديو عنها لاذاعة اخرى و لا زال جميع من عاش تلك الفتره يذكر أو سمع صوت أحمد سعيد في حرب 1967 و هو يتوعد اسرائيل و يبشر العرب بأن الدبابات الاردنيه و المصريه و السوريه قد احتلت تل أبيب و حررت القدس بينما الواقع عكس ذلك، فأصبح أحمد سعيد رمزا للكذب و الدجل الاعلامي العربي الذي استمر حتى يومنا هذا وصولا الى محمد سعيد الصحاف في حرب العراق و جميعنا شاهد هذا الانسان ((الانتيكه)) و تصريحاته الكوميديه و نتذكر الفاظه و اقواله.
لكن، لم يكن أحمد سعيد هو البدايه ! ، لكنه كان امتداد لشخص لم يرن اسمه على آذاننا كثيرا ...لأن لا أحد عرفه الا من سمعه و هو يحيي قوات هتلر النازيه و يتوعد ملوك العرب و الانجليز و يبشر العرب بقوات هتلر الصديقه للعرب و العدوه للانجليز و هو يصيح بعبارة ((هنا برلين حي العرب)) الا من عاش و استمع الى اذاعة صوت برلين العربية في الحرب العالميه الثانيه ((1939-1945)) ... فمن هو هذا الشخص؟ أنه
يونس بحري
بالنسبه لي ... من الصحيح القول ان يونس بحري ليس بالشخصيه المؤثره في التاريخ العربي ... و لكن ما لفت نظري اليه هو شخصه و قصصه و مغامراته التي لا تصلح الا ان تكون فيلما سينمائيا لما لسيرته من المواقف و الرحلات ((السندباديه)) التي قام بها هاربا او عاملا ذلك عدا صداقاته العديده مع السياسيين و الرؤساء أمثال الملك غازي و الملك عبدالعزيز آل سعود و أدولف هتلر و جوبلز وزير الدعايه النازي...فمن هو يونس بحري؟

ولد يونس صالح بحري الجبوري في الموصل في العراق في عام 1903 و كان والده صالح آغا الجبوري عاملا للبريد في الجيش العثماني ح! يث يؤمن وصول البريد بين الموصل و مركز الدوله العثمانيه اسطنبول ـ تدرج يونس بحري في دراسته حتى دخل دار المعلمين العاليه سنة 1921 و لكنه لم يكمل تعليمه بها فعمل في وزارة الماليه بوظيفة كاتب حتى عام 1923.
و في السنه ذاتها (1923) خرج يونس بحري من العراق فعاش في العديد من الدول الآسيويه و الاوروبيه و عمل في مختلف الوظائف و بعدها بسنتين عاد مجددا الى العراق حيث أصدر أول كتبه (العراق اليوم) و ما لبث ان عاد لهواية التنقل و السفر حتى اشتهر باسم (السائح العراقي) في كل مكان حل فيه.
شهد عام 1925 بداية بزوغ نجم يونس بحري كمعلق صحفي و مذيع في اوساط السياسيين في الدول التي ارتحل اليها و من أشهرهم الملك عبدالعزيز آل سعود الذي قابله في الرياض عام 1925 و من أشهر ما يحكى من مواقف وحكايات قبل أن يلعلع صوته في برلين حكايته في جامع باريس الذي بني في العشرينات من القرن الماضي وكان يحوي إلى جانب الجامع والسوق والحمامات العربية، مطعما مغربيا، وملهى ليليا، كان يونس بحري يؤذن للصلوات الخمس في مئذنته بصوته العريض، ويتولى الإمامة بالمصلين عند الحاجة، وفي الليل كان يرأس تخت الموسيقى في الملهى، فيعزف على العود ويغني الأدوار التي يجيدها ولا يتأخر عن المشاركة بالرقص الشرقي مقلدا أشهر العوالم في القاهره.

:
و من الاعمال الاخرى التي عمل بها يونس بحري في حياته بجانب عمله كمذيع و صحفي


-
في الهند حيث عمل مراسلا لأحد الصحف الهنديه عمل راهبا في النهار و راقصا في ملهى ليلي


في اندونسيا حيث اصدر مجلة الحق و الاسلام و مجلة الكويت و العراق التي اصدرها مع الراحل عبدالعزيز الرشيد عام 1931 و توقفت عن الاصدار عام 1937 عمل مفتيا في احدى جزر اندونيسيا و من أطرف ما فعله عندما جاءه أحد السكان المسنين و بصحبته فتاة في منتهى الجمال طالبا منه عقد قرانه عليها حيث اعجب بها يونس بحري و قال للرجل المسن انه لا يجوز شرعا للرجل الطاعن في السن الاقتران بفتاة اصغر منه فصدقه الرجل لكونه مفتيا فترك الفتاة و! تزوجها يونس بحري.

في ليبيا عمل مستشارا لملك ليبيا السنوسي

و في الثلاثينات عاد يونس بحري الى العراق مرة اخرى و أصدر عدة مطبوعات كجريدة العقاب السياسيه الادبيه و من أهم ما عمله في تلك الفتره عندما كان اول من قدم الملك غازي من اذاعة قصر الزهور حيث كان يونس بحري هو الصوت الذي يعبر عن آراء و افكار الملك غازي و ما بين عامي 1935 و 1939 لم يخرج يونس بحري كثيرا خارج العراق عدا زيارته لمنطقة عسير حنوب السعوديه و مشاركته باسم العراق في سباق لعبور القنال الانجليزي (المانش) سباحة و من الطريف ان يونس قد شارك في السباق من دون اعداد مسبق او تدريب فكانت المفاجأه فوزه بالمركز الاول و الميداليه الذهبيه!!

جاء خروج يونس بحري من العراق عام 1939 هاربا من الشرطه العراقيه حيث صدر امرا بالقبض عليه في ابريل 1939 ذلك بعد يوم من وفاة الملك غازي جراء حادث سياره حيث اصدر باليوم التالي صحيفه العقاب متشحه بالسواد و العنوان الرئيسي كان (مقتل الملك غازي) حيث اتهم في مقاله الانجليز و نوري السعيد و الامير عبدالاله بافتعال حادث السياره للملك الذي كان يدعو للتخلص من الاستعمار و كان يونس بحري نفسه الذي كان يوزع هذه النسخه من الصحيفه و هو على ظهر دراجته الناريه فكانت نتبجة مقالته تلك التظاهره الكبيره في الموصل التي ادت الى مقتل القنصل البريطاني العام

بعد اغتيال القنصل البريطاني ادرك يونس بحري خطورة بقاءه في اعراق فقابل القنصل الالماني في بغداد طالبا منه الهرب الى المانيا فكان من حسن حظه انه كان هناك وفدا صحافيا المانيا قد جاء على متن طائرة حيث استقلها في عودتها الى برلين في الوقت الذي كان رجال الشرطه قد دخلوا منزله للقبض عليه !

برلين .. المحطه الاهم
جائت الشهره الحقيقيه ليونس بحري حينما اصبح مديرا و مذيعا لاذاعة برلين العربيه التي كان يروج من خلالها الدعايه النازيه و الخطاب العدائي لبريطانيا و حلفائها.
و بداية القصه عندما وصل يونس بحري الى برلين هربا من العراق حيث التقى وزير الدعايه النازي جوزف غوبلز و الدكتور الفريد روزنبرج منظر الحزب النازي و شارح قوانينه حيث اصبح خلال فتره قصيره أحد المقربين للقياده الالمانيه و اصبح يحضر الاحتفالات الرسميه مرتديا البدله العسكريه الالمانيه برتبة مارشال و مرتديا الصليب المعقوف على ساعده و قابل العديد من رموز النازيه بما فيهم ادولف هتلر و من الاوروبيين الفاشي الايطالي بينيتو موسوليني..

جائت بداية تأسيس اذاعة برلين العربيه عندما شرح الفكره لوزير الدعايه جوبلز التي رحب بها لتكون المحطه المواجهه لبي بي سي العربيه خصوصا بعد ان اقنعه يونس بحري بجدوي الاذاعه التي ستقاسم العرب كرههم لبريطانيا.

من الطريف ما عمله يونس بحري من اجل جذب المستمعين العرب لاذاعة برلين حيث طلب من جوبلز ان يوافق على بث القرآن الكريم فيبداية ارسال الاذاعه حيث تردد جوبلز و أوصل! المقترح الى هتلر الذي وافق عليه بعد ان شرح له يونس بحري ان بث القرآن الكريم سيجذب انتباه المستمعين العرب الى اذاعة برلين و العزوف عن استماع للبي بي سي التي كانت لا تذيع القرآن فكانت النتيجه ان كانت اذاعة برلين هي المفضله عند العرب و ماهي الا اشهر قليله و بدأت البي بي سي ببث آيات القران بالمثل !.

اشتهر يونس بحري بعبارته الافتتاحيه الشهيره (هنا برلين حي العرب) حيث كانت بمثابة شارة افتتاح برامج الاذاعة التي كانت تهدف الى مهاجمة قوات التحالف و توعية الجماهير العربيه بخطر الاستعمار و يبشرها بالحريه على يد قوات هتلر النازيه و كان كثيرا ما يخرج عن نهج المحطه بشتمه لملوك مصر العراق و اتهامهم بالعماله و العبوديه.

بعد سقوط برلين على يد الحلفاء ، كان يونس بحري من الاسماء المطلوب القبض عليها و جاءت قصة هروبه من قيضة الحلفاء مثيره،
'
حيث ذكرها منير الريس رئيس تحرير صحيفة البردي الدمشقيه في الكتا! ب الذي اسماه (الكتاب الذهبي للثوره الوطنيه في المشرق العربي) و كيف تعرف على يونس بحري، فقال:

في صباح اليوم الثالث من مايو عام 1945م، جمعتنا الصدفة في مرسيليا بيونس بحري طليقا، يندفع نحونا يهنئنا ويعانقنا، فسألته: كيف استطاع الوصول إلى مرسيليا دون أن يقع بيد الحلفاء؟ فقال:
إنه خرج من برلين مع عدد من الأجانب قبل أن يحاصرها الروس، وحرَّف اسمه المسجل في جواز السفر بالأحرف اللاتينية، يوني باري جبوري، محرفا من يونس بحري الجبوري، وزعم للمحققين أنه كان معتقلا في ألمانيا وأطلعهم على أثر جرح قديم في جسمه من أثر شجار قديم، كأنه من آثار التعذيب، فسمحوا له بالسفر إلى باريس·
وفي صباح يوم 18 مايو 1945م، أبلغونا بأن أسماءنا سجلت في كشف المسافرين على الباخرة 'بروفيدانس' إلى الجزائر، فنقلنا حقائبنا إلى الميناء وجلسنا فوقها ننتظر أسماءنا تعلن لنصعد إلى الباخرة، وإذا بع! ربي يركض نحونا يصيح بأعلى صوته: هذا منير الريس·· وهذا يونس بحري·· وهذا الدكتور عادل المسكي·· فالتفتنا نحو الصوت، وإذا به الدكتور عادل القحف من الطلاب السوريين كان يدرس طب الأسنان في ألمانيا·
ويقول منير الريس:
لقد نصحت يونس بحري ونحن في عرض البحر بأن يمزق جواز سفره ويبقى محتفظا بالورقة الرسمية التي أعطيت له في باريس بعد التحقيق معه للدلالة على هويته، فلم يرض·
وصلنا إلى الجزائر في 20 مايو 1945م، وفي يوم 26 مايو 1945م وصلنا بالقطار إلى تونس، وعندما دقق رجال الأمن بتونس، بجوازات سفرنا وفتشوا حقائبنا لم يجدوا سوى مسدس للدكتور المسكي، فصادروه، لكنهم وعدوا بإعادته إليه عند مغادرته تونس، واحتجزونا، واستدعى الضابط الفرنسي، الدكتور عادل المسكي وبدأ التحقيق معه، ولما عرف يونس بحري أن الدور سيأتي عليه في التحقيق، أخرج من جيبه رخصة دولية لسياقة السيارة باسمه ومزق! ها، فلاحظ حركته أحد الحمالين الذين - غالبا - ما يكونون مخبرين في مثل هذا المكان، فتوجه الحمال وأبلغ رجل الأمن بالورقة التي مزقها يونس بحري، وقام ليرميها في دورة المياه، فلحق به رجل الأمن وأمسك بيده وأخذ الورقة الممزقة من قبضته وراح يصففها في المكتب ليعرف سبب تمزيقها، ثم استدعى يونس بحري إلى غرفة رئيس الأمن وفتش جيوبه، وعثر على جواز السفر في جيبه، وعرف أن يونس بحري مذيع محطة برلين، وسرعان ما عاد إلينا رجال الأمن وطلبوا أن نرفع أيدينا في الهواء، ولما سألتهم عن السبب قال أحدهم: 'ألا تدري أنك من عصابة يونس بحري' وقام رئيس الأمن العام محاولا الاتصال برؤسائه في تونس، ولما تهيأ له ذلك، نقل إليهم نبأ القبض على المذيع يونس بحري! مذيع هتلر في برلين·
وتابع منير الريس:
ولما حانت لي فرصة الانفراد بيونس بحري، قلت له: لقد وقعت يا يونس! فلا توقع غيرك معك، قال: 'لن أدل ! عليك·· ولن أتكلم بما يؤذي أحدا منكم! وأنتم قد يطلق سراحكم قبلي·· ولي طلب عندكم فيما إذا أصبحتم أحرارا، وبقيت أنا في السجن، أرجوكم أن تبلغوا السفارة أو القنصلية العراقية، وإذا لم يكن فيه سفارة عراقية فابلغوا أي سفارة أو قنصلية بريطانية بأنني سجين في تونس!'
وأدركت في تلك اللحظة أنه جاسوس بريطاني، إذ ظل أكثر من ثماني سنوات وهو يشن من محطة برلين أبشع الكلام على بريطانيا وعملائها وحلفائها، ويشتم عبد الاله، الوصي على عرش العراق، والأمير عبدالله بن الحسين، أشد الشتائم فلا ذكر اسم عبدالله إلا وينعته بالحاخام، ولا يذكر اسم عبد الاله إلا وينعته بالصبي، ولا يذكر اسم نوري السعيد إلا وينعته بالنوري الشقي، بفتح النون والواو، فكيف لم يكتشف الألمان هذا الجاسوس؟·

ثورة تموز 1958

في 14 يونيو 1958 حصل الانقلاب الدامي الذي ازاح الحكم الملكي من العراق و اعلن عن تأسيس الجمهورية العراقيه و صاحب ذلك الانقلاب! اعتقال العديد من رموز النظام الملكي و عداهم الكثير منهم يونس بحري الذي شاء حظه العاثر ان يصل العراق قبل يوم واحد من الانقلاب هاربا من بيروت و من المواجهات التي حدثت بين الرئيس اللبناني آنذاك كميل شمعون و معارضيه من القوميين حيث اعتقل يونس بحري في سجن ابوغريب بحانب كبار ضباط العهد الملكي و من الطريف ان اعتقاله جد جاء صدفه حيث وجد يونس بحري في منزل ابن اخيه العقيد ركن وحيد صادق الجبوري الذي كان من بين المطلوب اعتقالهم.

بعد اطلاق سراحه افتتح يونس بحري مطعما في بغداد و كان اشبه بالمنتدى حيث كان زبائنه من السفراء و الوزراء و الكتاب و كان يونس يقوم بطبخ الاطباق العديده التي تعلمها من رحلاته العديده و لم يستمر المطعم طويلا حيث غادر الى بيروت بعد ان وعد عبدالكريم قاسم بعدم مهاجمته اعلاميا في الخارج و تم تخصيص راتبا له و قدره مائة دينار يستلمها شهريا من السفاره العراقيه في بيروت حيث اصدر منها عدة كتب و مجلات منها مذكراته في سجن ابوغريب

بعد بيروت ، تنقل يونس بحري بين! باريس التي اصدر فيها مجلة العرب و عاش لفتره بسيطه في الكويت حيث اصبح مديرا لمطعم اسمه مطعم المدينه الذي كان يملكه احد اصدقائه و عمل كذلك في ابوظبي عام 1971 حيث اصدر صحيفة ابوظبي نيوز الناظقه بالانجليزيه و عمل مسئولا عن قطاع الشؤون الصحفيه في وزارة الاعلام.

تنقل يونس بحري كثيرا في ارجاء العالم و ما كان يحمل معه عير جواز سفره و قنينة العرق و فرشاة اسنانه و ادوات الحلاقه و اللغات العالمية الستة عشر التي يتقنها و مات وحيدا و مفلسا في دار احد معارفه في بغداد عام 1979.

يونس بحري ، الزوج و الاب
يونس بحري ليس له أعداء سوى النساء اللاتي يقعن في شباكه، فهن حينما يفقن من سحره وعذب حديثه لا يجدن في اليوم الثاني سوى رسالة صغيرة كتبها بخط يده ولصقها على مرآة زوجته·· كتب فيها: باي·· باي·· قد نلتقي ثانية وقد لا نلتقي فأنا مسافر في أرض الله الواسعة!!·· بهذه الكلمات كان ينهي حياته الزوجية!!
بلغت عدد زيجات يونس بحري الـ80 زيجه و كانت زوجاته من جميع الدول التي ارتحل اليها و له منهم ما يقارب الـ100 ابنا و ابنه من احدى المواقف الحوار الذي تم بينه و بين الملك عبدالعزيز آل سعود الذي جاء من يبشره بمولوده الثالث و الستين و نظر فيصل بن عبدالعزيز - الملك لاحقا- الى يونس بحري و ابتسم - فلاحظ الملك عبدالعزيز ابتسامة ولده فسأل ابنه عن سبب الابتسامه فقال الامير فيصل :

-
يبلغ عدد اولاد يونس بحري اربعة و ستين


فسأله الملك عبدالعزيز :

هل صحيح هذا يا يونس ؟ فرد عليه يونس بحري قائلا

الذكور منهم فقط يا طويل العمر!!


الدكتور عبدالسلام العجيلي، بكتابه 'حفنة من الذكريات' قائلاو في أوائل الخمسينات التقيت في باريس بالآنسة هناء، وهي فتاة عراقية كانت تعمل مذيعة في القسم العربي في إذاعة باريس، وعندما سألتني عن أخباري في باريس، رويت لها بعض الطرائف التي حصلت وأنا في صحبة يونس بحري الذي كان يقيم آنذاك في باريس، ويصدر فيها مجلة 'العرب'، وبمجرد ما جاء ذكر يونس بحري على لساني رأيتها تخرج من هدوئها المعتاد وتقول:
هذا إنسان فاجر لا تليق بك صحبته، لا أنت منه ولا هو منك، أي شيء يجمع بينك وبين هذا الصعلوك الأفاق حتى ترافقه، أو حتى تبادله الحديث؟ ويقول د·عبدالسلام:
وفي أحد الأيام التقيت بزميل يونس بحري، فأخبرني أن هناء هي أم لؤي يونس بحري بمعنى أنها واحدة من زوجاته وإحدى طليقاته، لذلك نعتته بالفاجر والصعلوك والأفاق، ويقينا إني ما نفيت يوما هذه الصفات عن يونس بحري، ولا كان هو نفسه ينفي عن نفسه تلك الصفات


ا ويمضي الدكتور عبدالسلام العجيلي يروي بعضا من حكاياته قائلا
إن يونس بحري تزوج ثمانين مرة، وأبناؤه وبناته منتشرون في مشارق الأرض ومغاربها ولا سبيل لاحصائهم، لكن عددهم يتجاوز المئة قطعا، لقد أمضى هذا الرجل حياة مثيرة وحافلة تشبه الأسطورة حتى إنه تفوق فيها زواجا وتجوالا على الرحالة العربي ابن بطوطة، ففي كل بلد زاره له فيه زوجة ورهط من البنين والبنات، وأول زوجاته 'شيرين' وهي عراقية تركية الأصل، وآخرهن 'شهرزاد السورية الاصل' ·

من أشهر أولاد يونس بحري انتشروا في ارجاء الارض و نذكر منهم :

-
الادميرال رعد يونس بحري قائد الاسطول الفلبيني


الدكتور سعدي يونس بحري -( المحامي والفنان والسينمائي المعروف) و يقطن في باريس
http://gfx2.hotmail.com/mail/w4/pr01/ltr/i_safe.gif (http://watan.com/upload/Sa3de.jpg)
الفنان سعدي يونس بحري

لؤي يونس بحري ـ استاذ الحقوق الدوليه في جامعة بغداد

منى يونس بحري استاذة علم النفس في جامعة بغداد


تلك كانت سيره لأحد اهم رموز الاعلام في التاريخ العربي لكن ما يمنع اني اقول انه الرجل عاش حياته (طول بعرض) و قصته تصلح لفيلم سينمائي لذا حبيت اكتبها لكم لأعجابي برحلة حياته (السندباديه:100p::100p::100p:منقول للمتعة وان شاء الله يعجبكم

سنجار وقفار
08-05-2010, 11:25
اسمحي لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

الشكر الجزيل اي شي منك يعجبنا

د.سعاد الفضلي
08-05-2010, 11:32
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنجار وقفار http://www.alfothool.com/vb/fodol/buttons/viewpost.gif (http://www.alfothool.com/vb/showthread.php?p=276704#post276704)
اسمحي لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

الشكر الجزيل اي شي منك يعجبنا







اسمح لك وأكون شاكرة لانك تتابع ما أكتب بس شكلك سريع بالقراءة ما شاء الله عليك ومن غير حسد عشان هيك تتعب عيونك تحياتي :25_f:

سنجار وقفار
08-05-2010, 11:36
اقرى الجزء الي يعجبني هذا نظامي ههههههههههههه

خالد ال دريع
09-05-2010, 12:09
شكرا يا دكتورتنا

على ما نقلتي لنا من سيرة

وقصة حياة يونس البحري

واتمنا ان تكوني بالف ود وخير

دانيال
09-05-2010, 03:03
دكتورة سعاد ...
حيرة من الامر تجد يونس البحري مرة مذيع وكاتب وراقص ومناضل وعامل وضابط مارشال ومتسابق وجاسوس وسياسي ومؤذن جماع ومصلي وراهبا ومفتيا عندما خدع الرجل وتزوج بالفتاة ((عمل مفتيا في احدى جزر اندونيسيا و من أطرف ما فعله عندما جاءه أحد السكان المسنين و بصحبته فتاة في منتهى الجمال طالبا منه عقد قرانه عليها حيث اعجب بها يونس بحري و قال للرجل المسن انه لا يجوز شرعا للرجل الطاعن في السن الاقتران بفتاة اصغر منه فصدقه الرجل لكونه مفتيا فترك الفتاة و! تزوجها يونس بحري.))
تجدة موصلي وخليجي وعثماني ونازي ولبناني وفرنساوي
تجدة مستشار وعايش الامراء والملوك والورؤساء
متعد الزوجات وصار له احفاد
ومن ثم نضعة في خانة ابن بطوطه والسندباد
واخيرا مات وحيد
حيرة من امرة ...
شكرا دكتورة سعاد وربي مايحرمنا منك

عبدالله السالم
09-05-2010, 06:29
هذا اللي يقولون عنه ماله صاحب ولا خوي

والمشكله هلتر كيف عطاه وجه

يعطيك العافيه يادكتورة

د.سعاد الفضلي
09-05-2010, 09:59
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد دريع http://www.alfothool.com/vb/fodol/buttons/viewpost.gif (http://www.alfothool.com/vb/showthread.php?p=276723#post276723)
شكرا يا دكتورتنا


على ما نقلتي لنا من سيرة

وقصة حياة يونس البحري

واتمنا ان تكوني بالف ود وخير




والشكر والود والخير موصول لك يا ابا الوليد ودمت :ylflower:

د.سعاد الفضلي
09-05-2010, 10:15
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دانيال http://www.alfothool.com/vb/fodol/buttons/viewpost.gif (http://www.alfothool.com/vb/showthread.php?p=276857#post276857)
دكتورة سعاد ...

حيرة من الامر تجد يونس البحري مرة مذيع وكاتب وراقص ومناضل وعامل وضابط مارشال ومتسابق وجاسوس وسياسي ومؤذن جماع ومصلي وراهبا ومفتيا عندما خدع الرجل وتزوج بالفتاة ((عمل مفتيا في احدى جزر اندونيسيا و من أطرف ما فعله عندما جاءه أحد السكان المسنين و بصحبته فتاة في منتهى الجمال طالبا منه عقد قرانه عليها حيث اعجب بها يونس بحري و قال للرجل المسن انه لا يجوز شرعا للرجل الطاعن في السن الاقتران بفتاة اصغر منه فصدقه الرجل لكونه مفتيا فترك الفتاة و! تزوجها يونس بحري.))
تجدة موصلي وخليجي وعثماني ونازي ولبناني وفرنساوي
تجدة مستشار وعايش الامراء والملوك والورؤساء
متعد الزوجات وصار له احفاد
ومن ثم نضعة في خانة ابن بطوطه والسندباد
واخيرا مات وحيد
حيرة من امرة ...
شكرا دكتورة سعاد وربي مايحرمنا منك





الشكر موصول لك استاذ عقيل ولا يحرمنا من حضورك

يونس الجبوري
24-09-2010, 04:49
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخت الدكتورة سعاد الفضلي المحترمة
ارجو ان تكوني بالف خير
بداية اود ان اعرفكم بنفسي
الشاعر العراقي يونس الجبوري الملقب (الكناري يونس الجبوري) على النت
اسماني الوالد رحمه الله يونس تيمنا بعمه يونس بحري لكنني خيبت ظن الوالد فلم اكن مزواجاً كما كان ..
كنت قبل قليل ابحث على النت عن اولاد عمي يونس بحري وقادني البحث الى منتداكم الرائع لكنني وجدت ان الموضوع منقول
اختي الكريمه صدقيني انت والقارئ الكريم ان يونس بحري جنى على نفسه وعلينا عندما اكثر من الزواج يقال انه تزوج باكثر من 100 امرأه وهناك من يروي انه تزوج من 106 نساء وآخر يقول 104 نساء
هو نفسه لا يعرف اولاده اين صاروا وما الذي حل بهم ... سمعت ذلك باذني منه قبل وفاته عام 1979 عندما كان يقيم في الموصل
لا نعرف الا د. لؤي ود. سعدي ود. منى وجميعهم الان خارج العراق وازيدك من الشعر بيت ثقي بالله لم ار اي منهم رؤيا العين الا في شاشة التلفاز
نحن مجتمع عشائري نتفاخر بانسابنا وبمآثر الاقارب
لكن العائله عائلتنا طلعت من مولد العم يونس بلا حمص
كم كنت اتمنى ان اجد ابناء عمي ولا زال بحثي جارٍ دون كلل عنهم ولكن دون نتائج تذكر كل ما موجود على النت قديم
لو استجدت معلومات بخصوص اولاده وذريته ارجو ان لاتبخلين بها علينا
وشكرا لك اختي الفاضله




الكناري
يونس الجبوري

ابوسائد
10-10-2010, 11:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى الدكتورة الفاضلة
الى المشرف العام والى الاخوة الكرام
لقد وقعت بين يدي منذ اكثر من عشرين عاما جزء من مجلة لم استطع معرفة اسمها وتاريخ صدورها وتحتوي على مقابلة صحفية اجراها الصحفي عبدالله المليجي مع يونس بحري وبالتأكيد ستكون المقابلة قبل 1979 وعنوان المقابلة أسطورة تمشي على الأرض لم استطيع ارفاق صوره عنها ففي نهاية ارفاق الملف تأتي رسالة فشل في الارفاق ويقول في المقدمة بأنه أسس 16 اذاعة ويتقن 17 لغة وحمل 15 جنسية تزوج 90 امرأة زواجاً شرعياً وأكثر من 200 زواجاً مدنياً وله 365 ذكرأ ولايعلم عدد الإناث ومن اولاده بالاضافة لما ذكر اللواء الركن وحيد الجبوري في الجيش العراقي انذاك والكتور محمد بحري رئيس تحرير مجلة جون افريك التي تصدر باللغة الفرنسية وعلي الجبوري سفير اندونيسيا في الباكستان .

يونس الجبوري
11-10-2010, 10:02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى المشرف العام والى الاخوة الكرام
لقد وقعت بين يدي منذ اكثر من عشرين عاما جزء من مجلة لم استطع معرفة اسمها وتاريخ صدورها وتحتوي على مقابلة صحفية اجراها الصحفي عبدالله المليجي مع يونس بحري وبالتأكيد ستكون المقابلة قبل 1979 وعنوان المقابلة أسطورة تمشي على الأرض لم استطيع ارفاق صوره عنها ففي نهاية ارفاق الملف تأتي رسالة فشل في الارفاق فهل من طريقة لارفاق الصور عن المقابلة
. وجزاكم الله خيراً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
تستنسخ الجريده على جهاز استنساخ فتصبح على شكل صوره فتحملها من اي مركز تحميل فتأخذ الرابط الاول اللي هو مخصص للمنتديات وتضعه في مشاركتك وان شاء الله سيراها الجميع
شكرا لك واعتذر لو تدخلت
لكن لكون الموضوع يهمني شخصياً ياليت اقدر اشوفه
تحيتي لك

ابوسائد
11-10-2010, 10:45
اخي الفاضل يونس بحري المحترم
تحية وبعد
لقدحاولت عدة مرات وفي كل محاولة رسالة فشل في رفع الملف
استطيع ارساله اليكم بواسطة البريد الالكتروني ان اردتم ذلك

ابوسائد
12-10-2010, 11:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرفق صور عن المقابلة مع يونس بحري عام 1972
والتي اشرت اليها سابقا وسأرفق باقي الصفحات لاحقاً راجيا ان تجدوا فيها الفائدة المرجوة مع التنويه وكما ذكرت لكم في المشاركة الأولى بأنه يوجد صفحة ناقصة ونتمنى من يعرف المجلة ان يعلمنا بها علنا نجد الصفحة المفقودة .

ابوسائد
12-10-2010, 11:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارفق باقي الصفحات راجيا اعلامي عن رأيكم وأن يجد الأخ يونس بحري غايته شاكرا له نصحه وارشاده وبانتظار رده الكريم
واقبلوا الاحترام
ابوسائد

ابوسائد
14-10-2010, 03:11
ارجو ان اتلقى خبرا من الاخ( الكناري )يونس الجبوري حول الملفات المرفقة

يونس الجبوري
15-10-2010, 01:35
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم جزاك الله الف الف خير على جهدك الرائع في نقل هذه المعلومات لنا
بارك الله فيك وفي هذا المنتدى الرائع
وبارك الله بالاخت الكريمه الدكتوره سعاد الفضلي على الموضوع
واهديكم جميعا ديواني المقروء وديواني الصوتي اتمنى ان ينال رضاكم
مع التقدير

ديوان الكناري يونس الجبوري الصوتي اضغط هنا (http://www.aljbor.net/voices.php?action=listvoices&id=3)

ديوان الكناري يونس الجبوري المقروء اضغط هنا (http://www.aljbor.net/articles.php?action=listarticles&id=4)






تحيتي للجميع

الفارس الفضلي
15-10-2010, 03:09
صح لسانك شاعرنا على هذا الديون الرائع سمعت ثلاث قصايد منه واعجبتني وتسلم على الاهداء
وعاد انتم يالجبوروالله والنعم فيكم وفي اصلكم الطيب
وتقبل تحياتي

يونس الجبوري
15-10-2010, 05:28
ارجو ان اتلقى خبرا من الاخ( الكناري )يونس الجبوري حول الملفات المرفقة

وصلت الملفات اخي الكريم واتقدم لك بالشكر الجزيل اضفتك لقائمتي وهذا عنواني

وهذه الملفات التي ارسلتها


تم الحذف الصور المرفقه والتي فيها صورة فتاة , وحذف البريد الالكتروني .. المراقب / سلامه العايد




وشكرا لك

يونس الجبوري
15-10-2010, 05:33
صح لسانك شاعرنا على هذا الديون الرائع سمعت ثلاث قصايد منه واعجبتني وتسلم على الاهداء
وعاد انتم يالجبوروالله والنعم فيكم وفي اصلكم الطيب
وتقبل تحياتي

شكرا لزيارتك الكريمه
وشكرا لقبيلتكم العريقه التي انجبنت ,, فنعم العمام انتم ونعم الاصول انتم
اكرر شكري وتحيتي لك ولصاحب الموقع وصاحبة الموضوع
وللاخ الكريم ابو ( ابو سائد )



اخوكم الشاعر
الكناري
يونس الجبوري

د.سعاد الفضلي
15-10-2010, 07:41
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يونس الجبوري http://www.alfothool.com/vb/fodol/buttons/viewpost.gif (http://www.alfothool.com/vb/showthread.php?p=303813#post303813)
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخت الدكتورة سعاد الفضلي المحترمة
ارجو ان تكوني بالف خير
بداية اود ان اعرفكم بنفسي
الشاعر العراقي يونس الجبوري الملقب (الكناري يونس الجبوري) على النت
اسماني الوالد رحمه الله يونس تيمنا بعمه يونس بحري لكنني خيبت ظن الوالد فلم اكن مزواجاً كما كان ..
كنت قبل قليل ابحث على النت عن اولاد عمي يونس بحري وقادني البحث الى منتداكم الرائع لكنني وجدت ان الموضوع منقول
اختي الكريمه صدقيني انت والقارئ الكريم ان يونس بحري جنى على نفسه وعلينا عندما اكثر من الزواج يقال انه تزوج باكثر من 100 امرأه وهناك من يروي انه تزوج من 106 نساء وآخر يقول 104 نساء
هو نفسه لا يعرف اولاده اين صاروا وما الذي حل بهم ... سمعت ذلك باذني منه قبل وفاته عام 1979 عندما كان يقيم في الموصل
لا نعرف الا د. لؤي ود. سعدي ود. منى وجميعهم الان خارج العراق وازيدك من الشعر بيت ثقي بالله لم ار اي منهم رؤيا العين الا في شاشة التلفاز
نحن مجتمع عشائري نتفاخر بانسابنا وبمآثر الاقارب
لكن العائله عائلتنا طلعت من مولد العم يونس بلا حمص
كم كنت اتمنى ان اجد ابناء عمي ولا زال بحثي جارٍ دون كلل عنهم ولكن دون نتائج تذكر كل ما موجود على النت قديم
لو استجدت معلومات بخصوص اولاده وذريته ارجو ان لاتبخلين بها علينا
وشكرا لك اختي الفاضله




الكناري
يونس الجبوري




الآخ الكريم يونس جبوري حياك الله في هذا المنتدى وفرصة سعيدة
تم التعرف عليك من خلال المشاركة وإن شاء الله تكون لك مشاركات
في كل مجال وإن شاء الله تستجد معلومات تفيدك فنحن هنا يجمعنا اللقاء للفائدة فاهلا بك واكرر شكري والتقدير

د.سعاد الفضلي
15-10-2010, 07:51
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يونس الجبوري http://www.alfothool.com/vb/fodol/buttons/viewpost.gif (http://www.alfothool.com/vb/showthread.php?p=308260#post308260)
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم جزاك الله الف الف خير على جهدك الرائع في نقل هذه المعلومات لنا
بارك الله فيك وفي هذا المنتدى الرائع
وبارك الله بالاخت الكريمه الدكتوره سعاد الفضلي على الموضوع
واهديكم جميعا ديواني المقروء وديواني الصوتي اتمنى ان ينال رضاكم
مع التقدير

ديوان الكناري يونس الجبوري الصوتي اضغط هنا (http://www.aljbor.net/voices.php?action=listvoices&id=3)

ديوان الكناري يونس الجبوري المقروء اضغط هنا (http://www.aljbor.net/articles.php?action=listarticles&id=4)






تحيتي للجميع



الشاعر المبدع يونس الجبوري أمتعتنا بما قدمت لنا في تلك الدواوين
فشكرنا لك جزيل مع الاحترام والتقدير لشخصكم الكريم

ابوسائد
15-10-2010, 09:38
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك على هذا الإهداء الرائع املاً التواصل الدائم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجمعة 8 ذو القعدة 1431

محب يونس بحري
07-01-2011, 08:11
يا أبا سائد هل علمت اسم المجلة، وسنة صدورها، ، فأنا أعد بحثاً وأحتاج توثيقاً للقاء، وللفائدة أحببت أن أشارككم في العمل فتشجمت عناء الكتابة، وكتبت اللقاء ـ على أمل برؤية بقيته لكتابته، وهذا هو:




أسطورة تمشي على الأرض.. يونس بحري
أسســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت 16 إذاعــــــــــــــــة.. أتقــــــــــــــــــــــــــــــن 17 لغــــــــــــــــــــــــة.
حمـــــــــــلــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــت 15جنسيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــة..
تزوجــــــــــــــــــــــــــــــت 90 امـــــرأة زواجـــــــــاً شرعيــــــــــتـــــــــــــاً
وأكــــــــــــثـــــــــــــر مـــــــن 200 زواجــــاً مدنيـــــــــــــــــــــــاً
أنجبــــــــــــــــت 365 ذكراً ولا أعلم عدد الإنـــــــــــــــــــــــــاث
عنـــــــــدي الآن أكثـــــــــــــــر مــن ألف حفيـــــــــــد
قابلت معظم رؤساء العالم ولي معهم صداقــــــــــات
حكـــم علـــي بالإعــــــــــدام أربع مرات
وقد ولدت في أول هذا القرن
في الشهر الأول
منه
*









- يقول المضيف عبد الله المليجيّ: يقال إنك أسطورة ـ هكذا يظهرـ.
- يرد السائح العراقي، مع ابتسامة تحمل معاني كثيرة: كيف؟ - من الرحلات والأعمال والإذاعات والصحف وغير ذلك، وينطلق الرجل: أسست ست عشرة إذاعة.. إذاعة بغداد ـ ليبيا ـ باري في إيطاليا ـ برلين ـ الخرطوم ـ تونس ـ الجزائر ـ المغرب ـ باريس ـ عمان ـ موريتانيا ـ داكار ـ كوناكري ـ أبيجيان ـ رام الله قبل عمان ـ ثم تليفزيون بغداد.. على ذلك تتقن الكثير من اللغات – كانت الإذاعات باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية.. وأنا أتقن سبع عشرة لغة إتقاناً كاملاً، قراءة وكتابة وخطابة، اكتسبتها بالتحصيل والمخالطة.. تريد أن أذكرها؟ العربية، التركية، الفارسية، الكردية، الهندية، لغة الأفغان ـ بشتو ـ الماليزية، الأندونيسية، الألمانية، الفرنسية، الإنجليزية، الهولندية، الإسبانيولية، الإيطالية، البرتغالية، الروسية، الفليبينية... ولقد تعلمت اللغات الأساسية وأنا صغير.. وهي: العربية، التركية، الفارسية، الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، ستسألني عن السن ؟ ولدت في أول هذا القرن تماماً في 10 كانون الثاني عام 1900 كان ذلك في مدينة الحسكة على نهر الخابور في شمال سوريا، ونحن من قبيلة الجبور، وهي موزعة سوريا والعراق والأردن والسعودية واليمن.. وقد حملت خمس عشرة جنسية، وهي بالترتيب: السورية، الإنجليزية، العراقية، والأندونيسية، اللبنانية، الأردنية، السعودية، اليمنية، الليبية ـ وأنا أول من حملها عام 1951م ـ التونسية، المغربية، السودانية، الموريتانية، الألمانية، الفرنسية، وأخيراً عدت إلى جنسيتي الأصلية.. العراقية.. أنا أيضاً أقدم صحفي في الخليج العربي، وقد عملت ـ بالمناسبة ـ محرراً في مجلة الكويت التي أصدرها الشيخ عبد العزيز الرشيد، تريد معلومات أخرى؟ تزوجت تسعين مرة زواجاً شرعياً.. وأكثر من مائتي زواج مدني من كل الجنسيات، أذكر أن منهن أربعين امرأة أندونيسية.. وأنجبت ثلاثمائة وستين ذكراً فقط، ولا أعلم عدد الإناث، وعندي الآن أكثر من ألف حفيد.. طبيعي أنني لا أذكر الأسماء، بل لا أخفي عليك أنني لا أعرف معظمهم.. ولكنني أذكر بعض أولادي.. ابني الأكبر.. اللواء ركن وحيد الجبوري ـ في الجيش العراقي ـ، وهناك أيضاً الدكتور لؤي ـ أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد ـ.. والدكتور مسعد ـ مخرج سينمائي في باريس، والدكتورة منى ـ أستاذة التربية الأساسية بجامعة بغداد ـ، والدكتور محمد بحري ـ رئيس تحرير مجلة جون لفريك ـ تصدر باللغة الفرنسية في روما، وعلي الجبوري ـ سفير الأندونيسيا في الباكستان ـ وكابتن بحري في الفليبين ـ اسمه رعد ـ، وبالمناسبة، يقول الرجل: هناك قصة طريفة حدثت معي في باريس.. لقد طالبتني الحكومة الفرنسية بضريبة دخل لأنني كنت أصدر جريدة العرب في باريس، وأصبح عندي ثلاثة ملايين فرنك، والقانون الفرنسي يعفي من الضريبة لمن لديه أكثر من اثني عشر ولدا.. قلت لهم: عند أكثر من ذلك، قالوا: أثبت لنا ذلك.. قدمت لهم أسماء وأربعين ولدا، وتحركت بلدية باريس وجمعتهم من مختلف الدول عام 1954م، واستضافتهم على حسابها لمدة أربعين يوماً، وكان حدثاً عالمياً، كتب عنه الأستاذ محمد التابعي في مجلة آخر ساعة بعد أن شارك في هذا الاحتفال. ولقد أعفوني من الضريبة بالطمع، - وشعورك ساعتها ؟.. اعتزاز وغبطة بلا شك، - والآن تقابلهم، لا.. ولقد كانت طريقتي في الزواج هي أنني لا أتزوج إلا من عائلة معروفة و غنية، حتى لا أطالب بالنفقة أو ما إلى ذلك حيث أنني كثير الترحال.. بالإضافة إلى إمكانية الإنفاق عليهم..، - ولا يكتبون؟ - لا يعرفون عنواني في باريس، - واليوم ؟ - يعرفون أنني بصحة جيدة، وأنا في الحقيقة لا أكتب لهم! و.. يصمت الرجل، ثم يقول: هذه قصة حياتي، أو هامش منها بالتحديد، وأقول: أريد أن أمشي معك رحلة العمر.. أسمع منك وأسجل ما أمكن.. وتبدأ رحلة العودة.. عودة يونس بحري إلى بعيد.. إلى بداية حياته الحافلة بالكثير الكثير من المضحكات والمبكيات من المآسي والأفراح.. ولدت في سوريا، وفي الثانية عشرة من عمري أرسلني والدي إلى استانبول، وتخرجت من هناك ضابطاً بحرياً.. كان أبي لما تخرجت ضابطاً في الجيش العثماني بالموصل برتبة عقيد، وكان قائد قوات الدرك.. التحقت به، ثم اشتغلت معلم رياضة وكشافة وموسيقى بثانوية الموصل ـ أول مدرسة ثانوية أقيمت تحت الحكم العراقي العربي ـ، - لم تركت الجيش؟ لما انتقلنا من الحكم العثماني.. أصبحت جنسيتنا عراقية.. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى كنت أميل إلى الصحافة والتدريس، درست في دار المعلمين ببغداد.. صرت معلماً، وبعد عام واحد تركت التدريس، وأصبحت أراسل الصحف في عام 1921م.. كنت أراسل الأهرام بمصر، وفتى العرب بالشام لصاحبها المعروف الأرناؤوطي، ولسان الحال في بيروت، بالإضافة إلى الكتابة بجريدة العراق في بغداد..، - تكتب ماذا ؟ أخبار العراق وخاصة أن المملكة كانت في بداية تأسيسها، حيث أسست في 22 أغسطس 1921م، ونصب الملك فيصل الأول ملكاً عليها، والأخبار أيامها؟ - الشعب لم يكن راضياً لأن السيد طالب باشا النقيب ـ نقيب أشراف البصرة، كان يطالب بتأسيس جمهورية، ومع أنه قبل الاشتراك في أول حكومة بالعراق، وظل وزيراً للداخلية ستة أشهر إلا أن الإنجليز نفوه إلى روما، وظل منفياً خمسة عشر عاماً... و.. مات هناك. – كنت تكتب ذلك ؟ - نعم، ويمكنك أن ترى ذلك في أعداد الجريدة اليومية " فتى العرب ".. ثم ماذا ؟ - قمت بالسياحة مبتدئاُ الرحلة من بغداد دون أحمل أي مبلغ من النقود، وكانت البداية مع قافلة متجهة إلى طهران، وكنت أراسل الصحف وأكتب مذكراتي يومياً طول الرحلة، وقبل وصول طهران بمسيرة يومين تقريباً حدثت حادثة طريفة.. تريدها ؟ كانت القافلة مكونة من ثمانين جملاً، لكل جمل رجلان، ومعنا عشرون حارساً، وكنت أعمل إماماً لهم حتى أحصل على الطعام.. وفجأة خرجت علينا عصابة، نهبت الجمال وأخذت السلاح، واستولت على كتبي.. ولكنها لم تغتل أحداً.. طلبت من رئيس العصابة ما أملكه، كتبي، قلت له:.. ليس عندي شيء غير كتبي ومذكراتي.. فرفع عصاه وضربني، ثم قال: أنت شاب، استعن بذاكرتك، لا تعتمد على الأوراق والمذكرات، ومن ذلك اليوم صرت أستعين بذاكرتي على حفظ كل ما أشاهده، الحديث لازال للسائح العراقي وكأنه يقرأ من كتاب مفتوح.. .. من إيران ذهبت إلى تركستان وبخارى، وطقشتند، وسمرقند، ثم إلى كابول، ومنها عبر مضيق خيبر إلى مدينة بشاور في الشمال الغربي للهند، ومن الهند إلى بورما، ثم إلى سبام، ومنها إلى الهند الصينية، فيتنام، كمبوديا، ولاوس ـ ومنها إلى الصين، ثم اليابان، والفليبين، فأندونيسيا، فأستراليا، فأمريكا الجنوبية والشمالية، وكندا، ومنها إلى بريطانيا، فالسويد، فالنرويج.. إلى هنا كيف كنت تعيش ؟ - كنت أركب البواخر كطباخ، وأمشي على قدمي أحياناً، وأحياناً أركب سيارة ( أوتوستوب ) أو القطار حسب الظروف والأوضاع المادية.. ثلاث سنوات وعشرة أشهر تماماً، من عام 1921 إلى 1924 استغرقتها المرحلة، ولم أمكث طويلاً في كل بلد، ولم أكن قد تزوجت بعد، في النرويج أصبحت أملك بعض المال.. فقد كنت أكتب في الصحف الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية مع استمرار مراسلتي للصحف المصرية والسورية والعراقية، وكنت آخذ مقابل ما أكتب في الصحف الأجنبية فقط.. – كم ؟ - ما معدله ثمانون جنيهاً في الشهر، وذلك يعادل ثمانمائة اليوم.. زرت أوربا كلها، ثم رجعت عن طريق تركيا بالقطار إلى سوريا، ومنها إلى فلسطين، ومن حيفا ركبت القطار إلى القاهرة، وصلت إليها قبل أسبوع من مقتل السيرلي ستاك باشا ـ حاكم السودان العام ـ، وكانت لي صداقة مع أولاد عنايت باشا الذين اتهموا بمقتله، وحكم عليهم بالإعدام، ولكنهم هربوا واستقروا في براغ وبرلين.. وقد اعتقلت معهم ثلاثة أشهر.. – وهربت معهم أيضاً..، - لا، أطلقوا سراحي.. وقد كانوا معتقلين في سجن أبو زعبل، أما أنا فكنت بالتوقيف في القاهرة.. أطلقوا سراحي بعد هذه الفترة من الاعتقال، وهناك في القاهرة تعرفت على أحمد زكي باشا ـ شيخ العروبة ـ، وإبراهيم الدسوقي أباظة باشا من حزب محمد محمود باشا ـ الحزب الدستوري ـ، وفي ذلك الوقت أسس الحزب مجلة باسم السياسة، وصدر أول عدد منها في سبتمبر 1924، وظللت أكتب في هذه المجلة عن رحلاتي تحت عنوان ( سوانح سائح ) من أول عدد إلى آخر عدد صدر منها سنة 1928م، وكان رئيس تحريرها الدكتور محمد حسين هيكل، وقد عرَّفني بطلعت باشا حرب أسس بنك مصر عام 1928م، وارتبطنا جميعاً بصداقة متينة.. – واستقرت بك الأمور في مصر.. – بقيت في مصر سنة واحدة، وفي عام 1925 قمت برحلة من مصر إلى طرابلس الغرب، تونس، الجزائر، المغرب، ومكثت هناك حتى عام 1927، كنت أعمل خلالها محرراً بمجلة الشهاب للشيخ عبد الحميد بن باديس ـ مؤسس جمهورية العلماء المسلمين في الجزائر ـ في مدينة القسطنطينية، وكان البشير الإبراهيمي، والفضيل الورتلاني نائبين له، وبالمناسبة الشيخ الفضيل الورتلاني هو أستاذ الشيخ أحمد حسن الباقوري و مؤسس جمعية الشبان المسلمين في القاهرة، مع الدكتور عبد الحميد سعيد، وهو الذي علَّم الرئيس جمال عبد الناصر وإخوانه الثورة.. – سنتحدث إذن عن الثورات.. عن الثورات تريد الحديث.. ذلك أمره يطول.. يقول السائح العراقي، ويضيف: أول انقلاب عسكري في العالم العربي كان في بغداد وبالتحديد في 28 أكتوبر1926 بقيادة الجنرال بكر صدقي ـ الذي كان زميلاً لي في المدرسة الحربية باستنابول ـ وكان أستاذنا الفريق عزيز المصري باشا، وهو الذي بثَّ في نفوسنا الثورة، ومن تلاميذه ياسين الهاشمي، ونوري السعيد، وكنت الواسطة بين الملك وقائد الثورة السلمية ! هناك عن الفريق عزيز المصري ـ رحمه الله ـ قصة مشهورة، بل قصص كثيرة كنت طرفاً فيها، سأذكر لك هذه القصة، قبل أن نكمل حديث الانقلاب أو الثورة.. يقفز الرجل في الحديث ويستمر.. في عام 1939م وقبل الحرب العالمية الثانية اتصل بي في برلين بحكم أستاذيته والصداقة التي بيننا، وطلب مني أن أهييء له الخروج من مصر نظراً لمضايقة الإنجليز له، وعرضت الأمر على هتلر، فقال: على الرحب والسعة.
أرسلنا له ضابطين من المخابرات اتصلا بالرئيس أنور السادات ـ رئيس الجمهورية العربية المتحدة حالياً ـ، وكان من الضباط الثائرين في هذا الوقت، واتفق معهم على تجهيز طائرة للفريق المصري، فهيأنا الطيارة بالفعل لتنقله إلى المغرب بانتظاره في طنجة، وحضرت الطيارة فعلاً، ولكن قبل ركوبه بعشر دقائق فقط، اكتشفت المخابرات الإنجليزية الأمر، وألقوا القبض على الفريق عزيز المصري، وكانت الاجتماعات بينه وبين السادات تعقد في ذهبية الراقصة حكمت فهمي.. وفشل المشروع.. حاولنا مرة أخرى أثناء حركة رشيد الكيلاني في العراق عام 1941، أرسلنا للفريق عزيز المصري عدة أشخاص اتصلوا بأنور السادات وأرسلنا عشر طائرات ألمانية إلى العراق مع الدكتور جروبا ـ السفير الألماني في بغداد و السعودية في ذلك الوقت ـ، ولكن حركة رشيد عالي الكيلاني قضى الإنجليز عليها.. ثم شددوا قبضتهم و.. فشل المشروع أيضاً.. نعود إلى أول انقلاب أو ثورة في العالم العربي – ضد من كانت هذه الثورة، - ضد ياسين باشا الهاشمي ـ رئيس الوزراء ـ، ورشيد عالي الكيلاني ـ وزير الداخلية ـ، ونوري السعيد وزير الخارجية.. وكانت الثورة باتفاق مع الملك نفسه، وبعدها أسقط الملك الوزارة، واعتقل بعض الوزراء، ونفي البعض منهم..، وممن نفي، هؤلاء الثلاثة الذين تحدثت عنهم، وقد نفيتهم بيدي!! وكان دوري في الثورة كما ذكرت، هو التوسط بين الملك وقائد الثورة، بالإضافة إلى أنني كنت خطيبها، وفي تلك الأيام كنت أراسل جريدة البلاغ بالقاهرة من بغداد بكل ما يجري في العراق.. – طبيعي أنك عينت في منصب كبير بعدها..! – لقد كنت أيامها مديراً للإذاعة ومستشاراً للملك غازي الأول، وصاحب جريدة عقاب اليومية المسائية السياسية.. و اعتذر للرجل سلفاً، وأقول له: أراك تقفز في ذكرياتك.. لم لا تعود إلى الوراء إلى أيامك في المغرب؟، ويقول: عدت من المغرب إلى باريس أو نفيت على الأصح.. – لماذا؟ - لأني علمت علال الفاسي وزعماء المغرب الثورة، وكان هناك مستشار سلطان المغرب مولاي يوسف بن الحسن ـ والد الملك محمد الخامس، وجد الملك الحالي الملك الحسن ـ هذا المستشار هو البرفسور ماسنيون ـ وكان عضواً بالمجمع العلمي بالقاهرة إلى أن مات ـ، قال لهم: هذا خطر، أبعدوه عن البلاد..
أثناء هذه الفترة كنت قد تعرفت على السلطان، فقال لي بعض أن أعطاني نقوداً: اذهب إلى باريس وانتظرني.. وبعد شهر وصل إلى هناك وعييني بمرسوم إماماً لجامع باريس مدى الحياة، وهذا المسجد افتتح في 14 يونيو 1927.. وفي باريس صرت إماماً للمسجد ـ ولازال حسب المرسوم ! ـ، وأقمت مشروعاً ضخماً للصرف على المسجد.. فتحنا حماماً ومطعماً وسوقاًَ ومخزناً شرقيا، أجرنا هذه المحلات، ومن الأرباح كنا نصرف على المسجد.. وقد أسست في المطعم جوقة موسيقية تعلم فيها محمد عبد الوهاب حيث كان يجيء كم يوم بعد الظهر مع الشاعر أحمد شوقي، والخطيب المصري المفوه توفيق دياب صاحب ـ جريدة الجهاد ـ، والأمير شكيب أرسلان، والمرحوم ريا ض الصلح، فيحضرون الجلسات الموسيقية، وأظنك تعجب حينما تعلم أنني كنت المطرب!! – مطرب بالليل وإمام بالنهار – كان هذا هو الواقع.. وأذكر أن الملك فيصل الأول ـ ملك العراق ـ جاء في زيارة رسمية لباريس، وكان معه كريم ثابت ـ كمترجم، وهو الذي عمل مستشاراً للملك فاروق ـ، فلما دخل إلى جامع باريس رأى خليطاً من النساء، والرجال الفرنسيات والألمانيات.. فتعجب وسأله.. فقال له.. جامع باريس هو محط أنظار كل الناس.. وكنت ساعتها أقف خطيباً على المنبر، ألبس لباساً مغربياً.. ولحية مستعارة، حيث كان اليوم يوم جمعة.. وعاد الملك يستفسر من كريم ثابت ـ من هذا ؟ إن لهجته عراقية.. فقال له.. إنه السائح العراقي يونس بحري.. فرد عليه قائلاًَ: كان لابد أن تذكر لي ذلك من أول الأمر.. لأن جامعاً ضخماً وفخماًَ مثل هذا، يحتاج إلى إمام مثل هذا فعلا..
وبعد الصلاة استدعاني، وقال: ما قصتك؟ - قلت له: يمكن أن تشرفنا بالليل، وسترى ما يسرك.. وقد رأى فعلاً إحدى الحفلات التي حدثتك عنها – ولا ترى التناقض بين المطرب والإمام ؟! وماذا يقول المصلون ؟! – كنت أصلي الجمعة باللباس مغربي ولحية مستعارة، وفي الليل كان شكلاً آخر، فلا يكاد أن يعرفني أحد، ولقد كان الخديوي عباس، والآغا خان، وشاه إيران رضا بهلوي ـ والد الشاه الحالي ـ، وسلطان المغرب، وباي تونس، والسلطان عبد المجيد خان ـ آخر خلفاء بني عثمان الذي مات في باريس عام 1947م ـ كان كل هؤلاء يحضرون إلى المسجد و يشاهدون كل شيء.. – وماذا بعد ؟ - استدعيت إلى العراق بعد زيارة الملك فيصل، فتركت المسجد وذهبت إلى هناك، حيث أرسلني بمهمة إلى أمراء الخليج العربي، مبتدئاً بالكويت.. – أي مهمة؟ - كان قد عمل اتفاقاً ـ في ذلك الوقت ـ مع الملك عبد العزيز آل سعود بعد عداء مستحكم بينهما، وقد حملت رسائل إلى كل أمراء الخليج العربي مبتدئاً بالكويت، وكان يحكم الكويت آنذاك المرحوم الشيخ أحمد الجابر الصباح، فطلب إلي أن أظل بالكويت بعد انتهاء المهمة ـ وأعمل مدرساً بالمباركية، التي كان من أساتذتها، الشيخ حافظ وهبة، و الشيخ يوسف القناعي، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبد العزيز الرشيد، وهناك تعرفت به، وفي السنة التالية أصدر مجلة الكويت وعملت محرراً بها، ثم انتقلنا إلى أندونيسيا بعد عامين، وهناك أصدرنا سوياً مجلة باسم ( الكويت والعراقي )، واستمر إصدراها ست سنوات.. – ست سنوات في أندونيسيا ؟! – نعم، وفي كل عام كنت أذهب إلى الحج.. وفي آخر عام 1923 عدت إلى العراق وأسست جريدة العقاب اليومية، وكنت أمثل العراق في المؤتمرات الدولية، و في عام 1935م أسست إذاعة بغداد التي كانت أو إذاعة عربية، لم تكن إذاعة عربية قبلها مطلقاً!! و.. تمر فترة صمت، ثم يستأنف حديثه بسؤال: يقال أن الثورة تأكل أبناءها.. نعلم ذلك.. ويستمر في الحديث بعد انقلاب 1937 م الذي تحدثت عنه في العراق، حدث ما حدث، فهربت إلى سوريا، فلبنان، فمصر، وهناك قابلت نوري السعيد وكان يسكن في ذهبية ـ عوامة ـ علي فهمي باشا ـ وزير الحربية آنذاك ـ، وقد زوَّج ابنته " عصمت " لصباح نوري السعيد في ذلك العام.. من مصر سافرت إلى طرابلس لحضور احتفلات موسوليني عام 1926 بافتتاح الطريق البري الذي أنشأه بين تونس والسلوم في مصرـ 2000 كيلو متر ـ ولأجل هذا الطريق سماه قاضي قضاة طرابلس ـ حامي الإسلام!! ـ، فانتقدته، فطردتني موسوليني من ليبيا إلى تونس.. – لك ذكريات مع موسوليني بالطبع.. – عرفته أيام كان مدرساً في ميلانو، وقد عرَّفني عليه الأمير شكيب أرسلان عام 1923م، عندما اشترك في جريدة " بوبولو دي تاليا "ـ الشعب الإيطالي ـ، وفي نفس هذه السنة أيضاً تعرفت على هتلر في ميونخ، في مطعم وشرب المبيرة اسمه ( بورجر ابروي كلر ) ـ كهف المشرب الشعبي ـ وكان صباغاً ورساماً، ولم يكن قد بدأ بعد بتنظيم حزب أو أي شيء آخر ـ حيث أنه بدأ بتأسيس الحزب عام 1924م تقريباً..
- حديثنا عن موسوليني – نعم، كنت كلما ذهبت إلى إيطاليا التقي معه.. وقد احتل روما بحزبه عام 1925م في أول انقلاب سلمي في أوربا بدون سلاح بعد الحرب العالمية.. واستولى على السلطة وجعل الملك يملك ولا يحكم، وقد ساعده في ذلك المارشال بادوليا ـ الذي أصبح قائداً للجيش، أعني؛ وزيراً للحربية ـ، وكان الذي يحكم إيطاليا الملك فيكتور عمانويل.. هناك طرفة فيها مغزى كبير.. أحكيها لك.. يقول السائح العراقي.. ولا ينتظر مني رداً: جئت لتهنئته، وخرجنا لنمشي سوياً في حديقة قصر فينيسيا بروما وأثناءها رأينا الملك عما نويل يمشي في نفس الحديقة، فوقفنا وأدينا له التحية، وكان مصاباً بزكام وبيده منديل، وقع المنديل من يده أمامنا، فانكب عليه موسوليني ليلتقطه ويعطيه له.. فقال له الملك.. با دوتشي ـ رجاء يا زعيم ـ أترك لي المنديل لأنه المكان الوحيد الذي استطيع فيه أن أضع أنفي فيه.. والمغزى مفهوم.. يعني أنه سحب من كل السلطات.. – و طردك موسوليني كما قلت فيما بعد.. وأصبحتم أعداء بالطبع.. – لا.. منعني أن أدخل ليبيا، ولكني كنت أقابله في إيطاليا.. – لكنه عرف أنك ضده – قال لي هو بعد ذلك.. أن لك حق الاعتراض لأني القاضي كان أحمق، وقد قتل قاضي القضاة بعد فترة من خلافي معه.. – أظن أنه طردك إلى تونس كما قلت.. – نعم.. ولم أمكث بها فترة طويلة، فقد ذهبت إلى البرازيل بدعوة من قبل النادي الحمصي العربي في سان بولو ـ لازال موجوداً للآن لإلقاء المحاضرات هناك.. وقد مكثت فيها تسعة أشهر إلى أن قتل الجنرال بكر صدقي ـ قائد الانقلاب الذي تحدثت عنه من قبل ـ، وألف الوزارة جميل المدفعي فأرسل لي.. عدت إلى العراق، واستأنفت عملي كمدير للإذاعة.. وعدت لمراسلة جريدة البلاغ في القاهرة، وافتتحت أول اتصال تليفوني مباشر بين القاهرة وبغداد برسالة صحفية لها.. – يمكن أن نتحدث عن هتلر.. – ويقول السائح العراقي يونس بحري: هتلر كان يقيم كل يوم مهرجاناً للشباب الهتلري في مدينة نورمبورج ودعا 1928 ـ 75ـ شاباً عراقياً من شباب [ الصحوة ] الذي أسسته في بغداد لحضور المهرجان.. وسألني.. ما الذي يعجب الملك غازي ؟ قلت يعجبه جهاز إذاعة كامل بقوة ( 150) كيلو وات ـ ثلاثة أضعاف الإذاعة العراقية ـ، فقدم لنا الجهاز كما طلبته فعلاً.. ونقل على باخرة خاصة إلى البصرة، ومنها إلى بغداد، ثم نصبنا الإذاعة في القصر الملكي ـ قصر الزهور ـ وأطلقنا عليها إذاعة قصر الزهور، وأغلقنا إذاعة بغداد الرسمية، بعد أن اكتفينا بالإذاعة الجديدة.. وأصبحت أذيع فيها وأنا والملك فقط، كنت أكتب والملك يذيع، ولم يكن معنا غير ثلاثة من المهندسين فقط..
ولما قتل الملك غازي ليلة 4أبريل 1939م، كنت بعد ساعة من مقتله في السفارة الألمانية، وكانت عندهم طائرة بالمطار، فسفرني عليها السفير الألماني الدكتور فرنز جروبا ـ لازال حيا للآن ـ إلى برلين.. – ولماذا ذهبت إلى السفارة الألمانية.. ؟ - توقعت من بعد مقتل الملك أن أقتل أيضاً لأنني المحرر في الإذاعة.. وكانت الإذاعة تهاجم سياسة نوري السعيد ومن يدور في فلكه.. – ومن قتل الملك ؟ - عبد الإله ونوري السعيد.. أذعت ذلك آلاف المرات من إذاعة برلين التي أسستها يوم 7 أبريل 1939، أي بعد ثلاثة أيام فقط من الهرب.. وكنت اسمي نوري السعيد ـ النوري الشقي ـ وكنت اسمي جميل المدفعي ـ قبيح المدفعي ـ واسمي عبد الإله ـ الصبي المأفون ـ واسمي الملك عبد الله ـ الحاخام عبد الله المقيم مؤقتاً في شرق الأردن ـ وبالمناسبة، صالحني معه الأستاذ محمد التابعي عام 1946م، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بعام واحد.. ونشر موضوع الصلح في آخر ساعة، وكيف أسست الإذاعة في برلين.. ؟ - هلتر قابلني بعد فراري من العراق لأنه صديقي، وهو الذي أمر بتأسيس إذاعة خاصة بموجة قصيرة طويلة 300 ك وات ـ أقوى إذاعة في العالم في ذلك الوقت ـ..، - وخصصت الإذاعة لمهاجمة المسئولين في العراق – لا، كنت أهاجم كل المسئولين في الدول العربية التي تسير في ركب الاستعمار من الخليج إلى المحيط، حتى أنني كنت إذاعة أم درمان التي كان يذيع منها الدكتور عبيد عبد الله جرادة أم درمان التي تنقنق.. ألا يكفي هذا اليوم.. ؟ يقول السائح العراقي: وأقول أن هذه الجلسة الثانية لنا ولم ينته حديثنا بعد.. ليكن لك ما تريد.. وفي الجلسة الثالثة.. يستمر الحديث.. – مكثت في برلين طويلاً بالطبع – نعم من 5 أبريل 1939م إلى 28 أبريل 1945م، أي بعد تسليم ليبيا وانتحار هتلر بيوم واحد.. وقد كان الناس يحيونه بكلمة: " هايل هلتر " ـ وهايل بمعنى حي ـ فقلبت الأمر في الإذاعة بدل أن أقول " إذاعة برلين العربية..." كانت أقول " هنا برلين حي العرب.. بلاد العرب للعرب – كانت إذاعة مشهورة – مشهورة! سل عنها أي إنسان في الشرق أو الغرب.. حينما قامت الحرب العالمية الثانية في الشهر العاشر من عام 1939.. أي بعد وصولي لألمانيا بستة أشهر، صارت الإذاعة مشهورة في العالم كله.. وكان مراسلنا في القاهرة السيد يحيي البدراوي.. ابتدأنا بساعة واحدة في اليوم.. وبعد عام واحد، أصبحنا نذيع 18 ساعة في اليوم باللغة العربية، وعندنا 320 موظفاً وفي تلك الأيام، عام 1940أيضاً.. وجهنا إذاعات منها باللغة التركية والفارسية والهندية، لكل إذاعة موجهة ساعتان يومياً.. ومعنى ذلك أن الإذاعة كانت تعمل ليل نهار يومياً، وباستمرار وكان معنا بها الدكتور عبد الحليم النجار ـ من علماء الأزهر ـ والدكتور ناصر بالفجالة في القاهرة، والدكتور مصطفى الوكيل ـ الذي كان نائباً لحزب مصر الفتاة ـ الذي كان يرأسه أحمد حسين، و الدكتور عبد المسيح جيد ـ الذي أصبح رئيساً لأطباء الجامعة العربية ـ، والدكتور كمال الدين جلال ـ رئيس جمعية الصداقة المصرية الألمانية حالياً ـ، وكنا نعتمد اعتماداً كبيراً على مراسلنا في القاهرة يحيي بدراوي.. وكل خطبة لهتلر أيام انتصاراته كنت أترجمها على الفور إلى اللغة العربية وأنا واقف بجواره، وتنقل على الهواء مباشرة إلى المستمعين في العالم كله.. في تلك الأيام أيام الحرب قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني.. – نعم.. في 2مايو 1941م قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد نوري السعيد وعبد الإله، وبعد هربهما، نصب وصياً على العرش الشريف شرف، والد عبد الحميد شرف ـ الذي صار فيما بعد وزيراً للإعلام في الأردن.. وقد عاشت 26 يوماً، فقد قضى عليها جاوب باشا أبو حنيك ـ قائد الجيش الأردني ـ.. وهرب رشيد عالي الكيلاني والمفتي الحاج أمين الحسيني ـ مفتي فلسطين الأكبر، الذي كان مفتاحاً للثورة هناك ـ وهرب معهما قواد الجيش الأربعة الذين يطلق عليهم اسم ( المربع الذهبي).. وهم العقيد صلاح الدين الصباغ، والعقيد سعيد فهمي، والعقيد محمود سلمان، والعقيد كامل شديد.. كلهم هربوا جميعاً إلى إيران.. فاستقبلهم الشاه رضا بهلوي، وكان صديقاً حميماً لهتلر ولألمانيا.. ولما دخل الإنجليز العراق في 28 مايو 1941م احتلوا البصرة، واحتلوا إيران كلها، فقام السفير الألماني في طهران بنقل كل العراقيين إلى ألمانيا في طائرة خاصة.. ولكن العقداء الأربعة لم يستطع الإفلات منهم إلا صلاح الدين الصباغ الذي هرب إلى تركيا، وقد شنق عبد الإله العقداء الثلاثة، وأخذ الإنجليز شاه إيران لمساندته للثوار ضد بريطانيا ونفوه إلى روديسيا، وأعلنوا ابنه محمد رضا بهلوي امبراطوراً على إيران، ومات الشاه بمنفاه عام 1944، - وقابلت بعضهم في برلين.. – قابلناهم واستقبلهم هتلر بواسطتي.. وعمل معظمهم معي في الإذاعة، وقد جمع المفتي أمين الحسيني 80 ألف جندي من مسلمي يوغوسلافيا للحرب مع الجيش.. وتيتو يعتبرني أنا والحاج أمين الحسيني من مجرمي الحرب، لأننا شجعنا المسلمين على القتال مع ألمانيا.. – وهزم هتلر.. – انتهى كل شيء في أبريل 1945م.. احتل الروس برلين فهربت إلى فرنسا أنا ومنير الريس ـ صاحب جريدة بردي في الشام ـ، وكان نائباً لقائد الجيش العربي الذي كان يقوده فوزي القاوقجي في ألمانيا بجوار هتلر.. وقد ظل القاوقجي في برلين مختفياًَ.. ذهبت إلى ديجول ـ الذي كان رئيساً للحكومة الفرنسية المؤقتة ـ.. – كيف ؟ ألمانيا اكتسحت فرنسا في أيام، بل في ساعات كما يقال.. والمفروض أن ديجول ضد ألمانيا ومن فيها.. – لقد كان صديقاً لي ولذلك استقبلنا، وطلبت منه قبول كل العرب الذين في ألمانيا فقبل، وحضروا جميعاً وكانوا من مختلف الجنسيات.. وهو الذي سفر المفتي إلى القاهرة عام 1946م بجواز سفر معروف الدواليبي ـ الذي صار رئيساً للوزراء في سوريا ـ، وهرب رشيد عالي الكيلاني إلى السعودية عن طريق لبنان وسوريا وأبقاني معه.. وفي عام 1946م سمح لي بإصدار جريدة العرب في باريس.. في نفس العام.. جاء الأستاذ محمد التابعيّ إلى باريس ونزل في " أوتيل كريون " أشهر أوتيل في العالم، وهناك قال لي..
كنت في عمان منذ أسبوع، وكنا نتحدث عنك.. ولما سمع الملك عبد الله أن المفتي التجأ إلى مصر، ورشيد عالي الكيلاني التجأ إلى السعودية، وعرف أنني مسافر إلى باريس، قال لي.. أطلب من يونس بحري يجيء وأنا أحميه وكان محكوماً عليّ بالإعدام.. قلت له: كيف الطريق ؟ قال:.. بالمصادفة هناك مناسبة هامة.. أبرق إليه مهنئاً بأول عيد لإعلان الملكية في الأردن. أرسلنا البرقية وجاء الرد إليّ بواسطة الأستاذ التابعي، وكان بها:" تلقينا برقيتكم، والتهنئة هي التوبة وعفا الله عما سلف، الأردن بلدكم، ومتى شئتم حضرتم، أنبئونا عن حاجتكم".. إمضاء ـ عبد الله ـ.
أنبأته بحاجتي إلى نقود وجواز سفر، فأمر سفيره في لندن وكان اسمه الشريف عبد المجيد حيدر ـ ولم تكن هناك سفارة للأردن في باريس ولا علاقات معها ـ أمره بالتنفيذ، فجاء السفير بعد يومين يحمل جواز سفر وتذكرة طائرة وألف جنيه استرليني..- .. وعدت إلى الأردن – على الفور وقبل مقابلة الملك، قابلت الشريف حسين بن ناصر ـ عم الملكة زين، وزوج ابنة الملك عبد الله ـ.. فأدخلني عليه، ومد الملك يده لي فقبلتها، ثم قلبها فقبلتها مرة أخرى.. ثم أجلسني على يمينه والمجلس مليء بالناس، وقال لي: " يا ابني يا يونس.. مثلما أبرقت لك.. عفا الله عما مضى.. لكن شيئاً واحداً في صدري يؤلمني سماعه "، قلت: وما هو ؟ .. قال..: " لماذا كنت تقول المقيم مؤقتاً في شرق الأردن " كان الشريف ناصر يجلس بجوار الملك .. فهمس إلي ـ أكلتها يا ملعون ـ.. ولكني أجبت الملك قائلاً.. ولازلت أصر على ذلك.. فتغير وجهه وسحب خنجره غاضباً، وهب العبيد والحراس.. لكنني أسرعت بالقول.. تمهل يا مولاي. لأنك ستنتقل من عمان إلى دمشق.. وكان أمله تحقيق مشروع الهلال الخصيب.. وهنا .. ابتسم الملك، وقال: تعال يا ولدي أضمك إلى صدري، ثم قال: يا صبري ـ صبري باشا الطباع ممول الملك ـ أعطه ألف دينار.. في اليوم التالي مباشرة جاء عبد الإله يطلبني ويسأل عمه الملك عبد الله.. كيف تعفو عن هذا المجرم.. ؟ قال له: هذا ليس مجرماً.. كانت ضرورات حرب.. والآن صار مكسباً لنا.. هذا سيف إن أغمدناه فهو لنا، وإن جردناه فهو على أعدائنا.. نحن عرب والعرب يعفون عند المقدرة.. وهذا الرجل كان في باريس ويدنا لا تصله.. علينا الآن أن نتناسى ما مضى.. ثم صالحني الملك عبد الله مع عبد الإله، وقبلنا بعضنا وانتهى الأمر - .. ومكثت بالأردن .. – لا.. بعد المصالحة.. عدت إلى باريس واستأنفت إصدار جريدة العرب، وأشرفت على القسم العربي في إذاعة باريس، وبالمناسبة تشرف على هذا القسم الآن السيدة هناء إسماعيل والدة ثلاثة من أولادي في العراق، هم الدكاترة: نوري، ومسعد، ومنى، وقد مكثت في في باريس حتى عام 1968.. وفي تلك الفترة عملت مستشاراً للملك عبد الله و سلطان المغرب محمد الخامس، والملك إدريس السنوسي، حتى قتل الأول، ومات الثاني، وتنازل الثالث عن العرش، وكنت أتضاضى 250 ديناراً من الأردن، و 200 من المغرب، و 400 دينار من ليبيا، وفي 1968م قمت برحلة إلى الكويت ونزلت ضيفاً على الشيخ جابر العلي، وأخيراً استقرت الحياة بي في أبو ظبي بعد أن أمر الشيخ زايد بن سلطان ـ حاكم البلاد ـ بذلك.. والآن أنا المسئول عن النشرة في الإذاعة، وعن جريدة أبو ظبي نيوز التي تصدرت وزارة الأعلام.. وعن الأخبار بالتليفزيون.. هذه رحلتي من البداية إلى النهاية.. طريفة في نظرك ؟ أظن أنك أخذت مني ما لم يأخذه أحد من قبل.. يقول السائح العراقي: ليكن لك أيضاً ما تريد.. وأعدك أنني لن أثقل عليك في الجلسة الرابعة.. وأجيب على الفور وهو يستعد للقيام بعد ساعات استغرقتها الجلسة الثالثة معه.. وفي الجلسة الرابعة وصلنا ما انقطع الحديث.. قلت له: لازال هناك الكثير.. ومع كل فلن آخذ منك الكثير من الوقت.. سنتحدث عن حكاية الحكم بإعدامك.. ويستقر الرجل ويقول: لقد حكم عليّ خمس مرات بالإعدام.. ستقول لي.. أخبرني عنها.. أعلم ذلك.. – أول مرة لخدمتي للملك عبد العزيز آل سعود أنا والشيخ عبد العزيز الرشيد كدعاة للحج في أندونيسيا، فاعتبرها الملك فيصل خروجاً عن الولاء له، وحكم عليّ بالإعدام.. خاصة بعد أن كنت أذيع ضده عام 1930.. – الثانية عندما أراد العراق أن يدخل عصبة الأمم عام 1932م، أبرقت عليها طالباً عدم قبول العراق وعلى رأسه الملك فيصل، فصارت فضيحة دولية، ولأجل ذلك حكموا عليّ بالإعدام مرة أخرى.. – ثالث مرة.. لما هربت من ثورة الجنرال بكر صدقي بعد أن انحرف بالثورة وجعلها تأخذ الطابع المخالف للعروبة والإسلام، هاجمته بكتاب اسمه " العراق اليوم " فحكم علي بالإعدام عام 1936م.. – رابع مرة، حكم عليّ بالإعدام من قبل عبد الإله عام 1939م، لمهاجمتي له من إذاعة برلين في 7 برلين 1939.. – خامس مرة في مايو 1941م، لأنني أثرت ثورة رشيد عالي الكيلاني وغذيتها بالمال والجنود والدعاية.
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................................
الحسيني خليفة المسلمين. قلت له: الأمر الأول يمكن تحقيقه، أمَّا الثاني فلا يمكن حيث أنه لابد من أخذ تنازل من السلطان عبد المجيد، فقال لي: اتصل به.
زرته في مدينة نيس وكان ضيفاً على الحكومة الفرنسية عام 1942م، وعرضت عليه الأمر، فقال: أنا رجل كبير في السن، ومستعد للتنازل بكلمات.. لقاء مليون جنيه.. قلت أكتب لي بالموافقة، ونحن ندفع، وفعلاً كتب ما طلبناه منه، وكان معي شاهدان، وسلمناه مليون جنيه إنجليزي مزيفة لا يكاد يعرفه إلا الخبراء.. وعرضت التنازل على هتلر.. وفي ذلك الوقت حدث خلاف بينه وبين المفتي، فأمرني هتلر بإخفاء التنازل..
- وأين التنازل الآن.. ؟ - عندي، تركته في بيتي الذي أملكه بالمنطقة الشرقية في برلين.. تركته لما هربت مع أشياء أخرى لا داعي لذكرها.. وهذا المنزل، استضفت فيه الأستاذ فكري أباظة لمدة ثلاثة أيام.. – نعود إلى من صادقتهم.. – نعم.. موسوليني، وهتلر، وديجول، والمارشال بيتان، والمارشال باوليو الإيطالي، وامبراطور الحبشة، وملك نيبال، وملك تايلاند، وسلاطين الملايو ومنهم الأمير تنكو عبد الرحمن، وملك برونيو السلطان محمد أمين القادري. (.........) سلاطين زنجبار.. حرب ابن برغش والسلطان الأخير الذي في المنفى بلندن حالياً.. حرب ابن تيمور.. وكان سعيد بن تيمور والد السلطان قابوس زميلاً لي في بغداد في دار المعلمين التي تعلمت فيها أيضاً.. وماذا أيضاً.. وماذا بعد.. يقول السائح العراقي: - لا شيء.. فقط عمن أعجبت بهم من كل هؤلاء.. – هتلر، ومحمد الخامس، وديجول، - لماذا ؟ - هتلر لأنه كان رفيق نضال.. ومحمد الخامس لإيمانه بقضية وطنه.. وديجول لأنه عمل من فرنسا الصعلوكة جمهورية لها وزنها الكبير في الميدان الدولي.. ولم يخدم نابليون فرنسا مثلما خدمها ديجول..
- وبالمناسبة.. بعد العمر الطويل في فرنسا.. لماذا تركتها ؟ - تريد الحقيقة .. لم أتركها.. وإنما أمر الرئيس جورج بومبيدو ـ الذي خلف ديجول ـ بإخراجي، بمجرد سقوط ديجول.. كان تفكيره الأول في ذلك.. أخرجوني بالبيجاما من بيتي.. وحجزوا على مكتبي وبيتي وكل ما أملك.. وأرسلوني بدون زواج سفر إلى بغداد.. – وكيف.. ولماذا .. ؟ - آه، لأنني كتبت أيام ديجول في جريدتي ـ العرب ـ الأسبوعية التي كانت تصدر باللغتين العربية والفرنسية.. كتبت مقالاً قلت فيه.. عيب على الحكومة الفرنسية أن يكون رئيسها هو المدير العام لينك روتشيلد مدى الحياة.. وأشياء أخرى لم ينسها الرجل.. وأصبح هو رئيس الجمهورية الفرنسية.. ففعل ما فعل. وبالمناسبة، اشتغل في جريدتي التي أشرت إليها الكثير من العرب، أذكر منهم إبراهيم البعثي لمدة عامين، وسعد زغلول مراسل المصور.. و.. يقفز الرجل من مكانه ويقول: يكفيك هذا.. ليس هناك من تحدثت معه بهذا الشكل.. و.. أترك الرجل يمضي ولم أكمل معه الحديث.. فهناك ثغرات كثيرة في حاجة إلى ملء فراغها، وهناك تساؤلات أكثر واستفسارات لم أطرحها بعد.. تركته يمضي وذهني يحمل العدد من الأسئلة عن هذا الرجل.
هل هو أسطورة.. هل هو وطني.. هل هو عميل.. هل هو خائن.. أم ماذا ؟
كثيرون يحمل كل واحد منهم وصفاً له.. وأنا واحد منهم.. فما رأيك أنت.. ؟
.................................................. .................................................. .................... عبد الله المليجيّ

محب يونس بحري
07-01-2011, 08:18
وهذه هي صور اللقاء ـ مع تعديل وحذف لصور النساء ـ:

http://www.almaktabah.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 700x975.http://www.m5zn.com/uploads/2010/10/15/photo/101510081029z14jkq02nf1b.jpg (http://games.m5zn.com/cooking_games.html)

http://www.almaktabah.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 700x952.http://www.m5zn.com/uploads/2010/10/15/photo/10151008102954me2421po7enz.jpg (http://games.m5zn.com/cooking_games.html)

http://www.almaktabah.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 700x963.http://www.m5zn.com/uploads/2010/10/15/photo/1015100810299fu23vn7hmgenkuynm.jpg (http://games.m5zn.com/cooking_games.html)

http://www.almaktabah.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 700x972.http://www.9ower.com/uploads/9ower.com-97f912883480421.jpg
http://www.almaktabah.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 700x962.http://www.m5zn.com/uploads/2010/10/15/photo/10151008102955frarpz.jpg (http://games.m5zn.com/cooking_games.html)

http://www.almaktabah.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 700x909.http://www.m5zn.com/uploads/2010/10/15/photo/101510081029p9y9cox2ulh.jpg (http://games.m5zn.com/cooking_games.html)

http://www.almaktabah.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 700x912.http://www.m5zn.com/uploads/2010/10/15/photo/101510081029muk121q8.jpg (http://games.m5zn.com/cooking_games.html)

http://www.almaktabah.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 700x964.http://www.m5zn.com/uploads/2010/10/15/photo/101510081029nsdmeogi0wch5b4wk9ri.jpg (http://games.m5zn.com/cooking_games.html)
http://www.almaktabah.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 700x912.http://www.9ower.com/uploads/9ower.com-4e6c12883481091.jpg

ابوسائد
07-01-2011, 10:25
بسم الله الرحمن الرحيم
الآخ محب يونس بحري للأسف لم استطيع معرفة اسم المجلة انماهي مجلة كويتية
وسنة صدور العدد 1972