المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جهاز المناعة ودوره في حماية الجسم من العدوى


شموخ الجموح
07-06-2011, 12:01
جهاز المناعة ودوره في حماية الجسم من العدوى


الكائنات التي تهاجم جسم الإنسان، سواء بكتريا أو فطريات أو فيروسات أو طفيليات، هي في الحقيقة كائنات غير مرئية، تنتقل عدواها إلى الإنسان، من خلال وسائل متعددة. ويعيش بعضها في الهواء، أو الماء والطعام، وحتى في التراب. وتتحايل هذه الكائنات على جهاز المناعة في الجسم، وعلى كثير من المضادات الحيوية، التي يتناولها الإنسان، بتغيير تركيبها البروتيني، حتى تستطيع البقاء.
ويبدأ عمل جهاز المناعة بالخط الأول، وهو إفراز العرق والأحماض الدهنية على الجلد. وتُعد هذا الوسط ساماً لأغلب أنواع البكتريا. ثم يوجد اللعاب والدموع وإفرازات الأذن، وتحتوي كلها على إنزيمات قاتلة للبكتريا؛ وكذلك المخاط المبّطن للأنف، والأغشية المخاطية، والشعر الموجود بها، لحجز ما يمكن أن يتسلل من أجسام غريبة، ومنعها من الوصول للرئة، وتخرج مع السّعال والعطس. ويوجد في الجهاز التنفسي الغشاء المخاطي، المبطّن بأهداب تتحرك باستمرار للخارج لطرد أي أجسام غريبة. وينطبق ذلك على إفرازات المعدة والأمعاء والجهاز التناسلي للمرأة وغيرها.
وأما إذا نجح الجسم الغريب، أو الميكروب، في الدخول إلى الجسم، فإن جهاز المناعة يكتشفه ويتعرف عليه بواسطة مخالفة بصمته الجينية لتلك الموجودة في كل خلايا الجسم، كما يحدد جهاز المناعة كذلك، نوع الجسم الغريب ليقاومه ويقضي عليه.
1. الالتهابات والمناعة
أ. يحدث الالتهاب، بعد وصول أي جسم غريب إلى داخل الجسم، وبعد تغلبه على وسائل الدفاع الأولية، وهذا ما يتسبب في إفراز مواد، بواسطة خلايا الجسم وخلايا الدم، تسمى Cytokines، وكذلك إفراز مواد أخرى نتيجة لاتحاد الجسم المضاد، مع مولد المضاد إضافة لتنشيط المركب البروتيني المكّمل.
وهذه المواد تؤدي إلى حدوث تمدد في جدار الشعيرات الدموية، وهذا ما يتسبب في حدوث احمرار في لون الجلد، وكذلك زيادة كمية السّوائل، التي تنفذ من هذه الأوعية والشعيرات الدموية، فيحدث تورم. ويصاحب هذه العملية، حدوث تجلط في الدم بالمكان المصاب، وارتفاع في درجة الحرارة، وغير ذلك من الأعراض. ويتوقف حدوث الالتهاب في مكان دخول الجسم الغريب، على عدة عوامل، منها:
(1) سبب الالتهاب.
(2) طريقة دخول الجسم الغريب إلى الجسم.
(3) الحالة الصحية للشخص المصاب.
ب. يصاحب حدوث الالتهاب، بأعراضه، مثل الاحمرار والتورم وارتفاع درجة الحرارة، آثار مفيدة أو آثار ضارة، كالآتي:
(1)
الآثار الضارة للالتهاب:

(أ)
حدوث أمراض المناعة الذاتية Auto immune diseases، مثل الحمى الروماتيزمية Rheumatic fever، والروماتويد Rheumatoid، أو مرض الذئبة الحمراء Systemic lupus Erythematosis.

(ب)
يؤدي حدوث الالتهاب إلى زيادة رد فعل الشخص المصاب، مثل زيادة الحساسية ـ ومن ثم تتأثر وظيفة العضو المصاب. فمثلا يؤدي حدوث الالتهاب، وما يصحبه من تورم واحمرار في الشعب الهوائية، إلى زيادة سرعة التنفس وسعال شديد، فتتأثر الوظيفة التنفسية للرئة، فيضطر الشخص المصاب إلى ملازمة الفراش.
(2)
الآثار المفيدة للالتهاب:

(أ)
يؤدي حدوث التجلط في مكان الالتهاب، إلى عدم انتشار الجسم الغريب والمواد الضّارة في الدم، إلى باقي أجزاء الجسم، فيمنع ذلك توسيع مكان انتشار رد الفعل للجهاز المناعي.

(ب)
تؤدي زيادة كمية السّوائل، التي تنفذ من الأوعية والشعيرات الدموية مكان الالتهاب، إلى خروج المادة الضارة من الجسم "خارجيا"، كما تؤدي إلى تخفيف وتقليل تركيز تلك المادة ونشاطها "داخلياً".

(ج)
يؤدي الاحمرار وتمدد الشعيرات الدموية مكان الالتهاب، إلى زيادة كمية الدم، التي تصل إلى هذا المكان حاملة معها عدد أكبر من الخلايا البيضاء والليمفاوية، وباقي أنواع خلايا جهاز المناعة.

ج. الخلايا المسؤولة عن حدوث الالتهاب:
توجد هذه الخلايا بالدم أو بالأنسجة، ومنها:
(1)
الخلية السّائدة Mast cell:
توجد تحت سطح الجلد، وفي الغشاء المخاطي المبطن للأنف، والحويصلات الهوائية بالرئة، وكذلك في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة والأمعاء. وتنشأ هذه الخلية في النخاع العظمى Bone marrow، وتعتمد في عملها على الجسم المناعي الموجود بالدم، والمسمى IgE، وعلى وجود مستقبل خاص بهذا الجسم المناعي على سطح الخلية، يسمى IgE receptor. ويلتصق الجسم المناعي بهذا المستقبل، فيؤدي إلى زيادة التصاق هذا الجسم المضاد، بمولدات المضادات المسببة للحساسية. وتوجد حبيبات بداخل هذه الخلايا تحتوي على مادة الهستامين Histamine، وكذلك مواد أخرى، تؤدي إلى زيادة نفاذية الأوعية الدموية للسوائل، وزيادة إفرازات المواد المخاطية، وانقباض في عضلات الجهاز التنفسي الدائرية المبطنة للشعب الهوائية، وكذلك زيادة جذب خلايا أخرى. ولهذا تسمى بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الحساسية Antihistamincs "مضادات الهستامين"، وهي تؤدي إلى تقليل رد فعل الخلايا السائدة ومن ثم تقليل إفرازاتها.
(2)
الخلية القاعدية Basophilic cell:
هي إحدى أنواع كرات الدم البيضاء، التي تحتوي على حبيبات قاعدية (أي زرقاء اللون عند صبغها بصبغة معينة لفحصها تحت الميكروسكوب). وتحتوي هذه الخلية على حبيبات غنية بالهستامين، كما تحمل على سطحها مستقبلات للجسم المناعي IgE، مثل الخلية السائدة.
(3)
الخلية الحمضية Eosinophilic cell:
خلية تحتوي على حبيبات حامضية (أي حمراء اللون عند صبغها بصبغة معينة لفحصها تحت الميكروسكوب). ويزداد عددها عند حدوث حساسية، أو وجود طفيليات Parasites بالجسم، مثل البلهارسيا وغيرها. وتمثل هذه الخلايا حوالي 1-3 %، من عدد كرات الدم البيضاء.
(4)
الصفائح الدموية Platelets:
وظيفة الصّفائح الدموية الأساسية هي تجلط الدم، وإغلاق مكان النزف في الأوعية الدموية، كما يوجد على سطحها مستقبلات للأجسام المناعية IgE ,IgG.

د. أسباب حدوث الالتهاب:
يحدث الالتهاب كرد فعل للجهاز المناعي، عند دخول جسم غريب إلى الجسم، ويتم ذلك من طريق المناعة الخلوية Cellular Immunity، أو من طريق المناعة الخلطية Humoral Immunity
(1)
المناعة الخلوية Cellular Immunity
سميت خلوية لأنها تعتمد على الخلايا البائية B-cell، والخلايا البالعة Phagocytic cells، وتستغرق في بعض الحالات فترة طويلة قد تصل إلى أكثر من يوم، لحدوث رد فعل الجهاز المناعي. ولهذا سميت كذلك "زيادة الحساسـية المتأخرة" delayed hypersensitivity، وتتلخص في الآتي:

(أ)
تفرز الخلايا التائية المساعدة T-helper cell، مواد تساعد على جذب الخلايا البالعة وتنشيطها، وهذا ما يساعد على عملية ابتلاع الميكروبات والقضاء عليها.

(ب)
تفرز الخلايا الرئيسية Mast cells، مادة الهستامين، التي تساعد على تمدد الشعيرات الدموية وزيادة النفاذ منها، فتساعد على خروج باقي الخلايا إلى مكان الالتهاب.

(ج)
يحدث التّجلط وترسيب مادة الفيبرين Fibrin، بسبب الصفائح الدموية، ما يجعل مكان الالتهاب صلباً، ومحدداً، وبهذا، يمتنع انتشاره. وعندما يكون مولد المضاد جسماً صلباً، مثل مسحوق التلك أو السيلكا أو الزجاج، فإنه يبقى في مكانه مدة طويلة، وتستمر عملية الالتهاب، وذلك يؤدي إلى حدوث تأثير ضار ومزمن، على أنسجة الجسم.
(2)
المناعة الخلطية Humoral Immunity:
تعتمد هذه الطريقة على خلط، أو اتحاد الجسم المضاد Antibody، مع مولد المضاد Antigen لتكوين المركب المناعي Antigen- Antibody Compound، والذي يؤدي بدوره إلى تنشيط المركب البروتيني المكمل Complement.
ويعتمد تنشيط المركب البروتيني المكمل، على نوع الجسم المضاد؛ فبعض الأجسام المناعية لها القدرة على التنشيط مثل IgM. بينما لا تملك أنواع أخرى من الأجسام المضادة هذه القدرة على التنشيط، مثل IgA, IgE. وتبتلع الخلايا البالعة في معظم الأحوال هذا المركب المناعي. ويحدث هذا النوع من رد الفعل المناعي، عند دخول الجسم الغريب، كالالتهاب الذي يعقب لدغ الحشرات أو حقن الأدوية، ويكون على هيئة تورم واحمرار فوري، في مكان الحقن أو اللدغ. وكذلك في حالات نقل الدم، عند عدم التوافق بين الفصائل، وما يصاحب ذلك من رعشة وارتفاع بالحرارة. وقد تحدث وفاة فجائية أو صدمة Shock، مثل رد الفعل لبعض حقن البنسلين. ويعد هذا النوع من المناعة مسؤولاً عن عملية طرد الجسم للأعضاء المزروعة، مثل الكلى وغيرها.
(3)
الدور المناعي لمقاومة الفيروسات:
تلعب الفيروسات دوراً مهماً في إصابة الإنسان بكثير من الأمراض الحادة، أو المزمنة، التي تختلف حسب نوع الفيروس، ومكان الإصابة، وطريقة انتشاره. وبوجه عام، تجري المقاومة الخارجية للفيروسات، التي تتكاثر خارج الخلايا، مثل تلك التي على سطح الجسم أو داخل الجهاز الهضمي أو التنفسي، بواسطة الجسم المناعي IgA، وكذلك، إفراز مادة الأنترفيرون Interferon، وهي مادة مضادة للفيروسات، وتقضي على معظمها وذلك من طريق التصاقها بمستقبلات الخلايا المجاورة للخلية المصابة، مما يحمى هذه الخلايا من وصول الإصابة إليها، ويقوم الأنترفيرون كذلك بتنشيط الخلايا الطبيعية القاتلة NK. Cells، والتي تعمل بدورها على قتل الخلايا المصابة بالفيروس. ويتم هذا الدور كذلك داخل الجسم من طريق المناعة الخلوية.
أما الفيروسات التي تصل الدم، فتقاومها الأجسام المضادة، بينما الفيروسات الأخرى، التي تنفذ إلى داخل الخلايا فتجري مقاومتها من طريق المناعة الخلوية، وكذلك بمساعدة الأجسام المضادة.

(أ)
مقاومة الفيروسات من طريق المناعة الخلوية:
وذلك من طريق الخلايا البالعة Phagocytic cell، والخلايا الطبيعية القاتلة Natural killing cells، أو NK cells، كما تفرز الخلايا التائية القاتلة T-killer cells، مواداً قاتلة للفيروس الخلوي، خلال ساعة من دخوله إلى الخلية، ما يساعد على سرعة مقاومته، قبل انتشاره داخل الجسم.


(ب)
مقاومة الفيروسات من طريق الأجسام المضادة:
وذلك من طريق حماية الأغشية المخاطية، ومنع الفيروس من الالتصاق بها، ودخوله الجسم، مثل فيروس شلل الأطفال. فالأجسام المضادة IgA، تؤدي دوراً مهماً في منع الغشاء المخاطي للمعدة والأمعاء، من امتصاص الفيروس، ولذا يعطى التحصين ضد شلل الأطفال من طريق الفم، مما يخلق مناعة موضعية بالمعدة والأمعاء، فضلاً عن المناعة العامة للجسم، بعد امتصاص هذا اللقاح. ويُعد اتحاد الجسم المضاد مع الفيروس، وتكوين المركب المناعي على سطح الخلية، وتنشيط المركب البروتيني المكمّل، من العوامل التي تساعد على تنشيط الخلايا البالعة، لتؤدي دورها في تحليل وتجميع أجزاء الفيروس، ومنعها من الانتشار والتكاثر.
(4)
الآثار الجانبية لمقاومة جهاز المناعة للفيروسات:
تُحدث مقاومة الجهاز المناعي للفيروسات، على وجه التحديد، أضراراً بالجسم، مثل تدمير الخلايا المصابة، وأمراض المناعة الذاتية، وذلك للأسباب الآتية:

أ-
خروج مولدات مضادات من الخلايا المصابة، لم يتعرف عليها الجهاز المناعي من قبل، فيحفز ذلك جهاز المناعة فتبدأ في مهاجمة خلايا الجسم نفسه.

ب-
يؤثر تدمير الخلايا المصابة بالفيروسات، على وظائف الجسم.

ج-
تكوين مركبات مناعية كثيرة Antigen- Antibody Compound، مما يزيد من ردة فعل الجهاز المناعي.

د -
تقليل نشاط الخلايا التائية المثبطة للمناعة T-suppressor التي توقف النشاط المركب والمتسلسل لجهاز المناعة، حتى لا يصيب الخلايا السليمة.
(5)
الكشف المعملي عن الفيروسات:
مع التطور في كافة العلوم الطبية، أصبح من الممكن التعرف على وجود الفيروسات بالدم، من طريقين:

أ-
استخدام الميكروسكوب الفلورسينتى Fluorescent microscope
وذلك بالفحص المجهري المضيء المباشر، الذي أدى إلى التعرف على كثير من الفيروسات، مثل الحصبة والجديري وغيرها.

ب-
قياس الأجسام المضادة للفيروسات بالدم
وذلك في الحالات، التي يصعب فيها عمل مزارع الفيروسات؛ ويكون ذلك من طريق استخدام المواد المشعة والأجسام المناعية والأنزيمات، مثل طريقة اليزا Eliza، وهى طريقة معملية خاصة للكشف على هذه الأجسام، مثل IgG، IgM. ومن طريقها يمكن معرفة هل الإصابة قديمة، فيكثر عدد IgG، أم الإصابة حديثة، فيكثر عدد IgM.

2. دور الجهاز المناعي في مقاومة البكتريا
تعد مقاومة الجسم للبكتريا عملية معقدة للغاية، وذلك لتعدد الطرق، التي تلجأ إليها البكتريا في مقاومة جهاز المناعة، مثل إفراز سموم بالدم، أو تحصين نفسها بغطاء من المواد متعددة السكريات Polysaccharides. ويوجد نوع من البكتريا، يسمى البكتريا الخلوية Cellular Bacteria، يحمى نفسه من جهاز المناعة بالاختباء داخل الخلايا.
ويحمي الجهاز المناعي الجسم من البكتريا، من طريق الأجسام المضادة، وتنشيط المركب البروتيني المكمل، والخلايا البالعة. ويعتمد تشخيص الأمراض الناتجة عن البكتريا على قياس الجسم المناعي IgG أو IgM لمعرفة الإصابة الحديثة، التي يكثر فيها الجسم المناعي IgM، من الإصابة القديمة، التي يكثر فيها الجسم المناعي IgG، وكذلك عمل المزرعة البكتيرية.
وقد استُخدم حديثاً التفاعل المضاعف المتسلسل Polymerase Chain Reaction PCR، للكشف المبكر والسريع عن أي جزئ من الميكروب، ونجح في الكشف المبكر عن ميكروب السل، ما أدى إلى سرعة علاجه.

أبــرار
10-06-2011, 08:32
الله يبعد عنااا الفيروسااات الضااره منها طبعاً
تسلم ايدياتج شموووخه..........

البــرنوو
10-06-2011, 10:29
يعطيج العاااافيه

شموخ الجموح
11-06-2011, 01:43
ربي يعافيكم ويسلمك على هيك مرور

شاكره لكم يالغوالي،،،،

الفارس الفضلي
11-06-2011, 02:03
موضوع مفيد ومهم عن اهم الاجهزه في الجسم الجهاز المناعي
تسلمي على طرحك القيم

شموخ الجموح
11-06-2011, 03:25
الفارس الفضلي

اسعدتني برووعة مرورك

شاكره لك ياولد العم

تحياتي،،،

ندى محمد
20-05-2013, 10:39
موضوع مفيد ومهم