المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سراقة يرتدي جواهر كسرى


سلامه العايد
16-07-2010, 11:17
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان هناك أحد الأشخاص الذي يدعى سراقة بن مالك بن جعشم

المدلجي الكناني، أحد بني مدلج بن مرة بن تميم بن عبد مناة بن كنانة، كان يقيم في موقع يدعى قديد وهو أحد الأماكن القريبة من مكة، وكان ماهراً في اقتفاء الأثر وتتبعه، عمدت إليه قريش وذلك من اجل تتبع أثر الرسول "صلى الله عليه وسلم" وذلك حينما خرج هو وصاحبه أبو بكر الصديق " رضي الله عنه" مهاجرين من مكة إلى المدينة.

وقد قامت قريش بجعل مائة ناقة لمن يرد إليها كل من الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، فسعى سراقة في سبيل الفوز بالمائة ناقة، وأثناء ملاحقته لأثاراهما ظل يتعثر أكثر من مرة ويسقط من على فرسه، إلى أن اقترب منهما، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " اللهم أكفناه بما شئت" فساخت فرسه إلى بطنها في ارض صلدة فوثب عنها وطلب من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يعفوا عنه، وبالفعل عفا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وبشره بأنه سيلبس سواري كسرى وتاجه.

رجع سراقة بعد ذلك لمكة، وحين لامه أبي جهل على رجوعه دون إحراز شيء قال له سراقة:


أبـا حـكم والله لـو كنت شاهداً
لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه

عـلمت ولـم تشكك بأن محمداً
رسـول برهان فمن ذا يقاومه

عـليك بـكف الـقوم عنه فإنني
أرى أمره يوماً ستبدو معالمه

بـأمر يـود الناس فيه بأسرهم
بأن جميع الناس طرا يسالمه


أعلن بعد ذك سراقة إسلامه يوم الفتح، وحضر فتح بلاد فارس فأرسل إليه الخليفة عمر بن الخطاب " رضي الله عنه" وألبسه جواهر كسرى، فلما رآها عمر في يدي سراقة قال له قل: "الحمد لله الذي سلب هذا كسرى الملك الذي كان يزعم أنه رب الناس وكساها أعرابيا من بني مدلج"، ففعل سراقة.


وبذلك تحققت بشرى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لسراقة، الذي توفى عام أربع وعشرين للهجرة.