المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التجسس في الميزان الشرعي !


العبد الفقير الى ربه
12-02-2011, 12:55
التجسس في الميزان الشرعي :

الحمد لله رب العالمين، الواحد القهار، والصلاة والسلام على رسول الله، الجامع لمكارم الأخلاق وعلى آله وصحبه الأطهار الأبرار. أما بعد:

فإن التجسس عمل وضيع نهى الله -عز وجل- عنه لأسباب، منها أنه تتبع للعورات، وفضح لأسرار الناس، ومن تتبع عورة المسلم فضحه الله ولو في جوف بيته..

والتجسس: هو تتبع عورات الناس وهم في خلواتهم، إما بالنظر إليهم وهم لا يشعرون، وإما باستراق السمع وهم لا يعلمون. وإما بالاطلاع على مكتوباتهم ووثائقهم وأسرارهم وما يخفونه عن أعين الناس دون إذن منهم.

وقد نهى الإسلام عن التجسس على المسلمين، ما داموا ظاهري الاستقامة غير مجاهرين بمعاصيهم، وكان ما يخفونه من أمورهم من السلوك الشخصي الذي يخصهم ولا يتعلق بكيد للمسلمين.

والتجسس مما يولد في المجتمع الأحقاد، ويورث العداوات والبغضاء ، إذ يشعر المتجسس عليه بأنه مشكوك بأمره غير موثوق.

وهما يكشفان عورات الناس، ويتسببان بإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا. وسوف نلقي الضوء على هذا الموضوع من خلال الآتي:



أولاً: التجسس اصطلاحاً:

قال ابن الأثير: (التجسس: التفتيش عن بواطن الأمور وأكثر ما يقال في الشر)1 . وذكر في معنى التجسس: (هو أن تتبع عين أخيك فتطلع على سره)2. وقيل: (هو أن يتتبع الإنسان أخاه ليطلع على عوراته سواء كان ذلك عن طريق مباشر بأن يذهب هو بنفسه يتجسس، أو كان عن طريق الآلات المستخدمة في حفظ الصوت أو غير ذلك فهو محرم.



ثانياً: الفرق بين التجسس والتحسس:

أكثر العلماء يقولون بوجود الفرق بينهما، قال ابن كثير -رحمه الله-: (التجسس غالباً يطلق في الشر ومنه الجاسوس، وأما التحسس فيكون غالباً في الخير، كما قال -عز وجل- إخباراً عن يعقوب أنه قال: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (يوسف / 87).

وقد يستعمل كل منهما في الشر، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: (ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا)3.

وقال القرطبي -رحمه الله-:

(التجسس بالجيم هو البحث، ومنه قيل: رجل جاسوس، إذا كان يبحث عن الأمور، والتحسس هو ما أدركه الإنسان ببعض حواسه)4.



ثالثاً:- النصوص الشرعية الواردة في ذم التجسس:

قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} 5.

قال ابن جرير -رحمه الله تعالى- قوله: (ولا تجسسوا) يقول: ولا يتتبع بعضكم عورة بعض، ولا يبحث عن سرائره، يبتغي بذلك الظهور على عيوبه، ولكن اقنعوا بما ظهر لكم من أمره وبه فاحمدوا أو ذموا، لا على ما لا تعلمونه من سرائره .. ثم ذكر أثر ابن عباس: نهى الله المؤمن من أن يتتبع عورات المؤمن.

وقال قتادة: هل تدرون ما التجسس، أو التجسس؟ هو أن تتبع، أو تبتغي عيب أخيك لتطلع على سره) أ . ه6

ومن الأدلة: قول الله -عز وجل-: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}7.

دلت الآية على حرمة أذية المؤمنين والمؤمنات ومن الأذية تتبع عوراتهم والتجسس عليهم.. قال قتادة بن دعامة: إياكم وأذى المؤمن، فإن الله يحوطه، ويغضب له. 8

وقال -تعالى-: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (47) سورة التوبة. قال مجاهد في قوله -تعالى-: (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ): وفيكم مخبرون لهم يؤدون إليهم ما يسمعون منكم وهو الجواسيس.9

وقد وردت أحاديث شريفة تدل على حرمة التجسس، فمنها:



أ‌- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً).10

ب‌- عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتَبّع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)11.

(ج) وعن معاوية -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم)12.



رابعاً: من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذم (التجسس):

قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (إنا قد نُهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به).13

قال أبو حاتم البستي -رحمه الله-: (التجسس من شعب النفاق، كما أن حسن الظن من شعب الإيمان، والعاقل يحسن الظن بإخوانه وينفرد بهمومه وأحزانه، كما أن الجاهل يسيء الظن بإخوانه، ولا يفكر في جناياته وأشجانه).14



خامساً: أضرار التجسس:

1- التجسس دليل على ضعف الإيمان وفساد الخلق.

2- وهو دليل دناءة النفس وخستها.

3- يوغر الصدور ويورث الفجور.

4- يؤدي إلى فساد الحياة وكشف العورات.

5- يستحق صاحبه غضب الله ودخول النار، والعياذ بالله -تعالى-.



فــــائدة:

يستثنى من النهي عن التجسس ما لو تعين طريقاً إلى إنقاذ نفس من الهلاك مثلاً: كأن يخبر ثقة بأن فلاناً خلا بشخص ليقتله ظلماً, أو بامرأة ليزني بها، فيشرع في هذه الصورة التجسس والبحث عن ذلك حذراً من فوات استدراكه). نقله النووي عن (الأحكام السلطانية) للماوردي واستجاده.

والله ولي التوفيق..



--------------------------------------------------------------------------------

1 - النهاية (1/272) .

2 - الدر المنثور للسيوطي (7/567) .

3 - تفسير ابن كثير ( 4/213) .

4 - تفسير القرطبي ( 16/218) .

5 - (12) سورة الحجرات.

6 - الحجرات : 12 .

7 - جامع البيان للطبري 13/165.

8 - جامع البيان للطبري 12/58.

9- (تفسير البغوي: 10 / 298).

10 -رواه البخاري ومسلم.

11 -رواه أحمد والترمذي. وصححه الألباني في صحيح الجامع (7984).

12 - قال النووي في رياض الصالحين: (حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح ) أ . هـ.

13 - قال النووي في ( رياض الصالحين ) : حديث حسن صحيح . رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم) .

14 - روضة العقلاء (ص 212) .


منقول

العبد الفقير الى ربه
12-02-2011, 12:57
كم اتمنى اخذ المواعظ والعبر من خلال الآيات القرآنيه والاحاديث النبوية الشريفه , واوجه بكلامي هذا لمحبين التجسس والتطفل بهذا المنتدى هدانا الله واياهم من خارج أبناء قبائل بني لام .. وخصوصاً من ابناء القبائل الآخرى ..



تحياتي لكم

شموخ الجموح
12-02-2011, 02:15
يجزآآآك الخير

وبارك الله فيك

يعطيك العافيه،،،

الــهــنــوف
12-02-2011, 11:13
الله يحفظ عباده المسلمين يارب
أكره التجسس والمتجسسين مادري بصراحه شو يستفيدون من التجسس
الله يكافينا شرهم يارب
يعطيك العافيه أخوي
والله يجزاك كل خير يارب .

الشهابي
12-02-2011, 03:11
للفائده


هل يجوز لهم التجسس على مشترك في الإنترنت لمعرفة إن كان فاسداً أم لا ؟





سؤال: شخص مشترك هو ومجموعة من الأشخاص في شبكة للانترنت وهو المسئول عن هذه الشبكة ، وقد اتفقوا في البداية على عدم إساءة استخدام الانترنت . وقد وصل إليه من بعض المشتركين معه أن هناك شخصا يستخدم الانترنت فيما يغضب الله ، والسؤال هو : هل يجوز له التجسس على جهاز هذا الشخص ليعلم مصداقية ما وصل إليه من أخبار ؛ لأنه لو تبين ذلك فسينذره ، فإن لم يرتدع فسيطرده من الشبكة ، هل يجوز التجسس عليه مع العلم أن الاستخدام سيكون في حدود المطلوب فقط ؟ .

الجواب:

الحمد لله
الأصل في المسلمين البراءة ، ولا يجوز للمسلم أن يتتبع عورات الناس لكشفها وفضحها ، وقد ورد الوعيد الشديد في التجسس على المسلمين ، وتتبع عوراتهم .
قالَ تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا ) الحجرات/ 12 .
وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا إِخْوَانًا ) .
رواه البخاري ( 4849 ) ومسلم ( 2563 ) .
التجسس : البحث عن عيوب الناس وعوراتهم .
التحسس : تتبع الأخبار ، أو الاستماع لعورات الناس .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :
التجسس : طلب المعايب من الغير ، أي : أن الإنسان ينظر ، ويتصنت ، ويتسمع ، لعله يسمع شرًّا من أخيه ، أو لعله ينظر سوءاً من أخيه ، والذي ينبغي للإنسان أن يُعرض عن معايب الناس ، وأن لا يحرص على الاطلاع عليها ، ... .
فلا ينبغي للإنسان أن يتجسس ، بل يأخذ الناس على ظاهرهم ، ما لم يكن هناك قرينة تدل على خلاف ذلك الظاهر .
" تفسير سورة الحجرات " ( ص 50 ، 51 ) .
فيا أخي الفاضل :
لا ينبغي لك فتح باب الشك والريبة والاتهام ، ولو فتحتَ الباب على غيرك : فسيصل الشر إليك ، ولن تكون بمنأى عن أصحابك الذين تجسست معهم على صاحبك أن يتجسسوا عليك ، ومنا أحد إلا وعنده ما يحب من الله أن يستره عليه ، فلا تعرِّض نفسك للعقوبة ، ولا تفتح على غيرك أبوابا من الشر فتُفتح عليك .
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ : لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ : تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ ، وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ .رواه الترمذي ( 2032 ) .
ويا أخي الفاضل :
هب أنك وقعت قدراً على سوءٍ يفعله أخوك في السرِّ ، أتدري ما يجب عليك ؟ يجب عليك الستر عليه ، وعدم فضحه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَنَادَاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي زَنَيْتُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حَتَّى رَدَّدَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ دَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبِكَ جُنُونٌ قَالَ لَا قَالَ فَهَلْ أَحْصَنْتَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فَكُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُ فَرَجَمْنَاهُ بِالْمُصَلَّى فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجَارَةُ هَرَبَ فَأَدْرَكْنَاهُ بِالْحَرَّةِ فَرَجَمْنَاهُ . رواه البخاري ( 6430 ) ومسلم ( 1691 ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
ويؤخذ من قضيته : أنه يستحب لمن وقع في مثل قضيته أن يتوب إلى الله تعالى ويستر نفسه ولا يذكر ذلك لأحد كما أشار به أبو بكر وعمر على ماعز .
وأن مَن اطلع على ذلك : يستر عليه بما ذكرنا ، ولا يفضحه ، ولا يرفعه إلى الإمام ، كما قال صلى الله عليه وسلم في هذه القصة ( لو سترته بثوبك لكان خيراً لك ) ، وبهذا جزم الشافعي رضي الله عنه ، فقال : أُحبُّ لمَن أصاب ذنباً فستره الله عليه أن يستره على نفسه ويتوب ، واحتج بقصة ماعز مع أبي بكر وعمر .
" فتح الباري " ( 12 / 124 ، 125 ) .
وقد وعدك الله تعالى بالستر عليك في حال فعلت هذا .
عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) . رواه مسلم ( 2580 ) .

فإن قويت القرائن حول شخص بعينه أنه يُفسد على الناس دينهم وأخلاقهم ، كمن يستدرج النساء أو المردان للفاحشة ، أو يُظهر للناس أنه من المستقيمين على الجادة ، ويوقعهم في شر أعماله من الاحتيال على أموالهم وأعراضهم : فهنا يمكن لطائفة من أهل الخير والعلم أن تتبع هذا لتبرئه مما ينسب إليه ، إن كان بريئا ، أو لتستتيبه من فعله ، فإن أصرَّ على سوء أفعاله : فلهم فضحه ، والشكوى عليه لدى من يأخذ للناس حقهم ، على أن تكون القرائن مبنية على أسس ، وليست مجرد أوهام وخيالات واتهامات فارغة ، ولذا اشترط العلماء أن يكون الإخبار عن ذلك من ثقة .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
ويستثنى من النهي عن التجسس : ما لو تعين طريقاً إلى إنقاذ نفس من الهلاك مثلا ، كأن يخبر ثقةٌ بأنَّ فلانا خلا بشخص ليقتله ظلماً ، أو بامرأة ليزني بها : فيشرع في هذه الصورة التجسس ، والبحث عن ذلك ، حذراً من فوات استدراكه .
" فتح الباري " (10 / 482 ) .
قال الإمام النووي – رحمه الله - :
قال إمام الحرمين : ... وليس للآمر بالمعروف البحث والتنقير والتجسس واقتحام الدور بالظنون ، بل إن عثَر على منكر غيَّره جهدَه .
وقال أقضى القضاة الماوردي : ليس للمحتسب أن يبحث عما لم يَظهر من المحرمات ، فإن غلب على الظن استسرار قوم بها لأمارة وآثار ظهرت : فذلك ضربان :
أحدهما : أن يكون ذلك في انتهاك حرمة يفوت استدراكها ، مثل أن يخبره من يثق بصدقه أن رجلاً خلا برجل ليقتله أو بامرأة ليزني بها ، فيجوز له في مثل هذا الحال أن يتجسس ، ويقدم على الكشف والبحث حذراً من فوات ما لا يستدرك ، وكذا لو عرف ذلك غير المحتسب من المتطوعة : جاز لهم الإقدام على الكشف والإنكار .
الضرب الثاني : ما قصر عن هذه الرتبة ، فلا يجوز التجسس عليه ، ولا كشف الأستار عنه ، فإن سمع أصوات الملاهي المنكرة من دار أنكرها خارج الدار : لم يهجم عليها بالدخول لأن المنكر ظاهر ، وليس عليه أن يكشف عن الباطن .
" شرح النووي " ( 2 / 26 ) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
التجسس لا يجوز ، إلا إذا وُجدت قرائن تدل على وجود المنكر ، قرائن قوية ، ثم لا يجوز أن يتجسس كل واحد ؛ لأن هؤلاء الذين على منكر لو خرج واحد منهم ووجد هذا الرجل ربما يقتله .. " انتهى مختصرا .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 230 / السؤال 12 ) .
ولمزيد من الفائدة : نرجو النظر في جوابي السؤالين : (13318 (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=13318&ln=ara) ) و ( 26964 (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=26964&ln=ara) ) .
والله أعلم



الإسلام سؤال وجواب


جزاك الله خير على طرح القيمه وكثر الله من امثالك وفقك الله لكل خير وكفيت ووفيت على النصيحه

دمت في حفظ الله

MR MAHMOUD
14-02-2011, 07:10
¦ الله يجزاك خير ..
يعآفيك ربي على طرحك النير جعله الله في ميزان أعمالك ..

لمسات الشمري
14-02-2011, 07:58
سطور نالت الإعجاب برقي هذا الطرح
خيارات بقمة التألق والذوق
سَّــر إبداعك ذائقتك المُتميزه
http://www.alfrasha.com/up/21165154251391515558.gif (http://www.bddor.com/vb)

لن أقول وداعاً لأن لي لقاء دائماً
مع الإبداع الذي يرسوا عند حروف إسمك
سوف آظل أترقب الجديد بكل شوق


كل الود والتقدير

الامير سعود
14-02-2011, 08:02
جــزآك الله خيــر

همسة امل
15-02-2011, 03:59
بارك الله فيك اخى
شكرا لك
http://forum.sedty.com/imagehosting/41160_1232886523.gif

أسير الصمت
15-02-2011, 04:12
جزاك الله خير

فارس العنزي
16-02-2011, 01:09
يسلمو
الله يعطيك العافيه على الموضوع
تحياتي وتقديري

العبد الفقير الى ربه
17-02-2011, 07:50
اشكر من أعماق قلبي كل من علق وادلى بدلوه ,, واخص بشكري اخي الكريم الشهابي على اضافته الرائعه التي عهدناها منه دوماً على مداخلاته وتعليقاته النيرة ,, ولايهون البقيه من الاخوه والاخوات ..


تحياتي لكم