المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تعجّل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمــــــانه


اسامة كريم
28-06-2011, 08:38
معنى القاعدة إجمالاً : أن من تعجّل الأمور التي يترتب عليها حكم شرعي قبل وجود أسبابها الصحيحة لم يفده ذلك شيئاً وعوقب بنقيض قصده.
وقال ابن رجب مبيناً معناها :"من تعجل حقه وما أبيح له قبل وقته على وجه محرم عوقب بحرمانه " .

وقال الشيخ السعدي في نظم هذه القاعدة في منظومة القواعد الفقهية :
معاجل المحظور قبل آنه قد باء بالخسران مع حرمانه
أي أن المستعجل للشيء المحرم عليه الآن مع أنه سيباح له بعد حين ولكن لا يصبر حتى يأتي وقته فيستعجل سببه وطلبه فحكم عليه بأنه "قد باء بالخسران مع حرمانه"

ويعتبر استعجال الأمر قبل أوانه من التقدم بين يدي الله وعدم التسليم وقد قال الله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم" ، كما أنه سوء أدب مع الله تعالى .
وقد ذكر بعض العلماء كالحسن البصري والشعبي في سبب نزول هذه الآية الكريمة أنها نزلت في قوم ذبحوا أضحيتهم قبل أن يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمرهم أن يعيدوا الذبح حيث إنهم استعجلوا الذبح قبل وقته المحدد شرعاً فكان لغواً ولم يعتبر.
فالشرع جعل للأشياء أسباباً ، ولا تتحقق تلك الأشياء إلا بتحقق أسبابها.

ولأن فعل ذلك الشخص الذي أراد الوصول إلى حقه بطرقٍ محرمة يُعَدُّ تحايلاً على الشرع من جانبٍ آخر ، فعنده بليتان :
أحدهما : أنه وقع في المحرم استعجالاً لحقه .
الثانية : أنه تحايل على الشرع بسلوك هذه الطرق للتوصل إلى حقه ، فعوقب بحرمانه من هذا الحق أصلاً.

والأمثلة التي ذكرها الفقهاء لهذه القاعدة كثيرة جداً منها

- حرمان القاتل من الإرث ، فمن قتل مورثه فإنه يحرم من الميراث ، لأنه استعجل إرثه من المورث قبل أوانه فيعاقب بالحرمان

- من أخذ من الغنيمة قبل قسمتها وهو ما يعرف بــــ" الغلول" فإنه يحرم من نصيبه في الغنيمة

وتجري أحكام هذه القاعدة في الأحكام الدنيوية والأخروية ، فإن الله تعالى حرم على العباد محرمات في الدار الدنيا ووعد الصابرين على تركها بالجزاء العظيم في الآخرة ومن الجزاء إتيانها في الآخرة ولكن من تعجل شهواته المحرمة في الدنيا عوقب بحرمانها في الآخرة ـ إن لم يتب منها ـ قال الله تعالى :" وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ".

فمن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة و أيضاً من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة والجزاء من جنس العمل و بنظرة لواقع حياتنا فإننا نجد كثيراً من الأمثلة والنماذج لهذه القاعدة

إن كثيراً من النصوص الشرعية تفيد أن العبد يعامل بنقيض قصده السيء ولذلك فقد حكم الصحابة ـ عليهم الرضوان ـ بتوريث المرأة التي طلقها زوجها طلاقاً بائناً وهو في مرض الموت ليحرمها من الميراث ، فورثوها معاملة له بنقيض قصده ، والجزاء من جنس العمل

وكما أن المتعجل للمحظور يعاقب بالحرمان فمن ترك شيئاً تهواه نفسه عوضه الله خيراً منه في الدنيا والآخرة ، فمن ترك معاصي الله ونفسه تشتهيها عوّضه الله إيماناً في قلبه وسعة وانشراحاً وبركة في رزقه وصحة في بدنه مع ما له من ثواب الله وأجره الذي لا يقدر على وصفه.

كم من فسادٍ في دنيا الناس ودينهم في المجتمع بسبب التعجل ـ قبل الأوان ـ في تحصيل حطام الدنيا الفانية وملذاتها ، فلنتنبه لذلك ، ولينتشر بيننا النصح والتذكير ولتقم كل جهة وفرد بدوره المنوط به في هذه القضية ، وليتعظ الجميع وكما قيل : السعيد من وُعظ بغيره ، ونسأل الله أن يسلك بنا وبجميع إخواننا المسلمين سبل التوفيق والهدى ويجنبنا طرق الغواية والرّدى وأن يرزقنا القناعة بما تفضل وتكرم به علينا من نعم لا تعد ولا تحصى ، والله الهادي سواء السبيل

أبــرار
28-06-2011, 10:36
جزاك الله خيرا واثابك الجنه بما طرحت

شموخ الجموح
29-06-2011, 12:41
يجزآآآك الجنه

وبارك الله فيك

وبالفعل العجله من الشيطان

الله يهدينا ويصلح امورنا

عسى يدآآآك لاتمس النار

عوافي،،،،

اسامة كريم
01-07-2011, 08:13
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شموخ http://www.alfothool.com/vb/fothol2011/buttons/viewpost.gif (http://www.alfothool.com/vb/showthread.php?p=336925#post336925)
يجزآآآك الجنه

وبارك الله فيك

وبالفعل العجله من الشيطان

الله يهدينا ويصلح امورنا

عسى يدآآآك لاتمس النار

عوافي،،،،



الله يعافيك ويسلمك من كل مكروه :61_f::61_f::61_f::61_f::61_f:

سعــد الغـزي
01-07-2011, 08:04
جزاك الله خير