المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على الذهب الاسود تدور الدوائر!؟


بلال سلوم
24-01-2007, 03:03
وصارت اوبك التي تأسست في بغداد أبان المد الثوري العالمي 1961العوبة بيد الامريكان بالتنسيق مع الحلفاء المزمنين حكام الخليج وهي واجهة ليست فعالة لتحديد سقف الانتاج النفطي علما ان الدول النفطية من خارج اوبك مثل النروج وروسيا وامريكا ذاتها لها سياساتها الخاصة التي قد تعرقل المجهودات التضامنيةان وجدت داخل اوبك.. وراحت الاحتكارات النفطية تنفث سمومها في صناعة النفط الروسية ذاتها وهي تجتهدالان لاحتوائها مستقبلا!؟ بعدان كانت عونا للسياسة التحررية للبلدان المنتجة.
يراد من العراق ان يكون درسا للاخرين:
كان لتأميم شركة النفط العراقية عام 1972 اثره البالغ على مجمل توجهات الكارتلات النفطية العالمية وذلك ليس لحرمانها فقط من مزايا دورة النفط العراقي وانما لانها سابقة قد تفتح ابواب جهنم عليها عندما يستلهمها المنتجون الاخرون؟ ولم يكن التأميم العراقي ولادة سهلة بل تحصيل حاصل للتوجهات الوطنية التى ارادت استثمارهذه النعمة لخدمة برامج التنمية الحقيقية اولا ثم لتجريد الاحتكار النفطي من السلاح الذي يستخدمه دوما بوجه اي حكومة عراقية تخرج عن بيت الطاعة الامبريالي ـ الامريكي تحديدا حيث تلاعبها المستمر بألانتاج من كميته وبالتالى بموارده المالية التي على ضوئها تحدد برامج الميزانيات والخطط الاقتصادية . فعندما اصدر عبد الكريم قاسم قانون رقم 80 الذي جرد الشركات الاحتكارية من امتياز التنقيب عن النفط في العراق وجعلها تعمل بمساحة تقل عن 2% من الامتياز السابق اعتبر حينها صفعة قوية لوجه شركة نفط العراق الاحتكارية، وقد لاحظنا كيف ان سقوط قاسم كان هزة عنيفة اعقبت
صفعته بسنتين!؟ ومما زاد الطين بلة انه اخذ بسياسة ضم الكويت للعراق قبل استقلالها مما اثار حفيظة ذات الدوائروسعت لاسقاطه وبأي ثمن فالكويت خزان نفطي اخر لايجب ان يمس!
ثم جاء انشاء شركة النفط الوطنية العراقية 1964التي شكلت خطوة عملية بالاتجاه الصحيح، لكن انعدام الاستقرار السياسي حرم هذه الخطوة من التطور، حتى حصول الخطوات العملية الناجحة بعد انقلاب 17 تموز68 ففي حزيران 1969 تم التوقيع على اتفاقية المعونة الفنية السوفيتية لحقول الحلفاية الواقعة في محافظة العمارة وحقول اخرى بكلفة 70 مليون دولار وبعد اسابيع تم الاعلان عن اتفاقية حقل الرميلة الشمالي ومد خط انابيب لربط الحقل بميناء الفاو بمقابل حصول الروس على ثمنه نفطا خاما.
وفي 7 نيسان 1972 افتتح ألكسي كوسجين رئيس الاتحاد السوفياتي بنفسه انتاج حقل الرميلة الشمالي واثناء زيارته تلك وقع مع احمد حسن البكر معاهدة الصداقة والتعاون الاستراتيجية وكان امدها 15 عاما وفي ايار من نفس العام قدمت الحكومة العراقية انذارها الشهير الى شركة نفط العراق وخيرها الانذار ما بين المحافظة على معدلات الانتاج السابقة وان تنهى خلافاتها المالية المعلقة مع الحكومة والا انها ستواجه التأميم. وجاء رد الشركة رافضا هذا الانذار وعندها اعلنت الحكومة العراقية تأميم الشركة وذلك في الاول من حزيران 1972 . وقد رافق كل هذه الخطوات تقارب بين حزبي البعث والشيوعي ولم يملك الاخيرالا التأييد والدعم لخطوات البعث ، وكان لتعيين كلا من عامر عبدالله ومكرم الطالباني وزراء في الحكومة العراقية اثره فيما بعد لقيام الجبهة الوطنية والقومية التقدمية سنة 73 علما انه بعد هذا التعيين بأيام قدم الانذار لشركة نفط العراق. وكانت الحكومة العراقية قد أمنت جانب الحركة الكردية ببيان 11 اذار70 مما جعلها وحزب البعث يكسروا قاعدة اللعب بالورقة الكردية بواسطة شاه ايران ومن خلفه احتكارات النفط للضغط واضعاف موقف الحكومة العراقية.
لقد نجح البعث في احلك الظروف في تأمين نفسه ومن ثم اكسبه التأميم شعبية عراقية وعربية منقطعة النظير.هذا اضافة الى قفزة حقيقية في عائدات النفط وبتحديد بعد ارتفاع الاسعار الكبير منذ 73 وهذا ماانعكس على برامج التنمية وعلى دخول المواطنين. واصبح العراق فعلا في طليعة البلدان النامية من حيث الاستثمارات في البنى التحتية ومن حيث التطورالاجتماعي والثقافي والتقني وصار العراق لاعبا يحسب له الحساب في عموم الشرق الاوسط. ولم يرق هذاالحال للاحتكارات النفطية ولا لاسرائيل ومن بعد لم يرق لامريكا. وكما ذكرنا سابقا فأن ايران هي الشرطي الذي يمكن استخدامه دوما بوجه نهضة العراق وهذا قد حصل ايام قاسم وايام المد الوحدوي العراقي المصري السوري. وكان اغوات الاكراد في العراق هم الاداة ففي عام 74 بدأ البارزاني الاب تحركاته المدعومة من قبل السافاك الايراني لزعزعة الوضع في شمال العراق ولم يكن خافيا ان الموساد الاسرائيلي كان قد دخل على الخط مبكرا وكذا المخابرات الامريكية، يا اعداء العراق اتحدوا وهذا ماحصل فعلا. حتى الحزب الشيوعي قد ادان حينها هذه التوجهات واتهم قيادة البرزاني بالجناح اليميني في الحركة الكردية لرفضها الانخراط بالجبهة الوطنية واصرارها على العمل مع اعداء العراق رغم ان الاكراد كانوا قد حصلوا على مكاسب مهمة ابرزها اعتبارهم شركاء اساسيين في الوطن وفي الحكم كامل الحقوق الثقافية حكم ذاتي يمكن ان يتطوربأدائه الخ
وهكذا مكاسب لم يحصل عليها اي كردي في اي مكان اخر وقدتحققت بفضل تضامن عموم الشعب العراقي مع حقوقهم المشروعة. وبدأت المؤامرة بالعمل العسكري ضد قوات الجيش العراقي في شمال العراق. وازاء ذلك حاول صدام حسين شخصيا درء هذا الخطر بعقد صفقة مع شاه ايران اعطيت بموجبها اجزاء من شط العرب لايران مقابل عدم التدخل في شؤون العراق وتعاون أمني وبذلك انهارت الحركة الكردية المسلحة. وقتها لم تبرز اعتراضات واضحة على اتفاقية الجزائر. رغم انها عقدت على حساب ارض العراق. واعتقد ان شاه ايران نفسه لم يكن منسجما مع المشروع الامريكي الاسرائيلي للذهاب في حرب العراق الى النهاية!؟
لقد انفرد صدام بقوة العراق وخلت الساحة له بعد ان ابعد الشيوعيين عن الحكم نهائيا. وحتى مجئ الخميني الى ايران لم يكن هناك مايؤرق البعث في العراق.
الحرب العراقية الايرانية: "عصفوران بحجر واحد"!
خشية صدام من اندفاع الثورةالاسلامية في ايرن نحوالعراق ومعرفة الآيات في ايران ان استمرارهم في الحكم يتطلب استمرار الثورة وان حتم ذلك تصديرها لذلك كان اعلان صدام عن بدأ الحرب ضد ايران قد سر حكام ايران الجدد وذلك لتتخلص من كل شركاء الثورة ، من يساريين وديمقراطيين ولبراليين، ولم اكن مغاليا لوقلت: لولم يبدأ صدام الحرب لبدئها الخميني!
لقد نشفت كل الارصدة بشراءالاسلحة وبيع النفط بأي وسيلة واي سعر للحصول على معدات الحرب وعلى ضمان خطوط الامدادات العسكرية والمدنية وليست نفوط العراق وايران. ان كل دول الخليج قد جندت مواردها النفطية في هذه الحرب والكل اخذ ينتج وبأقصى قدرة مما انعش السوق واخذت عصافيره تزقزق انها اكبر تراجيديا يختلط فيها الدم بالنفط بصناديق الاسلحة وهي دورة حياة اوممات للريع النفطي وغير النفطي. بهذه الحرب ضربت اقوى قوى في المنطقة واستنزفت طاقتهما وكانت امريكا واسرائيل وراء ادامة عمر هذه الحرب فضيحة ايران غيت، ضرب المفاعل النووي العراقي بالطائرات الاسرائيلية تزويد العراق بالمعلومات العسكرية عن تحركات القطعات الايرانية، وبعد 8 سنوات ارادت امريكا ايقافها فأوقفتها من خلال المساهمة بشكل مباشر بحماية ناقلات النفط الكويتية والقصف المباشر لبعض المواقع النفطية. وعلى رأي الاستاذ سعد البزاز فأن هذه الحرب كانت أم لحرب اخرى قادمة! في كتابه الموسوم ـ بحرب تلد اخرى. حيث ما مرت سنتين على نهاية الحرب العراقية الايرانية 88 حتى دخل صدام الكويت 90 ومعه قائمة بالمسببات اغلبها نفطي: اغراق السوق، خفض الاسعار، سرقة نفط الرميلة وغيرها. وحصلت الحرب السريعة وكانت سريعة بخطف كل احتياطيات الريع النفطي للكويت والسعودية واغلب دول الخليج بل قد استدانت لتغطية تكاليف الحرب على العراق " من لحم ثورة أطعمة وجاء الحصار ليكون اكبر جريمة بحق شعب العراق بحيث صار لاجئا في بلاده وصار معزولا عن كل معالم الحياة الطبيعية انها وصمت عار بجبين امريكا والامم المتحدة بحيث اعتبروا شعب العراق قاصرا وهم الذين يطعموه ويطببوه بماله الذي اصبح سائبا لمدة 13 عاما وعملية سرقة ثروات العراق سائرة على قدم وساق حتى الان دون طائل.
احتلال العراق بداية الانحدار الامريكي:
قال مود، وهوالقائد العسكري البريطاني اثناء دخوله بغداد بعداحتلالها عام 1917، جئنا محررين ولسنا فاتحين! وقالها بريمر الحاكم المدني للعراق بعد احتلاله، جئنا لتحرير العراق واشاعة الديمقراطية فيه!؟
ما اشبه اليوم بالبارحة؟
ان التواجد الامريكي المباشر في لب هذه المنطقة النفطية، صاحبة اكبر احتياطي عالمي للطاقة يعني أمرين اولهما: استهتار بأي شكل من اشكال الشرعية واستسهال للعملية ذاتها اي الاحتلال العسكري المباشر هذا الاسلوب الذي امسى قديما للاستعمار القديم، ويبدو ان انهيار الاتحاد السوفياتي ومعسكره الاشتراكي قد سمح بعودة هذا الاسلوب القديم الى التداول!.
ثانيهما: انهم قادمون لترتيب الاوضاع في هذه المنطقة الحساسة من العالم وهذه الترتيبات لاتحدث الا بالتواجد المباشر، اما دعاوى الخطر الاسلامي والارهاب العالمي فهي هوامش يجري تضخيمها هوليوديا من اجل التغطية على ترتيبات التحكم المطلق بالمصدر الاساسي ولانغالي ان قلنا المصدر الوحيد المطلوب عالميا للطاقة على مدى العقود الثلاثة اوالاربعة القادمة ونجاح هذه الاجراءات يعني نجاح للسيادة الامريكية على العالم الى ما شاء الله.
اعلن بوش: ان منطقة الشرق الاوسط يجب ان تكون سوق واحدة لها افضلية الشراكة مع الولايات المتحدة خلال العشر سنوات القادمة.
لدمج اقتصاديات المنطقة بالاقتصاد الاسرائيلي والعراق بثقله سيكون الجسرلهذاالدمج بعد ان فتحت ابواب مصر والاردن فاللعراق نفطه وامكانياته الاخرى. وهنا جاءت تسريبات عن النية لاعادة الحياة لانبوب النفط العراقي القديم الى ميناء حيفا !؟ يتندر من استباح الحرمات قائلا: ان المال العربي عندما يكون بأياد يهودية ستتحقق المعجزات وبحماية امريكية!؟
لقد اعلن بريمر الباب مفتوحا بقوانينه الخاصة بالملكية والاستثمار، وخاصة الاستثمارات النفطية الاحتكارية ودعى الى تخصيص الجزء الاعظم من الصناعةالنفطية، مما يعني انقلابا على التأميم وعلى الانجازات الوطنية التي تعطي الشعب سيادته الحقيقية على ثرواته ومقدراته.
لعنة العراق ستلاحق المحتلين واذنابهم وسينقلب السحر على الساحر وهي البداية.
.

أديب الدعفس
28-01-2008, 12:45
موضوع جميل ... وهو مناسب في وقتنا الحالي
يعطيك العافيه أخوي بلال سلوم
وياهلابك،،

حاتميه
28-01-2008, 01:48
لعنة العراق ستلاحق المحتلين واذنابهم وسينقلب السحر على الساحر وهي البداية

يااارب

الله ينتقم منهم ويرد كيدهم بنحرهم

يعطيك العافيه بلال

شكرا لك

سر القوافي
30-01-2008, 02:28
http://www.up-00.com/uploads/fvc89167.gif (http://www.up-00.com/)