المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شهادة للتاريخ - 1


محمد الفايز
14-09-2010, 10:30
كتابة التاريخ شهادة ... والواجب في الشهادة هو الدقة المتناهية في سرد الوقائع واستفراغ الجهد في فهمها ، مع البراءة الكاملة من الأهواء الشخصية أو الميول النفسية ، والضغوط الاجتماعية ، والآصار التاريخية ... معرضاً عن قبول الناس لها أو نفرتهم عنها إقبال الناس على قراءتها أو كساد تجارتها ...

ذلك أنها شهادة .. وكفى !

وعماد الشهادة هو القيام بالقسط ... وأي تغيير أو تبديل ، أوليٍّّ أو تحويل ، أو خوف أو طمع .... يؤثر في تلك الشهادة ... وقد يحولها من شهادة حق إلى شهادة زور ...!

والله عز وجل يقول : ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً] النساء:135

ويقول الله تعالى: [وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ] الحج: من الآية30

وعن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ألا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلاثًا قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ االإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ ألا وَقَوْلُ الزُّورِ قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ] متفق عليه .

وقد بكت الله بني إسرائيل أشد التبكيت ، لتزويرهم التاريخ ، فقال عن موقفهم من إبراهيم:

هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ] [آل عمران:66-67]
ولخطورة هذا الأمر ، وخطورة هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها أمة الإسلام نود أن نسابق الوقت لنكتب في هذا الموضوع ...
عن النظرة الحقة ـ كما نراها وكما هي ـ إلى صدام من منظور إسلامي واقعي في عقد عمره الأخير في السلطة ... غير معتبرين ولا عابئين بكل الثقل الهائل الضاغط المتوقع على التفكير والتحليل عند مثقفي الأمة ودعاة المسلمين .
إننا نود أن نسابق الوقت لنكتب كإسلاميين ... قبل أن يصبح القلم الإسلامي يخط التاريخ الإسلامي بمداد يهودي وفهم يهودي لهدف يهودي ... ليتلقاه القارئ الإسلامي معتقداً ، ومستسلماً ، ومتبيناً ، وداعياً .... ! وهذا هو ما نراه اليوم بعد رحيل صدام ، فالجميع يعزف ذات السمفونية اليهودية من غير نشاز يذكر ، سواء في ذلك الشارع العراقي أم الشارع الأمريكي ، المذيع الخليجي أم المذيع العربي أم الأجنبي ، الصحفي العربي أم الصحفي الأجنبي ... وكأن الملهم للجميع أصبح واحداً مع منح الأبواق الحرية في الإخراج والصياغة لتحقيق ذات الهدف .

ولذا فقد رأينا من الإثم العظيم أن يُترك التاريخ يكتب بأذواق يهودية معجونة بنكهة صليبية بُخْمرة علمانية عربية ، مكوِّنة كعكة صهيونية مغولية باللغة العربية ..!

فمن شهد الحقيقة الغائبة بعينه ثم رأى الحكم فيها قد صدر بناءً على شهود الزور ، لم يكن له وهو الشاهد للواقعة أن يسكت ... مؤثراً السلامة لنفسه ، تاركاً السيف يأخذ مجراه على عنق المحكوم عليه ...!

وإننا إذ نكتب هذه الكلمات إنما نكتبها في وقت سقط فيه صدام حسين من على كرسيه إلى الأرض .. أو سقط رأسه من الأرض إلى باطنها ... فالله وحده أعلم بالحقيقة .

وعليه فلا تهمة هنا من خوف أو طمع ، إنما هي الحماية للأمة قبل الحماية لصدام ، والحماية للتاريخ الإسلامي من العبث اليهودي والصليبي ، وتذكيراً لجموح المتهافتين أن : توقفوا قليلاً عن هذا الاندفاع المحموم ...



وقبل الخوض في زُبَد الكلام نذكر الإخوة بأن ما في هذا الكلام إنما هو سعي لإثباتين:

الأولى : المطالبة بالعدل مع الجميع في إطلاق الأحكام ، وعدم محاولة التمييز بينهم بطريقة مستهجنة تثير اشمئزاز القارئ ، وتستغفل المسلمين ، فقد انتهى زمن العقول المغلّفة والذي كان يعتمد عليه إعلامنا كثيراً .
الثاني : نحن سندبج الكتاب بحقائق واقعية وليست تخيلات وردية ، جمعت من خلال فريق ضرب الجهات الأربع العراقية ، فريق قد ناله الأذى من صدام أكثر من غيره ، ولكن مادام أن كتابنا هو عبارة عن شهادة للتاريخ فلابد من أن نضع الخلاف جانباً ونمسك القلم ومتذكرينا أن الله حسيبنا ورقيبنا ، وليس في هذا الكتاب دعاية لصدام فالخلاف بينا وبينه موجود ولكنها كلمة حق يجب أن لانغفل عنها في سياق خلاف قديم .. خاصة وأن أغلبنا بلسم شافٍ مع الغير ، وسيف مسلط على صدام ، والله على ما نكتب شهيد .




-----------------------------------------
من كتاب / عقد من حياة صدام .. في ميزان الإسلام

الــهــنــوف
17-09-2010, 03:36
الله يعطيك العافيه ع الطرح أخوي
بارك الله فيك

محمد الفايز
18-09-2010, 12:02
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الــهــنــوف http://www.alfothool.com/vb/fodol/buttons/viewpost.gif (http://www.alfothool.com/vb/showthread.php?p=301382#post301382)
الله يعطيك العافيه ع الطرح أخوي
بارك الله فيك





شكرا علي المرور