المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبسات من و حي الهجرة النبوية الشريفة


عدنان حسين محمود اللوح
14-12-2010, 01:11
قبسات من و حي الهجرة النبوية الشريفة
:: عناوين التغيير الواعي ::
قبسات من وحي الهجرة النبوية الشريفة [1] (http://by153w.bay153.mail.live.com/mail/RteFrame.html?v=15.4.0332.1110&pf=pf#_ftn1)

جميل أن نقف مع بداية العام الهجري الجديد و نذكر أنفسنا بضرورة أن يعيد كل واحد منا النظر فيما قدمه خلال العام الماضي ماذا حقق من أهدافه التي رسمها في الأعوام الماضية ما هي المهارات الجديدة التي اكتسبها من هم أهم الأشخاص الذين تعرفنا عليهم ... أسئلة كثيرة مشروعة أمام كل صاحب حس تفقدي يسعى في كل مرة أن يطور ذاته و أن يعمل على أن تكون روحه تنبض حيوية و نشاطا .
و لعل ما قد يثير أسئلة أكثر في نفس كل منا هو أن نستذكر بعضا من مواقف الهجرة النبوية الكريمة التي عايشها رسولنا الكريم مع الصحابة رضي الله عنهم حتى تزيد من تأجيج حماستنا و إشعال الهمم مرة أخرى.
و لعلي أقف عند موقف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي خلَد التاريخ كلمته المشهورة عنه لما قال : (نحن قوما أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ) فقد اجتهد سيدنا عمر عندما أراد أن يضع تأريخاً للأحداث أن يكون هذا التاريخ هو بداية الهجرة النبوية , و هنا قد يسأل البعض عن السبب الذي دفع سيدنا عمر أن يختار هذا الحدث بالتحديد لـتأريخ أحداث المسلمين و أن يكون لهم تأريخ مستقل عن غيرهم و لم يختر مثلا تاريخ ميلاد الرسول صلى الله عليه و سلم , أو تاريخ بعثته , أو تاريخ رحلة الإسراء و المعراج , أو حتى تاريخ وفاته صلى الله عليه و سلم.
لقد مرت الدعوة الإسلامية بمراحل متعددة انتقلت فيها من السرية بداية إلى الجهرية دون المدافعة ثم إلى مرحلة ثالثة أُذن لها أن تجهر بنفسها و أن تُدافع عن نفسها , فكانت المرحلة الأولى مرحلة الدعوة السرية في مكة و التي استمرت لمدة 3 سنوات كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو فيها سرا , ثم جاء الأمر أن يبلغ قومه بأمره و أمر تشريع السماء الذي أمره الله به , و في هذا يقول الله سبحانه و تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) – سورة المدثر- , و كانت هذه المرحلة الأولى في عمر الدعوة الإسلامية و التي استمرت 13 عاما استقرت الدعوة في قلوب الصف الأول و تمكنت منهم , و كان الأذى قد بلغ مداه في مكة المكرمة من كفار قريش كما ارتفعت حساسية الإيمان في قلوب الصف الأول من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ارتفعا طرديا يتناسب مع شدة أذى كفار قريش , و تعددت أشكاله, فجاء الأمر الإلهي للنبي صلى الله عليه و سلم بالهجرة إلى المدينة المنورة و فيها أُُمر النبي صلى الله عليه و سلم بإقامة الدولة الإسلامية و الدفاع عن الدعوة الإسلامية من أجل تبليغها للناس و في هذا يقول الله عز و جل : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) ) .
و من وحي ما سبق أستطيع أن اخلص لبعض الأمور الهامة :
1- في فعل سيدنا عمر و الذي كان في اجتهاده السديد و الذي اختار الهجرة النبوية لتأريخ أحداث المسلمين و لكي تكون شيئا خاصا يميزهم عن غيرها من الأمم إشارات إلى أن يكون المسلم عزيزا في كل شؤونه و لعلي من فعل سيدنا عمر أشير إلى بعض النقاط :
· في اختيار سيدنا عمر رضي الله عنه لحدث الهجرة تحديدا دون غيره من الأحداث التي مر بها النبي صلى الله عليه و سلم تقديس للأفكار و المبادئ الكبرى التي جاء بها الإسلام فحدث الهجرة حدث مفصلي هام جاء لينقل الدعوة الإسلامية من مرحلة التأسيس الصامت إلى مرحلة البناء و إعلان الجهاد للدفاع عن الدعوة.
· كانت الهجرة النبوية الحدث العملي الأعظم الذي جاء كنقطة مفصلية لبرهنة إيمان الصحابة عن غيرهم و تأييدهم و نصرتهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم و أمر الله سبحانه و تعالى.
2- أن قرأتنا للسيرة تحتاج منا أن نعيد تقديم السيرة كمنهج حياة و أن نطرحها طرحا عمليا لا أن نسرد الإحداث سردا تاريخيا و حسب.
3- في السيرة النبوية و في الهجرة تحديدا تأملات كثيرة و من الواجب علينا أن نولي اهتماما كبيرا للاستفادة من هذا الإرث النبوي الشريف الذي وصلنا عبر تضحيات كثير مما حملوا هم الدعوة و تبليغها حتى تصلنا بيضاء ناصعة نقية.

و صل اللهم على سيدنا محمد و آله و صحبه تسليما كثيرا