المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفسير الجدلي للإرهاب


محمد الفايز
04-09-2010, 09:41
الإرهاب كلمة في اللغة العربية اشتقت من الرهبة والتخويف، وكلمة "Terror" في الإنجليزية تعني الخوف وقد اشتق منها مصطلح Terrorism.

وقد اختلف في المعنى السياسي لكلمة إرهاب العربية إلى قسمين :
1-عرفه البعض بأنه أي عمل عدواني يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين ويهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو عن طريق إرهاب المدنيين بشتّى الوسائل العنيفة. ويتخذ الإرهاب أماكن متعددة بين العدو إلا ساحة المعركة التي يشرّع بها استخدام العنف. فنجد الإرهاب يستهدف الطائرات المدنية وما تتعرض له من اختطاف، والمدينة المكتظة بالسكان وما ينالها من تفجيرات واغتيالات. ويُعرف كل من يضلع في بث الخوف والرهبة في قلوب الآمنين بالإرهابي أو الإرهابية.
أما في الإسلام فالعبارة تحمل بعض اللبس في تفسيرها حيث يعتبر نوع من إعداد القوة والسلاح لإثارة الرعب في نفوس الاعداءوتخويفهم لمنعهم من الاعتداء على المسلمين إي انه نوع من العمليات الاحترازية العسكرية حيث ورد في الآية القرآنية:
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾«‌8‏:60»

كما هو واضح من هذه الآية فإن المقصود من الإرهاب هنا هو استهداف العدو في الحرب وليس المدنيين.

عالمياً وبسبب التعقيدات السياسية والدينية فقد أصبح مفهوم هذه العبارة غامضاً أحياناً ومختلف عليه في أحيان أخرى. الجدير بالذكر أن الإسلام في الوقت الراهن قد نال النصيب الأكبر من هذه العبارة لأسباب سياسية تحكمها القوى الكبرى وأسباب دينية نشأت من اختلاف المذاهب .
تاريخ
يقول الكاتب المحلل السياسي اللبناني قاسم محمد عثمان إن تاريخ العمل الإرهابي يعود إلى ثقافة الإنسان بحب السيطرة وزجر الناس وتخويفهم بغية الحصول على مبتغاه بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة وقد وضع الكاتب نفسه تفسير لمعنى كلمة الإرهاب ووصفه انه العنف المتعمد الذي تقوم به جماعات غير حكومية أو عملاء سريون بدافع سياسي ضد أهداف غير مقاتلة ويهدف عادة للتأثير على الجمهور.

العمل الإرهابي عمل قديم يعود بنا بالتاريخ مئات السنين ولم يستحدث قريباً في تاريخنا المعاصر. ففي القرن الأول وكما ورد في العهد القديم، همت جماعة من المتعصبين على ترويع اليهود من الأغنياء الذين تعاونوا مع المحتل الروماني للمناطق الواقعة على شرق البحر المتوسط. وفي القرن الحادي عشر، لم يجزع الحشاشون من بث الرعب بين الآمنين عن طريق القتل، وعلى مدى قرنين، قاوم الحشاشون الجهود المبذولة من الدولة لقمعهم وتحييد إرهابهم وبرعوا في تحقيق أهدافهم السياسية عن طريق الإرهاب.

ولاننسي حقبة الثورة الفرنسية الممتدة بين الأعوام 1789 إلى 1799 والتي يصفها المؤرخون بـ"فترة الرعب"، فقد كان الهرج والمرج ديدن تلك الفترة إلى درجة وصف إرهاب تلك الفترة "بالإرهاب الممول من قبل الدولة". فلم يطل الهلع والرعب جموع الشعب الفرنسي فحسب، بل طال الرعب الشريحة الارستقراطية الأوروبية عموماً.

ويرى البعض إن من أحد الأسباب التي تجعل شخص ما إرهابياً أو مجموعة ما إرهابية هو عدم استطاعة هذا الشخص أو هذه المجموعة من إحداث تغيير بوسائل مشروعة، كانت اقتصادية أو عن طريق الاحتجاج أو الاعتراض أو المطالبة والمناشدة بإحلال تغيير. ويرى البعض أن بتوفير الأذن الصاغية لما يطلبه الناس (سواء أغلبية أو أقلية) من شأنه أن ينزع الفتيل من حدوث أو تفاقم الأعمال الإرهابية.

في الإسلام
إن الخلط في مفهوم الإرهاب يرجع إلى ترجمة لغوية ليست غير دقيقة فحسب بل غير صحيحة مطلقا لكلمة Terror الإنجليزية ذات الأصل اللاتيني. المعبّر عنه اليوم بالإرهاب هو استهداف المدنيين، وإذا كان في شرائع الدول المتقدمة اليوم أنهم لا يتجنبون قتل مدنيين إذا شملهم هدف عسكري عذرهم أن هدفهم كان عسكريا وليس مدنيا فإن فقهاء الإسلام أجمعوا على عدم جواز قتل مدني، أما استهداف المدنيين خاصة وهو ما تعنيه الكلمة Terror فإنه لا خلاف على تحريمه وأجمعوا أنه لا يجوز قتل شيخ فان من العدو، ولا امرأة، ولا راهب ولا مقعد، ولا أعمى، ولا معتوه إذا كان لا يقاتل ولا يدل على عورات المسلمين، ولا يدل الكفار على ما يحتاجون إليه للحرب بينهم وبين المسلمين

الأعمال الإرهابية
قبل القرن الحادي عشر، أبرز عمليتين إرهابيتين هما عملية سرية قامت بها طائفة من اليهود ضد الرومان وتضمنت اغتيال المتعاونين معهم، وعملية اغتيال علي بن أبي طالب على يد الخوارج.
حادث نشر غاز السارين في نفق قطارات في اليابان.
حادثة تفجير طائرة ألبان آم فوق سماء لوكريي الاسكتلندية.
تفجير فندق الملك داوود بواسطة عصابات صهيونية مستهدفة المندوب السامي البريطاني في فلسطين.
مذابح ضد المدنيين دير ياسين وقانا بواسطة العصابات الصهيونية هاجاناه.
تفجيرات الرياض عام 1995 والخبر كانت بعض العمليات الإرهابية في السعودية واستهدفت في الغالب الوجود الغربي.
تفجيرات سفارات الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام كان عمليات لاحقة في أفريقيا، تورط تنظيم القاعدة فيها.
11 سبتمبر 2001 والتي خلّفت نحو ثلاثة آلاف قتيل من جميع دول العالم، وتكبّد العالم بأسره خسائر تقدّر بمليارات الدولارات.
استهداف المدنيين الإسرائيليين على أيدي البعض، والذين يعتبرون هذه العمليات ضد المدنيين إنما هي رد على العمليات الإسرائيلية القمعية ضد مدنيي فلسطين كمذابح قانا ودير ياسين، وكذلك عمليات التهجير والاستيطان.
عمليات الإرهاب في جنوب شرق آسيا من قبل جماعات كـأبو سياف، لها في الغالب علاقات مع جماعة القاعدة.
عمليات الإرهاب في روسيا وتتهم روسيا التنظيمات الشيشانية بالضلوع فيها بينما ينفي الشيشان.
العمليات الإرهابية التي استهدفت مبنى الأمم المتحدة وضريح الإمام علي والزوار الشيعة وغيرها التي حدثت في العراق بعد عام 2003.
السعودية تعرضت لهجمات إرهابية منذ 2003 من قبل خلايا إرهابية في السعودية من القاعدة
تعرضت اسبانيا ثم المملكة المتحدة لعمليات إرهابية استهدفت وسائل النقل العامة، حيث تعتبر هدف سهل للإرهابيين.
من هو الإرهابي....
إذا كان جيل دولوز قد حدد وظيفة الفلسفة في نحت وبناء المفاهيم، فإن مفهوم الإرهاب اليوم بات من أكثر المفاهيم تطلبا إلى التمحيص الفلسفي والمساءلة النقدية، ذلك أن الدعوات التي أخذت تتعالى بضرورة إشاعة وإنعاش الفكر النقدي لدى الأوساط الجماهيرية العريضة، بغية تقويض أشكال التفكير المتطرفة والمولدة لجملة الأفعال المصنفة إرهابية، لم تشمل دعواتها هذه إعمال المساءلة النقدية لمفهوم الإرهاب نفسه، بل انطلقت منه كمسلمة مسكوت عن ماهيتها الحقيقية. ولعل أنجع ما يمكن أن نستهل به مساءلتنا النقدية لهذا المفهوم خاصة بالشكل الذي باتت تلوكه به وسائل الإعلام هو أن الأمور تعرف بخواتمها. فلنتساءل من استفاد أكثر من أحداث 11 سبتمبر بنيويورك؟ ومن استفاد أكثر من أحداث 16 ماي المغربية ؟ ومن المستفيد من الأحداث الدموية المتتالية بالعراق اليوم

الإرهاب وتطويق المقاومة السياسية
إن جملة هذه الأحداث قد خلقت ما يمكن أن نصطلح عليه بحالة الاستثناء وما تستتبعه من سياسات وقوانين الطوارئ على مستوى المنتظم الدولي بأسره، وهو ما مكن الطغمة النافذة سياسيا واقتصاديا وعسكريا في الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف حلفائها في شتى بقاع العالم المتقدم وأذنابها في المجتمعات الخائبة من تحقيق وربح مزيد من الأهداف :
إحكام السيطرة على العالم عبر دول أو بلدان ذات مواقع استراتيجية (العراق وأفغانستان...)
منح الأنظمة التابعة مشروعية جديدة – حفظ الأمن – خاصة وأنها باتت مهددة بمواجهة غليان شعبي تؤججه السياسات المملاة من طرف الصندوق والبنك الدوليين (تحرير الأسواق وخصخصة الأملاك العامة والتنصل من مهام الرعاية الاجتماعية...) وتجدر الإشارة هنا إلى نبوءة المهدي المنجزة بخصوص اندلاع انتفاضات شعبية عارمة.
إشاعة النمط الاستهلاكي الأمريكي عبر تنفير الجماهير من الأنماط الثقافية التي تظهر تميزا عنه خاصة النمط الأصولي وما يظهره من معاداة لهذا النمط سواء على مستوى الزى أو المأكولات المصنعة وغيرها...
إحداث نوع من الاستجابة العكسية لدى شعوب البلدان العربية المستهدفة ثرواتها أولا بجعلها تعلق أملها في الخلاص على أفراد وجماعات على الأرجح متحكم فيها إن لم يكن تأثيرها سلبيا من أساسه.
الإبقاء على رواسب الأيديولوجيات المتمسحة بالدين والمكرسة لوهمية الخلاص كعائق أمام التغيير جنبا إلى جنب مع القيم الاستهلاكية الأمريكية وما تشيعه.
من دخول في دوامة اقتناء أشياء فاقدة لأي قيمة استعماليه حقيقية مقارنة بقيمتها الاستبدالية.

التفسير الجدلي للإرهاب

لا شك أن هذه الأهداف التي سطرناها هاهنا تثير أكثر من سؤال، ولعل أهمها يتلخص في الإيحاء بوجود مؤامرة عالمية هدفها الأوحد السطو على حقوق الشرائح العريضة في العيش في ظل الديمقراطية والسلم الاجتماعي والمساواة، فالمسألة أبعد بكثير من أن تقلص في مجرد مؤامرة تحولها أطراف معدودة، بل يمكن القول بأنها متغلغلة ومتأصلة في ثنايا الكثير من سلوكياتنا العادية والبسيطة أحيانا إذ لكل منا إسهاماته في صنع الأحداث مهما كانت ضعيفة. ولعل ما سيقربنا أكثر من جوهر المسألة هو ما أورده غاي ديبور Guy Debord في كتابه:"تعليقات حول مجتمع المشهد" du spectacle commentaires sur la société: " هذه الديمقراطية وصلت من الاكتمال بحيث أخذت تصنع بنفسها عدوها اللذوذ : الإرهاب، وتريد بالأحرى أن يتم تقييمها بوساطة أعدائها قبل محصلة إنجازاتها." ويضيف : " البعض لا يرى في الإرهاب شيئا أكثر من تلاعب قذر تمارسه الأجهزة السرية والبعض الآخر يرى أنه لا ينبغي
.................................................. .......................

الي القاء بموضوع اخر وتقبلو تحياتي واشواقي للجميع ...

ذعلوق
04-09-2010, 10:17
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ابن العم ّّّ
اسعد الله مسائك بكل خيرّ
اشكرك على على مانقلت لنا
ولكن لي مداخله ارجو ان تتقبلها مني بصدر رحب ّ
نظر لان ما كتبت موضوع طويل ويحتاج الى وقت للقراءهّ
لذا اختصرت الى الموضوع الى الاتيّ

********************************


معنى الإرهاب وحقيقته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد كثر الكلام في تحديد الإرهاب واضطربت الآراء والمصطلحات على إيضاح مفهوم الإرهاب , وعلى الرغم من كثرة التعريفات والحدود التي وضعت لمعنى الإرهاب فلم نقف على حد جامع مانع لحقيقة الإرهاب , وكل تعريف لحقيقة ما لا يكون مطردا منعكسا - أي جامع مانع - فإنه لا يعتبر تعريفا صحيحا ومع أن كثيرين من الباحثين في هذا الموضوع قد ذكروا من التعاريف للإرهاب ما يزيد على مائة تعريف إلا أنها تخلوا كلها من أن تحدد مفهوم الإرهاب تحديدا دقيقا يستطيع القارئ أن يفرق به بين الإرهاب وغيره، ولكي تعرف أن كل ما ذكر من تعاريف للإرهاب لم تكن كافية لتحديد مفهومه تحديدا لا يختلف فيه أحد , وسأذكر لك نماذج مما قيل في تعريف الإرهاب :

1- الإرهاب هو الأعمال التي من طبيعتها أن تثير لدى شخص ما الإحساس بالخوف من خطر ما بأي صورة .
2- الإرهاب يكمن في تخويف الناس بمساعدة أعمال العنف .
3- الإرهاب هو الاستعمال العمدي والمنتظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب بقصد تحقيق أهداف معينة .
4- الإرهاب عمل بربري شنيع .
5- هو عمل يخالف الأخلاق الاجتماعية ويشكل اغتصابا لكرامة الإنسان .
***********
شكر لك اخوي محمد ّ
لك الود !!!!!!!!!!!!!!!!!

محمد الفايز
04-09-2010, 11:09
شكرا اخي علي المداخلة الجميلة بل .... المستوفية الوافية مختصرة .....
الارهاب يجب علينا ومن واجباتنا ان نوضح للناس الحقيقة بكلام علمي بحت بعيد عن التعصب وخلافه
بهذه اللحظات نرفع ايدينا للخالق عزوجل ان يحمي بلادنا وابنائنا من شر الارهاب

ذعلوق
05-09-2010, 02:25
شكرا لك اين عمي محمد الفايزّ

على تقبل ردي بروح عاليه ّ

تسلم اخوي لك احتراميّ
00000000000000000

₪ الروם‎ـــانسيًـﮯ ₪
05-09-2010, 02:45
شكرا لك موضوع رائع وجميل يستحق القراءه

محمد الفايز
10-09-2010, 09:30
اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ₪ الروם‎ـــانسيًـﮯ ₪ [ مشاهدة المشاركة ] (http://www.alfothool.com/vb/showthread.php?p=297404#post297404) شكرا لك موضوع رائع وجميل يستحق القراءه



شكرا .. ارجو ان تعم الفائدة للجميع شكرا