المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر


MR MAHMOUD
14-09-2010, 08:44
بسم الله ا لرحمن الرحيم


الحمدلله وحده والصلاة ولسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم


وبعد اخواتي واخواتي اداري ومشرفي واعضاء وزوار المنتدى الكرامحياكم الله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اوصيكم ونفسي باتقوى الله عز وجل حيث قال سبحانه وتعالى


(يآ أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )


اما بعد فقد يقع منا في بعض الاحيان خطاء اما عن جهل


او بعدم قصد وذلك بالسب والتقبيح واللعن اما للدهر او الزمن


او الساعة وذلك من ضيق او عند حلول اي نازلة


من النوازل وعند بعض الشعار وهذا قد نهي عنه


في حديث عن الرسول صلى عليه وسلم


واليكم الحديث واقوال اهل العلم في ذلك


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :


( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار ) .


تخريج الحديث
الحديث أخرجه البخاري و مسلم .


معاني المفردات
السب : الشتم أو التقبيح والذم .
الدهر : الوقت والزمان .
يؤذيني : أي ينسب إليَّ ما لا يليق بي .
وأنا الدَّهر : أنا ملك الدهر ومصرفه ومقلبه .


ألفاظ للحديث
جاء الحديث بألفاظ مختلفة منها رواية مسلم :


( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول : يا خيبة الدهر


، فلا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر ، فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما ) .


ومنها رواية للإمام أحمد : ( لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل


قال : أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد


ملوك ) وصححه الألباني .


معنى الحديث


أقسم الله تعالى بالعصر والزمان لعظمته وأهميته ، فهو ظرف العمل


ووعاؤه ، وهو سبب الربح والخسارة في الدنيا والآخرة ، وهو الحياة


، فما الحياة إلا هذه الدقائق والثواني التي نعيشها لحظة بلحظة ،


ولهذا امتن الله به على عباده فقال:
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }


( الفرقان 62 ) فمن فاته عمل الليل قضاه بالنهار ، ومن فاته عمل النهار قضاه بالليل .


وكان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة ، أو حُرِموا غرضاً معيناً


أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان ، فيقول أحدهم :


" قبح الله الدهر الذي شتت شملنا " ،


و" لعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا " ،


وما أشبه ذلك من عبارات التقبيح والشتم ،


فجاء هذا الحديث لرد ما يقوله أهل الجاهلية ومن شابههم وسلك


مسلكهم ، فبيَّن أن ابن آدم حين يسب الدّهر والزمان ،


فإنما يسب - في الحقيقة - الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها ،


حتى وإن أضاف الفعل إلى الدهر ، فإن الدَّهر لا فعل له ،


وإنما الفاعل هو ربُّ الدهر المعطي المانع ، الخافض الرافع ،


المعز المذل ، وأما الدهر فليس له من الأمر شيء ،


فمسبتهم للدهر هي مسبة لله عز وجل ، ولهذا كانت مؤذية للرب جل جلاله .


ومَثَلُ من يفعل ذلك كرجل قضى عليه قاض بحق أو أفتاه مفت بحق


، فجعل يقول : " لعن الله من قضى بهذا أو أفتى بهذا " ،


ويكون ذلك من قضاء النبي - صلى الله عليه وسلم -


وفتياه فيقع السبُّ عليه في الحقيقة ، وان كان السابُّ لجهله أضاف


الأمر إلى المبلِّغ ، مع أن المبلِّغ هنا ناقل للحكم ،


فكيف بالدهر والزمان الذي هو مجرد وعاء ،


وطرف محايد لا له ولا عليه ، والله تعالى هو الذي يقلبه ويصرفه كيف يشاء .


إذاً فالإنسان بسبِّه للدهر يرتكب جملة من المفاسد ،


منها أنه سبَّ من ليس أهلاً للسب ،


فإن الدهر خلق مسخَّر من خلق الله ، منقاد لأمره متذلل


لتسخيره ، فسابُّه أولى بالذم والسب منه .


ومنها أن سبه قد يتضمن الإشراك بالله جل وعلا ،


إذا اعتقد أن الدّهر يضر وينفع ، وأنه ظالم حين ضر من لا


يستحق الضر ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحرم من ليس أهلاً


للحرمان ، وكثيراً ما جرى هذا المعنى في كلام الشعراء القدماء


والمعاصرين ، كقول بعضهم :



يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدا وأنت والد سوء تأكل الولدا


وقول المتنبي :


قبحا لوجهك يا زمان كأنه وجه له من كل قبح برقع


وقال آخر :


إن تبتلى بلئام الناس يرفعهم عليك دهر لأهل الفضل قد خانا


فسابُّ الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما :


إما مسبة الله ، أو الشرك به ، فإن اعتقد أن الدَّهر فاعل مع الله


فهو مشرك ، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك ،


فهو يسب الله تعالى .


ثم إن في النهي عن سب الدهر دعوة إلى اشتغال الإنسان بما يفيد


ويجدي ، والاهتمام بالأمور العملية ، فما الذي سيستفيده الإنسان


ويجنيه إذا ظل يلعن الدهر ويسبه صباح مساء ، هل سيغير ذلك


من حاله ؟ هل سيرفع الألم والمعاناة التي يجدها ؟ هل سيحصل ما


كان يطمح إليه ؟ ، إن ذلك لن يغير من الواقع شيئاً ، ولا بد أن


يبدأ التغيير من النفس وأن نشتغل بالعمل المثمر بدل أن نلقي التبعة


واللوم على الدهر والزمان الذي لا يملك من أمره شيئاً .


نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا


وقد نهجوا الزمان بغير جرم ولو نطق الزمان بنا هجانا


هل الدهر من أسماء الله ؟


والدَّهر ليس من أسماء الله ، وذلك لأن أسماءه سبحانه كلها حسنى


، أي بالغة في الحسن أكمله ، فلابد أن تشتمل على وصف ومعنى


هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة ،


ولهذا لا يوجد في أسماء الله تعالى اسمٌ جامدٌ لا يدل على معنى ،


والدَّهرُ اسم جامد لا يحمل معنى سوى أنه اسم للوقت والزمن .


ثم إن سياق الحديث أيضاً يأبى أن يكون الدَّهر من أسماء الله لأنه


قال : ( وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) ،


والليل والنهار هما الدهر ، فكيف يمكن أن يكون المقلَّب بفتح اللام


هو المقلِّب بكسر اللام ؟! ولذلك يمتنع أن يكون الدَّهر اسماً لله جل وعلا .


الأذى والضرر


وقد ذكر الحديث أن في سب الدهر أذية لله جل وعلا ، ولا يلزم


من الأذية الضرر ، فقد يتأذى الإنسان بسماع القبيح أو مشاهدته


أو الرائحة الكريهة مثلاً ، ولكنه لا يتضرر بذلك ، ولله المثل الأعلى ،


ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن فقال تعالى :


{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً }


(الأحزاب 57) ، ونفى عن نفسه أن يضره شيء فقال تعالى :


{ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً } ( آل عمران 176) ،


وقال في الحديث القدسي :


( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ) رواه مسلم .


وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر :


فأجاب قائلا:


سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام .


القسم الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم :


فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده " وما


أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر .



القسم الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد


بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو


الشر : فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله .



القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن


يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف


للصبر الواجب وليس بكفر ؛ لأنه ما سب الله مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً .



" فتاوى العقيدة " ( 1 / 197 ) .


ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم


الذي حدث فيه الشيء الفلاني ( مما يكرهه ) ونحو ذلك من


ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن


ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟ إنْ


هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا


ذنب ، وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن ،


فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر .


والله المستعان .


واسال الله ان يجعل هذا العمل خالصآ لوجهه وان يجعلنا ممن


يستمعون القول ويتبعون احسنة


اللهم امين والسسسسسسسسسلام عليكم

الــهــنــوف
16-09-2010, 12:28
الله يجزاك خير أخوي ع الطرح
بارك الله فيك وبموازين حسناتك يارب

الشآآآمخ
26-09-2010, 03:06
يعطيك العافيه وجزاك الله كل خير

! آمـَـِــۇِلــــۂۦ !
28-09-2010, 09:08
أسْع‘ـدَالله قَلِبِكْ .. وَشَرَحَ صَدِرِكْ ..
وأنَــــآرَدَرِبــكْ .. وَفَرَجَ هَمِكْ ..
يَع‘ـطِيِكْ رِبي العَ‘ــآآإفِيَه عَلىآ الطَرِحْ المُفِيدْ ..~
جَعَ‘ـلَهْالله فِي مُيزَآإنْ حَسَنَـآتِك يوًم القِيَــآمَه ..
وشَفِيعْ لَكِ يَومَ الحِسَــآإبْ ..~
شَرَفَنِي المَرٌوُر فِي مُتَصَفِحِكْ العَ ـطِرْ ..~
دُمتِ بَحِفْظْ الرَحَمَــــن ـآ..

ڼسيتـﮗ بهډۉئے
02-10-2010, 03:44
جــزآك الله خيــر
وبآإرك الله فيك
إحتـــرآآمي

ناهد الفضلى
06-12-2010, 05:04
جـــــزاك الله الف خيــــــر على طرحكـ

وجعله في موازين حسناتكـ

واثابكـ الله على ما تقدمه ’’

عبد السلام الفضلى
18-12-2010, 03:32
بآرَكـَ الله فيكـِ وَجَعلهُ في مَوآزينَ حَسنآتكِ

همسة امل
02-01-2011, 04:09
http://i43.tinypic.com/33ok6d2.gif

جريرالدبياني
04-01-2011, 01:37
الله يعطيك العافيه