أسد الفضول
26-01-2011, 08:05
بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة عن حياة الشيخ عبد الله بن فزاع المجدل
يعتبر عبدالله بن فزاع المجدل الخالدي علما من أعلام القبيلة وهو معروف في جميع مناطق المملكة وتربطه مع جميع فروعها علاقات صله ومودة سواء كان في نجد أو الشمال أو العراق والشام كافه ناهيك عن المنطقة الشرقية وقد كان ممن يسعى لتحقيق الرفعه للقبيله وابنائها ومن حقه علينا ان نسرد سيرته ولو بشيء من الاختصار
نسبه ومولده ونشأته
نسبه
هو عبد الله بن فزاع بن عبد الله بن سليمان بن حمد المجدل .
وهو من احفاد الشيخ حمد المجدل رحمه الله رحمة واسعه والشيخ حمد المجدل غني عن التعريف.
خواله :ال صباح من القاطع من الصبيح وخاله تحديدا الشيخ عبدالله بن صباح القاطع اما اخوال والده فهم ال عسيلان من المهاشير وهذه من نعم الله عليه فهو اينما ذهب فهو خالدي .
مولده
ولد بجزيرة العماير ( جنة ) عام 1352هـ، وهو الابن الأكبر لوالده ، وقد ولد بعده ثلاثة إخوة أشقاء هم ( فيصل وسعود وسعد ) وقد توفي جميعهم وهم صغار دون سن العاشرة وأخ غير شقيق وهو( خالد )ولا يزال على قيد الحياه امدالله بعمره على طاعته
ابنائه
له من الأبناء تسعة ذكور وهم/
فهد
وهو الأبن الاكبر وهو بكره من الذكور والإناث وقد ضحى فهد بدراسته رغبتا منه بمساعدة والده على امور الحياه وخصوصا قيادة السياره حيث كان يعتمد رحمه الله قبل تعلم فهد للقياده على سائقين يدفع لهم مرتبات وكذلك تولى فهد عملية ضبط السجلات الخاصه بوالده وهو يشغل الآن وظيفة رئيس مركز جوسمين الذي سيأتي الحديث عنه لاحقا.
نايف
وهوالمسؤل عن ادارة العقارات وكل مايتعلق بها.
درباس
موظف بالهيئة الملكية للجبيل وينبع اضافة الى عمله في مجال بيع وشراء الاراضي والعقارات .
عبدالعزيز
رجل اعمال يدير مؤسسه خاصه به في مجال التجاره والمقاولات.
تركي
حاصل على البكالوريوس من امريكا في مجال هندسة السلامه المهنيه ومكافحة الحريق ويعمل حاليا مهندس في شركة سابك.
مجدل
حاصل على البكالوريوس من امريكا في مجال هندسة السلامه المهنيه ومكافحة الحريق ويعمل حاليا في شركة سابك.
سلمان
يعمل بوظيفة نائب رئيس المركز في مركز جوسمين .
فزاع
يقوم بادارة مؤسسه خاصه فيه اضافه الى مساعدته لاشقائه في ادارة اعمال املاك الأسره.
خالد
شبه متفرغ لتولي شئون الإبل اضافه الى المساهمه في ادارة املاك الأسره.
وله من البنات ستة .
وقدحرص رحمه الله تعالى على تنشئتهم تنشئة دينيه وتعليمه مايفيدهم في امور دينهم ودنياهم وقدكان له ذلك فقد كانوا جميعا حريصين على بره وطاعته والمشي في حاجته وملازمته في سفره واقامته وقد انعكس ذلك على سلوكهم واخلاقهم ومعرفتهم لامور الحياه ومازالوا محافظين على المجد والعز الذي أسسه لهم رحمه الله رحمة واسعه.
تعليمه
تعلم القرآن على يد الشيخ أحمد الدوغان وكذلك تعلم صفة الصلاه والوضوء وبعض الأحكام العامه وحفظ بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك إبان ماكان الشيخ احمد متواجدا بجزيرة العماير ( جنة ) ولم يجد عبدالله بن فزاع أي صعوبه لتعلم القرآن فقد كان يمتلك حافظة قويه اعانته على ذلك .
(( انها لاتعمى الأبصار ولكنها القلوب التي بالصدور))
فقد الشيخ عبد الله بن فزاع نعمة البصر وهو في العاشرة من عمره تقريبا بسبب إصابته بمرض كان يعرف بمرض (الطباق ) والمعروف الآن بالجدري وقد كان محتسب ذلك على الله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ((من اخذت منه حبيبتيه فصبر فليس له جزاء الآ الجنه)).الحبيبتين العينين.
انتقل مع والده إلى جزيرة أبو علي حيث كان يعمل والده بسلاح الحدود وكان عمره وقتها 15 سنة وجزيرة ابوعلي تقع شمالي مدينة الجبيل ويوجد بها الآن معمل آرامكوا.
شعره
-بالرغم من فقده لبصره إلا انه كان شاعرا ويعد من فحول الشعراء وقد تطرق لجميع اغراض الشعر وقد حظت القبيله بالنصيب الأكبر من شعره وقد اقام رحمه الله تعالي في سنة امسيه شعريه وجمع من خلالها وجهاء القبيله وكبار شعرائها واليكم بعض النماذج من شعر الشيخ عبدالله
تجارته
عمل الشيخ عبد الله بن فزاع في أول حياته العملية بالغوص لاستخراج اللؤلؤ مع مجموعة من إقاربه ورفاقه وكان يعمل (سيب) مساعدة غواص على ظهر السفينه ، وفي تلك الأيام حرفة الغوص وركوب البحر تكتنفها المخاطر من جميع الوجوه .
ولما كانت الشدائد والمواقف الصعبة تصنع الرجال فمن هنا كان التغيير في حياة الشيخ عبد الله بن فزاع .
ورغم فقده لبصره فكان إحساسه مرهفا ونفسه كبيرة تأبى إلا أن تكون في أعلى المقامات .وقد انحصرت مهنة الغوص في تلك الفتره بسبب اللؤلؤ الصناعي وظهور النفط مما دعا كثير من الناس يتركون هذه المهنه ، ويتوجهون للتسجيل في شركة أرامكو بالمنطقة الشرقية وهو يعلم أن من في وضعه لا تتاح له فرصة التوظيف أيا كانت ، وهذا ما أشعل في دواخله غريزة التحدي وإثبات الوجود، وبطموح لا تحده حدود ولا تقف في طريقه العقبات وبنفس أبية مشرئبة إلى العلى وبذهن متوقد وببصيرة نافذة ترى ما وراء الذي يراه غيره كان له ما أراد .
ترك مهنة استخراج اللؤلؤ وذهب إلى خاله عبد الله بن صباح بن عبيد القاطع الخالدي وكان يعمل في تجارة الأغنام بسوق القطيف ،وطلب منه أن يعطيه 150 رأس من الغنم ولم يكن مع خاله هذا العدد من الأغنام ولم يكن هو يملك شيئا من المال، ولما سأله خاله عن حاجته لهذا العدد من الغنم أجابه بأنه يريد تصديرها إلى دولة البحرين وبيعها هناك.
لم يكن الذي سمعه خاله منه أمرا سهلا عليه فحاول إثنائه عنه خوفا عليه من المخاطر التي قد يتعرض لها فقد تغرق السفينه بحمولتها أو يتعرض لقطاع طرق اضافة الى انه فاقد للبصر ، ولكنه شدد على خاله بعزمه على الأمر ولو بالمساعدة من غيره، وكأنه كان يتمثل في قول الشاعر :
ويـــفـــوز بالـلـذات كـــل مـغــامر ************** ويــمــوت بالحســرات كــل جــبـان
ولم يكن أمام خاله إلا أن أجابه إلى طلبه، وكان رده على خاله بأن يكون شريكا معه في الفائدة التي تعود عليهم من هذه التجارة فاشتروا الغنم وكانوا يبيعونها في البحرين بثلاث اضعاف القيمه وكانت اساس لتكوين ثروته .
واستمر في التجارة عن طريق الأستيراد والتصدير فكان خط سيره من الكويت إلى السعودية والعكس ومن البحرين إلى السعودية والعكس كذلك فقد كانوا يصدرون الأغنام ويأتون بكل مايتوفر في تلك البلاد من مواد غذائيه ومواد بناء وغيره .
وبعد استقرار الوضع الاقتصادي للمملكة واستتباب الأمن في كافة أنحاء المملكة وتوسع الإمكانيات الأمنية وحرص حكومة المملكة الرشيدة على أمن واستقرار مواطنيها في جميع أنحاء المملكة دخل عبد الله بن فزاع التجارة من أوسع أبوابها وفي جميع مجالاتها وكان تركيزه الأكبر في تجارة الأراضي والعقارات ومقاولات الأنشاء وكذلك في اعمال الحجر الجيري (الكسارات ).
كان رجلا عصاميا بنى نفسه بنفسه ولم يكن يحب نفسه ولكنه يعرف قدرها و يحب الخير للجميع وحتى في تجارته لا يبخل بماله على أحد ولو كلفه ذلك رأس ماله ولم يكن يرد عشمانا أتاه في خدمة مهما كلفه الأمر .
رحلته مع جو سمين
كان لشركة أرامكو من ضمن أعمالها بئر ماء بمنطقة جوسمين تستخدمها لأعمالها الخاصة بالتنقيب عن البترول وأصبح المواطنون والبدو يسقون حلالهم من هذه البئر وكان عبد الله قد اشترى إبلا وغنما واتخذ من جوسمين مرعى لها وكان يسقي من ضمن المواطنين في بئر أرامكو ، وفي عام 1400هـ وبعد أن فرغت أرامكو من أعمالها قررت قفل البئر باعتبارها من ممتلكاتها وهي حرة فيها، وكانت الآبار في المنطقة قليلة وسطحية ولا تسد حاجة الناس والحلال إلى الماء ، ومن هنا تحرك عبد الله بن فزاع لتثبيت هذه البئر لضمان استفادة المواطنين وخاصة البدو الذين ليس لهم ولحلالهم غير هذا البئر، فاحضر ماكينة لضخ الماء لتسقي المواطنين والبدو وحلالهم كسبيل لوجه الله تعالى واستمر في المطالبة بتثبيت هذا الأمر لدى حكومة المملكة الرشيدة التي يعرف حكامها حاجة مواطنيها ولا يتوانون في تلبية مطالبهم ، وكان للشيخ عبد الله بن فزاع قبولا عجيبا لدى كل من يقابله ولو لأول مرة وكان حكيما في تعامله مع الأمور صغيرها وكبيرها ويوزن مطالبه وحجته بميزان رصين لا يفلت منه الصواب ، وكان يقول أن للحديث مفاصل لا يخيب من عرفها في توصيل حجته وبلوغ مبتغاة .
إلى أن صدر الأمر السامي من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله برقم 55787 في تاريخ 13/8/1418هـ والقاضي بإنشاء مركز جو سمين المرتبط إداريا بمحافظة الجبيل ورئيسه الابن الأكبر فهد بن عبد الله بن فزاع .
وأصبح المركز الآن ملتقى للمواطنين والبدو والحلال واستمر عطاء البئر للجميع وكسبيل عام لكل وارد كما أراد لها عبد الله بن فزاع وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
كان عبد الله بن فزاع كريما يستقبل ضيوفه ببشاشة وبفرحة بمقدمهم وحتى وهو في سن متقدمة من عمره يسبق وقوفه وترحيبه سلام القادمين إليه ، معطاء بغير تمييز لمن يعطي ولا يؤذي أحدا بعطائه وكان يسوق جاهه للصلح بين الناس وفك المحبوسين .
صبور على مصائب الدنيا وليس أدل على ذلك من صبره على فقد البصر في سن مبكرة ثم يعيش لدنياه ولآخرته كما تدل على ذلك أعماله والله يحب الصابرين .
كان مؤدبا لنفسه وتأديب النفس من أعلى درجات الإيمان فلا يصغرها لما يوردها المهالك ولا يدنيها لما يجعلها على ألسنة الشائنين.
كان متحدثا يجبرك حديثه على أن تسمعه وما سمعه أحد إلا واستفاد منه لدنياه أو لآخرته ، وكان أديبا وشاعرا له صولاته وجولاته في مجال الشعر تنبئ عن فصاحة وموهبة صقلتها النباهة والتجارب .
وفاته
وبعد حياة حافلة بمآثر ومغانم كثيرة توفي عبد الله بن فزاع المجدل بالفلبين حيث لا تدري نفس بأي أرض تموت ، عندما ذهب للاستشفاء . وكان
ذلك في 12 ربيع الأول 1422هـ بمدينة كيزون / مترو مانيلا ( المركز الطبي في مدينة كيزون ) الموافق 4 يونيو 2001م
ان كان عبدالله قد غاب جسده فلم يغب فعله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث ((ولدا صالح يدعوا له او علم ينتفع به او صدقة جاريه)) والمتئمل في سيرة هذا الرجل سوف يعلم كم ينطبق هذاالحديث عليه.
ألا له رحمة الله في مقام عال في جنات الفردوس مع الصديقين والشهداء .
أخوكم أسد الفضول............
نبذة عن حياة الشيخ عبد الله بن فزاع المجدل
يعتبر عبدالله بن فزاع المجدل الخالدي علما من أعلام القبيلة وهو معروف في جميع مناطق المملكة وتربطه مع جميع فروعها علاقات صله ومودة سواء كان في نجد أو الشمال أو العراق والشام كافه ناهيك عن المنطقة الشرقية وقد كان ممن يسعى لتحقيق الرفعه للقبيله وابنائها ومن حقه علينا ان نسرد سيرته ولو بشيء من الاختصار
نسبه ومولده ونشأته
نسبه
هو عبد الله بن فزاع بن عبد الله بن سليمان بن حمد المجدل .
وهو من احفاد الشيخ حمد المجدل رحمه الله رحمة واسعه والشيخ حمد المجدل غني عن التعريف.
خواله :ال صباح من القاطع من الصبيح وخاله تحديدا الشيخ عبدالله بن صباح القاطع اما اخوال والده فهم ال عسيلان من المهاشير وهذه من نعم الله عليه فهو اينما ذهب فهو خالدي .
مولده
ولد بجزيرة العماير ( جنة ) عام 1352هـ، وهو الابن الأكبر لوالده ، وقد ولد بعده ثلاثة إخوة أشقاء هم ( فيصل وسعود وسعد ) وقد توفي جميعهم وهم صغار دون سن العاشرة وأخ غير شقيق وهو( خالد )ولا يزال على قيد الحياه امدالله بعمره على طاعته
ابنائه
له من الأبناء تسعة ذكور وهم/
فهد
وهو الأبن الاكبر وهو بكره من الذكور والإناث وقد ضحى فهد بدراسته رغبتا منه بمساعدة والده على امور الحياه وخصوصا قيادة السياره حيث كان يعتمد رحمه الله قبل تعلم فهد للقياده على سائقين يدفع لهم مرتبات وكذلك تولى فهد عملية ضبط السجلات الخاصه بوالده وهو يشغل الآن وظيفة رئيس مركز جوسمين الذي سيأتي الحديث عنه لاحقا.
نايف
وهوالمسؤل عن ادارة العقارات وكل مايتعلق بها.
درباس
موظف بالهيئة الملكية للجبيل وينبع اضافة الى عمله في مجال بيع وشراء الاراضي والعقارات .
عبدالعزيز
رجل اعمال يدير مؤسسه خاصه به في مجال التجاره والمقاولات.
تركي
حاصل على البكالوريوس من امريكا في مجال هندسة السلامه المهنيه ومكافحة الحريق ويعمل حاليا مهندس في شركة سابك.
مجدل
حاصل على البكالوريوس من امريكا في مجال هندسة السلامه المهنيه ومكافحة الحريق ويعمل حاليا في شركة سابك.
سلمان
يعمل بوظيفة نائب رئيس المركز في مركز جوسمين .
فزاع
يقوم بادارة مؤسسه خاصه فيه اضافه الى مساعدته لاشقائه في ادارة اعمال املاك الأسره.
خالد
شبه متفرغ لتولي شئون الإبل اضافه الى المساهمه في ادارة املاك الأسره.
وله من البنات ستة .
وقدحرص رحمه الله تعالى على تنشئتهم تنشئة دينيه وتعليمه مايفيدهم في امور دينهم ودنياهم وقدكان له ذلك فقد كانوا جميعا حريصين على بره وطاعته والمشي في حاجته وملازمته في سفره واقامته وقد انعكس ذلك على سلوكهم واخلاقهم ومعرفتهم لامور الحياه ومازالوا محافظين على المجد والعز الذي أسسه لهم رحمه الله رحمة واسعه.
تعليمه
تعلم القرآن على يد الشيخ أحمد الدوغان وكذلك تعلم صفة الصلاه والوضوء وبعض الأحكام العامه وحفظ بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك إبان ماكان الشيخ احمد متواجدا بجزيرة العماير ( جنة ) ولم يجد عبدالله بن فزاع أي صعوبه لتعلم القرآن فقد كان يمتلك حافظة قويه اعانته على ذلك .
(( انها لاتعمى الأبصار ولكنها القلوب التي بالصدور))
فقد الشيخ عبد الله بن فزاع نعمة البصر وهو في العاشرة من عمره تقريبا بسبب إصابته بمرض كان يعرف بمرض (الطباق ) والمعروف الآن بالجدري وقد كان محتسب ذلك على الله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ((من اخذت منه حبيبتيه فصبر فليس له جزاء الآ الجنه)).الحبيبتين العينين.
انتقل مع والده إلى جزيرة أبو علي حيث كان يعمل والده بسلاح الحدود وكان عمره وقتها 15 سنة وجزيرة ابوعلي تقع شمالي مدينة الجبيل ويوجد بها الآن معمل آرامكوا.
شعره
-بالرغم من فقده لبصره إلا انه كان شاعرا ويعد من فحول الشعراء وقد تطرق لجميع اغراض الشعر وقد حظت القبيله بالنصيب الأكبر من شعره وقد اقام رحمه الله تعالي في سنة امسيه شعريه وجمع من خلالها وجهاء القبيله وكبار شعرائها واليكم بعض النماذج من شعر الشيخ عبدالله
تجارته
عمل الشيخ عبد الله بن فزاع في أول حياته العملية بالغوص لاستخراج اللؤلؤ مع مجموعة من إقاربه ورفاقه وكان يعمل (سيب) مساعدة غواص على ظهر السفينه ، وفي تلك الأيام حرفة الغوص وركوب البحر تكتنفها المخاطر من جميع الوجوه .
ولما كانت الشدائد والمواقف الصعبة تصنع الرجال فمن هنا كان التغيير في حياة الشيخ عبد الله بن فزاع .
ورغم فقده لبصره فكان إحساسه مرهفا ونفسه كبيرة تأبى إلا أن تكون في أعلى المقامات .وقد انحصرت مهنة الغوص في تلك الفتره بسبب اللؤلؤ الصناعي وظهور النفط مما دعا كثير من الناس يتركون هذه المهنه ، ويتوجهون للتسجيل في شركة أرامكو بالمنطقة الشرقية وهو يعلم أن من في وضعه لا تتاح له فرصة التوظيف أيا كانت ، وهذا ما أشعل في دواخله غريزة التحدي وإثبات الوجود، وبطموح لا تحده حدود ولا تقف في طريقه العقبات وبنفس أبية مشرئبة إلى العلى وبذهن متوقد وببصيرة نافذة ترى ما وراء الذي يراه غيره كان له ما أراد .
ترك مهنة استخراج اللؤلؤ وذهب إلى خاله عبد الله بن صباح بن عبيد القاطع الخالدي وكان يعمل في تجارة الأغنام بسوق القطيف ،وطلب منه أن يعطيه 150 رأس من الغنم ولم يكن مع خاله هذا العدد من الأغنام ولم يكن هو يملك شيئا من المال، ولما سأله خاله عن حاجته لهذا العدد من الغنم أجابه بأنه يريد تصديرها إلى دولة البحرين وبيعها هناك.
لم يكن الذي سمعه خاله منه أمرا سهلا عليه فحاول إثنائه عنه خوفا عليه من المخاطر التي قد يتعرض لها فقد تغرق السفينه بحمولتها أو يتعرض لقطاع طرق اضافة الى انه فاقد للبصر ، ولكنه شدد على خاله بعزمه على الأمر ولو بالمساعدة من غيره، وكأنه كان يتمثل في قول الشاعر :
ويـــفـــوز بالـلـذات كـــل مـغــامر ************** ويــمــوت بالحســرات كــل جــبـان
ولم يكن أمام خاله إلا أن أجابه إلى طلبه، وكان رده على خاله بأن يكون شريكا معه في الفائدة التي تعود عليهم من هذه التجارة فاشتروا الغنم وكانوا يبيعونها في البحرين بثلاث اضعاف القيمه وكانت اساس لتكوين ثروته .
واستمر في التجارة عن طريق الأستيراد والتصدير فكان خط سيره من الكويت إلى السعودية والعكس ومن البحرين إلى السعودية والعكس كذلك فقد كانوا يصدرون الأغنام ويأتون بكل مايتوفر في تلك البلاد من مواد غذائيه ومواد بناء وغيره .
وبعد استقرار الوضع الاقتصادي للمملكة واستتباب الأمن في كافة أنحاء المملكة وتوسع الإمكانيات الأمنية وحرص حكومة المملكة الرشيدة على أمن واستقرار مواطنيها في جميع أنحاء المملكة دخل عبد الله بن فزاع التجارة من أوسع أبوابها وفي جميع مجالاتها وكان تركيزه الأكبر في تجارة الأراضي والعقارات ومقاولات الأنشاء وكذلك في اعمال الحجر الجيري (الكسارات ).
كان رجلا عصاميا بنى نفسه بنفسه ولم يكن يحب نفسه ولكنه يعرف قدرها و يحب الخير للجميع وحتى في تجارته لا يبخل بماله على أحد ولو كلفه ذلك رأس ماله ولم يكن يرد عشمانا أتاه في خدمة مهما كلفه الأمر .
رحلته مع جو سمين
كان لشركة أرامكو من ضمن أعمالها بئر ماء بمنطقة جوسمين تستخدمها لأعمالها الخاصة بالتنقيب عن البترول وأصبح المواطنون والبدو يسقون حلالهم من هذه البئر وكان عبد الله قد اشترى إبلا وغنما واتخذ من جوسمين مرعى لها وكان يسقي من ضمن المواطنين في بئر أرامكو ، وفي عام 1400هـ وبعد أن فرغت أرامكو من أعمالها قررت قفل البئر باعتبارها من ممتلكاتها وهي حرة فيها، وكانت الآبار في المنطقة قليلة وسطحية ولا تسد حاجة الناس والحلال إلى الماء ، ومن هنا تحرك عبد الله بن فزاع لتثبيت هذه البئر لضمان استفادة المواطنين وخاصة البدو الذين ليس لهم ولحلالهم غير هذا البئر، فاحضر ماكينة لضخ الماء لتسقي المواطنين والبدو وحلالهم كسبيل لوجه الله تعالى واستمر في المطالبة بتثبيت هذا الأمر لدى حكومة المملكة الرشيدة التي يعرف حكامها حاجة مواطنيها ولا يتوانون في تلبية مطالبهم ، وكان للشيخ عبد الله بن فزاع قبولا عجيبا لدى كل من يقابله ولو لأول مرة وكان حكيما في تعامله مع الأمور صغيرها وكبيرها ويوزن مطالبه وحجته بميزان رصين لا يفلت منه الصواب ، وكان يقول أن للحديث مفاصل لا يخيب من عرفها في توصيل حجته وبلوغ مبتغاة .
إلى أن صدر الأمر السامي من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله برقم 55787 في تاريخ 13/8/1418هـ والقاضي بإنشاء مركز جو سمين المرتبط إداريا بمحافظة الجبيل ورئيسه الابن الأكبر فهد بن عبد الله بن فزاع .
وأصبح المركز الآن ملتقى للمواطنين والبدو والحلال واستمر عطاء البئر للجميع وكسبيل عام لكل وارد كما أراد لها عبد الله بن فزاع وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
كان عبد الله بن فزاع كريما يستقبل ضيوفه ببشاشة وبفرحة بمقدمهم وحتى وهو في سن متقدمة من عمره يسبق وقوفه وترحيبه سلام القادمين إليه ، معطاء بغير تمييز لمن يعطي ولا يؤذي أحدا بعطائه وكان يسوق جاهه للصلح بين الناس وفك المحبوسين .
صبور على مصائب الدنيا وليس أدل على ذلك من صبره على فقد البصر في سن مبكرة ثم يعيش لدنياه ولآخرته كما تدل على ذلك أعماله والله يحب الصابرين .
كان مؤدبا لنفسه وتأديب النفس من أعلى درجات الإيمان فلا يصغرها لما يوردها المهالك ولا يدنيها لما يجعلها على ألسنة الشائنين.
كان متحدثا يجبرك حديثه على أن تسمعه وما سمعه أحد إلا واستفاد منه لدنياه أو لآخرته ، وكان أديبا وشاعرا له صولاته وجولاته في مجال الشعر تنبئ عن فصاحة وموهبة صقلتها النباهة والتجارب .
وفاته
وبعد حياة حافلة بمآثر ومغانم كثيرة توفي عبد الله بن فزاع المجدل بالفلبين حيث لا تدري نفس بأي أرض تموت ، عندما ذهب للاستشفاء . وكان
ذلك في 12 ربيع الأول 1422هـ بمدينة كيزون / مترو مانيلا ( المركز الطبي في مدينة كيزون ) الموافق 4 يونيو 2001م
ان كان عبدالله قد غاب جسده فلم يغب فعله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث ((ولدا صالح يدعوا له او علم ينتفع به او صدقة جاريه)) والمتئمل في سيرة هذا الرجل سوف يعلم كم ينطبق هذاالحديث عليه.
ألا له رحمة الله في مقام عال في جنات الفردوس مع الصديقين والشهداء .
أخوكم أسد الفضول............